السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

84 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هى

est5e 

القاهرة – الوعي الشبابي:

تعد أمراض القلب والشرايين من أسباب الوفاة الأولى في العالم. وفي ألمانيا مثلا تتسبب بنحو 40% من حالات الوفاة. ويشبّه الباحثون الشرايين بالطريق السريع للجسم البشري الذي ينقل الأوكسجين من القلب إلى أعضاء الجسم. وتماما كالطرق السريعة فإن الشرايين تعمل بأفضل شكل ممكن عندما تكون خالية من أي "نقاط ازدحام" تعطل جريان الدم. وأفضل طريق لمنع حدوث تضييق في الشرايين هو اتباع نظام غذائي صحي.

820069645763

ثناء: احذفي من عقلك أنك بضاعة جاء العريس ليشاهدها

نورهان: رفضت وضع المكياج لأنني أحب أن يراني على طبيعتي

عُلا: ناقشته عن حقوق المرأة فخرج ولم يعد!

ريهام عاطف - القاهرة

"خجلى، حائرة، مضطربة، متوترة، وخائفة".. هكذا تكون مشاعرك عادة وأنت مقبلة على اتمام المقابلة الأولى مع من سيتقدم للارتباط بك.. ولأن الانطباع الأولى يدوم، من المهم جدًا أن تلتزمي في هذه المقابلة بقواعد الاتيكيت، والتي تعرف بإتيكيت مقابلة العريس لأول مرة.. والتي تستلزم أن تستخدمي ذكاءك وكل حواسك لاتمام هذه المقابلة بنجاح.. السطور التالية تدلك إلى طريق النجاح في هذه المقابلة، لتكسبي عريسك من أول جولة..

4 26 2015 9 19 49 AM

حوار – إسراء البدر :

غالبا ما نرى أن النساء في البلاد العربية يتبعن الأزياء والإكسسوارات التي تصممها دور الازياء العالمية ، وكنا نطمح أن نرى مصممات من البلاد العربية يصممن أزياء وإكسسوارات تتلاءم والذوق العربي وبما يراعي الاحتشام والذوق الرفيع في آن واحد ، الوعي الشبابي حاورت المصممة السعودية الشابة ، سلوى المحمادي للوقوف على امكانية ان نرى مصممات عربيات يصممن لبنات مجتمعهن .

متى وكيف بدأت فكرة تصميم الازياء لديك ؟

تصميم الأزياء اصبح عالمي الأجمل ، فمنذ سنوات دراستي الأولى بالجامعة بدأت فكرة التصميم لدي.

هل تصميم الازياء يحظى باهتمام من قبل النساء السعوديات وهل يقبلن على تعلم هذه المهنة والعمل بها ؟

كل إمرأه تتمنى ان تكون مميزه وترتدي ملابس فريدة من نوعها ،فتصميم الازياء مجال جميل لكن الأغلب يتوقع بأنه صعب فأنا اؤكد بان من لديه روح الإبداع يستطيع العمل والتميز فيه .

ما الذي برأيك يميز المصممة السعودية عن غيرها من المصممات العربيات او حتى عن المصممات الغربيات ؟

لا يوجد فرق في أي منهما ،فمن يعشق هذا المجال سوف يتميز فعلا .

من هو الاجمل او الافضل برأيك في تصميم أزياء النساء ، الرجال أم النساء ولماذا ؟

برأي كليهما ؛ فتصميم الأزياء يريد لمسة إبداع فمن يحب هذا المجال سوف يبدع فيه ،فهو غير مقيد بفئة ولا بعمر ،هو عالم مفتوح لكل من يحبه ويهواه.

هل تراعين في تصميماتك الذوق والتقاليد العربية التي تلزم المرأة في ارتداء ازياء محتشمة ؟

أراعي في تصاميمي بالدرجة الأولى رضا المستهلك لكن بشأن التقاليد العربية فلكل مجتمع تقاليده ولكل شخص حريته الشخصية بارتداء ما يناسبه ،فتصاميمي قد تكون "ترجمة" افكار الشخص نفسه وله الحرية بما يريد ارتدائه لكن بلمساتي اصمم له .

هل هناك اقبال من النساء السعوديات على شراء ازياء مصممة من قبل السعوديات ،وهل ذلك يغنيهن عن شراء التصميمات العالمية ؟

يوجد اقبال كبير من قبل النساء على شراء أزياء مصممه في بلادنا ،وممكن أيضا أن يغني ذلك عن شراء التصاميم العالمية ، فانا اطمح من خلال تصاميمي الى منافسة التصاميم العالمية .

هل لديك النية لإقامة معرض خاص بتصاميمك ؟

نعم إن شاء الله أنا بصدد أن اقيم معارض خاصة لعرض تصاميمي من الازياء والإكسسوارات .

دراستك في جامعة طيبة في تصميم الازياء ماذا أضافت لك وهل أنت مع اهمية الدراسة الاكاديمية لهذا التخصص ؟

دراستي الاكاديمية أضافت لي الكثير في مجال التصميم وقد  أبدعت به عندما بدأت الدراسة فيه

 ما هو النوع من التصاميم الذي تركزين عليه هل فساتين السهرة او العباءة الخليجية كونها الاكثر استخداما في المجتمع السعودي والخليجي ؟

اركز في تصاميمي على فساتين السهرة.

ما الذي تنوين الوصول اليه وتحقيقه في تصميم الازياء ؟

اتطلع بأن اكون مصممة أزياء عالمية وبإذن الله ستكون تصاميمي باسم (سندريلا) وسوف تكون ماركة عالمية خاصة بي.

هل تعتمدين في تصاميمك على الاقمشة الغالية أم برأيك ان التصاميم يمكن ان تكون جميلة حتى ولو كانت بأقمشة غير باهظة التكلفة  ؟

المناسبة هي التي تحدد نوع القماش ، ولكل تصميم خامة معينة لا تصلح بسواها ، لكن جميع الاقمشة ممكن أن تستخدم فالأهم هو خيال المصمم.

أخيرا ما هي أهم مشاريعك القادمة في عالم الأزياء وتصميمها ؟

القادم ان شاء الله عمل كولكش خاص بي باسم

Touches Cindrella 2015،حاليا اصمم وانفذ اكسسوارات لجميع الفئات العمرية والمناسبات للمشاركة بهذا الحدث .

4 22 2015 9 30 14 AM

عبدالمجيد إبراهيم قاسم:

لقد كان ينظر إلى الأطفال قديما على أنهم رجال صغار، عليهم خوض غمار الحياة ومواجهة صعوباتها بطرائق الراشد وأساليبه. لكن، وبعد التطورات الهائلة التي شهدتها وتشهدها العلوم، والتغيرات التي طرأت على النظريات التربوية بخاصة، ومع تجدد المفاهيم حول عالم الطفولة وتبدل النظرة إليه، ثبت - قطعا - أن للأطفال قدرات واحتياجات وميولا خاصة بهم، فأدركت الأمم والشعوب - بإدراكها تلك الحقائق - قيمة هذه المرحلة الحقيقية، وأخذت بالاهتمام بأطفالها، وإيلائهم الرعاية الكافية، حتى عد هذا الينبوع الإنساني أهم ثرواتها، وأسمى الغايات التي تنهض بها إلى التطور والتقدم. وفي الوقت نفسه، عد ذاك الاهتمام مؤشرا إلى تقدمها ورقيها، ومقياسا لمكانتها بين مصاف نظيراتها.. وقد أصبح الاهتمام بتربية الطفل ثقافيا - تحديدا - هدفا استراتيجيا وتنمويا، ومن الضرورات التي تجتهد في مجالاتها الشعوب، كونها تحمل رسالة عظيمة في مضمونها ومحتواها. فالتربية الثقافية التي يتشربها الطفل اليوم، هي التي ستسهم في توجيه مسار حياته وتحديد اتجاهاتها مستقبلا.

لم تعد الأسرة أو المدرسة وحدهما مصدر الثقافة والمعرفة، بل إن الطفل أصبح يتلقاهما عبر وسائط أو وسائل عدة. والوسيط في ثقافة الأطفال هو كل أداة تستخدم في تقديم أو إيصال المادة الثقافية باختلاف أشكالها إليهم. ولوسائط ثقافة الطفل خصائص واعتبارات تختلف كثيرا أو قليلا عن خصائص وسائط ثقافة الكبار. وفي الوقت نفسه، فإن لكل وسيط ثقافي طبيعة وآلية مختلفة عن غيره من الوسائط، إلا أن أفضلها على الإطلاق ما لاءم طبيعة الطفل، وقدم له صورا ومواقف واقعية عن الحياة.

تتعدد هذه الوسائط وتتنوع، ابتداء بالكتاب المطبوع، ووصولا إلى بعض المنجزات التقنية الحديثة كالإنترنت، ومرورا بالصحيفة والتلفاز والسينما والإذاعة والفيديو والمسرح والمتحف والمعرض والرحلة الاستكشافية وغيرها. ويمكن تقسيم وسائط الثقافة إلى ثلاثة أنواع: وسائط الثقافة المقروءة، ومنها الكتاب والمجلة، وهو نوع يستخدم المطالعة كوسيلة اتصال وتأثير، وميزته أن الرسالة فيه تبقى ثابتة، يمكن الرجوع إليها. والوسائط المسموعة، كالإذاعة والاسطوانات، والوسائط المسموعة المرئية، كالتلفزيون والمسرح والسينما والفيديو، وهي تعتمد الصوت والصورة في نقلها للثقافة، وتمتاز بدرجة عالية من الفعالية والتأثير، لأنها تتوجه إلى حاستي السمع والبصر.

1- الكتاب: أولى وسائط تقديم الثقافة وأهمها، ولا يمكن الاستغناء عنه مهما تقدمت الوسائط الأخرى.. إذ يعد أكبر مورد لتنوع ثقافة الطفل، والبوابة العظيمة التي تقوده إلى المعرفة بمفهومها العام والشامل. من أهم خصائص كتاب الطفل وشروطه:

- المضمون: وما يطرحه من أفكار ومعارف وقيم مناسبة، ومدى تحقيقه للاعتبارات التربوية والنفسية والتذوقية الخاصة بالطفل.

- الإخراج والشكل: يؤديان دورا مهما في جذب الطفل، وتنمية حبه للمطالعة، كأن يكون حجم الكتاب مناسبا، وغلافه جذابا، شكلا ولونا، وأن يحتوي على رسوم ملونة ومعبرة.

2- المجلة: وسيلة تثقيفية مهمة في حياة الأطفال، فهي تحسن مهاراتهم القرائية، وتزيد في حصيلتهم اللغوية، وترقى بتذوقهم الفني والجمالي، عبر ما تقدمه من مجموعة المواد، كالقصص والأشعار والمعلومات وغيرها من المواد الثقافية المتنوعة، وعبر ما تحققه من تفاعل إنساني، ودافعية مرتبطة بميول الشريحة الموجهة إليها.

3- الإذاعة: للكلمة المسموعة دورها المهم في رفد الطفل بالثقافة.. والإذاعة كوسيلة إعلامية تعتمد الكلمة، وتستخدم المؤثرات الصوتية، إنما تثير خيال الطفل عبر تحويل الكلمات إلى صور صوتية نابضة بالحياة. إن الإذاعة تسهم في التعليم والترفيه والتذوق عبر برامجها التي تتنوع بين الغناء والموسيقى والقصص والحكايات، وبرامج المهارة والترفيه والتواصل. كما أنها تملأ أوقات الفراغ بالمفيد والممتع، وتكسب مهارات عدة، كالتدرب على الخطابة والنطق السليم، وحسن الاستماع والإصغاء.

4- التلفاز: أهم مصادر تثقيف الطفل وأكثرها جاذبية وإمتاعا له، إذ يجمع بين العديد من المؤثرات كالصوت والصورة، واللون والحركة. ولعل طبيعة الطفل المولعة بالاستكشاف والاستطلاع، جعلت هذا الجهاز السحري يستأثر بحيز كبير في نفسه. والتلفاز - في الحقيقة - ليس وسيلة لتزويد الطفل بالمعارف والقيم والعادات السلوكية فحسب، بل وسيلة تمتلك شيفرة تأثير مهمة في شخصيته، وتكوين وعيه الثقافي الإنساني. وهي تسهم إسهاما أساسيا في بنائه التربوي عموما، ذلك إذا مكناه من الاستفادة من البرامج المفيدة والمناسبة كبرامج التعليم المبسط، وموضوعات الطبيعة والحيوان، وأفلام المغامرات الشيقة، والقصص العلمية المناسبة.

5- المسرح: وسيلة اتصال فكرية وثقافية واجتماعية لا يختلف على أهميتها اثنان. ويكفي الاستشهاد بمقولة الشاعر الإسباني لوركا بأنه: «ترمومتر تقاس به عظمة البلاد». للمسرح في حياة الطفل دور كبير، فهو ينمي مداركه، ويوسع ثقافته، ويدربه على ضبط انفعالاته وتفريغ شحناته العاطفية، ويبعث في قلبه مشاعر الفرح والسعادة. بيد أن أهم مزايا المسرح تتمثل في التجسيد الحي للمواقف، وما يحققه من تأثير وتفاعل أولا. وفي المزج بين الكثير من الفنون الإنسانية، كالتمثيل والإلقاء والحوار والاستعراض والغناء، وتنوع المؤثرات التي تعتمدها عروضه، كالموسيقى والضوء والصوت والإضاءة، ثانيا. وفي تعدد أنواعه، كالمسرح المدرسي ومسرح العرائس ومسرح الظل، وتلون أشكاله، كالمسرح الغنائي والشعري والنثري والحواري، ثالثا.

6- السينما: وسيلة اتصال مهمة، تؤدي دورا بارزا في نشر الثقافة وتعميم المعرفة، وتعد - بعد التلفاز - من أكثر وسائل الإعلام تأثيرا في نفوس الأطفال، حيث الصورة المتحركة والناطقة، والقادرة على شد انتباههم وجذبهم.

7- الفيديو: اختراع حضاري ملازم للتلفاز ومكمل له، تكمن ميزته في استخدام التسجيلات والبرامج التعليمية على نطاق واسع، وفي الاحتفاظ بها وعرضها في الأوقات المرغوبة.

8- المتحف: مرآة تعكس تاريخ الشعوب وحضاراتها، وأداة تربوية وثقافية تمتاز بمقدرة هائلة على رفد الطفل بالثقافة. كما يحقق أغراض التعرف على التراث الإنساني، والاطلاع على عادات الشعوب في المراحل المختلفة وتقاليدها، إضافة إلى تنمية التذوق الفني والجمالي للأطفال.

ولوسائل الإعلام عموما، كمنظومة واسعة لنقل الثقافة، دور مهم في مجال تثقيف الطفل، وصياغة المفاهيم الثقافية الحديثة في حياته، من خلال التوجه التربوي السليم، والتأسيس لشخصية طفلية متوازنة.

 تختلف خصائص كل وسيط ثقافي للطفل عن غيره بحسب طبيعة الوسيط نفسه، غير أنها تشترك جميعا في مجموعة خصائص لعل أهمها على الإطلاق: مراعاتها لمتطلبات نمو الأطفال في كل طور، ومن مختلف جوانبه الإدراكية والعاطفية والاجتماعية، وتوافقها، شكلا ومضمونا، مع ميولهم ودوافعهم، والاستجابة لرغباتهم واحتياجاتهم في المعرفة والتعبير والإبداع. ثم أن تتصف هذه الوسائط بالمقدرة على الإثارة والتشويق والإمتاع، لتتمكن من الولوج إلى نفس الطفل، وتحرك أحاسيسه وانفعالاته. ومن المهم هنا أن تتنوع هذه الوسائط، فلا تقتصر العملية التثقيفية على وسائط معينة بذاتها، بما يجعلها مصدرا لإثارة تفاعل الأطفال وشد انتباههم. ولكي تؤدي هذه الوسائط دورها المطلوب في التربية، وتحقق الأهداف المرجوة، ينبغي التوجه بها توجها جادا، والعمل على تطويرها بصورة مستمرة، وربطها بأحدث المعطيات، وإحاطتها بأسباب التشويق والجاذبية.. إذ لم يعد ممكنا اليوم اختصار مسألة «تثقيف الطفل» بالكتاب أو بطريقة صناعته، لأنه أصبح مفهوما أشمل وأعمق. وقد أشار أحمد فضل شبلول لهذا الجانب بقوله: «لم يعد أمر ثقافة الأطفال مقصورا على طريقة صنع الكتاب بشكل يجذب إليه الطفل، أو على اختيار النص الشعري أو الحكاية أو القصة المناسبة له، ولم يعد الأمر مقصورا كذلك على مناقشة تقديم ما هو غير ناطق من حيوان أو طير بطريقة ناطقة، لقد جلب التطور التكنولوجي والإلكتروني معه أشكالا وأفكارا ومشاكل جديدة لأطفالنا، وينبغي على صانعي ثقافتهم الجديدة استيعابها أولا، ثم طرح مضامين جديدة تناسب هذه الأشكال».

ca189b24

فاطمة عبد الرؤوف:

ليس من المبالغة القول: إن الحوار هو أهم آلية لنقل الأفكار والمشاعر، ومن ثم التوجيه والتعليم والتربية. لذلك فلا غرابة أن اشتمل القرآن الكريم على عدد هائل من الآيات المشتملة على الحوار. فثمة حوار بين الأنبياء وأقوامهم. وينقل القرآن الشبهات التي يثيرها هؤلاء، وردّ الأنبياء وجدل المشركين. وهناك حوار الأب وأبنائه، كإبراهيم ويعقوب ولقمان ونوح، وهناك حوار أهل الجنة وأهل النار، وحوار أهل النار مع خزنة جهنم.. القرآن كتاب حي، لذلك فهو زاخر بالحوارات التي هي أفضل وسيلة لتوصيل المشاعر والأفكار.

فكيف يمكن للحوار أن يكون منهجية تربوية ناجحة ومؤثرة، خاصة مع تنوع واختلاف المراحل العمرية للطفل، وتباين المشاعر النفسية والانفعالية له.

 أهميته التربوية

إذا كان الحوار أمرا فطريا عفويا لصيق الصلة بالإنسان، منذ لحظة وجوده، وهو أمر طبيعي داخل نطاق الأسرة بين الوالدين والأطفال، فإن الفوائد التربوية التي يمكن تحقيقها من خلاله هي من الأهمية بحيث يجب أن يتنبه الوالدان للغايات المرجوة من خلال الحوارات العفوية أو المقصودة، والتي يأتي على رأسها:

1- إقامة علاقة قوية عميقة مع الطفل وهو أمر ليس بالهين، لأنه يعتبر القاعدة الأساسية للبناء، حيث سيترتب على عمق هذه العلاقة مدى استجابة الطفل للتوجيهات أو التحذيرات. لذلك لا تندهش عندما يستجيب أحد الأطفال لوالديه ببساطة، بينما لا يبدو على طفل آخر أي بوادر استجابة أو حتى اهتمام بما يقوله والداه. فوراء الطفل الأول علاقة عميقة كان أساسها الحوار، بينما يقف وراء فتور الطفل الآخر علاقة يشوبها الإهمال والجفاف وضعف الحوار.

2- وسيلة للتوجيه

فمن خلال الحوار نستطيع توجيه الطفل لما هو مطلوب منه، في أمر دينه ودنياه. فمثلا عندما يحين موعد عيد الأضحى تسأل الأم ابنها: هل تعرف لماذا اشترى والدك هذا الكبش؟

فتنبه الطفل عن طريق السؤال، وقد تتلقى الأم إجابة ما، أو يجيبها بالنفي، فتكون لديها الفرصة لشرح الأمر، وقد يسألها الطفل أو يستزيدها، كي يعرف أكثر عن قصة الذبيح. وفي نهاية الحوار ستقوم الأم الذكية باستخلاص أهم الدروس، وتجعل الطفل يشاركها في استخلاص هذه الدروس، وينزلها على واقعه.

3- إزالة الشبهات والمشكلات

قد يعاني الطفل من شبهة ما، خاصة في البلاد التي يسكنها أغلبية من غير المسلمين، أو قد يعاني من مشكلات في المدرسة، أو مع جماعة الرفاق، وقد تسبب هذه الشبهات أو المشكلات أزمة نفسية شديدة عند الطفل. فإذا كانت تقنية الحوار مفعلة، فلن يكون هناك مشكلة عند الطفل، وسيطرح شبهته أو مشكلته ببساطة على طاولة الحوار.

4- فض الشجار

من أهم المشكلات التي يعاني منها الوالدان كثرة الشجار بين الأبناء، بحيث يتحول جو البيت الهادئ إلى صراخ وصياح، وكل منهم يلقي بالسبب على الآخر..هنا تعمل تقنية الحوار كفتيل لحل الأزمة، عن طريق إجراء حوار فوري مع الجميع، يوضح فيه كل طرف وجهة نظره، ويلتزم بآداب الحوار. وأهمها الاستماع للطرف الآخر وعدم مقاطعته، ثم منح كل منهم فرصة للتعقيب، حتى يتم الوصول لوجهة نظر مقبولة. وأهم درس يتعلمه الأبناء أن الحوار وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف، وليس الشجار.

هناك عقبتان كبيرتان تمنعان إجراء حوار صحي مع الأبناء:

العقبة الأولى: هي آفة العصر الحديث، ألا وهي انشغال الوالدين في العمل والحياة العامة، بحيث يكونان واقعين في مصيدة الضغوط، ومستهلكين تماما، ولا يمتلكان الطاقة النفسية لإجراء حوار بناء مع الأبناء.

العقبة الثانية: هي الجهل بمنهجية الحوار البناء، فالكثير من الآباء يستعيرون نمط التربية الذي عايشوه بحلوه ومره، وكثيرا ما يكون التسلط وإصدار الأوامر الفوقية، وعدم الرغبة في الحوار واعتباره أمرا عبثيا، وإهدارا للوقت هي مكونات أساسية بارزة في هذه التربية التي كانت سببا وربما نتيجة لحالة التردي الحضاري الذي عايشته أمتنا، وربما لا تزال تعايشه على نحو ما.

العقبة الثالثة: هي لغة الحوار الباردة التي تخلو من العواطف الدافئة والتعاطف الصادق مع ما يقوله الأبناء، ففي كثير من الأحيان يكون الابن بحاجة لمن يقدر مشاعره، أكثر ممن يحل مشاكله بأفكار منطقية (ذلك لأن في أعماق الأطفال الصغار عموما حاجة ملحة إلى أن يكونوا محل حب الآخرين وعطفهم، وهذا ما يتغذون عليه نفسيا بهذه المحبة التي يجب أن ينعموا بها من قبل أمهاتهم وآبائهم على السواء) (1).

الحوار والمرحلة العمرية

من الثابت علميا أن الجنين يسمع الأصوات بوضوح، وأنه يولد وحاسة السمع مكتملة لديه. إن الحديث للوليد ليس حوارا من طرف واحد كما قد يظن البعض، وإنما هو حديث من طرف، وانتباه وإنصات وتفاعل من آخر يريد أن يتعرف على أبجديات الحياة. لذلك فقد حث الإسلام على أن يكون أول عهد المولود بكلمات الحياة الأذان والإقامة. ويستمر الرضيع عامين كاملين يستمع وينتبه ويبني ذاكرته العميقة التي تكون ملامح شخصيته فيما بعد. إن الطفل في هذه المرحلة يتحاور بملامح وتعبيرات وجهه، والهمهمات التي يصدرها كبداية للكلام، بل حتى بالبكاء والصراخ الذي يرسل من خلاله رسائل معينة لوالديه، رسائل احتجاج، أو غضب، أو لفت انتباه، أو تنبيه لحاجة غير مشبعة.

الطفولة المبكرة

ثم تأتي مرحلة الطفولة المبكرة (2- 6 سنوات) حيث العبارات الأولى ذات المغزى للطفل، ومن ثم يستطيع الحوار أن يأخذ شكله الطبيعي.. في هذه المرحلة ستكون الوظيفة الأولى للحوار هي تعميق العلاقة مع الطفل، تمهيدا لمرحلة التوجيه الحقيقية التي تبدأ من سن التمييز.

إن مادة الحوار الأساسية تدور حول اللعب، كما فعل النبي  " صلى الله عليه وسلم"  عندما كان يتحاور مع طفل فطيم (دخل لتوه مرحلة الطفولة المبكرة)، ويتحاور معه حول أهم شيء لهذا الطفل، وهو طائره الذي يلعب معه. فعن أنس  "رضي الله عنه"  أنه قال: «كان رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبوعمير - أحسبه قال: كان فطيما -، قال: فكان إذا جاء رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير - طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به» (رواه مسلم).

الحوار في مرحلة الطفولة المبكرة سيأخذ شكلا إيجابيا نشطا، فكما يتحدث ويسأل المربي، فإن الطفل أيضا يتحدث ويسأل (يطلق البعض على هذه المرحلة «مرحلة السؤال»، فما أكثر أسئلة الطفل في هذه المرحلة. إنك تسمع منه دائما ماذا؟ لماذا؟ أين؟ كيف؟ من؟...إن الطفل في هذه المرحلة علامة استفهام حية لكل شيء، إنه يحاول الاستزادة العقلية المعرفية، يريد أن يعرف الأشياء التي تثير انتباهه، وأن يفهم الخبرات التي يمر بها.

هو يسأل وقد يفهم الإجابات، وقد لا يفهم، وقد ينصت وقتا كافيا لسماع الإجابات، وقد لا يفعل. ويقرر بعض الباحثين أن حوالى 10-15 % من حديث الطفل في هذه المرحلة يكون عبارة عن أسئلة). (2)

والسؤال يعني الحوار، فلابد للسؤال من إجابة. ومهارة المربي أن يجعل من إجابته مادة غنية لإثراء الحوار مع الطفل: ولكي يتحقق ذلك لابد أن:

- تكون الإجابة قصيرة، وواضحة.

- شيقة لطرح مزيد من الأسئلة، إذا كنا نريد تعميق الحوار.

- تشد انتباه الطفل، حتى يتأثر بها.

سن التمييز

مرحلة الطفولة المتوسطة (6-9) يطلق عليها في الأدبيات الإسلامية سن التمييز. حيث يبلغ النضج العقلي للطفل مرحلة جيدة، يميز فيها الأمور بشكل حقيقي، هنا ينطلق الحوار كأهم وسائل التربية، إنها مرحلة الأسئلة الواعية، والإنصات للإجابة والتعليق والتعقيب عليها.

إنها مرحلة تعليم الصلاة «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين» (رواه أحمد والحاكم وأبوداود). ويحضرني في هذا السياق هذا الحوار الحقيقي الذي دار بين أم وطفلتها.

الأم: لقد حدثتك كثيرا عن أهمية الصلاة، ولكنك لا تحافظين عليها، لماذا؟

الطفلة تصمت قليلا، وتنظر لأمها، وتقول: هل تريدين الصراحة؟

الأم باهتمام: نعم.

الطفلة: لا أحفظ التشهد (نسيته) و..

الأم: وماذا أيضا؟

الطفلة: أريدك أن تصلي معي...

الطفلة في هذه المرحلة (مرحلة سن التمييز) مستبصرة واعية بأسباب تحول بينها وبين الصلاة، فهي من جهة تشعر بالخجل، لأنها نسيت صيغة التشهد، ومن جهة أخرى تطلب دعما نفسيا من خلال صلاة الجماعة.

هذه المرحلة العمرية على الرغم من درجة النمو العقلي الجيدة التي تمر بها، فإنها لا تدرك جيدا وبعمق الأفكار المجردة، كالضمير والمراقبة.. إنها تشهد بزوع نمو هذه القيم. ومن الأهمية بمكان طرح هذه القيم للحوار والسؤال، وقص القصص حتى تقترب من ذهن الطفل بشكل محسوس، يساعده على استيعاب هذه الأطروحات، وتحويلها لجزء من وجدانه الحي. وللحديث عن الطفولة المتأخرة حيث الاستعداد للبلوغ شأن آخر.

هامشان

(1) التأصيل التربوي للأبناء، السيد أحمد المخزنجي، صـ 82.

 (2) علم نفس النمو، الدكتور حامد زهران، صـ 173.

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال