adaat7

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

يقدم كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" لمؤلفه الأمريكي ستيفن آر. كوفي، والصادرة نسخته العربية عن مكتبة جرير في 414 صفحة من القطع المتوسط، منهجًا شاملًا وقائمًا على مبادئ متكاملة لحل المشاكل الشخصية والمهنية، ويكشف خطوة بخطوة من خلال رؤى ثاقبة وتجارب شخصية منهجًا للحياة أساسه العدل والصدق وأداء الواجبات، وكذا العيش وفقًا لمبادئ صون كرامة الإنسان بما يكفل له الأمن والقدرة على التكيف مع المتغيرات، ويمنحه الحكمة والقوة للاستفادة من الفرص التي يصنعها التغيير.

 

وستيفن آر. كوفي (Stephen R. Covey) هو كاتب ومؤلف أمريكي ولد بولاية يوتاه الأمريكية بتاريخ 24 أكتوبر عام 1932 وتوفى بتاريخ 16 يوليو 2012، وهو أب لتسعة أبناء وجد لـ49 حفيدًا، حصل على شهادة بكالوريوس في علوم إدارة الأعمال من جامعة يوتاه بمدينة "سولت ليك", وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد, ودكتوراه في التعليم الديني من جامعة "بيرجهام يانج"، كما تولى إدارة مؤسسة فرانكلين كوفي. ويعتبر كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" من أكثر الكتب مبيعًا بالولايات المتحدة والعالم. فضلاً عن مؤلفاته الأخرى مثل كتاب "الأَوْلى أولًا"، وكتاب "القيادة المرتكزة على المبادئ". وكتابه الأخير "العادة الثامنة".

العادات السبع

يرصد الكتاب 7 عادات يعتبرها المؤلف رمزًا للناس الأكثر فعالية وهي:

العادة الأولى: كن مبادرًا. (مبادئ الرؤية الشخصية).

العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك. (مبادئ القيادة الشخصية).

العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم. (مبادئ الإدارة الشخصية).

العادة الرابعة: التصورات الذهنية للاعتماد بالتبادل، تفكير المكسب/المكسب (مبادئ القيادة الاجتماعية).

العادة الخامسة: اسع من أجل الفهم أولًا ثم اسع من أجل أن يفهمك الآخرون. (مبادئ تواصل التقمص العاطفي).

العادة السادسة: التكاتف. (مبادئ التعاون الخلاق).

العادة السابعة: اشحذ المنشار. (مبادئ التجديد الذاتي المتوازن من الداخل إلى الخارج مرة أخرى).

ويوضح المؤلف أنه إذا أردت تحقيق أقصى طموحاتك، وتجاوز أكبر التحديات التي تواجهك، فيجب أن تحدد المبادئ أو القوانين الطبيعية التي تحكم الأهداف التي تسعى وراءها، ومن ثم اعمل على تطبيقيها، وستتباين مناهج تطبيق تلك الأهداف تباينًا كبيرًا كما أنها ستعتمد أيما اعتماد على قوانيننا المتفردة ومهاراتنا وملكتنا الإبداعية، ولكن سيظل نجاحنا في أي جهود نبذلها متحققًا من العمل المتسق مع المبادئ المرتبطة بالنجاح.

أيضًا، ينبغي أن تدرك أن الحلول التي يتم التوصل إليها على أساس المبادئ تتناقض تناقضًا صارخًا مع ممارسات التفكير الشائعة بين الثقافات الشعبية، فمثلًا: كثيرون من يرددون عبارة "أريد تحقيق هذا الأمر الآن"، فالعجلة هي طبيعة البشر، والناس يريدون تحقيق الأشياء في طرفة عين، فمن يريد أن يربح المال، أو يمتلك منزلًا جميلًا وكبيرًا، أو سيارة راقية.

العادة الأولى: كن مبادرًا

الأصل في طبيعة البشر هو الفعل، لا رد الفعل، والذي من شأنه مساعدتنا على اختيار استجابة محددة تتوافق مع ظروف معينة نمر بها، الأمر الذي يمكننا من خلق الظروف.

والأخذ بزمام المبادرة لا يعني أن تكون لحوحًا أو وقحًا أو عدوانيًا، بل أن تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقك لتصل إلى هدفك.

مقترحات للتطبيق:

1-     لمدة يوم كامل، استمع إلى اللغة التي تستخدمها، ولغة الناس المحيطين بك. كم مرة تستخدم وتسمع عبارات انفعالية مثل: "لو" أو "لا أستطيع" أو "هل يتعين علي؟".

2-     حدد تجربة قد تمر بها في المستقبل القريب والتي تعرف وفقًا لخبرتك السابقة أنك قد تكتفي بالاستجابة الانفعالية وحسب إزاءها، استعرض الموقف في إطار دائرة تأثيرك، كيف يمكنك الاستجابة بطريقة مبادرة؟ حاول أن تخلق التجربة بصورة حية في عقلك، وتصور نفسك تستجيب استجابة مبادرة، وذكِّر نفسك بالفجوة بين المثير والاستجابة، واقطع على نفسك عهدًا بممارسة حقك في حرية الاختيار.

3-     اختر مشكلة من عملك، أو من حياتك الشخصية تسبب لك ضيقًا شديدًا، وحدد هل هي مشكلة مباشرة أم غير مباشرة، أو مشكلة لا تملك حيلة بشأنها، وحدد أول خطوة في إطار دائرة تأثيرك عليك القيام بها لحل المشكلة، ثم اتخذ تلك الخطوة.

4-     حاول أن تكون مبادرًا بالفعل وأنت تجرب اختبار الثلاثين يومًا، وكن واعيًا للتغيرات التي تحدث في إطار دائرة تأثيرك.

العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك

على الرغم من أن العادة الثانية تنطبق على كثير من الظروف ومستويات الحياة المختلفة، إلا أن التطبيق الأساسي لها أن تبدأ واضعًا في ذهنك الغاية، أي أن تبدأ يومك بتخيل أو بصورة أو بالتصور الذهني لنهاية حياتك في إطار مرجعيتك، أو المعيار الذي تحدده، فكل جزء من أجزاء حياتك أو سلوكك اليوم وغدًا والأسبوع المقبل والشهر المقبل يمكن اختباره في إطار يهمك بالفعل، وعندما تكون تلك النهاية واضحة في ذهنك يمكنك أن تكون واثقًا أن أي شيء تفعله في أي يوم لن ينتهك المعايير التي تحددها لنفسك، وتضعها على رأس اهتماماتك القصوى.

ويقصد بأن تبدأ واضعًا الغاية في ذهنك أن تفهم وجهتك، وأن تعرف أين تذهب، ومن ثم تفهم أين تقف، وبالتالي تخطو على الطريق الصحيح.

وهذه العادة قائمة على أساس القيادة الشخصية، بمعنى أن القيادة هي الابتكار الأول، والقيادة تختلف عن الإدارة، فالإدارة هي الابتكار الثاني، ولكن القيادة لا بد أن تأتي أولًا. الإدارة تركز على القاعدة الأساسية، أما القيادة فتركز على الخطوط العلوية.

مقترحات للتطبيق:

1-     خصص بعض الوقت لتدوين أدوارك كما تراها الآن، هل أنت راضٍ عن المرآة التي تعكس حياتك؟

2-     حدد وقتًا لتفصل نفسك عن الأنشطة اليومية، وتبدأ في العمل على رسالة حياتك الشخصية.

3-     ابدأ بتجميع الملاحظات والأقوال والأفكار التي قد ترغب في استخدامها كمصدر للمادة التي تستخدمها لكتابة رسالة حياتك.

4-     حدد مشروعًا ستواجهه في القريب وطبق عليه مبادئ الابتكار العقلي، واكتب النتائج التي ترغبها وما هي الخطوات التي ستتبعها لتحقيق هذه النتائج.

5-     تحدث عن مبادئ العادة الثانية مع أفراد أسرتك أو مجموعة العمل، واقترح عليهم أن تبدؤوا معًا في عملية تطوير رسالة حياة الأسرة أو المجموعة.

العادة الثالة: ابدأ بالأهم قبل المهم

هذه العادة هي الثمرة الشخصية وهي الإشباع العملي للعادتين الأولى والثانية، وتقول العادة الأولى "أنت المبتكر، لذا أنت المسؤول"، وهي قائمة على أساس المواهب الأربع البشرية المتفردة (الخيال والوعي والإرادة المستقلة والوعي الذاتي)، والعادة الثانية هي الابتكار الأول أو الابتكار العقلي، وهي تقوم على أساس الخيال، أو القدرة على التبصر ورؤية الإمكانيات، وابتكار داخل عقولنا ما لا نستطيع رؤيته في الوقت الحاضر بأعيننا ووعينا. وهي القدرة على تتبع مناحي تفردنا وتميزنا.

إذن، العادة الثالثة هي الابتكار الثاني، أي الابتكار المادي، وهي تحقيق للعادتين الأولى والثانية وتحويلهما إلى واقع. والإدارة الفعالية هي البدء بالأهم فالمهم، فإذا كانت القيادة هي التي تقرر ما هي الأشياء التي تأتي في المقام الأول، فإن الإدارة هي التي تضع الأولويات يومًا بيوم ودقيقة بدقيقة، والإدارة هي الانضباط، أي الأداء.

فإذا كنت مديرًا فاعلًا لنفسك، وانضباطك ينبع من داخلك، فإن ذلك ناتج عن إرادتك الحرة، فأنت تابع لقيمك العميقة ومصادرها، لذا أنت تملك الإرادة والأمانة الحرة لتصنع مشاعرك ورغباتك ومزاجك في مرتبة أدنى من تلك القيم.

مقترحات للتطبيق:

1-   ارسم مصفوفة زمنية لإدارة الوقت، وحاول تقييم نسبة الوقت الذي تنفقه في كل مربع، بعد ذلك سجل وقتك لمدة ثلاثة أيام في فواصل زمنية مدتها خمسة عشرة دقيقة، إلى أي مدى كان تقييمك دقيقًا؟ هل أنت راضٍ عن الطريقة التي أمضيت بها وقتك؟ ما الذي تحتاجه للتغيير؟

2-    ضع قائمة بالمسؤوليات التي يمكنك تفويض غيرك بها، والناس الذين يمكنك تفويضهم أو تدريبهم لتولي مسؤولية تلك الجوانب، وحدد ما تحتاجه للبدء في عملية التفويض أو التدريب.

3-   رتب أسبوعك التالي، وابدأ بكتابة أدوارك وأهدافك لهذا الأسبوع، وبنهاية هذا الأسبوع قيِّم إلى أي مدى ترجمتْ خطتك قيمك العميقة وأهداف لحياتك اليومية ودرجة تكاملك للحفاظ على تلك القيم والأهداف.

4-   ألزم نفسك بالتنظيم على أساس أسبوعي وتحديد وقت منتظم للقيام بذلك.

العادة الرابعة تفكير المكسب/المكسب

المكسب/ المكسب هو إطار للعقل والقلب يسعى دائمًا لتحقيق فائدة مشتركة في جميع التفاعلات الإنسانية، ويُقصد بالمكسب/المكسب: الاتفاقيات أو الحلول التي تعود بمنفع مشتركة وتحقق رضا الجانبين. وفي ظل حل "المكسب/ المكسب"، تشعر جميع الأطراف بشعور جيد حيال القرارات التي تم اتخاذها وكذلك الالتزام بخطة العمل. والتصور الذهني لـ"المكسب/ المكسب" يرى الحياة ساحة تعاونية لا تنافسية، وينزع معظم الناس إلى التفكير على أساس الفروق والاختلافات: القوة أو الضعف، التصميم أو لين الجانب، المكسب أو الخسارة.

