aklak elbaten 

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس

كثيرٌ من الناس يمنحون أنفسهم جزءًا بسيطًا من البهجة والرضا اللذين وضعهما الله أمام أعيننا.. وهناك طريقة يستطيع بها كل منا أن يغيِّر هذا الوضع ويعيد الحيوية الهاربة إلى حياته، وذلك باستدعاء قوة العقل الباطن.

حول هذا الإطار يدور كتاب "قوة عقلك الباطن" للدكتور جوزيف ميرفي، والصادر نسخته العربية عن مكتبة جرير في 300 صفحة من القطع المتوسط.

ويعتبر الدكتور "ميرفي" هو المؤسس الأول لحركة قوة العقل الباطن، وقد تبناها من بعده الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع، ويعتبر "ميرفي" وهو أيرلندي المولد، عَلمًا بارزًا في حركة تنمية القدرات البشرية، كما كان رئيسًا لمؤسسة "ديفين ساينس" في لوس أنجلوس لنحو ثلاثة عقود.

ويصنَّف هذا الكتاب باعتباره من أهم كتب تنمية الذات، حيث يستعرض بطريقة علمية ملهمة وبأمثلة حياتية طرقًا لإطلاق العنان للقوى العقلية المدهشة، من أجل بناء الثقة بالنفس، وتكوين علاقات اجتماعية منسجمة، وتحقيق أكبر قدر من النجاح المهني، وكذا التغلب على الخوف الطبيعي والمرضي، والتخلص من العادات السيئة، وتحسين الحالة العامة وزيادة السعادة.

ويستهل "ميرفي" كتابه بالحديث عن سبب تأليفه، موضحًا أن ذلك يأتي للإجابة على العديد من التساؤلات عن سبب سعادة البعض وشقاء البعض الآخر، ولماذا هناك إنسان خائف وقلق وهناك آخر مليء بالثقة والإيمان، ولماذا ينجح البعض ويفشل آخرون، ولماذا يشتهر البعض ويعيش آخرون مجهولون، إلى غير ذلك من التساؤلات، مؤكدًا أن الإنسان يمتلك طاقة خفية يمكنها أن تصنع المعجزات وتنتشل صاحبها من البؤس والاضطراب والفشل إلى النجاح والسعادة وراحة البال.

ويوضح أنه لكي يتغير عالمك لا بد أن تغير عقلك من الداخل إلى الخارج، ويمكنك أن تصبح ذلك الشخص الذي يشبه المغناطيس في قوته عندما تكتشف السر الأعظم لكل العصور وتضعه موضع التنفيذ، ألا وهو تلك القوة العجيبة الموجودة في عقلك الباطن، وأنت لست بحاجة إلى أن تكتسب هذه القوة، فأنت تمتلكها بالفعل، لكنك في حاجة إلى أن تتعلم كيف تستخدمها، ومن ثم يجب أن تفهمها لكي تستطيع أن تطبقها في جميع جوانب حياتك.

لكن، من المتعذر إحراز تقدم جوهري إذا لم يكن لديك أساس عمل شامل في تطبيقه، فأنت تستطيع أن تكتسب مهارة في تشغيل عقلك الباطن وتستطيع أن تطبق عمليًا قوى العقل الباطن وتحقيق نتائج مؤكدة وذلك بمقدار معرفتك لمبادئه، وتطبيقك لها لأغراض معينة ومحددة ترغب في تحقيقها.

العقل الواعي والعقل الباطن

هناك طريقة رائعة للإلمام بوظيفتي عقلك ألا وهي أن تنظر إليه كحديقة، وأنت "بستاني" تلك الحديقة، تقوم ببذر البذور "الأفكار" في عقلك الباطن طوال اليوم وفي معظم الأحوال يكون هناك وعي منك، لأن هذه البذور أساسها تفكيرك المعتاد.. وحيث إنك تبذر هذه البذور في عقلك الباطن، فإنك ستحصد النتائج في جسمك وحياتك.

تخيل عقلك الباطن كأرض وتربة خصبة تساعد كل أنواع البذور على النمو مهما كانت بذور صالحة أم فاسدة، إذا بذرت الأشواك فهل ستحصد العنب؟ فلكل حالة نتيجة، وهذا هو السبب الرئيس في أنك تملك زمام أفكارك، وبتلك الطريقة ستجلب على نفسك الأحوال التي ترغب فيها فقط.

ابدأ الآن في زرع أفكار السلام والسعادة والسلوك الصحيح والرضا والازدهار، فكِّر بهدوء واقتناع في هذه السجايا، واجعل عقلك الواعي المنطقي يقر بها ويتقبلها، ومن ثم استمر في بذر هذه "الأفكار" الرائعة في حديقة عقلك الباطن، وسوف تحصد محصولا رائعًا.

أفكار تستحق التذكر:

1-   الكنز بداخلك، ابحث في باطنك عن استجابة لرغبة قلبك.

2-   السر العظيم الذي يمتلكه الرجال العظماء في جميع العصور هو قدرتهم على الاتصال وإطلاق العنان لقوى العقل الباطن، وأنت تستطيع أن تفعل مثلهم.

3-   عقلك الباطن لديه الحل لجميع المشكلات، فمثلاً إذا طرحت على عقلك الباطن قبل النوم عبارة "أريد الاستيقاظ في السادسة صباحًا" فإنه سوف يوقظك في هذا التوقيت تماماً.

4-   عقلك الباطن هو المسؤول عن أجهزة جسمك.. ويستطيع ـ بإذن الله ـ أن يشفيك، اذهب إلى النوم كل ليلة وأنت تمني نفسك بالتمتع بأوفر صحة واستسلم للنوم، وينبغي أن تكون هذه الفكرة هي آخر ما يكون في ذهنك، وكون عقلك الباطن هو خادمك الأمين فسوف يطيعك.

5-   كل فكرٍ هو في حد ذاته سبب، وكل ظرف هو أثر أو نتيجة.

6-   إذا رغبت في تأليف كتاب أو مسرحية أو أردت أن تلقي خطابًا حسنًا إلى جمهورك، فعليك أن تنقل الفكرة بحب وإحساس إلى عقلك الباطن، وسوف يستجيب طبقًا لذلك.

7-   إنك مثل ربان يُبحر بسفينةٍ يجب عليه أن يعطي التعليمات والأوامر الصحيحة، وإلا غرقتْ السفينة، وبنفس الطريقة يجب عليك أن تعطي الأوامر الصحيحة "الأفكار والتصورات" إلى عقلك الباطن الذي يتحكم في كل خبراتك.

8-   لا تستخدم مطلقًا عبارة مثل "لا استطيع شراء هذا"، أو "لا أستطيع فعل هذا"، فإن عقلك الباطن يأخذ بكلمتك ويفهم منها أنك لا تمتلك الأموال أو القدرة لفعل ما تريد.. بدلاً من ذلك ردد عبارات إيجابية مثل "أنا أستطيع عمل كل الأشياء من خلال قوة عقلي الباطن".

9-   إن قانون الحياة هو قانون الاعتقاد والإيمان، والمعتقد هو فكرة في عقلك.. فلا تعتقد في الأشياء التي تسبب لك الضرر أو الأذى.. يجب أن تؤمن بقوة عقلك الباطن في الشفاء والإلهام والمساندة، وكل هذا تحصل عليه وفق ما تعتقده وتؤمن به.

10-   غيِّر أفكارك.. كي يتغير مصيرك.

11-   كن أنت قائد روحك "عقلك الباطن" وسيد مصيرك.. تذكر أنك تمتلك القدرة على الاختيار، فاختر الحياة، واختر الصحة، واختر السعادة.

12-   فكِّر في الخير يتدفق الخير إليك، وإذا فكرت في الشر سيأتي إليك، فأنت رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم.

13-   لا يجادلك عقلك الباطن، إنما يرضى ويقبل بما يصدره إليه عقلك الواعي من أوامر، فإذا قلت لا أستطيع شراءها، فسوف يعمل عقلك الباطن على تأكيد ذلك ويجعله واقعًا.

14-   تذكر دومًا أنك تمتلك سلطة الاختيار، فعليك أن تختار صفات الخير والإيجابية، وتبتعد عن نقيضها.

15-   إن عقلك الواعي بمثابة "حارس البوابة"، وظيفته الرئيسة حماية عقلك الباطن من الانطباعات المضللة، فاختر الاعتقاد بأن شيئًا طيبًا يمكن أن يحدث، فقوتك العظيمة تكمن في قدرتك على الاختيار، فعليك باختيار السعادة.

16-   عقلك ليس شريرًا، فليس هناك شر في أي قوى طبيعية، إن الأمر يعتمد على كيفية استخدامك لقوى الطبيعة، فاستخدم عقلك في الخير دومًا.

17-   يرجع سبب الإحباط إلى عدم تحقيق الرغبات، فإذا وضعتَ العقبات والصعاب وقمتَ بالتسويف، فإن عقلك الباطن سوف يستجيب وفقًا لذلك، وبذلك تعطِّل أي شيء يكون في صالحك.

18-   إن الفكرة التي تمتلكها من أجل تأليف كتاب أو اختراع جديد هي شيء واقعي في عقلك، وهذا ما يدعوك أن تعتقد أنك تمتلكها الآن، فعليك أن تؤمن بواقعية وحقيقة فكرتك أو خطتك أو اختراعك، ونتيجة لذلك سوف تصبح هذه الأشياء شيئًا ملموسًا في عالم الواقع.

19-   لا تجعل المال شغلك الشاغل، إنما تمنى الثراء والسعادة والأمان والتعبير الصادق والحب والمحبة الصادقة والخير لكل الناس، ومن ثم فإن عقلك الباطن سوف يمنحك اهتمامًا شاملا بكل هذه المجالات.

20-   اكتشف ما تحب أن تفعله ثم افعله، وإذا لم تعرف كيف تمارسه بالطريقة الصحيحة الجأ للنصح والإرشاد وستحصل على النتيجة.

21-   تخصص في المجال الذي تفضله، وحاول أن تعرف عنه أكثر من أي شخص آخر.

22-   الرجل الناجح يتمتع بدرجة عالية من التفهم النفسي والروحي، كما أنه ليس أنانيًا، إنما رغبته الرئيسة في الحياة هي خدمة البشرية.