الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

55 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1 200958 6153

د. ابراهيم والعيز - باحث دراسات إسلامية – المغرب:      

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، والركيزة الأساسية التي يقوم عليها صرحه المتين، وعلى مدى قوتها وتماسكها المستمدين من عقيدة الأمة المستوحاة من هدي الكتاب والسنة، تتوقف البنية الاجتماعية برمتها في مناعتها وسلامتها وفعاليتها وقدرتها على الاستقرار والصمود والعطاء. فما مفهوم الأسرة؟ وما هي وظائفها في المجتمع؟ وما شروط ومقومات استقرارها؟ وكيف يمكن صونها وحمايتها من التفكك والانحلال؟

الإجابة على هذه الأسئلة تستلزم مناقشة هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور، يتضمن أولها الأسرة الصالحة كأساس لصلاح المجتمع؛ فالأسرة في التصور الإسلامي أساس العيش الطيب؛ لذلك أولاها الإسلام عناية خاصة، فخصها بالحظ الأوفر من تشريعاته في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة صيانة لها وضمانا لسلامتها؛ لأن سلامتها تعني سلامة حاضر ومستقبل الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء، وخرابها يعني خراب كل ذلك.

ويمكن تعريف الأسرة بأنها: «الوحدة التأسيسية لشبكة العلاقات الاجتماعية من نسب وزواج ومصاهرة، والتي تبث في أفرادها الراحة النفسية والإحساس بالأمان والاستقرار الاجتماعي، وتساعدهم في حل مشاكلهم الخاصة والعامة»، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم21).

والأسرة باعتبارها نواة المجتمع واللبنة الأولى في بنائه، تتلخص وظيفتها في إصلاح المجتمع وضمان استقراره، وتحقيق نمائه وازدهاره، من خلال توفير ظروف الصلاح وأجواء الاستقامة القائمة على الفعالية والإيجابية وتولي زمام المبادرة. ويمكن تلخيص ذلك في ثلاث نقاط:

- الأسرة تحفظ أمن المجتمع وتضمن استقراره، وذلك بتطهيره من مختلف الآفات التي تهدد أفراده، كانتشار جرائم القتل والاغتصاب، وتفشي ظاهرة العنف، وازدياد ظاهرة تشرد الأطفال واستغلالهم في الدعارة والمخدرات من قبل العصابات الإجرامية.

- الأسرة الصالحة تهيئ الجيل الصالح الذي يصلح الأرض ويعمرها بالعمل الصالح، وحفظ حقوق الغير، وأداء الواجبات كما أمر الله سبحانه وتعالى، ويساهم في القضاء على الفساد بكل ألوانه، أو التخفيف منه على الأقل، عملا بقوله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} (الأعراف 56).

الأسرة الصالحة هي الأصل في إنشاء مجتمع صالح يكثر فيه الإنتاج والفعالية وأخذ المبادرة في مجال فعل الخير والتعاون عليه، لبناء مجتمع متماسك قوي تسود فيه أخلاق التكافل والتضامن، استجابة لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة 2).

الأسرة المستقرة

إن الأسرة التي تحافظ على الوظيفة المنوطة بها في صناعة الإنسان وبناء العمران وإصلاح المجتمع والسعي إلى حفظه وصيانته من كل الآفات وجميع الأخطار؛ هي الأسرة المستقرة، واستقرار هذه الأسرة لابد له من شروط ومقومات، أختصرها فيما يلي:

1- الاختيار الموفق للزوج الصالح، وقبول الزوجين بعضهما ببعض، وتوافقهما في المشاعر والتصورات والأهداف.

2- الحضور المؤثر للأبوين في الأسرة وفي محيطها؛ بالقدوة الحسنة والنصح والتوجيه وزرع المحبة بين أفرادها.

3- اهتمام الأبوين بالوازع الديني وتربية الأبناء عليه، صيانة للأسرة من الضياع والانحراف؛ لأن الدين صمام الأمان من جميع الأخطار.

4- تحلي أفراد الأسرة جميعهم بمكارم الأخلاق كالصبر والعفو والعفة والمعاشرة بالمعروف، لحفظ تماسك الأسرة وغرس أخلاق التراحم والتعاون بين كل عناصرها.

5- توفير الدخل المناسب الذي يؤمّن للأسرة احتياجاتها الأساسية؛ ضمانا لقسط من الرفاهية والطمأنينة والسعادة والاستقرار.

فإذا توفرت هذه الشروط والمقومات، لاشك سيتحقق المقصد الشرعي من دعوة الإسلام إلى تأسيس الأسرة وبنائها لمقصد السكينة والطمأنينة، والمودة والرحمة؛ وتحقق هذا المقصد هو العامل المؤثر الأول الذي يساعد الأسرة على القيام بوظيفتها الاجتماعية المتمثلة في حفظ الفضيلة في المجتمع، والتغلب على ضدها من مختلف الرذائل التي تهدد سلامة المجتمع وأمنه.

تحصين ضد التفكك

حتى تكون الأسرة على مستوى المسؤولية المنوطة بها، لابد من التفكير في حمايتها من عوامل التفكك والانحلال، خاصة في الزمن الحاضر الذي أصبحت فيه الأسرة مستهدفة بالتخريب من قبل المغرضين الذين يتربصون الدوائر بالإصلاح وأهله، ويحبون أن تشيع الفاحشة في الأسرة العمود الفقري للمجتمع.

وهناك جملة من القواعد يساعد حضورها وتفعيلها على صيانة الأسرة وحمايتها من الضياع والتفكك والانحلال، ومن هذه القواعد نذكر ما يلي:

- التزام كل أفراد الأسرة بالمقومات الشرعية للأسرة الناجحة، ويتحقق ذلك بتفعيل أحكام الشريعة الإسلامية وآدابها فقها وتطبيقا؛ (الاختيار الحسن للزوج، والمعاشرة بالمعروف بين أفراد الأسرة، واستحضار الوازع الديني في التربية، وبر الوالدين...).

- تنظيم دورات تدريبية وندوات علمية بهدف إطلاع الأزواج والأبناء وجميع أفراد الأسرة على الأدوار الشرعية المنوطة بكل فرد، مع الاجتهاد في ربط ذلك بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذج الكمال البشري في حسن معاملة أهل بيته.

- قيام جميع مؤسسات المجتمع (مساجد، ومدارس، ووسائل الإعلام...)، بواجبها في دفع جميع الأخطار المهددة لاستقرار الأسرة، خصوصا ما يتعلق بسوء المعاشرة، والعقوق، والعنف، وإهمال حقوق الأسرة، وغيرها من الأخطار التي تفرغ الأسرة من فحواها وتعرقل وظيفتها في التربية والإصلاح.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال