ab ka r

القاهرة - عبد الحليم حفينة:

عندما شرع "فيرجوس أوكونيل" في تأليف هذا الكتاب كان في قمة نجاحه المهني، فهو يملك شركة "إي تي بي"، التي تعد من أهم شركات الإدارة، ومن هنا تأتي أهمية كتاب "العبقرية ببساطة"، باعتباره كتابًا جاء من رحم الخبرة العملية، ومن قلب النجاح المهني.

هذا الكتاب يعد بمثابة مرشدًا يبسط علم الإدارة، وينقلها من قاعات الأكاديميين لتصبح أحد مفردات الحياة اليومية العادية، بعيدًا عن التعقيد، والمصطلحات العلمية، وفي تسعة فصول، قدم المؤلف سبع أفكار، تلخص مبادئ الإدارة تساعد القارئ على التفكير السليم وترتيب أفكاره، ليتمكن من التغلب على المشكلات التي تواجهه في حياته اليومية.

أهم ما يميّز الكتاب هو وجود تمرينات واختبارات وضعها المؤلف، تأخذ بيدك، لتستطيع من خلالها الوقوف على مدى استيعابك، وقياس ذكائك بالقدر الذي يساعدك على تطويره، واستخدام أساليب وطرق جديد تمنحك أفاقًا أوسع.

يضّم الكتاب بين دفتيه تسعة فصول، السبعة الأولى منها تتناول المبادئ والأفكار الأساسية التي وضعها "فيرجوس" لتبسيط علم الإدارة، أمَّا الفصلان الثامن والتاسع، فيتناولان على الترتيب؛ كيفية القيام بالمهام وإنجازها في أقل وقت ممكن وبأقل عدد من المفاجآت، عن طريق استخدام أداتين، استفاض المؤلف في شرحهما وهما: دراسة وتخطيط المشروعات في يوم واحد، والأداة الثانية هي إدارة مشروعك باستخدام خطة أو ما "فيرجوس" عرفه بـــ "جدول تصوير الأفلام".

فيما استعرض المؤلف في الفصل التاسع، آلية تطبيق التفكير السليم في إدارة الوقت، وحدد لحقيق هذا الهدف عددًا من الأدوات، منها على سبيل المثال: التعلُّم والاستفادة من قول "لا" بلباقة، وأيضًا "تعلُّم مهارة ترتيب الأولويات بدقة".

الأفكار السبع:

اعتمد "فيرجوس إيكونيل" في كتابه "العبقرية ببساطة على سبع أفكار رئيسة حاول من خلالها أن صياغة وجهة نظره العملية والعلمية عن الإدارة، ويمكن تلخيص هذه الأفكار كما يلي:

1- مزايا البساطة في تفكيرنا والسعي نحو إيجاد حلول بسيطة، ويؤكد المؤلف هنا أنّ إدارة أمور حياتنا ليست معقد كعلوم الصواريخ مثلًا، لكنها تحتاج إلى الأفكار البسيطة، واستدعى في شرح هذه الفكرة نموذجًا لكيفية إدارة مشروع ناجح.

2- معرفة ما تحاول القيام به، حاول الكاتب توضيح هذه الفكرة أكثر، باستدعاء حكمة قديمة تقول: "إذا كنت لا تعرف الوجهة التي تسافر إليها، فأي ريح تكون مناسبة"، وهنا يتحدث الكاتب عن أهمية معرفة وجهتك بدقة، وحدد في سبيل تحقيق ذلك ثلاث نقاط، وهي: فهم ما تحاول القيام به، معرفة ما إذا كان ما تحاول القيام به هو ما يريده كل شخص، ومعرفة إذا ما كان ما تحاول القيام به قد تغير.

3- دائمًا ما يكون هناك تسلسل للأحداث، ويوضح "أوكونيل" أن القيام بأي شئ يستلزم وجود تسلسل للأحداث، الامر الذي يمنحك مهارات التخطيط وتحديد الأاولويات، والإسراع بالمشروع، وإنجاز العديد من الأمور في وقت واحد، كما أنه يوضح أيضًا أن المعارك دائمًا ما تكون استثناء وليست قاعدة.

4- الأمور لا تتم من تلقاء نفسها، يوضح الكاتب عبر هذه الفكرة، أمر بديهي، وهي أن أي شئ لن يحدث من تلقاء نفسه، ولابد من وجود وقت للقيام بالمهام المطلوب تنفيذها، ويسعى هنا لتذليل العقبات، مثل عدم وجود الوقت الكافي للقيام بالمهام، أو عد القدرة والتأهيل للقيام بالعمل.

5- نادرًا ما تسير الأمور بالشكل المتوقع، هذه الفكرة ترصد المفاجآت التي قد تحدث وتعيق عمل ما، على الرغم من بذلنا أقصى جهدنا نحو الهدف،ومن الأدوات التي حددها الكتاب للتغلب على الأمر، التوقع الدائم لحدوث أمور غير متوقعة، أو توقع حدوث نسبة خطأ، إضافة إلى الاستعانة بأدوات إدارة الطوارئ، ومراقبة المخاطر.

6- المهام يتم إنجازها أو لا يتم إنجازها، تلقي هذه الفكرة الضوء على مهامك والموقف من إنجازها، ويساعدك فيكيفة مراقبة أدائك لمهامك، والموقف منها، وهل تتحسن الأمور أم لا، وهو ما يساعدك على الوقوف على مهامك وأين وصلت في طريقك نحو إنجازها.

7- رؤية الأمور من وجهة نظر الآخرين، تُسلط الفكرة السابعة الضوء على أهمية اتخاذ آراء الآخرين فيما تقوم به من مهام وأعمال، هذه الآراء تمثل أداة مهمة لإنجاز الأشياء، فهي تساعدك على إنجاز مهامك بدقة أكبر من الصورة التي كانت ستتم بها دون الاستماع إلى تلك الآراء.

نبذة عن المؤلف:

يعد "فيرجوس أوكونيل" أحد أهم الخبراء في إدارة المشروعات، وقد وصفته مجلة "سنداي بيزنيس بوست" بانه أكثر براعة في العزف من عائلة "ستراديفاربوس" المعروفة بعذوبة عزفها، وقد حصل على درجته الجامعية في الفيزياء الرياضية، كما عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتططوير البرامج والإدارة العامة، وله ثمانية كتب بما فيها هذه الكتاب.