الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هى

4 6 2015 9 05 53 AM

منير حسن:

أصبح اجتماع الأسرة على مائدة الطعام- كما كان في الماضي - عادة غائبة أفقدت الأسرة توازنها لأهمية هذا اللقاء اليومي المتكرر؛ فبفقدان هذه العادات بدأت الأسرة تتهرب رويدا رويدا بدعوى الانشغال وضاع مع هذا الانشغال ما كان يخلفه هذا الاجتماع من الحديث الودي والسكينة التي كانت تحل على المكان وما كان يتركه أطراف الحديث بين أفرادها، حيث تتراكم الخبرات، فكانت هذه الجلسات فرصة كبيرة لحل الكثير من المشاكل ولتصحيح الكثير من المفاهيم وكانت فرصه أكبر كي يقترب أفراد الأسرة من بعضهم البعض، فمع التطور التكنولوجي ما عاد يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم البعض وإذا جلسوا فإن التليفزيون يكاد يسرق هذه الجلسة.. حققنا في غياب هذه العادات وأثرها على الأسرة وعلى البناء الاجتماعي لها، فإلى نص التحقيق:

يقول وحيد صبري، مهندس، وأب لأسرة من 5 أفراد: نادرا ما ألتقي أولادي على مائدة الطعام بسبب كثرة انشغالاتي، فغالبا ما أكون في العمل وإذا حانت فرصة فراغ أعود للبيت مبكرا وأقوم بتناول وجبة الغداء أيضا مبكرا كي أحصل على قسط من الراحة، وفي كل الحالات لا أتناول الغداء مع الأسرة والأمر يتكرر مع وجبة العشاء. 

ويضيف: أحاول مرات كثيرة ترتيب مواعيدي، لتوافق مواعيد الأولاد والأسرة، فمن الصعب الاتفاق على موعد، فمع زحمة الحياة وارتباط كل فرد فيها بعمل سواء المدرسة أو استذكار الدروس يصعب التوافق على موعد واحد.

ولفت، إلى أن يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي تتجمع فيه الأسرة بأكملها، لأنه بمثابة يوم عطلة.

وأكد، هناك جزء كبير من المشكلة يتركز عند كثير من الأسر ويتلخص في عدم احترامهم لهذا الإجتماع على الطعام، أو إن شئنا فإننا نقول: إن هذه الأسر غير مقتنعة تماما بأهمية هذا الاجتماع ولذلك فإنها لا تلقي له بالا ولا تهتم به.

وتقول، سهير عبدالكريم، مدرسة، وأم لأسرة من 3 أفراد: أحاول جاهدة تجميع الأسرة ولكن ظروف عمل ومهام كل واحد تأبى ذلك، ولكنني أتحرى اختيار مواعيد تناول الوجبات في الأوقات التي تناسبنا جميعا.

وتضيف، أن وجبة العشاء وجبة رئيسية لابد أن تجتمع عليها كل الأسرة، وإذ لم تكتمل نضطر إلى تأجيل تناول الطعام حتى يجتمع الجميع وقد أرسينا مبادئ حازمة تتعلق باحترام مواعيد تناول الوجبات وهذا مدعاة لاجتماع الأسرة كثيرا على تناول أكثر من وجبة.

وتقول أنها تقوم بحل كثير من المشاكل عن طريق الاجتماع على مائدة السفرة، كما أن هذه المائدة تعد طريقة للتواصل بين أفراد الأسرة، بعدما كثرت المشاغل وطغت المادة والتكنولوجيا على كل شيء مما دفع أفراد الأسرة إلى الانشغال الدائم.. هذا منشغل بجهاز الكمبيوتر وهذا منشغل بالتلفاز والآخر مشغول بأعمال أخرى.

تقول علا حسن، طالبة جامعية: أصبح التقاء الأسرة على مائدة واحدة أمرا يكاد يكون مستحيلا لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال: أن أغلب أفراد الأسرة أصبحوا يميلون إلى وجبات الـ «تك واي»، وكثير من الأمهات تقوم بإعداد الطعام بهذه الطريقة المريحة بالنسبة لها ولانشغالها الدائم.

وتذكر، مهم للأسرة أن تلتقي على مائدة طعام واحدة وبالتالي تكون هناك فرصة للحديث مع الوالدين، بعدما أصبح الجميع مشغولا ولكن غالبا ما تكون مواعيد الطعام غير مناسبة لكل أفراد الأسرة وبالتالي يتناول أفراد الأسرة الطعام فرادى غير مجتمعين في مكان واحد.

وأكدت على أهمية أن تجتمع الأسرة على مائدة الطعام ولو ليوم واحد في الأسبوع، لأن ذلك يزيد التلاقي بين أفراد الأسرة، خاصة أنه لم يعد هناك وقت لتلاقي أفرادها، فأصبح لقاؤهم على الطعام هي الفرصة الوحيدة.

ويقول محمد علي شاهين، طبيب: غالبا ما تلتقي الأسرة على وجبة العشاء ولكن كل شهر، وعندما نلتقي ينشغل كل فرد من أفرادها بالأحاديث الجانبية وكثيرا ما ننشغل برؤية نشرة الأخبار بالتلفاز وبالتالي يحل علينا جميعا الصمت.

ويضيف: توجد مشكلة كبيرة في عدم تواصل أفراد الأسرة، سببها عدم اقتناع أفرادها بأهمية التقائهم على مائدة الطعام، وهو ما يدفع بقية الأسرة إلى الانشغال وعدم المواظبة على تناول الوجبات بشكل جماعي.

وأضاف: عندما أريد أن أفاتح والدي في موضوع مهم، أتحسس الوقت الذي يتناول فيه الطعام مع بقية أفراد الأسرة وأقوم بفتح الموضوع معه، لأنه وقت مناسب فتكون هناك فرصة أكبر للحوار والأخذ والرد على غير بقية الأوقات.

وأكد على أهمية أن تلتقي الأسرة بشكل دوري، فلقاؤها من خلال تناول الطعام مهم للغاية، وأهميته تتحدد في إذابة الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بين أفراد الأسرة.

ضرورة لبقاء الحياة الأسرية

ومن جانبها تقول د.سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: قوة العلاقة الأسرية ترتبط بقدرة أفرادها على الترابط والتلاحم، فاجتماع الأسرة يوميا على تناول الطعام يفتح الباب أمام المصافحة بين أفرادها كما يكون فرصة لحل الكثير من المشاكل ويمثل ضرورة لبقاء الحياة الأسرية.

وأضافت: لابد أن تبذل كل أسرة مجهودا كبيرا حتى يجتمع كل أفرادها على تناول الطعام لأن ذلك بمثابة الغذاء الروحي الذي تحتاجه الأسرة ولا يمكن أن تستغني عنه، كما لا يمكن التنازل عنه بدعوى الانشغال أو عدم الأهمية.

ولفتت إلى أن الانشغال الذي يفرض سياجا على بقية أفراد الأسرة من الاجتماع والالتقاء، فرصة قوية للأسرة تدفعها كي تبذل مجهودا أكبر كي تلتقي على الطعام، لأنها لن تستطيع أن تلتقي في غيره.

وأكدت أن غياب الاجتماع والالتقاء على مائدة الطعام ولو على وجبة العشاء أو الغداء قد يكون نتيجة كثرة المشاكل التي يعجز الوالدان عن معالجتها وربما يعجزان عن اكتشافها من الأساس، فكلما التقت الأسرة في جو من المرح والتسامح كان فرصة جيدة لحل هذه المشاكل.

وأنهت كلامها، بأنه لا توجد طريقة أو بديل يمكن أن يعوض الأسرة عن التقائها على مائدة الطعام وتجاذب أطراف الحديث.

أزمات نفسية

يقول الدكتور أحمد عكاشة، خبير علم النفس: تتولد أزمات نفسية لدى بعض أفراد الأسرة في حال غياب اللقاء اليومي سواء كان على الطعام أو اللقاء المنفرد والذي يبدو صعبا بالنسبة لحالات كثيرة من الأسر بسبب الارتباطات الخاصة بالعمل أو بعض المسؤوليات والمهام.

وأضاف: غياب هذه الاجتماعات يؤدي إلى أزمات نفسية، فالأبناء يحتاجون الوالدين أكثر مما يحتاجون الطعام، وكثيرا ما أنصحهما عندما تأتيني حالة مرضية بالاجتماع على الطعام بشكل يومي ومتكرر.

وأضاف أنه من فوائد الاجتماع اليومي على الطعام خلق التواصل بين أفراد الأسرة، فالأبناء يحتاجون لمترجم يفهمهم ويكون قريبا منهم، وهذا لا يتم إلا من خلال الأسرة، وغالبا لا يتم إلا على الطعام.

وأنهى كلامه، بأنّ ترهل العلاقة وضعفها بين أفراد الأسرة يكون مبعثه غياب الأسرة عن التواصل وبالتالي يخلف ذلك تأثيرا نفسيا ليس على الأبناء فقط، وإنما على كامل أفراد الأسرة.

hijab kid

لندن - الوعي الشبابي:

تشير نتائج دراسة جديدة نُشرتْ في المجلة العلمية British Journal of Psychology إلى أنّ النساء البريطانيّات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب بلّغن عن صورة ذاتية أكثر إيجابية، وكنَّ أقل قلقًا بخصوص وزنهنّ وأقلّ تأثّرًا من الجمال المثالي المعروضين في وسائل الإعلام الغربية.

7812212

د. آندي حجازي:

 شيء ممتع، كذلك الخروج مع ابنك أو ابنتك من أجل زراعة نبتة في حديقة البيت أو حديقة عامة، أو أرض قاحلة، الاهتمام معه بما زرعت ومتابعتها بالرعاية والسقاية والتقليم، فمن الجميل والمميز أن تعلم ابنك أهمية الزراعة وكيفية الزراعة، خاصة في زمن عم به الاهتمام بالأجهزة التكنولوجية والإلكترونية بشكل لافت فائق، وفقد الاهتمام بالنشاطات الخارجية والحركية وخارج البيوت.. فمن الممتع فعلا أن تغرس مع ابنك بذورا أو شتلات صغيرة وتسقيها دوما وترعاها وتراقبها مع طفلك وهي تنمو أمامه يوما بعد يوم، فهو سيشعر بسعادة كبيرة حينما يرى أن نبتته كبرت وأينعت وترعرعت وأصبحت تؤتي ثمارا طيبة، أو نتاجا مميزا يؤكل منه.

إن الزراعة مهنة الإنسان منذ القدم، ومارسها بعض الأنبياء، وحتى الرعي يعتمد على الزراعة.. والعمل بالزراعة ليس عيبا كما هي الصورة النمطية السائدة اليوم، بل إنها مهنة عظيمة مهمة لا تقوم الحياة بدونها، ولا يمكن للإنسان العيش بلا نتاج هذه المهنة، والأمن الغذائي والاقتصادي اليوم يعتمد على الزراعة.

في كل بلد تزرع نباتات مختلفة وفقا لمناخها، فبعضها تناسبها النباتات الموسمية، وبعضها النخيل، وبعضها الحمضيات أو الزيتون كالمناطق الجبلية، وبعضها النباتات البعلية كما في السهول.. فعلى الأب أو الأم تشجيع أبنائهم وبناتهم على زراعة النباتات المختلفة في أماكن متاحة، ولو في أحواض صغيرة داخل البيت أو خارجه، مع مراعاة طبيعة بلادهم وبما يمكن أن ينتج بها.

فكرة

ومن الجميل جدا أن تخصص الدولة أياما معينة من العام تنظمها وتشجع بها جميع المواطنين على الخروج لأماكن عامة جرداء من أجل زراعتها بنباتات متنوعة، كنباتات حرجية أو زينة أو مثمرة، فعندما تنمو تلك الأشجار بعد عدة سنوات ستصبح لدينا مزارع وحدائق وبساتين وغابات.. وهذا ليس خيالا، بل حقيقة كما يحدث في الدول المتقدمة ذات الطبيعة الخلابة، فلا تأتي من فراغ، بل من اهتمام سكانها وحكوماتها بالزراعة والتشجير. ومن الجميل أن تساهم الأسر والمدارس في الزراعة، وتخصص أيام من العام الدراسي من أجل زراعة المدرسة وحولها، أو زراعة أراض عامة يسمح بزراعتها، مع تعاهدها بالسقاية.

لماذا الزراعة؟

أولا: تعليم الأبناء أن الزراعة هي من طرق عمارة الأرض التي حث عليها الدين الإسلامي، فإعمار الأرض هدف أساسي لوجوده على هذه الأرض بعد عبادة الله وحده، وإعمار الأرض لا يكون بالعمران والبناء والصناعة فقط، بل بالزراعة والإنتاج أيضا.

ثانيا: تعليم الأبناء الاهتمام بالزراعة والنباتات معناه الاهتمام بالطبيعة وبجمالها وبمخلوقات الله تعالى الكثيرة والمتعددة، مما يزيد من إيمان الإنسان وتفكره في الكون، وحمد الله تعالى على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى. قال تعالى في سورة يس: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ  أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)} (يس33-35).

ثالثا: تعليم الأبناء الزراعة هو تطبيق للسنة النبوية، حيث حث رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  على ذلك بقوله: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر» (رواه البخاري، والإمام احمد). والفسيلة: النخلة الصغيرة، وكأنه  " صلى الله عليه وسلم"  يقصد: ليس عليكم ثمرة الجهد، ولكن عليكم الجهد وحده، ابذلوه ولا تتطلعوا إلى نتائجه. وقد قال رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" : «لا يزرع مسلم زرعا ولا يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» رواه البخاري ومسلم، وفي حديث آخر: «ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس». فأي حث أعظم من ذلك! وهناك أحاديث أخرى تشجع على الزراعة وإحياء الأرض غير الصالحة، من ذلك قوله  " صلى الله عليه وسلم" : «من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يستطع وعجز عنها فليمنحها آخاه المسلم ولايؤاجرها إياه». (أخرجه مسلم)

رابعا: تعليم الأبناء الزراعة ينمي لديهم الحس الوطني والقومي للاهتمام بالجمال في بيوتهم وبلادهم، وبزراعتها وبالحفاظ عليها خضراء منعشة جميلة.

خامسا: تعريف الأبناء أن الزراعة مصدر دخل قومي مهم وأساسي للكثير من البلاد، سابقا واليوم ومستقبلا، وقد يعمل الطفل الذي تعوّد الزراعة وأحبّها مشروعا اقتصاديا في المستقبل قائما على الزراعة، فيسهم في تقدّم بلاده وإعالة نفسه وأهله.

سادسا: توجيه الأبناء إلى أن الزراعة تسهم في حل الكثير من المشكلات اليوم كالاحتباس الحراري، لأن الأشجار تنتج الأكسجين وتمتص ثاني أكسيد الكربون، وحل مشكلة المجاعات والفقر والبطالة والتزايد في عدد البشر مع نقص الغذاء، وحل مشكلات اقتصادية قومية كثيرة لو تم التركيز على المشروعات الزراعية.

سابعا: مزاولة الزراعة تعلم الأبناء الصبر، فالمزروعات لا تكبر بين يوم وليلة، بل إنها من النشاطات التي تتطلب الصبر والمتابعة والاهتمام بالآخر.

ثامنا: الزراعة مع الأبناء تعلمهم أن نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، لا أن نعتمد على الآخر وعلى استيراد كل شيء، فانظر اليوم إلى التحكم الغربي والأجنبي في البلدان العربية نتيجة إهمالها في الصناعات والاختراعات والمشروعات الزراعية، فأصبحت أمة مستهلكة لا منتجة، تقع تحت رحمة الأمم الأخرى بل وتحت أطماع الدول ذات الطموحات التوسعية والاستعمارية.

تاسعا: ممارسة الزراعة مع الأبناء تورث السعادة والمتعة لقيامهما بنشاط مشترك مفيد وممتع، ويجعل بينهما اهتمامات مشتركة، وهذا الاهتمام يبدأ منذ الصغر، فلا ينتظر الأب ابنه كي يكبر ليشاركه في الزراعة، فجميع الأبناء قادرون عليه، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا.

عاشرا: تشجيع الأبناء على الزراعة في البيت يعني أن نأكل منتجات نباتية صحية من الفواكه والخضار، خاصة مع انتشار الهرمونات في المزروعات التجارية اليوم، ما جعلنا نأكل الكثير من الثمار المهجنة والممتلئة بالهرمونات والكيماويات التي تسبب عبر الزمن الكثير من الأمراض في الجهاز الهضمي والعصبي، والتي لا يعرف سببها.

