nbndgutudu 

القاهرة- محمد عبدالعزيز يونس:

"الفائز هو من يتعرف على المواهب التي حباه الله إياها ثم يعمل بأقصى طاقته ليحولها إلى مهارات، ثم يستخدم هذه المهارات لتحقيق أهدافه التي وضعها".. بهذه العبارة لـ"لاري جو بيرد" -وهو رياضي أمريكي معروف- صدَّر مؤلف كتاب "الفائزون لا يعرفون الاستسلام" وحيد مهدي صفحاته، مستعرضًا تفاصيل وافية عن الطريق الذي ينبغي أن يسلكه المرء ليحقق نجاحاته بلا استسلام.

الكتاب صادر عن دار سما للنشر والتوزيع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وهو ضمن أكثر من 10 كتب أصدرها المؤلف المتخصص في التطوير الشخصي والإداري والتنمية البشرية، وتركز جميعها على كيفية النجاح في الحياة والعلاقات، وإنشاء المشروعات الخاصة وتطويرها.

 تفكيرك يصنع نجاحك

"الحكيم هو الذي لا يُهدر وقته سعيًا وراء أشياء لا تناسبه، والأكثر حكمة هو من يختار من بين الأشياء التي يجيدها أفضلها ويتبعها بكل إصرار ومثابرة".. بدأ المؤلف محتوى الفصل الأول من كتابه بهذه العبارة للسياسي البريطاني وليام إيوارت غلادستون، وتطرق بعدها إلى تجارب عدد من الناجحين وكيف تمسكوا بالإصرار والعزيمة على تحقيق أحلامهم وأهدافهم دون أن يستسلموا للعراقيل والعقبات واليأس.

واستعان المؤلف بالمثل المصري الدارج "من يخاف العفريت يظهر له" ليخاطب القارئ قائلًا: لا تعط الفرصة لعفاريت أفكارك أن تهزمك قبل حتى أن تخوض مباراة الحياة، ولا تساعدها وتقويها حتى تصبح وحشًا كاسرًا يدفعك دفعًا إلى السقوط، وتذكّر دومًا الحديث القدسي "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي؛ إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ".

ومن ثم؛ عليك أن تراقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالًا، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، وراقب عاداتك لأنها ستصبح طِباعًا، وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.

واعلم أن الفائزين يركزون أفكارهم على أهداف محددة، نافعة، ذات سمات واضحة جلية، وهذه السمات قد لا تولد بها، لكن حتمًا يمكنك اكتسابها، وفي ذلك يقول بروس لي: "منذ كنت طفلًا أستشعر دافعًا ملحًا لتطوير ذاتي، وهكذا أدركت أن من واجبي كإنسان غير عادي تطوير قدراتي الكامنة".

ومن سمات الناجحين الفائزين أنهم يبحثون عن الطرق والحلول البديلة، فهم لا يقفون عاجزين أمام مشكلة، بل يسعون دومًا وراء الحلول البديلة والمختلفة حتى يصلوا إلى أهدافهم.

أيضًا، لديهم تصميم وإرادة قوية، فهم لا يعلنون استسلامهم بسهولة، بل لا يعلنونه أبدًا، ويثابرون باستماتة حتى يصلوا إلى مبتغاهم.

كما أن لديهم أهدافًا واضحة، ومن ثم يتحركون وفق مخطط محدد المعالم، ولا يضلون الطريق عند مفترق الطرق.

يتجاهلون التعليقات السلبية، فلا يفت في عضدهم كلمات الإحباط، فطالما اقتنعوا بفكرة جديدة سعوا إلى تنفيذها مهما كانت العقبات، ومهما تحملوا من ضغوط.

لا يخشون الفشل، الناجحون يمتلكون قدرة غريبة على التجريب وإعادة المحاولة مرة تلو الأخرى.. إنهم لا يخشون الفشل مرات عديدة طالما سينتهي بهم المطاف إلى النجاح.

لا يحبون الروتين، لا يطيقون التقيد بروتين الوظيفة، أو حتى الروتين المنزلي، فهم دومًا يسعون نحو التجديد والتطوير والغيير.

الناجحون مبادرون، يعرفون قيمة المبادرة، ويسعودن دومًا للسبق، وأعينهم لا تفارق المركز الأول.

 أنت فائز بقدر ما تعتمد على نفسك

لا تظن أبدًا أن الآخرين سيقومون بعملك نيابة عنك إن كنت تريد أن تكون من الفائزين. واتخذ من القراءة والمعرفة سبيلًا لتحقيق نجاحاتك؛ فبالقراءة تستطيع أن تجبر الدنيا على احترامك، وتذكر أن القراءة فيها العديد من الثمار التي ستنعكس عليك إيجابيًا ومنها:

1-التزامك بالقراءة هو التزام بأمر إلهي.. فأول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي "اقرأ".

2-القراءة تجعلك أكثر ثقة بنفسك.

3-تجعلك متحدثًا بارعًا وتساعدك على التخلص من أخطائك الإملائية واللغوية.

4-تضيف إلى عمرك أعمارًا جديدة، من خلال ما تكتسبه من خبرات الآخرين.

5-تمنحك القدرة على تمييز الحق، فالعقل الواعي الباحث عن المعرفة ليس من السهل خداعه.

6-القراءة تساعدك على التميّز في عملك.

 اقهر الإحباط

إذا كنت تحلم بمستقبل أفضل وتسعى بصدق للفوز في حياتك فعليك برفع درجة احترامك لنفسك إلى أعلى درجاتها؛ عن طريق الخطوات العملية التالية:

** امنع نفسك من تذكر المواقف السلبية.

** تذكر ببطء وتأنٍ المواقف التي أبليت فيها بلاء حسنًا، وأعط لكل منها عنوانًا واكتبه على ورقة.. وستكتشف أنها مواقف ليست بالقليلة.

** توقف عن الحديث السلبي مع الذات، ولا تردد بينك وبين نفسك عبارات من نوعية: "أنا ضعيف، أنا فاشل، أنا منبوذ من الآخرين".

** عند حديثك مع نفسك احرص دائمًا على تذكير ذاتك بقدراتك وإمكاناتك، وفكِّر في السبل التي تساعدك على تطوير هذه القدرات.

** لا تهزم نفسك من أجل الآخرين؛ لاسيما من يصرون على إفقادك ثقتك بنفسك.

 كن طموحًا

الطموح من السمات الأساسية في الفائزين والناجحين.. والطموح يستلزم:

كن مختلفًا: حاول صنع أي اختلاف يميزك عن ما هو موجود من حولك. لا تخش من التجديد والابتكار، ولا تسمح لنفسك بأن تقع تحت أسر التقليد.

اختر أكثر مجال تتعلق به، عليك أن تختار ما تحبه وتهواه وتتمنى أن تبدع فيه. إذا لم تكن من الأشخاص الذين يمتلكون هواية خاصة فيمكنك البحث في مجال تستطيع أن تحبه وتبدع فيه.

اهزم تشاؤمك. التشاؤم هو العدو الأول للطموح، وأقوى القيود التي تكبل انطلاقتك نحو النجاح والفوز.

 كيف تفوز بعلاقات قوية؟

استخدم أسلحة الإقناع، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق الاستعانة بالأمثلة كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".

أيضًا عليك بالتكرار، كأن تقول: "عندما حلمت بالفوز كنت أفكر كفائز وأتكلم كفائز وأتصرف كفائز".

كما أن المقارنة تفتح العقول لتلقي الفكرة كما في قوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).

ومن المهم أيضًا استخدام الأساليب البلاغية للفت انتباه المستمعين، من خلال المحسنات اللفظية، كما في خطبة قيس بن ساعدة التي يقول فيها: "أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، إنَّهُ مَنْ عَاشَ مَات وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت.. لَيْلٌ دَاج، وَنَهَارٌ سَاْج، وَسَماءٌ ذَاتُ أبْرَاجٍ، وَنُجُومٌ تَزْهَر، وَبِحَارٌ تَزْخَر. إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرا وإِنَّ فِي الأرضِ لَعِبَرا".

إضافة إلى ذلك، فإن الاستفهام من أدوات الإقناع الفعالة، ومن ذلك ما ورد في الحديث النبوي الشريف: "أَتَدْرُونَ مَن الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ".

كن مستمعًا واعيًا، فالشخص المنصت يتعامل مع أي موقف بطريقة تختلف عن غيره، وبالتالي يحقق كل منهما نتائج مختلفة.

 لتنجح في عملك..

أدِّ أكثر مما هو مطلوب منك، فالعديد من الشركات تتمسك بالأشخاص الذين يمتلكون مهارات وخبرات متعددة لا تقتصر فقط على دورهم الوظيفي.

اظهر داخل الصورة، هناك العديد من الموظفين داخل العمل يؤدون دورهم، لكنهم لا يتميزون ولا يظهرون في المشهد، وبالتالي لا يعرف عنهم رؤساؤهم شيئًا؛ لذا من المهم أن تظل من خلال مثابرتك بلفت الانتباه إليك.

تفاعل إيجابيًا مع المستجدات، عند حدوث تغيير في سياسة أو كوادر العمل في مؤسستك عليك أن تتسم بالمرونة والانفتاح على هذه التغييرات وأن تكون ركيزة مهمة فيها طالما لا تتناقض مع قيمك ومبادئك.

اعمل طوال الوقت، في المواقف الصعبة التي تمر أحيانًا بمؤسسات العمل والتي قد تستلزم تسريح بعض العاملين فيها يتوجب عليك الإمساك بزمام المبادرة وطرح أفكار جديدة يمكن أن تطور العمل مستقبلًا، وأن تكون جزءًا منه.

وضِّح نواياك الإيجابية نحو العمل، لا تتكتم على مشاعرك الإيجابية نحو عملك وأظهر لذلك لرؤسائك دونما نفاق، ولا تفترض أن الآخرين يعرفون ذلك.