ويقترح المؤلف على من ينتهجوا هذه العادة أن يشتركوا في عملية مكونة من 4 خطوات:

1-  انظر إلى المشكلة من وجهة نظر الآخرين، واسع جاهدًا من أجل الفهم والتعبير عن الاحتياجات والمخاوف الخاصة بالطرف الآخر بنفس الطريقة التي يفهم ويعبر بها أو حتى بطريقة أفضل.

2-   حدد المشكلات والاهتمامات الأساسية (ليس الأوضاع) المتعلقة بالموضوع.

3-  حدد النتائج التي تشكل حلًا مقبولًا تمامًا.

4-    حدد الخيارات الجديدة الممكنة لتحقيق هذه النتائج.

العادة الخامسة: اسع من أجل الفهم أولًا ثم اسع من أجل أن يفهمك الآخرون

تعتبر العادة الخامسة عادة قوية، لأنها تقع في منتصف دائرة تأثيرك، بينما يقع العديد من العوامل الخاصة بمواقف الاعتماد بالتبادل ضمن دائرة همومك -المشاكل والخلافات وسلوك الآخرين-، وإذا ركَّزت طاقتك عليها ستستنفدها محققًا قدرًا ضئيلًا من النتائج الإيجابية. لكن، سيظل بإمكانك دائمًا السعي من أجل الفهم أولًا، فذلك أمر يقع في دائرة سيطرتك، وبينما تقوم بذلك -أي تركز على دائرة تأثيرك- سوف تفهم بالفعل وبعمقٍ الآخرين، ومن ثم تكون لديك المعلومات الدقيقة التي تعمل على أساسها، وتدخل مباشرة إلى صلب الموضوع، وتكوِّن رصيدًا في بنك المشاعر، وتمنح الناس الهواء النفسي الذي يريدون، ومن ثم تعملون معًا بفعالية.

هذا هو أسلوب من الداخل إلى الخارج، وبينما تتبعه راقب ما يحدث في دائرة تأثيرك، فلأنك تنصت بالفعل تصبح شخصًا مؤثرًا، وبالتالي يسهل عليك التأثير على الآخرين.

العادة السادسة: التكاتف

التكاتف ببساطة يعني أن الكل أعظم من مجموع الأجزاء، وهو موجود في كل شيء في الطبيعة، وجوهر التحدي هو تطبيق مبادئ التهاون الخلاق الذي نتعلمه من الطبيعة في تعاملاتنا الاجتماعية.

العادة السابعة: اشحذ المنشار

يفترض المؤلف مشهدًا تمر فيه بإحدى الغابات وتشاهد حطابًا يعمل بكد من أجل قطع شجرة، فتسأله: ماذا تفعل؟

فيرد عليك بصبر نافد: ألا ترى؟ إنني أحاول قطع هذه الشجرة؟

فتسأله متعجبًا: لكنك تبدو منهكًا للغاية. منذ متى وأنت تحاول قطع الشجرة؟

فيجيب: منذ أكثر من 5 ساعات، وقد تعبت للغاية، فهذا عمل شاق حقًا!

فتستفسر قائلًا: ولماذا لا تستريح لبعض الوقت وتشحذ المنشار ليكون أيسر في قطع الشجرة؟

فيرد مؤكدًا: ليس لدي وقت لشحذ المنشار، فأنا منشغل بالقطع!

وهذا ما تركز عليه العادة السابعة والأخيرة في هذا الكتاب، وهي أن توفر وقتًا لاستعادة قواك وتهيئة أدواتك، أو شحذ منشارك.