الحادي عشر: تعليم الأبناء الاهتمام بالزراعة معناه تشجيعهم الاهتمام بالثروة الحيوانية، لأن جميع الحيوانات تعتمد على النباتات في استمرار حياتها، والثروة الحيوانية مهمة لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فهي سلسلة مستمرة.

 الثاني عشر: تشجيع الأبناء على الزراعة هو تشجيع لهم على العطاء وعلى محبة الآخرين، ومساعدتهم والبعد عن الأنانية، لأنه ليس من الضرورة أن ما نزرعه اليوم سوف نأكل منه غدا، فقد نأكل منه نحن أو غيرنا، وقديما قالوا: «زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون»، فهذه ضمن دورة الأجيال.

 

 

خبراء يحددون ضوابط ممارستها ويحذرون من ألعاب القتل وسفك الدماء

 

القاهرة: ثناء مصطفى:

تتزايد الألعاب الإلكترونية في المجتمعات العربية يوما بعد يوم، بشكل تحول إلى ظاهرة جذبت الأطفال إليها بمختلف فئاتهم. ومع تزايدها تزايدت شكاوى الأباء والأمهات من نشوء سلوكيات سلبية على أولادهم، منها العدوانية، الانعزالية، والعصبية، فضلا عن العديد من الأضرار الصحية كالتشنج، وفقد الرغبة في الطعام، وعدم القدرة على النوم المستقر.. "الوعي الشبابي" رصد هذه التأثيرات وكيفية الوقاية منها في السطور القادمة.

6655er4re

عبدالحميد غزي بن حسن :

تؤكد الأبحاث التربوية أن ما يحصل عليه الطفل من زيادة في جرعات الاهتمام والرعاية والتدليل عن الحد المألوف، قد ينقلب الى ضده، مما يكوِّن خصالاً سيئة ضارة لديه، ويعزى الى كونه - الطفل - ليس كائناً محايداً في الأسرة، وإنما يتحدد انطلاقاً من المقام الذي يعطى إياه من قبل الأسرة عموماً ومن قبل الوالدين على وجه الخصوص، وعلى ذلك فقد يختلف الإخوة فيما بينهم تبعاً للمكانة الخاصة التي يعطى إياها كل منهم.. لدرجة أن كثرة التدليل والرعاية الزائدة تولد لدى الطفل خصالاً سيئة ضارة، ومنها:

 - الاعتماد على الأبوين.

 - تولد الأنانية في شخصية الطفل.

 - زرع الضغينة بين الأطفال.

 - ترك الأهل حبل الولد على غاربه.

عندما يكبر الطفل قليلاً، لا يستطيع أن يعمل أي عمل إلا بمساعدة أبويه، فلا يأكل إلا بيد أمه، مما يؤدي الأمر الى الالتصاق بأمه حتى لا يطيق مفارقتها.. ولا يطيق الالتحاق بالمدرسة بسبب الارتباط العضوي والنفسي بأمه وأبيه وبيته.. كما ان الاستجابة لكافة رغبات الطفل، يولد عنده الأنانية وحب الذات، لدرجة قد تدفعه الى حب التملك والرغبة في الحصول على كل شيء وبشتى الوسائل والسبل، حتى ولو كان عن طريق العنف والنزاع.

وأيضاً من مساوئ الدلال على سلوك الطفل، قلة المناعة عند الطفل، وتدهور صحته، نظراً للرعاية الزائدة للطفل والقلق الزائد عن الحد الطبيعي بشأنه، مما يستدعي الطبيب حتى ولو عطس أو سعل، والضار في بعض الأحيان، تلك الآثار السيئة لبعض الأدوية، لذلك نكون قد نزعنا من الطفل أهم نعمة رزقها الله له.

وإضافة لما تقدم، وبدافع الحرص الشديد والحب الزائد للطفل، ننظر الى اطفالنا دون اطفال الآخرين، بحجة ألا يصيبهم أي مكروه، فيكون سبباً في زرع نوع من الضغينة بين الأطفال أنفسهم وبيننا وبين الأهل (أهل الأطفال الآخرين). والأخطر في ذلك، انتقال هذه الظاهرة السيئة الى المدرسة، عند ممارسة المعلم دوره التربوي مع الأطفال المدللين، سيما عند تعرضهم للتوبيخ واللوم، حيث يسارع الأهل الى الوقوف مع طفلهم المدلل، ناسين حال طفلهم ومستواه العلمي، واللجوء الى المعالجة بحكمة وروية.. ناهيك ان الآباء والأمهات لا يسألون عما يفعل أطفالهم، ومن يصادقون، ناسين واجباته الاجتماعية والدينية، وقوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون. واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم} (الأنفال: 27-28(

ولعل من جملة الأسباب التي تكمن خلف ظاهرة الدلال للطفل، ولاسيما الرعاية، يمثله الطفل بالنسبة للأم، انه يمثل لها معنى أو أكثر في الوقت نفسه، انه توكيد لأنوثتها ودليل نضج وتقدم عن طريق الأمومة، وهو نتاج وجودها... وهو موضع اعتزازها بنفسها أو قلقها الوجودي، وهو ضمانة استمرار الحياة الزوجية، ومجسد آمالها ورغباتها التي لم تستطع تحقيقها.

وقد تحب الأم أحد الأبناء وتدللـه وتعطيه مكانة مفرطة على حساب الآخرين والعالم الخارجي على حد سواء، لأنه ولد بعد طول انتظار، أو بعد موت عدة اطفال أو اجهاض متكرر، أو يعزى الى قدوم ولد بعض عدة بنات.. وقد تدلل الأم الطفل لأنها ترى فيه مرآة ذاتها.. ترى الطفلة التي كانت والتي مازالت تعيش في لا وعيها.. أو لأنه يثير فيها قلق الموت، نظراً الى اعتلال صحته واصابته بالأمراض... وقد يكون وراء هذا الدلال المفرط، تعويضاً ونفياً لميول عدوانية تجاهه.. وربما تدلل الأم أحد أطفالها كي تنافس والدتها على الأمومة.. وقد تجد الأم في ممارستها الدلال المفرط والعناية الزائدة لطفلها، تعويضاً نرجسياً عن فشلها العلائقي، أو محاولتها للتدليل كأسلوب في الرشوة العاطفية كي تستقطبه الى جانبها في حالة تحويل الاحباط الزوجي الى تنازع على حب الأطفال من خلال محاولة كل من الزوجين تقديم الرشوة الى الأبناء

وبغض النظر عن تلك الأسباب، سواء باستخدام تدليل الطفل الأصغر عادة لحل الكثير من الصراعات العلائقية الصغيرة، مما يؤدي الى افلات الطفل في أي قانون أو سلطة تضبط نزواته، أو تفضيل الولد الأكبر على الآخرين من دون سبب مقنع، مما يولد الكراهية والغيرة في قلوب الإخوة.. ومن حيث النتائج إذْ تترك آثارا سلبية ضارة لدى الطفل وهي تدخل في الجور، يقول  "صلى الله عليه وسلم"  : «اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم»، والعدل بين الأبناء يجب أن يكون في كل شيء ما استطعنا الى ذلك سبيلاً، حتى في القبل، إذ ورد عن أنس بن مالك أن رجلاً كان جالساً مع النبي  "صلى الله عليه وسلم"   فجاء بُني له فقبله وأجلسه في حجره، ثم جاءت بنية فأخذها، فأجلسها الى جنبه، فقال النبي  "صلى الله عليه وسلم"  : «ما عدلت بينهما»،..وقد بشر رسول الله  "صلى الله عليه وسلم"   من يعدل بين أولاده ببشرى عظيمة: «فهم على منابر من نور يوم القيامة».

- ولكن ما المطلوب في هذا الصدد، لما للدلال الزائد من آثار سلبية على الطفل؟

- إن الأولاد أمانة.. ولا يجوز التفريط فيها، وإن في ربط التقوى بالعدل في الأولاد، إشارة واضحة الى أهمية العدل بين الأولاد، مما يناسب تقوى الله، والتفريط فيه تفريط في التقوى، قال تعالى: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} (المائدة: 8).

وألا نكون سبباً في زرع تلك الخصال السيئة الضارة على الطفل والأسرة والمجتمع من خلال الدلال والعناية الزائدة بالطفل، وعلينا أن نتبع الشريعة الإسلامية في تربية أولادنا، وتنشئتهم على البر والتقوى، وصدق الله العظيم: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} (البقرة: 143)

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال