الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

444 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

sanosey

القاهرة – الوعي الشبابي:

بعد توقف بسبب أزمة كورونا، عاد “صالون الدكتور عبدالحميد إبراهيم للثقافة والعلوم والآداب” بالقاهرة، ليستأنف فعالياته، بمحاضرة للباحث السنوسي محمد السنوسي، عن الجوانب الفكرية للناقد والمفكر الكبير د. عبد الحميد إبراهيم، رائد “الوسطية العربية”؛ بحضور نخبة من الأدباء والباحثين.

تطرق د. محمد صالحين، أستاذ الفكر الإسلامي بكلية دار العلوم- المنيا، في البداية إلى “دستور الصالون”، موضحًا أنه يُعنى بخدمة اللغة العربية وترسيخ الهوية ودعم الباحثين.

وأشار “صالحين” إلى أن الصالون فكري وأدبي وثقافي، ويبتعد عن النشاط الحزبي والسياسي، وسبق له عقد ثلاث فعاليات، لكن توقف بسبب أزمة كورونا، وسيواصل نشاطه في خدمة الأدب واللغة والثقافة.

بدوره، أكد د. حسام الزمبيلي، رئيس الصالون، أن الوالد الراحل عبد الحميد إبراهيم قدم “الوسطية العربية” للتعبير عن مذهب أدبي عربي أصيل، ينطلق من الذات ويتحاور مع الآخر، ويبحث عن الحكمة أينما وُجدت.

وذكر “الزمبيلي” أن اللغة العربية تحتاج لمزيد من الدعم حتى تصير لغة للعلم والحضارة، كما كانت من قبل، وأنها لغة محفوظة بوجود القرآن الكريم الذي ضمن لها الخلود.

وفي محاضرته أوضح السنوسي محمد السنوسي، الباحث في الفكر والأدب، أن د. عبد الحميد إبراهيم شخصية فكرية أدبية أغنتْ حياتنا الثقافية، ومثَّلت نموذجًا في الانطلاق من الذاتية الحضارية، وفي الثقة بالنفس؛ واستطاعت أن تتجاوز موقف الدفاع عن الذات، وأن تُدلي بدلوها في بلوة مذهب أدبي وفكري، بما يصلح للإفادة منه والبناء عليه.

وأشار السنوسي إلى أن “الوسطية العربية” كما أصَّل لها عبد الحميد إبراهيم، هي: تَـجاوُرُ الشيئين أو المتضادين مع تمايزهما، وأن هذا التجاور لا يعني أن نعيشهما معًا، وإنما أن نوازن ونعدل بينهما لكي نصل إلى “الصراط المستقيم”. فالخير والشر يتعايشان داخل المخلوق الآدمي؛ لأن إلغاءهما من طبيعة الجماد، وإلغاء الشر من طبيعة الملائكة، وإلغاء الخير من طبيعة الشيطان.

وأضاف: التفكير الثنائي موجود عند كل الأمم، ولكنه يتخذ صورة مميزة عند كل حضارة؛ ولهذا تختلف الوسطية العربية عن: عدالة أفلاطون، وسطية أرسطو، الوسط الصيني، ثنوية فارس، تعادلية توفيق الحكيم.

وذكر أن عبد الحميد إبراهيم حدد ملامح الوسطية العربية في: 1)الجمع بين الشيئين 2)التوازن بين الشيئين 3)الحركة بين الشيئين 4)السكينة. وأن جوهر الإسلام: نظرةٌ وُسطى لا تغلِّب جانبًا على حساب الجانب الآخر، ووضوح واستقامة، وحركة بين الأشياء مستمرة لا تهدأ، ما دام المرء يعيش حالة الرجاء والخوف معًا، وهي حركة هادفة لا تصل إلى حد القلق المرضِي، لأنها محوطة بعناية الله؛ ولا تبتغي الوصول إلى السكون إنما إلى السكينة.

وتطرق “السنوسي إلى “المحاور الفكرية” لعبد الحميد إبراهيم؛ موضحًا أنها تتمثل في مشروعه الفكري “الوسطية العربية”، وفي موقفه من الانتماء الحضاري، والتفاعل الحضاري، ورؤيته لأهمية اللغة العربية وثرائها.. وللمصطلحات والمذاهب الأدبية وأنها بِنْتُ بيئتها الحضارية.

وتابع: “المصطلح” هو كبسولة مركزة لتاريخ فكري طويل ولصراع مذهبي؛ فحين تُطلَق في بيئتها تجرّ خلفها هذا التاريخ الطويل. ولكل حضارة ألفاظها ومصطلحاتها التي تفتح الباب على ماهيتها، وتسوقنا إلى فلسفة هذه الحضارة وموقفها من الكون والحياة. والمذاهب الأدبية تكون من واقع بيئة وفلسفة خاصة، فلا يمكن أن نتبناها أو نطبقها على واقعنا؛ لأن هذا سيصيبنا بالاضطراب وعدم الفهم لخصوصيتنا.

كما تطرق “السنوسي” إلى ملامح “الشخصية الفكرية” لعبد الحميد إبراهيم، متمثلة في الموسوعية حيث تجاوَزَ التخصص الدقيق وقرأ في مختلف العلوم لصياغة مشروعه.. وفي الإنصاف مع المخالف والتحلِّي بالنَّفَس الهادئ للمعالجة.. والبحث عن الحكمة أينما وُجدت.. والمراجعة الفكرية وعدم الجمود، إضافة إلى الشجاعة الفكرية كما في موقفه من الدكتور طه حسين، الذي انتقل من التماهي معه إلى الدعوة لتجاوزه؛ لأن عظمة طه حسين وعظمة جيله، لا تكون بالتركيز على تلك الشخصية والتعبد بآرائها؛ ولكن تكون بالبحث عن امتدادها، وتلمُّسِ الأجيال التي تغني حياتنا الأدبية.

والدكتور عبد الحميد إبراهيم ناقد وأديب ومفكر، ولد بمحافظة الأقصر عام 1935م. حصل على الدكتوراه من دار العلوم. وتولى عمادة كلية الدراسات العربية بالمنيا. أسس وأشرف على مهرجان طه حسين بالمنيا لثلاثة عشر عامًا، ونشر أكثر من خمسين كتابًا في الأدب والنقد والحضارة العربية الإسلامية، ومئات المقالات في الصحف والمجلات. فاز بجائزة “رجاء النقاش للنقد الأدبي” في دورتها الأولى. وتوفي في 10 يناير 2012م.

من أهم كتبه: موسوعة الوسطية العربية- مذهب وتطبيق (9 أجزاء). نقاد الحداثة وموت القارئ. القصة اليمنية المعاصرة. الأدب المقارن من منظور الأدب العربي- مقدمة وتطبيق. طه حسين- الوثائق السرية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال