الوعى الشبابى على مواقع التواصل
تواصل معنا عبر الفيس بوك
البخاري.. أمير المؤمنين في الحديث
د.محمد صالح عوض - عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة: إن الحياة في ظلال الحديث الشريف، نعمة ...
المتواجدون على الموقع
المتواجدون الأن
285 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
- تاريخ آخر تحديث: 24.09.2023
✍ سلامة عبدالقادر المحاميد - باحث شرعي:
إن معرفة تراجم العلماء الربانيين والاطلاع على سيرتهم وناصع حياتهم لمن المثبتات العظيمة، خصوصًا في زمن كثر فيه الفساد وعظم فيه الإفساد وانتشرت فيه الفتن، وليست هذه المعرفة بدعًا منها، وليست كتابة ذلك ببدع من الكتابة، فإن القرآن الكريم خلّد مآثر فضلاء الناس وخيارهم وذكر طرفًا من سِيرهم ثم أمر نبينا "صلى الله عليه وسلم" باتباع سبيلهم ونهجهم بقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام:90).
ولما في ذلك من تثبيت للمكارم وتأييد للأخلاق والمبادئ العالية فيجد الناس أمامهم أمثلة واقعية ونماذج تطبيقية لمن تحلى بها إيمانًا وعملا وفكرًا وسلوكًا...
ومن أولئك الأماجد: الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله.. ولنقف على نبذة من سيرته العطرة
أولا: اسمه ونسبه
هو الشيخ حسن بن مرزوق بن عرابي بن غنيم الخالدي حبنكة الميداني. من قبيلة بني خالد العربية المعروفة التي تقطن بادية حماة من أرض الشام، وحبنكة: هو لقب للعائلة.
والميداني: نسبة إلى حي الميدان الذي سكنه مع عائلته، وهو من أحياء دمشق العريقة.
ثانيا: مولده ونشأته
ولد رحمه الله سنة (1326) للهجرة/ (1908) للميلاد، ونشأ في أسرة بسيطة بساطة البادية، وتعيش على تربية الأغنام وما تنتجه من الحليب والصوف...إلخ، فلم تكن الأسرة التي نشأ فيها أسرة علماء وفقهاء، ومع ذلك فإنه نشأ منذ طفولته محبًا للعلم والعلماء والفضيلة، فتعلم في الكتاب القراءة والكتابة والقرآن من خلال مدرسة الشيخ شريف اليعقوبي، وظهرت على الشيخ علامات النبوغ المبكر، فكان حاد الذهن، لمّاحًا، سريع الخطرات، حاضر الذهن لا يكاد يفوته أمر مما يهتم بمعرفته، وكان فصيح اللسان يقول الشعر على البديهة، ومن شعره الرائق:
قد ذقت في شرع الهوى ألم النوى
وطويت ذكرى الظاعنين فما انطوى
عللت نفسي بالرجاء عشية
فإذا الصباح بنار يأس قد كوى
سئم الفؤاد من الحياة وبؤسها
والجسم من مس المصائب قد خوى
نفد التصبر بعد طول تحرق
ففزعت للقرآن ألتمس الدوا
فوجدته يشفي الصدور فمن
يرد آياته يصدر بأوفر ما نوى
ثالثا: طلبه للعلم
لم يقنع الشيخ بما درسه في مدرسة اليعقوبي فقط، ولم تكن عنده القدرة المالية للالتحاق بمكتب عنبر، فاتجه إلى مشايخ حيّه الذي كان يسكن فيه فلازم الشيخ «طالب هيكل» وأحبه الشيخ طالب حبًا كبيرًا فخصص له أوقاتًا يعلمه فيها بمفرده في اللغة والأدب والفقه، ثم تاقت نفسه للالتحاق بالشيخ «عبدالقادر الأشهب» فأخذ عنه العلم بشكل أوسع من قبل، ثم بدأ يسمع عن كبار علماء دمشق القاطنين داخلها فاتصل بهم واحدًا واحدًا وتتلمذ على من كان يجد عنده حلقة للتدريس أو يطلب منهم درسًا خاصًا، والحاصل أن الشيخ كان متفرغا لطلب العلم مجتهدًا في تحصيله ليلا ونهارًا، وأعانه أبوه على ذلك بتكفله به وبأسرته.
رابعا: شيوخه
كان للشيخ علماء كثيرون أخذ عنهم العلم والأدب وتربى على أيديهم فكان بارًا بهم معظمًا مجلا لهم وكان يأمر طلابه بذلك أيضًا..
فمن أبرز شيوخه:
1- الشيخ عبدالقادر الأشهب رحمه الله.
2- الشيخ طالب هيكل رحمه الله.
3- الشيخ محمد بدر الدين الحسني رحمه الله.
4- الشيخ علي الدقر رحمه الله.
5- الشيخ أحمد العطار رحمه الله.
وغيرهم الكثير.
خامسا: تلاميذه
أخذ عن الشيخ رحمه الله طلبة كثيرون، فقد كان مربيًا فاضلا ومعلمًا كبيرًا وأبًا حانيًا، فكان رحمه الله يتابع طلابه ويتعاهدهم بالملاحظات والنصائح والتوجيهات، وبالتأنيب أحيانًا وبالكلمة القاسية أحيانًا وبالضرب أحيانًا أخرى.
ومن أشهر تلاميذه:
1- الشيخ عبدالعزيز أبازيد مفتي درعا رحمه الله.
2- الشيخ عبدالرحمن الطيبي الزعبي (من حوران) رحمه الله.
3- الشيخ عبدالكريم الرفاعي رحمه الله.
4- الشيخ صادق حبنكة الميداني (ابن أخي الشيخ) رحمه الله.
5- الشيخ موسى اللكود (من حوران) رحمه الله.
وغيرهم الكثير.
سادسا: نشره للعلم وما تقلده من مناصب
كان أكبر هم الشيخ رحمه الله نشر العلوم الإسلامية وتربية العلماء والدعاة والدعوة في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإعلاء كلمة الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح، ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وقد وهبه الله تعالى صفات القائد الحازم وأعطاه قدرة على التأثير بالناس، وكان يرى أن تربية طالب علم حتى يكون فقيهًا داعيًا إلى الله أنفع للمسلمين من تجميع عشرات الآلاف دون وعي وبصيرة، وكان يوجه المحسنين من أهل دمشق وغيرهم إلى الإنفاق على طلبة العلم ودور تعليمه.
وكان للشيخ منهجه الخاص بالتعليم والذي يمكن تلخيصه بأنه كان يعطي الطلاب مفاتيح العلم ويدربهم على استخراج المسائل وعلى المحاورة والمناظرة ويبين لهم أركان المسائل وشروطها وتفصيلاتها - هذا بالنسبة للكبار من طلابه -، أما المبتدئين منهم فكان يعطيهم الحظ الأوفر من الشرح والتفصيل والبيان، وكان يخصص التدريس الليلي من بعد صلاة العشاء لطلاب العلم من الصّنّاع وأصحاب المهن والذين يعملون بالمحال التجارية ولكل من لا يجد وقتا لطلب العلم نهارًا.
ومما شغله الشيخ من أعمال:
1- تدريسه بالجمعية الغراء.
2- شغل منصب الأمين العام لرابطة العلماء في سورية.
3- شغل منصب عضو للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وغيرها.
سابعًا: جانب من مواقفه الشجاعة
نذكر منها:
- خروجه ضد الاحتلال الذي حلَّ ببلاده.
- سعيه لإلغاء قانون الطوائف، وهو الذي يسمح للمسلمة بالزواج من رجل ليس على دينها كتابيا أو غير كتابي.
- مناصحته الجريئة لكل الحكام الذين تولوا في زمنه؛ مناصحة مقرونة بالحكمة والشجاعة.
- وقوفه وتصديه لإعلان التبرؤ من القيم والتقاليد القديمة (يعني الشريعة الإسلامية) والذي تطور معه حتى انتهى إلى سجنه وإصدار قرار رسمي بإغلاق الجمعية التعليمية التي أنشأها.
ثامنًا: وفاته
بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والإرشاد، أعلنت مآذن دمشق وإذاعتها الرسمية نبأ وفاة الشيخ فعم الحزن وذرفت العيون في سائر البلاد الشامية، وتوافد الناس لتشييعه رحمه الله.
توفي الشيخ رحمه الله ليلة الاثنين الرابع عشر من شهر ذي القعدة عام (1398) للهجرة الموافق للخامس عشر من شهر تشرين الأول لعام (1978) ميلادية، وصلي عليه في جامع بني أمية الكبير بدمشق عقب صلاة العصر من نفس اليوم، ودفن في الزاوية الشمالية الشرقية لغرفة من لواحق جامع الحسن بحي الميدان، بعد خلاف كبير بين مشيعيه على مكان دفنه، وقدر المشيعون لجنازته بست مئة ألف، واكتظت الشوارع من المسجد الأموي إلى حي الميدان.
دير جنادلة الغنايم تكرِّم حفظة القرآن الكريم
القاهرة – عبدالناصر العمدة: للعام الثالث على التوالي، شهدت قرية دير الجنادلة مركز الغنايم ...
أميمة عتيق تكتب: كيف تستقبلين شهر الصيام؟
أميمة عتيق - باحثة وكاتبة مغربية: تقبل علينا في هذه الأيام القادمة نسمات عطرة للشهر الفضيل، ...
مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب
القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...