الأحد، 24 سبتمبر 2023
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

البخاري.. أمير المؤمنين في الحديث

د.محمد صالح عوض - عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة: إن الحياة في ظلال الحديث الشريف، نعمة ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

281 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الافتتاحية

225222

فيصل يوسف العلي :

الإعلام في العصر الحالي له تأثير في جميع الجوانب الفكرية والاجتماعية والثقافية والسياسية، والفرق بين الإعلام الصادق النافع والإعلام الكاذب الفاضح اختلاف الأهداف والطرق وتوصيل المعلومات، فالأول يتمسك بالصدق ويتسم بالأمانة ويعتمد على الإقناع والعدل لتحقيق الرسالة في ظل المنهج الرباني، فهو لا يثير النعرات ولا التفاهات، لأنه ينطلق من القيم والآيات، {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، وقوله {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنا}، { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، فمن هذا المنطلق ينطلق الإعلام السامي الهادف.

ووسائل الإعلام لها القدرة على تغيير أفكار ومعتقدات الناس والتأثير على مفاهيمهم، فلابد من وضع خطط وطرق لحماية المجتمعات من الإعلام الفاسد الهابط، وذلك بوضع أفضل الوسائل العلمية الحديثة، والدراسات المعاصرة في أنظمة الاتصالات والأفكار السليمة، لأن أحوال العالم والأمم وعاداتهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة، ومنهاج مستقر، إنما هو الاختلاف على مَرِّ الأيام والأزمنة والانتقال من حال إلى حال، وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأبصار، فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول، سنة الله التي قد خلت، ومتى ما تحقق ذلك، وكان على المستوى المطلوب، والأهداف نبيلة تحقق الإعلام المنشود.

فيصل يوسف العلي :

الرفق ضد العنف، ومن أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من الخير. وإن العنف يلغي العقل، باعتبار أنه ينظر بعين واحدة، ويأمر بالكره لكل من خالفه، ويورث الحقد والعداوة. ولكي تزدهر
الحياة البشرية في المجتمع، وتتأصل كرامة الإنسان من الاحترام والإنصاف، بعيدا عن التعدي والانحراف، ينبغي رفض العنف، فأي مجتمع يسود فيه العنف لا يمكن أن يتقدم ويتطور، وتقام فيه العدالة.
وقد تتحول الاختلافات الفكرية والسياسية والاجتماعية إلى عنف تسود فيه القيم السلبية من التعصب والتنازع والقهر والاستبداد، مقابل قيم العدالة والحرية والتفاهم والاحترام.
والخلاف بين الناس سنة إلهية كونية. وما نراه من العنف والنزاع ينشأ في الأصل من البعد عن المنهج الرباني، والتعاليم الحكيمة، والإرشادات القويمة، والنصائح العظيمة، التي أرشد بها الرسول " صلى الله عليه وسلم" أمته في خطبة الوداع.
ولقد جاءت الشريعة لتقرير الحقوق والواجبات وكفالتها للجميع، من دون تمييز، وقد قالوا في الأمثال:
من لم يحسن إلى الناس قبحت إساءته، ومن حسنت مساعيه طابت مراعيه، ومن كرم خلقه وجب حقه، ومن ساء خلقه ضاق مَذْقه.
فالقواعد والأصول اللازمة للوصول إلى الحق والصواب في النزاعات والمجادلات والحوارات، هي: العدل والوفاء، والرفق والعطاء.. ارحم من دونك يرحمك من فوقك، ومن أساء فعلى نفسه اعتدى، ومن طال تعديه كثرت أعاديه. فالعنف والتعصب
كم جلبا للإنسان من شر، وأوقعا صاحبهما في خسر.
فاحرص مع الآخرين على الرفق والإنصاف، ولا تضخم مسائل الخلاف، واحذر آفة الانحراف.
العنف؛ من اتصف به ضاق صدره، وغاب وعيه، وجانبه الصواب.
وعليك بالرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، لأن به تسهل الأمور.
ورافق الرفق في كل الأمور فلم يندم رفيق ولم يذممه إنسان
ولا يغرنك حــــظ جــــره خــــرق فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
ومن يحرم الرفق يحرم الخير.

فيصل يوسف العلي : 

العلم أشرف ما رغب فيه الراغب، وأفضل ما طلب وجَدَّ فيه الطالب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب، لأن شرفه ينم عن صاحبه، وفضله ينمي عند طالبه، قال تعالى « قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ» (الزمر : 9 ) ، فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل، لما قد خُصَّ به العالم من فضيلة العلم، وإن كل العلوم شريفة، ولكل علم منها فضيلة، والإحاطة بجميعها محال، وإذا لم يكن إلى معرفة جميع العلم سبيل، وجب صرف الاهتمام إلى معرفة أهمها والعناية بأولاها وأفضلها.. علم الدين لأن الناس بمعرفته يرشدون، وبجهله يضلون.

واحذر المتعالمين، الذين ناموا عن العلم فما استيقظوا، وبالغوا قبل أن يبلغوا، فركبوا مطايا الخير للشر، فالواجب على العالمين ألا يقولوا إلا من حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه لكان الإمساك أولى به، وأقرب من السلامة.

ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، ومن حدّث قبل حِيْنِه افتضح في حِيْنِه، ولا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويُقدَّرون أنهم يصلحون، ونعوذ بالله من أناس تشيَََّخوا قبل أن يَشِيخُوا، وذلك بكشف الأقنعة عن حقيقته، وهتك باطله وما ينطوي عليه من خسف وإفك؛ تبيانا لنزع الثقة منه، والتحذير من الاغترار به.. وهذا واجب أهل الإسلام أمام كل متعالم.

هـذا وإني بــعــد ممتــحن بأر

فظ، غليظ، جاهل، متمعلم

متفيهق، متضلع بالجهل، ذو

بعة وكـــــلهــم ذوو أضغـــان

ضخم العمامة، واسع الأردان

ضلع، وذو جلح من العرفان

فيصل يوسف العلي :

إن حاجة الأمة ماسة لفهم القرآن، ومن لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذة القرآن  شيئا..فتدبَّر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن وهو كلام رب الأرباب، لا تنتهي عجائبه وكله عجاب، هو حبل الله المتين، أوثق الأسباب، تشتاق إليه قلوب العلماء اشتياق الظمآن إلى الشراب، لم ينزل لنقرأه باللسان دون فهم وبيان، ولا لنعلقه على مداخل البيوت والحيطان، ولا لنجعله تمائم على الأطفال والصبيان، فالمقصود فهم معانيه لقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (ص: 29) .

فالسعيد من صرف همته إليه، ووقف عقله وفكره عليه، فالقرآن هو المعجزة الباقية، والحجة البالغة، وليس هناك من قوة إقناع، أبقى أثرًا في النفس من النص القرآني، فهو يأخذ بمجامع القلوب، ويسمو بها إلى صالح العمل، فيهدي الأمة إلى طريق الخير والسعادة، لما يتضمنه من الخصائص العلية، والدلائل الجلية، في آياته البينات، والأمثلة الواضحات، تبصرة للناس لعلهم يعقلون ويتفكرون، وحقيقة الإيمان هي التي صورها لنا القرآن، وجعلها شرطا في استحقاق لقب المؤمنين الصادقين، ولقب المتقين، ولقب أولي الألباب، فعليك أن تنظر في مرآة القرآن الكريم لترى فيها صورة الإيمان الصادق، وصورة الإيمان البهرج الزائف، فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب، وأنزله بأبدع معنى وأعذب أسلوب، قال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام: 38)  .

فيصل يوسف العلي :

إن للحرية حدودًا لا يتجاوزها أحد، ولأجل ذلك قيّض الله للناس مرشدين من الأنبياء والمرسلين؛ ليكبتوا عبث الناس في تهافتهم على ابتغاء ما يصبون إليه، تجنبًا لما ينطوي عليه ذلك من أضرار، فسنوا لهم الشرائع والقوانين والنظم، وحملوهم على اتباعها؛ ليهنأ عيشهم، فطرأت من ذلك الشرائع والعوائد والآداب والأخلاق، وصارت الحريات محدودة بحسب الجمع بين مصالح الجماعات، وبألا يُلحِق المتصرف بتصرفه ضررًا بغيره، وألا يعود تصرّفه عليه بالمضرة والخيبة.

والإسلام دعا إلى صلاح البشرية من جميع النواحي، وبصلاح البشرية يستقيم نظام العالم؛ لأن الإنسان هو سلطانه، والإصلاح الاجتماعي هو الغرض الأسمى للإسلام؛ لأنه نابت على أعراق الفطرة، فكانت جامعته فطرية، مقبولة في النفوس، سهلة التسرب إلى القلوب النيرة؛ لأن مبناها على سهولة الحق ووضوحه وبساطته، كما أخبر القرآن عن ضد الإصلاح في قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (البقرة: 205).

إن مراعاة الأنظمة والقوانين والمحاسبة عليها من أهم العوامل التي تؤثر في استمرار بقاء المدنية، وواجب أن يراعى فيها دفع المضار بالحماية من طوارقها، وجلب المنافع، وتسهيل المرافق.

لأجل ذلك شرعت الحسبة، وهي وظيفة دينية اجتماعية، وهي من باب التعاون على البر والتقوى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والحسبة نظام رقابي تصحيحي، من شأنه الإشراف على المرافق العامة، وتنظيم عقاب المخالفين، وهو شامل لكل معروف في الأقوال والأفعال والهيئات، والنهي عن المنكرات، ويسمى صاحبها محتسبًا، ومن أبرز شروطه أن يكون عارفًا بالأحكام والأنظمة والقوانين، بدقة وتفصيل، مع العفة واللين، والرفق والرحمة والأمانة، وفي وقتنا الحاضر أجهزة الدولة هي التي تقوم بهذه الوظائف كلٌّ على حسب اختصاصه.. فأصبح نظامًا مدنيًّا وأمميًّا اجتمعت على استحسانه جميع الملل والنحل، ومن الخطأ البيّن الشائع أن يختزل هذا الإصلاح الاجتماعي في تغيير الفواحش وتقييد الحريات، فهو نظام عام، يحمل الناس على المصالح العامة، مثل المنع من المضايقة في الطرقات، وإزالة ما يتوقع ضرره، ومنع الغش والتدليس في المعايش وغيرها، وفي المكاييل والموازين ونحوها.

إن ترك مثل هذا النظام من أخطر عوامل الفوضى، فلابد من تحقيق المصالح ودفع المفاسد، كلٌّ بحسب اختصاصه، وعلى قدر طاقته، مصداقًا لقوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ} (هود: 116)

دير جنادلة الغنايم تكرِّم حفظة القرآن الكريم

القاهرة – عبدالناصر العمدة: للعام الثالث على التوالي، شهدت قرية دير الجنادلة مركز الغنايم ...

أميمة عتيق تكتب: كيف تستقبلين شهر الصيام؟

 أميمة عتيق - باحثة وكاتبة مغربية: تقبل علينا في هذه الأيام القادمة نسمات عطرة للشهر الفضيل، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال