الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

85 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

409313 182263

أشرف سعد - كاتب مصري:

الأسرة هي المؤسسة التعليمية الأولى في المجتمع التي يتعلم فيها الأبناء القيم والمبادئ الأخلاقية والعادات والتقاليد، وتتشكل فيها شخصية الإنسان، إيجابا وسلبا. ولما كان الأبناء هم أغلى ثروة يمتلكها المجتمع، فمن حقهم علينا ألا ندخر جهدا في الاهتمام بهم وننميهم إلى أقصى ما تمكنهم قدراتهم واستعداداتهم ومواهبهم.

وعلى الرغم من أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في حياة الأبناء، فإننا نجد بعض النماذج المرضية في الأسرة التي تؤدي في أغلب الأحيان إلى اضطرابات نفسية لدى الأطفال، لذا يجب التنويه عليها وعلاجها وهي:

1- الأسرة المتسلطة:

هذه الأسرة تلغي تماما إرادة الطفل واختياره بكل وسائل القهر، وهي تعتقد خطأ أن هذه أفضل طريقة للتربية، حيث تحاول تشكيل الطفل طبقا لنموذج جاهز في ذهنها. وهذه الأسرة لا تحتمل أي خروج، ولو بسيطا، من جانب الطفل على الإطار المرسوم مسبقا. وقد تنجح هذه الأسرة في الأمد القصير في السيطرة على إرادة الطفل، إلا أن هذا لا يستمر كثيرا، حيث يأتي الوقت الذي يثور فيه الطفل أو المراهق ويتغلب على هذه السيطرة.

2- الأسرة المتساهلة:

يفقد الطفل في هذه الأسرة الضوابط والحدود، وتكون حدود المسموح والممنوع غير واضحة، ويضعف فيها الثواب والعقاب، ومن هنا تكون شخصية الطفل عاجزة عن الالتزام بأي نظام قيمي أو أخلاقي أو اجتماعي، ويبدو الطفل مدللا باحثا عن اللذة دون الوضع في الاعتبار أي ضوابط، وعندما يكبر هذا الطفل تجابهه كثير من المشاكل التي لا يقدر على حلها.

3- الأب المستبد القاسي والأم الضعيفة:

في هذه الحالة يسود البيت جو من الفزع في حالة وجود الأب، ويصمت الجميع بمن فيهم الأم، ولكن ما أن يغيب الأب (لعمل أو لسفر) حتى يفعل كل فرد في الأسرة ما يحلو له، لذلك على الأب أن يوفر جوا من المودة والحب والاحترام داخل الأسرة؛ حتى يشب الأطفال أسوياء نفسيا.

4- والدان مستبدان قاسيان:

وهذا الوضع غير شائع كثيرا، وإذا وجد فإن الأطفال يكونون بين المطرقة والسندان، فإما أن يستسلموا تماما لإرادة الوالدين ويتخلوا عن إرادتهم وعن حريتهم وعن رأيهم، وإما أن يتوحدوا مع الوالدين القاسيين ويصبحوا أشد منهم قسوة.

5- غياب الأب:

يؤدي الأب دورا مهما في الأسرة؛ فهو رمز القيم والضوابط لبقية الأفراد، وغياب الأب عن المنزل بسب السفر لفترات طويلة أو العمل لساعات طويلة، فإن نموذجه يغيب عن الأسرة، فيفقد الأبناء قيمة مهمة في حياتهم يتعلمون منها، وهذا يدفع الأبناء للانحراف السلوكي كالسرقة والإدمان.

6- انفصال الأب عن الأم:

قد ينفصل الوالدان بالطلاق، ويعيش كل منهما حياته بأسلوب يختلف كلية عن الآخر، وهنا يجد الأطفال صعوبة في الانتماء إليهما معا؛ فيحدث استقطاب، فكل منهما يحاول اكتساب ثقة الطفل على حساب الآخر، وهنا يهتز نموذج أحدهما، وتتكون لدى الطفل شحنة هائلة من الغضب نحو الوالدين اللذين وضعا الطفل في هذا الصراع. ويمكن أن تتسع دائرة الغضب إلى المجتمع الذي لم يستطع حل هذا الصراع القائم بين الوالدين، لذا يوجه الطفل سلوكيات معادية للمجتمع كالعنف.

7- اضطراب الصحة النفسية لدى أحد الوالدين:

في هذه الحالة يتأثر الطفل من طريقين: الطريق الأول هو الصبغات الوراثية التي تنتقل إليه من أحد الوالدين أو كليهما فتهيئه للمرض النفسي، والطريق الثاني هو نمط الحياة المضطرب في المنزل نتيجة اضطراب سلوك أحد الوالدين، مما يجعل الجو الأسري غير آمن وغير مستقر، مما يؤدي بدوره إلى أن يجعل الطفل في إحساس دائم بعدم الأمان، بالإضافة إلى ما يتعلمه من طرق سلوكية غير صحيحة من الأب المريض أو الأم المريضة.

وعلينا أن نعلم أن البيئة المنزلية للطفل بمنزلة الأرض للبذرة، فالأرض الطيبة تنمو فيها البذرة نموا طبيعيا سليما، والأرض الصعبة تسيء إلى البذرة؛ كذلك البيت المضطرب لا يصلح بأي حال لتنشئة الطفل الصغير، فالطفل الذي ينحرف بسلوكه عن الطريق الذي يتلاءم مع مقتضيات السواء، هو في معظم الأحيان ضحية البيئة العائلية المضطربة.

ويمكننا التأكيد أن جميع الانحرافات النفسية تقع تبعيتها على البيئة العائلية والاجتماعية، فالأسرة هي البيئة الأولى للإنسان، والبيئة هي التي تمده بالحوافز في كفاحه الدؤوب نحو التكيف أو تقيم المعوقات دون ذلك الكفاح، لذلك من البديهي أن تحقق النضج الانفعالي لأبنائها؛ لأنه لا يستطيع أحد غير الوالدين تزويد الطفل بذلك الغذاء الوجداني الذي لا غنى عنه لصحة النفس.

لذلك على الأسرة أن تحيط أبناءها بالحب والطمأنينة اللذين من دونهما سيشبون على سقم واعتلال، فالطفل إذا لم يحصل إلا على القليل من الحب في سنيه الأولى سيظل متعطشا إلى المزيد طوال حياته.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال