السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 13912625 1151100194962470 5308842833364983597 n

نورا ياسر سليمان

كاتبة مصرية

من المؤلم للزوجة والأولاد أن يغيب الأب لفترات طويلة عندما يضطر رب الأسرة في كثير من الأحيان أمام ضغط الاحتياجات المادية التي تعانيها معظم الأسر إلى الاغتراب بحثا عن مصدر رزق أوسع؛ دون زيارة لزوجته وأولاده.. ويكون كل همه جمع المال لتوفير الرعاية المادية لهم، دون النظر إلى خطورة غيابه عنهم سواء من الناحية الاجتماعية أو التربوية أو النفسية..

 ويتجاهل تأثير الفراغ السلبي الذي يتركه بغيابه على الأبناء وعدم وجود راع لسلوكهم أو مراقب لتصرفاتهم، ويتجاهل حال الأم التي بالكاد تستطيع القيام بواجبها مع وجوده فكيف يكون حالها في ظل غيابه وتحملها مسؤولياته إضافة إلى ما تحمل من أعباء.

مشاعر

تقول خديجة الشربيني (موظفة) أنا متزوجة منذ 10 أعوام ومنذ ذلك الوقت وزوجي في سفر دائم لا أراه سوى شهر في كل سنة، ونظرا لغيابه أشعر بأن المسؤولية أكبر من طاقتي ولابد أن نتحملها معا، كما أن غيابه يؤثر على مشاعري فعندما أحتاج إليه لا أجده بجواري، وبالنسبة للأولاد أصبحوا يشعرون بحاجتهم إليه وأصبحوا يقارنون بين حياتهم وحياة زملائهم في المدرسة، فوالد صديقه يحضره إلى المدرسة يوميا أما هو فيذهب ويعود بنفسه.. هذا الشعور السلبي مؤلم جدا بالنسبة للأولاد ولي.

تفكك

يقول د. محمود بدر أستاذ الطب النفسي: نظرا لغياب الزوج نجد صورا عديدة للتفكك، ولكن كيف يمكن للأسرة أن تبقي على تماسكها وحبها إذا أرغمت ظروف الحياة رب الأسرة على أن يسافر للعمل؟ إن أخطر مشاكل هذه التجربة يكمن في الجانب النفسي لأن الزوج يشعر فجأة بغربة كبيرة، فإحساس كهذا كاف لشل جميع طاقاته خاصة الفكرية، ونجد أن بعضهم لم ينجح في تكوين علاقة صداقة واحدة، والسبب أن نفسيته تكون بين مد وجزر، فجسده يتحرك في الغربة وعقله وقلبه هناك عند زوجته وأبنائه في بلده، هذا من جانب الزوج.

ويتابع: أما الزوجة فمسؤولياتها تزداد لأنها أصبحت أما وأبا لأبنائها، وعليها تنظيم شؤون المنزل كلها حتى تلك التي كان يقوم بها الزوج، فتعيش تحت ضغط نفسي كبير خشية الفشل أو التقصير، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل هذا البعد سيكون سببا في تقليل مشاعر المودة والارتباط التي كانت بينهم قبل السفر؟ لاشك أن الحل الأمثل هو أن تعمل الأسرة جاهدة على أن تبقى مجتمعة حتى لو تطلب الأمر بعض التضحيات، فالاستقرار النفسي الكامل لا يتحقق إلا بوجود أفراد الأسرة معا، ولكن إذا كان الوضع لا يسمح بذلك فإن البديل يجب أن يكون في استخدام وسائل الاتصالات المتعددة والحديثة، فالهاتف أهم هذه الوسائل، ولكن تخطئ الزوجة عندما تتصل في وجود الأبناء لأنه في هذه الأثناء يكون الاتصال روتينيا، ولا مجال لتبادل المشاعر، ولذا لابد من أن يكون هناك اتصال فردي كل فترة ليتمكنا من تبادل التعبير عن مشاعرهما، وعلى الزوج أن يرسم لزوجته صورة واضحة عن حياته اليومية وكيف تسير أمور حياته، وعلى الزوجة أن تبعث برسالة مماثلة وأن تستشيره في تفاصيل حياتهم وتستمع إلى رأيه فيشعر الزوج بأنه لايزال صاحب مكانة رغم الفراق.

التواصل الإلكتروني

وهناك التواصل الإلكتروني فيجب على الزوجين معرفة كيفية استخدامه قبل السفر لأنه يحدث تقاربا حقيقيا رغم البعد. ويؤثر على الاستقرار النفسي لهم، كما أنه من المهم ألا ينسى كل من الزوجين التواريخ المهمة في حياتهما الزوجية حيث إن تذكرها يشعر الطرف الآخر بأهميته. تقول نادرة شكري استشاري علم النفس: رغم أن الكثيرين يأخذون مقولة «البعيد عن العين بعيد عن القلب» على أنها حقيقة، لكن ليس كل بعد ينتج عنه جفاء أو نسيان، ولنأخذ الزوجين مثلا فقد يقرران بعد حياة زوجية مستقرة أن يبتعد كل منهما عن الآخر فيما يشبه الإجازة القصيرة، كنوع من التجديد للعلاقة بينهما، وحتى يعودا وقد أصبح كل منهما في اشتياق للآخر، ولن يحدث ذلك إلا إذا كانت العلاقة بينهما قوية قائمة على التفاهم لأنه إذا لم تكن العلاقة كذلك فقد يصبح البعاد ذا أثر سلبي مما يسهم في ضعف العلاقة الزوجية وربما تفككها.

وقد يكون البعد، مما يكون له آثار سلبية ليس على مستوى العلاقة بين الزوجين فقط، ولكن على الأبناء أيضا وما ينتج عن هذا الوضع الأسري غير المستقر من انعكاسات سلبية على المجتمع ككل. لذلك هناك عدة نصائح تقدمها د. نادرة للزوجين لكي يتفادى كلاهما فقدان الآخر معنويا، وحتى لا تصل العلاقة بينهما إلى جفاء.

صلة لا تنقطع

الحرص على عدم الافتراق، وليكن السفر بالأسرة مجتمعة، وإن كان هذا غير ممكن، فليكن الغياب لفترة أقصر من المعتاد حتى لو كان ذلك يتكلف تكاليف مالية زائدة، حتى لا يكون غياب الرجل عن أسرته أمرا واقعا ومسلما به ومقبولا لجمع المال، كما أنه لابد من الاتصال اليومي بينهم خاصة في ظل التقنيات الحديثة، ولابد أن يدبر الزوج وقتا كافيا ليتحدث فيه مع زوجته وأبنائه بصورة شبه يومية لكي يكون على صلة بهم لا تنقطع، ولكي لا يشعروا بغيابه عنهم فيعتادوا هذا الغياب.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال