الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

444 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

250px معوض عوض إبراهيم

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

انتقل إلى رحمة الله الشيخ المعمر معوض عوض إبراهيم، بقية مشايخ الأزهر، عن عمر ناهز المائة وست سنوات، وُلد سنة 1330هـ وتوفي الأربعاء سادس شوال 1439هـ الموافق 20 يونيو 2018م. وقد درس على الشيخ علي بن سرور الزنكلوني (ت1359) وطبقته، وعاش بعده ثمانين سنة.

ظل طوال حياته قامة دينية وثقافية فريدة من نوعها، عشق الكلمة منذ طفولته، فأحب الشعر والأدب وأبدع فيهما، ولأن خير الكلمات ما سطرها خالق العباد وأوحاها إلى خير خلقه محمد "صلى الله عليه وسلم" ، فقد حرص على حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وعلى أن يسخر ذاته للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كتابةً وقولًا وعملًا، فقضى أكثر من 70 عامًا يدقّ أبواب العلم وقلوب الراغبين في الصراط المستقيم، وعلى امتداد نحو 106 عام ظلّ رحمه الله مرشدًا ومعلمًا داخل مصر وخارجها في العديد من البلاد العربية والإسلامية.. فكانت حياته رحلة طويلة من الجهاد العلمي.

الشيخ معوض في سطور

ولد الشيخ معوض عوض إبراهيم الأزهري الحنفي – رحمه الله- عام 1330هـ - 1912م بقرية كفر الترعة الجديد بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، والتحق الشيخ بالأزهر الشريف عام 1344هـ -1926م، بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، وحصل على الابتدائية عام 1348هـ - 1930م وكان شيخ المعهد الأزهري حينئذ الشيخ الكبير عبدالله دراز والد الدكتور الشيخ محمد عبدالله دراز رحمهما الله، وبعدها حصل الشيخ على الكفاءة عام 1933م وعلى الثانوية من معهد طنطا عام 1358 هـ - 1935م.

أولع الشيخ منذ نعومة أظفاره بحب اللغة العربية ودراسة الأدب والاهتمام به، ولقد بلغ من تفوقه في فن الأدب أن أستاذ الأدب أهداه كتاب مقامات بديع الزمان وكتب عليه إهداء له، وذلك لنبوغه في فن الأدب إثر محاورة بينه وبين زميل من زملائه، وفي نفس العام نشر له الأستاذ عباس محمود العقاد الكاتب الجبار كما كان يسميه سعد زغلول قصيدة تحت عنوان (استعذاب العذاب) التي استهلها بقوله:

يا ماخرًا في عباب الهموم أي عباب

وضارباً في فيافي الآلام والأوصاب

وقد نشرت هذه القصيدة في عدد مجلة السياسة الأسبوعية الممتاز التي كان يصدرها محمد حسين هيكل وزير المعارف -رحمه الله - وكان ذلك عام 1934م بمناسبة مرور عام على صدور كتاب حياة محمد "صلى الله عليه وسلم" ، وكان الشيخ حينئذ بالصف الثاني الثانوي الأزهري.

التحق الشيخ بكلية أصول الدين بالقاهرة بالخازندارا، بعد إنهاء المرحلة الثانوية في المعهد الديني الأزهري بطنطا، وكان عميد الكلية آنذاك الشيخ الإمام الكبير الشيخ عبدالمجيد اللبان رحمه الله.

أكمل الشيخ سنتين في تخصص الدعوة عام 1363هـ - 1941م، ثم بعد ذلك عين واعظا في أسوان عام 1942م – إلى عام 1945م، ثم في الفيوم من عام 1945 إلى عام 1948م، ثم في مدينة بورسعيد من عام 1948 إلى عام 1956م، وفي عام 1952م حصل فضيلته على تخصص التدريس والتربية من كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، لأنه لا يعين في التدريس إلا من حصل على تخصص التربية والتدريس من جامعة اللغة العربية وهي لمدة سنتين، وكان الشيخ واعظ بورسعيد في ذلك الوقت حينما نال هذة الشهادة.

رحلاته

سافر الشيخ إلى لبنان مبعوثًا للأزهر الشريف للوعظ والتدريس من عام 1956 إلى عام 1962 – في الكلية الشرعية ببيروت، ثم زار اليمن ست مرات متقطعة بعد عودته من لبنان، والتقى فيها هناك بمفتي اليمن الشيخ عبدالله زبارة، رحمه الله، واشترك معه في عدة حلقات من البرنامج «في نور الإسلام» في التلفزيون الكويتي.

عاد الشيخ بعدها إلى مصر فأنشأ المعهد الديني الأزهري في بورسعيد عام 1964م، ثم توجه بعدها إلى الأردن عام 1965 إلى عام 1969م، وكان مقره ميناء العقبة الميناء الوحيد بالأردن، وبعدها عاد الشيخ إلى مصر وعمل مفتشًا ومراقبا للوعظ في القوات المسلحة، ومحاضرًا في الدراسات العليا بقسم الحديث في كلية أصول الدين حتى عام 1973م، ثم مدرساً في كليه الشريعة بالرياض عام 1973م ثم باحثًا علميًّا في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء إلى عام 1976م، ثم عمل بعدها مدرسًا في كليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم عمل رئيساً لقسم الدعوة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت بداية من عام 1979 الذي أنشأ فور تعاقده في الوزارة حتى عام 1985م.

زار الشيخ بعد ذلك باكستان وزار الكليات العلمية الشرعية في كراتشي وبيشاور ولاهور وقابل هناك فضيلة الشيخ الدكتور أحمد العسال رحمه الله الذي كان نائبا لمدير الجامعة الإسلامية العالمية، وزار الشيخ عدة دول أخرى كالبحرين وقطر، وسافر إلى سورية فزار دمشق مرتين وحلب وحمص وحماة أثناء عمله في الكلية الشرعية ببيروت.

وبعد عودة الشيخ من باكستان عمل عضوًا في لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله، متفرغًا للكتابة في الصحف والمجلات داعياً إلى الله بكلمة هادية بانية حريصًا على النصح للآخرين.

من زملائه وأصدقائه

فضيلة الشيخ العلامة محمد خاطر مفتي الديار المصرية، وفضيلة الشيخ العلامة المحقق أحمد صقر، وفضيلة العلامة الكبير الشيخ محمد أبوشهبة، وفضيلة الشيخ الدكتور محمود غرابة، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبدالرحمن بيصار، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالمنعم النمر، وفضيلة الشيخ محمد خليفة الأباصيري، وفضيلة الشيخ محمد الطيب النجار، وفضيلة العالم الجليل شيخ الدعاة العلامة محمد الغزالي رحمهم الله رحمة واسعة، وغيرهم ممن يصعب حصرهما.

شيوخه

تتلمذ الشيخ على كوكبة نيرة من أكابر علماء الأزهر الشريف، أخذوا العلم كابرًا عن كابر، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: فضيلة العالم الرباني العلامة الشيخ محمد الأودن رحمه الله، والشيخ العالم الجليل العلامة محمد سلامة صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن، وفضيلة الشيخ العلامة الجليل محمد عبدالعظيم الزرقاني، صاحب كتاب مناهل العرفان، وفضيلة العالم الجليل العلامة الحجة المسند الشيخ علي سرور الزنكلوني، وعنه يروي فضيلة الشيخ معوض بأسانيده المتصلة، وفضيلة الشيخ الجليل العلامة الفقيه محمد أبوزهرة، وفضيلة الشيخ الجليل محمد يوسف موسى، وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم، رحم الله الجميع، وكان الشيخ محمد أبوزهرة يقول: الشيخ معوض ابني البكر والشيخ محمد الغزالي ابني الثاني.

ومن الأعلام الذين عاصرهم وكانت بينه وبينهم مواقف وذكريات يتجلى فيها ارتباط الشيخ بالأكابر من العلماء فضيلة الشيخ الإمام الفقيه العلامة الشيخ عبدالله المشد، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد الخضر حسين وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبدالرحمن تاج، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر العالم الجليل الدكتور عبدالحليم محمود، وغيرهم من السادة أهل العلم الأكابر أمثال الإمام العلامة فقيه الشام الشيخ الصيدلاني أبي اليسر عابدين حفيد الإمام العلامة الكبير صاحب الحاشية المعروفة بحاشية ابن عابدين، الذي استمع إلى محاضرة في الفقه المقارن لفضيلة الشيخ معوض التي ألقاها على طلاب كلية الشريعة، وقد كان الشيخ معوض حينئذ أستاذًا في الكلية الشرعية بلبنان، وفرح الإمام الفقيه الصيدلاني علامة الشام الشيخ أبواليسر بما قاله الشيخ وبما قاله طلابه، وربت على الكتف اليسرى للشيخ معوض ودعا له بالخير.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏حشد‏‏‏

مؤلفاته

أسهم فضيلة الشيخ معوض بمجموعة من المؤلفات النافعة الماتعة منها على سبيل المثال: كتاب «الإسلام والأسرة السعيدة» طبع في بيروت 1960م، و«قبس من الإسلام» طبع في بيروت 1962م وطبع مرة اخرى بعنوان «عناصر الإسلام وطرق هديه»، وكتاب «إنسانية العبادات في الإسلام» في القاهرة 1970م، و «ملامح من هذا الدين» طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة 1970م.

وكتاب «مع البخاري في كتاب العلم من صحيحه»، طبع بالكويت 1982م وسيطبع مرة أخرى مع تنقيح وزيادات يضيفها الآن فضيلة الشيخ، وكتاب «الرسول والرسالة في شعر أبي طالب» طبع بالكويت 1983م، و«عنصر الهداية في القرآن الكريم» طبع بالكويت 1983م، و«ركائز المجتمع المسلم في سورة الحجرات» طبع بالكويت 1983م، وطبع مرة أخرى في القاهرة، و«ذلك الدين القيم» طبع بالاسكندرية 1996م. و«الأولاد ودائع الله عندنا» طبع بالقاهرة 2002م، ومن الكتب أيضا كتاب «مشاهد الوجود وشواهد التوحيد»، وكتاب «نفحات القرآن» وكليهما طبع في دار الدعوة بالإسكندرية عام 2008، وغيرها من الكتب الأخرى التي طبعت والتي لم تطبع، وظل الشيخ حتى آخر يوم في حياته مواصلا كتابة المقالات في الجرائد والمجلات مع مراجعة كتبه ومؤلفاته ومحاولة إخراج مخطوطاته التي لم تطبع بعد.

الأزهر الشريف ينعى أكبر المُعمَّرين الأزهريين

وقد نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، العالم الجليل الشيخ معوض عوض إبراهيم، أحد علماء الأزهر الشريف وأكبر المُعمَّرين الأزهريين، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 106 أعوام.

ونوه الأزهر الشريف بما قدمه الراحل الكبير، منذ تخرجه في كلية أصول الدين قبل نحو ٧٩ عامًا، من عطاء مشهود وعلم وافر، كان خلاله مثالًا للعالم والفقيه الأزهري، بعلمه وفكره الوسطي المعتدل.

 

التعليقات   

0 #1 كمال عبد المنعم محمد 2018-06-24 09:38
رحم الله فضيلة العلامة الشيخ معوض رحمة واسعة فهو نموذج يحتذى به وقدوة حسنة لكل الأجيال أسأل الله تعالى أن يجعل ما قدم فى موازين أعماله الحسنة وألحقنا به على أحسن حال
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال