الخميس، 25 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

25 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هى

3 18 2015 9 22 02 AM

الطيب أديب :

يعتبر أدب الأطفال وسيطا تربويا، يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابات عن أسئلتهم واستفساراتهم، ومحاولات الاستكشاف، واستخدام الخيال، وحب الاستطلاع، وإيجاد الدافع للإنجاز والتحرر من الأساليب المعتادة للتفكير، من أجل مزيد من المعرفة لنفسه وبيئته، مما ينمي سمات الإبداع لدى الطفل.

«إن حياة البشر تزداد تعقدا يوما بعد يوم، ونجاح الفرد في عصر المعلومات رهن بقدرته على مواجهة تعقد الحياة من حوله، سواء كانت على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي.. لقد كان المتعلم في الماضي يكفيه عدد محدود من طرق التفكير، كالتعليل والتسلسل المنطقي والتحليل المتعاقب ذي الطابع الهرمي، بدءا من الكليات وانتهاء بالعناصر الأولية.. وأمام الكم العديد من الظواهر المعقدة، لم يعد هذا التردد القليل من أساليب التفكير كافيا، ويجب أن يزود المتعلم بعُدة معرفية جديدة»(1).

وهناك قائمة طويلة بأنواع التفكير في الخطاب المعلوماتي التربوي الحديث، منها على سبيل المثال لا الحصر: التفكير الابتكاري- التفكير المفهومي- التفكير النقدي- التفكير العلمي- التفكير الاستشراقي- التفكير المتوازي- التفكير الجمعي-

التفكير العولمي وأنواع أخرى..

أطفالنا والتفكير العلمي

«أما التفكير العلمي المطلوب إشاعته بين الأطفال فهو طبع الأطفال على الحكم على المسائل والمشكلات بوعي شامل استنادا إلى ضوابط معينة، وليس هناك ما يجعل هذه الضوابط حكرا على العلماء دون غيرهم، أو الراشدين دون

الأطفال- إذا ما استثنينا بعض الفوارق في الدرجة- خصوصا أن التفكير العلمي هو نشاط ذهني يراد له أن يظل قائما، ليس في النظر إلى الظواهر المختلفة التي أصبحت موضع اهتمام العلوم، بل يتعداه إلى مختلف مسائل الحياة

اليومية»(2).

«وترافق توجيه الطفل نحو التفكير العلمي ظواهر عدة، أبرزها غرس اتجاهات لقبول نتائج الفكر العلمي، واتجاهات البحث عن الأسباب الحقيقية للظواهر، وتنمية حب الاستطلاع في جوانب الحياة ذات القيمة المرغوب فيها، وبناء

الآراء استنادا إلى أدلة كافية»(3).

«وعند تناولنا لموضوع التفكير العلمي عند الأطفال يجب علينا ألا نغفل دور البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الأطفال، إذ تؤثر البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الأطفال تأثيرا كبيرا في أساليب وأهداف ومستويات التفكير لديهم، حيث إن هذه البيئة

تزود الأطفال بالخبرات التي تعد المعين الأول للتفكير، وتشكل أنواع الحوافز والمواقف المثيرة لتفكيرهم، يضاف إلى ذلك أن حاجات الأطفال تؤثر هي الأخرى في تفكيرهم، وعلى هذا ففي الوقت الذي يعتبر التفكير نشاطا ذهنيا إلا أنه

يتحدد بالثقافة إلى حد كبير، حيث تبسط الثقافة ظلها عليه، وعليه فإن الثقافة التي تسود فيها القيم السلطوية تشيع تفكيرا سلطويا، والثقافة التي تشيع فيها القيم اللفظية تشيع تفكيرا لفظيا، والثقافة التي تشيع فيها الخرافات تنشر تفكيرا خرافيا،

بينما تشيع الثقافة التي تغلب فيها القيم العلمية تفكيرا علميا»(4).

كيف نساعد الأطفال على التفكير العلمي؟

عند تعاملنا مع الأطفال، على المؤسسات الثقافية والتعليمية وكُتاب أدب الطفل مراعاة الآتي:

- تشكيل طرق التفكير لدى الأطفال، لأن التفكير أنسب الطرق لاكتساب عناصر الثقافة، ويقودهم إلى الفهم، ويحفز الأطفال لاكتساب حقائق جديدة، ويهيئهم أيضا لمواجهة مواقف الحياة المختلفة والوصول للحلول.

- تجنب حشر ذهن الأطفال بالمعلومات، لأن المعلومات عرضة للتغيير.

- أن نجنب الأطفال الانفعالات الحادة، حتى لا نعيق عملية التفكير، وأن نترك لهم مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن أفكارهم.

- تجنب تقديم الحلول الجاهزة لهم بصورة مباشرة لنتجنب المزيد من أسئلتهم الكثيرة.

- أن ننمي فيهم القدرة على النقد وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، وأن نحرص على تشجيعهم على المناقشة في جو من الحرية والحوار الهادف.

- ضرورة تنمية الثروة اللغوية للأطفال لما للغة من أهمية في التعبير عن الأفكار.

- ألا نترك أطفالنا عرضة لتلقف المعلومات الجاهزة القادمة عبر الإنترنت والوسائط الإلكترونية المختلفة.

- ضرورة العمل على إنتاج أفلام كارتون ومسلسلات ومسرحيات وطنية، والتوسع في إنتاج مجلات متخصصة للطفل العربي، تنمي فيه الحس الجمالي، وتحببه في العلم، وتغرس فيه روح الابتكار التي يفتقدها الطفل العربي.

الهوامش:

1- د.نبيل علي، الطفل العربي وتكنولوجيا المعلومات، دراسة منشورة في كتاب ثقافة الطفل العربي، كتاب العربي، الكويت 2002م، ص222.

2- د.نعمان الهيتي، ثقافة الأطفال، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، مارس 1988م، ص 94.

3- د.نعمان الهيتي، المرجع السابق، ص 95.

4- د.نعمان الهيتي، المرجع السابق، ص 95.

maxresdefault

د.الأمير: النشء نواة المجتمع وجيل المستقبل وركائز الدين أساس تنميتهم

وفاء المستكاوي: زرع الثقة لدى الطفل في هذه المرحلة ينعكس على مستقبله

د.مصطفى: لسنا بحاجة إلى تغيير المناهج بل إلى أنشطة تربوية تؤهل الطفل نفسيًا

د.الناقة: تعزيز ثقافة النشء وتكامل الأسرة والروضة وتوافر المعلم الأبوي هو الأساس

القاهرة – هالة عبدالحافظ، منار محمد:

يُعد الطفل هدفًا أساسيًا للعملية التعليمية، لذا تعتبر مرحلة رياض الأطفال (التعليم ما قبل سن المدرسة)، عالمًا مستقلًا بذاته، له خصائص وقوانين، يعمل على تهيئة الطفل وإعداده، وفق قيم اجتماعية متباينة، يفترض أن تكون قويمة ومازجة بين الأصالة والحداثة؛ ليستقبل الطفل حياته التعليمية والاجتماعية برصيد جيد من الثقافة والخبرات البسيطة.. إلا أن واقع التعليم العربي الإسلامي، ربما لا يكون طموحًا أو ناجعًا مع تباين مناهج التربية والتعليم ومخرجاتها في مرحلة رياض الأطفال.. "الوعي الشبابي" تطوف بكم بعدد من التجارب، وتلتقي عدد من المعلمين والتلاميذ والمختصين؛ لنتعرف إلى واقع أطفالنا في سن الروضة.

حب

هالة: تضاعف معدلات الخيانة والطلاق سببه اهمال المرأة نفسها بعد الزواج!

خالد: فقدتْ اهتمامها بنفسها بعد الزواج ووزاد وزنها من 53 إلى 88 كيلوغرام!

علياء: لم أسمح للسمنة بأن تسكن جسدي لأفوت على زوجي فرصة الزواج من أخرى!

هاني: 16 كيلوغرامًا جعلتْ زوجتي أكثر نضارة وجمالا

د.خالد يوسف: الاستقرار النفسي والعاطفي وعوامل أخرى تزيد الوزن

د.أسامة طه: نتائج الدراسة نسبية تختلف من امرأة إلى أخرى

د.مدحت عبدالهادي: سبب رئيس في ظهور الجفاء الأسري والخرس الزوجي!

ريهام عاطف - القاهرة

"الحب والعواطف الإيجابية بين الجنسين من العوامل التي تساهم في زيادة الوزن، خاصة بالنسبة للجنس اللطيف".. هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة بريطانية حديثة، وأكدت أن أكثر من 60% من الأفراد يكتسبون وزنًا زائدًا، بعد دخولهم في علاقة عاطفية مستقرة.. لذا، ولكل الحريصات على رشاقتهن، انتبهن من آثار الحب على رشاقتكن، إلى التفاصيل.

z1

محمد خالد: الرجل بطبعه يعشق التجدد وهذا لا يتحقق إلا مع القوية الجريئة

حسام علي: بل ستظل الضعيفة الخجول الخيار الأفضل للرجل الشرقي

أحمد أشرف: اعشق الجريئة وهناك فرق بين الجرأة المبتذلة والطبيعية

د.فاطمة: الدراسة تتوافق مع المجتمعات الغربية.. والعربيات أصبحن أكثر انفتاحًا

د.طارق: الرجل لم يعد راغبًا في ضعيفة تكون سببًا في إحباطه وتراجع معنوياته

د.أمينة: الشرائح المجتمعية الأقل وعيًا ما زالت تكرِّس مفهوم الطاعة العمياء للرجل

د.سامية: أولويات اختيار الرجل الشرقي لشريكة حياته تختلف تمامًا عن الغربي

ريهام عاطف - القاهرة

نشأنا وتربينا على أن المرأة الخجول الضعيفة، هي التي تستحوذ على قلب الرجل وتتربع عليه؛ لتمثل على مدار سنوات، دافعًا لكثير من الرجال للارتباط بها، على عكس الجريئة قوية الشخصية، والتي يتوجسون خيفة منها ولا يفكرون فيها كرفيقة درب؛ لأنهم عادة يفضلون ذوات الأقل نفوذا وسلطة بدلًا من قويات الشخصية وذوات المراكز الاجتماعية والوظيفية المهمة، إلا أن دراسة حديثة قلبت هذا الموروث الاجتماعي، وأثبتت أن أكثر من 90 بالمائة من الرجال باتوا يحبون المرأة الجريئة، وأن قوة الشخصية ونعومتها في آن واحد هي التي تجذب الرجال.. لنتابع..

obla252212

كمال عبدالمنعم :

الأسرة معناها في قاموس العربية : الدرع الحصينة، وهي المجموعة التي يربطها رباط وثيق لدرجة «الأسر»، وهو ما اشتق منه لفظ الأسرة أيضا، فكل فرد فيها لابد أن يلتزم التزام الأسير تجاه آسره، والآسر هنا ليس عدوا في حرب، وإنما القيم الفاضلة والمثل العليا

 التي أرشدنا إليها الكتاب والسنة في ديننا الإسلامي الحنيف.

ونبت الأسرة من بدايته- أعني الزوجين- قام على أساس من الحب والود والقبول المتبادل، ليحقق أركان الأسرة الناجحة التي بينها الله تعالى في قوله: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، وأكدت الأحاديث الشريفة على تلك الأركان، وما يوصل إليها، روى ابن ماجه في سننه عن أبي أمامة أن رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله»، ولكن مع مرور بعض الوقت- قد يطول أو يقصر- من هذه الحياة الأسرية، نجد المشكلات تطفو على سطح تلك الحياة، وغالبية تلك المشكلات قد تكثر في أول سنة من هذا الزواج، ويرجع ذلك إلى أسباب، منها اختلاف طباع الزوجين اللذين لم يتوافقا بعد لقصر المدة التي جمعتهما، وقد يكون الخلاف بسبب مشكلات عالقة بينهما لم يتم حسمها قبل إتمام عقد الزواج، كعمل الزوجة مثلا، ومخالطة الزوجة لأهل الزوج في المعيشة من عدمه، وزيارة الزوجة لأهلها، وتوقيت ذلك، وكيفية إدارة الشؤون الاقتصادية لتلك الأسرة الوليدة، وغير ذلك مما يجدّ من أحداث قد تحتاج إلى المشورة من كلا الطرفين وإبداء الرأي، ويمكن أن يكون هناك طرف ثالث سوى الزوجين يُسهم في ظهور تلك المشكلات، ويكاد يتفق الجميع على أن الحماة (أم الزوج أو أم الزوجة) لها النصيب الأكبر في إذكاء روح الشقاق والخلاف في كثير من الأسر في مجتمعنا، ونتيجة لكل هذا يبدأ سلوك جديد في الطفو على سطح هذه الحياة الأسرية، ألا وهو سلوك العنف الذي قد يكون من طرف واحد، وفي الغالب يكون من الرجال، أو قد يكون متبادلا من الطرفين، حسب طبائع الأشخاص وما جبلوا عليه.

وإذا كان الكلام على العنف تحديدا في هذه السطور، فإنه يبدأ بالكلام الخشن، والوجه العبوس، والصوت العالي الذي يتبادله الزوجان، أو قد تكون الغلبة لأحدهما، ويتطور بعد ذلك إلى الشتم والسب واللعن والإهانة والإحراج، كل هذا في نطاق منزل الزوجية الذي قد يسمع به أهل الزوجين، أو ينجح الزوجان في جعله داخل جدران بيت الزوجية، وإن تم الأمر الأخير، فإن حل هذا الإشكال يكون سهلا، والعودة إلى الهدوء تكون أسرع، والندم على ما حدث يكون متبادلا، ويعتذر الطرفان، وتسير الحياة بطبيعتها في طريق البناء والاستقرار، أما إذا أفشيت الأسرار، وذاع خبر تلك المشكلات وهذا النزاع، فإن الخرق يتسع على الراقع، ويصعب رأب الصدع، ويحدث ما لا يحمد عقباه، لأن كل متلق لهذه الأخبار يتفاعل معها بطبيعته هو، وبالتالي تتعدد الرؤى ووجهات النظر، وردود الأفعال، والحلول المقترحة، وبالتالي يصعب الاتفاق على رأى واحد.

وقد يتصاعد العنف درجة في هذا الهرم، حينما يسيطر العناد على الطرفين، وبالتالي تتوتر تلك العلاقة، فتتخذ قرارات فردية أغلبها من الزوج، فيحرم زوجته من زيارة أهلها، ويلزمها بيت الزوجية فترة أطول، وبالتالي تتقطع أواصر المودة والمحبة بينهما، وتقطع صلات الأرحام، وكل هذا لم يأمر به ديننا الحنيف، فالزواج ينشئ علاقة «المصاهرة» التي من معانيها انصهار الأسرتين ليصيرا أسرة واحدة، تربطهما علاقة حميمة وقوية، فكيف نسعى لتفريقهما، وقطع العلاقات بينهما؟

إن بعض الرجال يتصف بالتسلط، وفرض الرأي بالقوة والعنف، بحجة أنه القوام على زوجته، سواء كان محقا، أو غير ذلك، ولا ننكر القوامة لأنها في دين الله وشرعه، ولكن ما مفهوم القوامة التي يحتج بها بعض الرجال من أجل إذلال الزوجة وحرمانها من حقوقها؟

قد يظن بعض الرجال ممن قل فهمهم في دين الله تعالى أن القوامة التي منحهم الله سبحانه إياها سيف مسلط على رقاب نسائهم، للتحكم فيهن تحكما قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى ظلمهن وهضم حقوقهن، ولا ينكر أحد أن القوامة شرع من الله تعالى، قال سبحانه: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34)، وقال تعالى: {وللرجال عليهن درجة} (البقرة: 228)، وقد روى أحمد وابن ماجه بسند حسن أن رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، ورغم كل هذا فقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن عشرة زوجاتهم فقال سبحانه: {وعاشروهن بالمعروف} (النساء: 19)، وروى أحمد والترمذي عن أبي هريرة  "رضي الله عنه"   أن رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم»، والمسلم الصادق الملتزم بأحكام دينه الحنيف يستخدم هذه القوامة كسبيل إلى حسن المودة والعشرة بينه وبين زوجته، فيحسن التوجيه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويصون عرضه، ويجنب أهله أماكن الفسق والفجور، ويحثهم على التستر والعفاف والوقار، كل ذلك في إطار من الرفق واللين والقول الحسن، حتى تؤتي النصيحة ثمارها، وتنفع الموعظة، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

وإنك لتعجب ممن تمتد يده إلى زوجته بالعنف، فيضربها ضربا مبرحا، لدرجة الإيلام والإيذاء، هذا لا يرتضيه عقل ولا دين، فإن المسلم ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، وروى الإمام أحمد- رحمه الله- في مسنده عن معاوية بن حيدة  "رضي الله عنه"   قال: قلت يا رسول الله: نساؤنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" : «حرثك، ائت حرثك أنى شئت، غير أن لا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت، وأطعم إذا أكلت، واكس إذا اكتسيت، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض، إلا بما حل عليها».

هذا العنف الذي يعتري الحياة الأسرية، يتأثر به الأبناء سلبا عند وجودهم، فلا يرى الأبناء والديهم إلا في شجار وعراك، وعنف متبادل، يصابون على أثره بالخوف والرعب والقلق، وقد يصل العنف إلى قمة هرمه بتفكك الأسرة وتشتتها، وانفراط عقد الزوجية والوصول إلى الطلاق الذي تنشأ معه المشكلات الموازية التي تخص الأبناء، فيعانون من غيبة المربي والناصح، خاصة إذا بحث كل من الزوجين عن شريك جديد لحياته، عله يعوض ما فات، أو يحقق معه سعادة غابت عن كل منهما في زيجة جديدة.

وإذا أردنا الإسهام في تجنب هذا العنف الأسري حتى لا نصعد إلى قمة هرمه، فلابد أن نذكر بأن البعد عن تعاليم ديننا، وغيبة الثقافة الدينية بشأن الأسرة، لهو السبب الأكبر في حدوث ذلك، ويعجبني الرجل الذي يلجأ قبل الزواج إلى عالِم يطلب منه النصح بشأن كيفية التعامل مع التي ستكون زوجته عما قريب، وما هي حقوقه وواجباته تجاهها، وماذا يفعل إذا حدث في الحياة مشكلة.. وما هي أقرب الطرق لحل المشكلات، وكذلك الزوجة لابد أن تبحث عن ناصح أمين لها، لتستقيم حياتها، ولتكون مهيأة لتلك الحياة الجديدة.

ولما كانت المشكلات الأسرية ظاهرة في المجتمع، فلابد للوعظ الديني أن يكون له دور، والإعلام له دور مماثل في ذلك، كذلك يمكن أن تتوافر بعض المراكز الأسرية الأمينة على الأسرار كي يلجأ إليها الزوجان عند تعثر الوصول إلى حل لمشكلة ما، بعيدا عن أهل الزوجين، ودرءًا لشبهة الميل وعدم الحيادية من أحدهما عند طرح بعض الحلول للمشكلات محل النزاع.

إن الوصول إلى قمة هرم العنف الأسري سهل، ولكن النزول منها يحتاج إلى وقت كبير، وإن نزل الطرفان (الزوج والزوجة) من هذه القمة لا ينزلان سالمين، بل لابد أن يكون لهذا العنف أثر كلما تناقش الطرفان في أمر ما.

وما أجمل خفض الجناح، والإعذار، وإقالة العثرة، والعفو، واللين، والمودة، والرحمة من أجل بقاء الجو الأسري خاليا من أي شائبة وعنف.

وأختم بما نصح الله به ورسوله حينما يصيب الإنسان وسواس شيطان يدفعه إلى الغضب والشر، وتكدير صفو الحياة، قال تعالى: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (فصلت: 36)، وفي الصحيحين عن سلمان بن صرد  "رضي الله عنه"   قال: كنت جالسا مع النبي  " صلى الله عليه وسلم"  ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي  " صلى الله عليه وسلم" : «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد» فقالوا له: إن النبي  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «تعوذ بالله من الشيطان...».

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.. اللهم آمين.

  

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال