الخميس، 25 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

31 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 

القاهرة – الشيخ عبدالآخر حماد الغنيمي:

في عاميتنا المصرية نُعبِّر عن الشيخ المسن بأنه رجل عجوز،وفي بعض البلاد العربية يخصون لفظ عجوز بالمرأة، وأما الرجل فهو عندهم شيخ فقط.

وقد سمعت حين زرت اليمن قديماً صديقاً يمنياً ينكر طريقة أهل مصر في ذلك، ويقول: إن الله تعالى يقول عن سارة رضي الله عنها لما بُشرت بإسحاق: (قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً) [هود: 72]، فجعلتْ وصف العجوز خاصاً بها، أما زوجها إبراهيم عليه السلام فقد وصفته بأنه شيخ فدل ذلك على أن الرجل لا يوصف بأنه عجوز .

ولم يكن لدي وقتها جواب محدد إلا أني قلت لمحدثي: إنه يمكن أن يقال إن ما جاء في القرآن الكريم هو الأفصح، لكن لا يعني ذلك أنه لا يصح إطلاق وصف عجوز على الرجل؛ وذلك لأن القاعدة الصرفية أن ما كان على وزن فعول إذا قصد به معنى اسم الفاعل استوى فيه المذكر والمؤنث، فيقال رجل صبور وامرأة صبور؛ لأن لفظ صبور هنا بمعنى صابر، ومثله رجل طهور وامرأة طهور، لأن طهور هنا بمعنى طاهر، وبما أن عجوز بمعنى عاجز فإنه يصح فيما أرى أن يقال رجل عجوز وامرأة عجوز .

ثم وجدت في بعض المعاجم وكتب اللغة ما يشير إلى صحة ما ذهبت إليه فقد أورد الفيروزأبادي في القاموس المحيط سبعة وسبعين معنى لكلمة عجوز فذكر منها الشيخ والشيخة، وقال ابن منظور في لسان العرب: ((ويقال للرجل عجوز وللمرأة عجوز)) .

وفي كتاب وحي القلم للأديب العظيم مصطفى صادق الرافعي، مقال بعنوان: (العجوزان)، والرافعي في ذلك المقال يتحدث عن رجلين لا عن امرأتين، وقد ذكر في الحاشية أن بعض أهل اللغة يجيزون وصف الرجل بأنه عجوز، وإنْ كان جمهورهم على أن العجوز وصف خاص بالمرأة إذا شاخت وهرمت.

ثم ذكر الرافعي رحمه الله أنه مع الرأي القائل بجواز وصف الرجل بأنه عجوز، ثم قال: ((ولو لم يأت فيه نص عن العرب لابتدعناه وزدناه في اللغة، ووجهه عندنا أن الرجل والمرأة إذا بلغا الهَرَم فقدا خصائص الذكورة والأنوثة، فلم يعودا رجلاً وامرأة، فاستويا في العجز، فكان الرجل قميناً أن يشارك المرأة في وصفها، فيقع اللفظ عليهما جميعاً)).[ وحي القلم: 3/ 65]

وأقول: إن ما ذهب إليه الرافعي رحمه الله من جواز إطلاق وصف عجوز على الرجل رأي مقبول، كما سبق نقله عن علماء اللغة الأقدمين، ولكن هذا الذي قاله في تعليل ما ذهب إليه هو - فيما أرى - إلى أن يكون طرفةً أدبية أقرب من أن يكون تحقيقاً علمياً رصيناً؛ وذلك أنه إذا كان الباعث على تساوي الرجل والمرأة في وصف "عجوز" أنهما إذا بلغا الهَرم فقدا خصائص الذكورة والأنوثة فاستويا، أقول إذا كان ذلك هو الباعث فما بال العرب يطلقون وصف عروس على كل من الرجل والمرأة وغالب ما يكون العُرس في سن الشباب الذي تكون فيه الاختلافات بين الرجل والمرأة أشدَّ ما تكون؟! ولذا لا أرى وجهاً لهذا التعليل الذي ذهب إليه الرافعي رحمه الله، ويكفي ما ذكرناه قبل قليل من أقوال اللغويين السابقين.

بقيت نقطة أخيرة وهي المتعلقة باستعمالنا للفظ عجوزة في وصف المرأة إذا هَرِمت، فقد أنكر ذلك بعض أهل اللغة، قال صاحب القاموس: (( ولا تقل عجوزة أو هي لُغيَّة رديئة))، وفي اللسان عن ابن السكيت أنه قال: ((ولا تقل عجوزة، والعامة تقوله))، هذا مع أن صاحب اللسان كان قد قال قبل ذلك بقليل: ((والعجوز والعجوزة من النساء الشيخة الهرمة، الأخرى قليلة))، وما دام قد نقل عن العرب ولو في لغة قليلة إطلاق العجوزة على المرأة فإن الظاهر أنه لا بأس بذلك وأنه ليس بخطأ، ولعل محل ذلك حالة ألا يذكر الموصوف؛ فإنَّ المذكور في كتب الصرف أن صيغة فعول إذا كانت بمعنى اسم الفاعل ولم يذكر الموصوف فإنه تلحقها التاء للدلالة على التأنيث منعاً للاشتباه، فتقول رأيت صبوراً للمذكر، ورأيت صبورةً للمؤنث، أما إذا ذكر الموصوف فإن التاء لا تلحقها فتقول رجل صبور وامرأة صبور، فعلى ذلك تقول رأيت عجوزاً للمذكر،ورأيت عجوزة للمؤنث ؛لأنك لم تذكر الموصوف، أما إذا ذكرت الموصوف فإنك تقول: رجل عجوز وامرأة عجوز، هذا الذي يظهر لي والله المستعان.

عبد الآخر حماد

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال