الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

62 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 zawaaaaag

القاهرة – أمنية عادل:

يتحدث كتاب "تأخر سن الزواج لدى الشباب" لمؤلفته د.إيمان عبدالحكم البطران والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 188 صفحة من القطع المتوسط عن أسباب هذه المشكلة وحلولها، مؤكدة في صدارته أن الزواج هو أنسب وضع اجتماعي وطبيعي، وأنسب مجال حيوي لإشباع دوافع الإنسان، كما يقول ريتشارد سوين.

وتشير الكاتبة الحائزة على درجة الدكتوراة من جامعة الأزهر عن رسالتها المعنونة بـ: "السعادة وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية والديموجرافية لدى شرائح المجتمع المصري"، إلى أن الزواج هو استجابة للفطرة الكامنة في ميل كل ذكر إلى أنثى وميل كل أنثى إلى ذكر، فكل منهما في حاجة إلى الآخر ليشاطره حلو الحياة ومرها، ويتجاوب معه تجاوبًا مستمرًا فعالا يجعله لا يأبه بهموم الحياة.

مؤكدة في الوقت ذاته أن تأخر سن الزواج هو تعطيل لمراحل النمو الطبيعية للإنسان، ما يؤثر على مراحل حياته التالية، ويتسبب بالتالي في حدوث انحرافات أخلاقية ونفسية واجتماعية وثقافية وأخطار تهدد كيان المجتمع وتحدث خللاً في سلوكياته.

وتشدد على أهمية قرار الاختيار بالنسبة للزواج، مؤكدة أنه من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته سواء كان ذكرًا أم أنثى، وأن عليه أن يختار اختيارًا سويًا، لأنه يترتب عليه سعادته أو شقاؤه.

الزواج يحقق سلامة الفرد والمجتمع

يتكون الكتاب من 5 فصول، الأول بعنوان "الزواج" تستهله الكاتبة بالإشارة إلى معنى الزواج كمفهوم، وأنه قد تناوله عديد من الباحثين في مختلف حقول المعرفة، فيعرف في المعجم الوجيز بأن مشتق من لفظ زوج، والمزاوجة أي قرن الأشياء ببعضها، فالزواج اقتران الزوج والزوجة أو الذكر والأنثى، وكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان.

وتعرِّف المؤلفة الزواج بأنه نظام اجتماعي شرعه الله تعالى لكل من الرجل والمرأة، عن طريقه تتحقق سلامة الفرد والمجتمع، ويسهم بقدر كبير في تحقيق التوافق النفسي لكلٍ من الرجل والمرأة، وذلك لما يحققه من إشباع للحاجات النفسية والاجتماعية والبيولوجية، يتبعه نوع من الارتياح النفسي لخفض التوترات النفسية للفرد، وتحقيق مستوى أفضل للصحة النفسية.

أهمية الزواج

وتتطرق المؤلفة إلى تاريخ الزواج، مؤكدة أنه يعود إلى بدء الخليقة حينما خلق سبحانه وتعالى آدم وحواء وهما زوج، أي اثنين، بدأ بهما النسل إلى يومنا هذا وأنجبا زوجين ولدان وبنتان لتستمر بهما الحياة قبل أن توضع قوانين الزواج ويحرِّم زواج الأخوة ويصبح للزواج الشكل الشرعي المتعارف عليه الآن.

كما يتضح من التعريف السابق للزواج وجود عنصر مهم تقوم عليه العلاقة بين الزوجين وهو (التوافق النفسي) الذي يتمثل في التفاهم بين الزوجين وتقارب وجهات النظر، وتحمل كل طرف للآخر، والصبر على عيوبه ومحاولة إصلاحها، ويكمل ذلك وجود علاقة حميمة بين الزوجين تتمثل في المشاعر الطيبة التي تسمى (الحب) ويسميها القرآن الكريم (المودة والرحمة) فبدون الحب لن نجد رجل وامرأة يستمران في علاقتهما الطيبة بعد أن يتقدم بهما العمر، ويفقد أحد الطرفين القدرة على إقامة ركن مهم من أركان الزواج وهو (العلاقة الجنسية)؛ بالرغم من ذلك نجد كل طرف متمسك بالطرف الآخر ويحنو عليه، والسبب في ذلك هو وجود الحب منذ بداية العلاقة الزوجية.

فأحيانا تحدث حالات انفصال نفسي أو طلاق فعلي أو حالات خرس زوجي بين أزواج في سن كبيرة ولهما أبناء وأحفاد ويرجع ذلك لعدم وجود الحب والتوافق النفسي منذ بداية الزواج.

فيما تشير الكاتبة في الفصل ذاته إلى أهمية الزواج، حيث أن الله سبحانه وتعالى شرَّع الزواج إعفافًا للنفس، وصيانة للعرض، وحفظًا للأنساب، وإعمارًا للكون، واستمرارًا للحياة، وإشباعًا للحاجات الجسدية والنفسية والاجتماعية، ولقد حث الإسلام على الزواج ورغَّب فيه وأمر به، فالزواج في الإسلام مُعين على الدين والدنيا، وجعله الله تعالى السبب المباشر للحياة وتكوين المجتمعات والتعارف، وهو نظام إلهي مقدس خلقه الله، وأكدته الشرائع السماوية والكتب المقدسة كأساس للحياة الإنسانية، فمن رحمة الله ومِنَّته أنه خلق لنا من جنسنا من نأنس إليهم، وجعل لنا من أنفسنا أزواجًا لنسكن إليها، ووضع بيننا المودة والرحمة والعطف والألفة.. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

تأخر سن الزواج ومشكلاته

أما الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان "تأخر سن الزواج ومشكلاته" فتشير المؤلفة إلى أن نسبة العنوسة في بعض البلاد العربية متباينة، ففي الكويت بلغت نسبة العنوسة (13%) وفي لبنان بلع متوسط سن الزواج عند الذكور (32) عامًا بعد أن كان (28)، ومن (23) إلى (5,29) سنة للإناث، وفي السعودية تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ نحو مليون ونصف المليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة، وفي قطر والبحرين والإمارات بلغت نسبة العنوسة (35%) وفي اليمن وليبيا تصل إلى (30%) في حين بلغت النسبة (20%) في كل من السودان والصومال، (10%) في سلطنة عمان والمغرب، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى (85%)، وفي سوريا بيَّنت الأرقام الرسمية أن أكثر من 50% من الشباب السوريين لم يتزوجوا بعد، في حين لم تتزوج 60% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 إلى 29 عامًا، وبلغت الفتيات اللاتي تخطى عمرهن 34 عامًا دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات، وفي لبنان أكدت إحصائية أن نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين 25 إلى 30 عام تبلغ 1,95% والإناث 2,83%.

أما عن مصر، فأثبتت الدراسات الإحصائية ارتفاع سن الزواج في السنوات الأخيرة، فقد ارتفع من سبع وعشرين عامًا للذكور وعشرين للإناث في عام 1980 إلى تسع وعشرين سنة + شهر للذكور وست وعشرين سنة + ثمانية أشهر للإناث بحسب عام 1996.

كما ذكرت الإحصائيات أن 15 مليون شاب وفتاة في سن الثلاثين بدون زواج، وأن 9 ملايين شباب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين بدون زواج أيضًا، وقد وصل عدد الإناث منهم إلى ثلاثة ملايين و962 ألف، والباقي من الذكور، ويوجد 17 مليونا و274 ألف مصري في سن الزواج، تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشر والخامسة والثلاثين منهم 9 ملايين و217 ألف أنثى و8 ملايين و7 آلاف ذكر.

أما عن السن المناسبة للزواج فتشير المؤلفة إلى أنه يختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض القرى والمجتمعات التقليدية والتي أحيانًا تقل فيها فرص التعليم أو تنعدم نتيجة للظروف الاقتصادية، نجد أن الفتيات والشباب يقبلون على الزواج في سن مبكرة تبدأ من سن خمسة عشر عامًا لمن لم يحظ بقسط من التعليم، وثمانية عشر عامًا لمن أكمل التعليم المتوسط.

ونجد في بعض المجتمعات التي تحظى بمستوى أفضل من التعليم يكون سن الزواج المناسب هو 22 عاما أي ما بعد إنهاء التعليم العالي، والقليل منهم يجعلها بعد إتمام مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) وتصل إلى 25 عاما وأكثر.

ومن وجهة نظر المؤلفة فإن السن المناسبة لزواج الفتيات تتراوح ما بين 22 إلى 26 عامًا، وما بعد ذلك يعتبر تأخرًا في سن الزواج، وبالنسبة لزواج الشاب فيتراوح السن المثالي ما بين 25 إلى 30 عامًا، وما بعد ذلك يعتبر تأخرًا في سن الزواج.

مواصفات شريك الحياة

أما الفصل الثالث والذي جاء تحت عنوان "مواصفات شريك الحياة" فتشير المؤلفة إلى أن اختيار شريك الحياة يكون على أسس معينة أولها التدين وحسن الخلق، وكذلك الأصل والحسب، ولا يشترط أن تكون عائلة غنية أو ذات مكانة كبيرة بقدر ما تكون أسرة ذات منبت حسن، كذلك التقارب في السن، والتشابه في الثقافة والعقيدة والخلفية الاجتماعية، كذلك نضج الشخصية والقدرة على تحمل المسؤولية وحسن الخلقة والرفق واللين، وكذلك العلم والثقافة وأن يكون محبًا لأهله وبارًا بهم، فضلا عن سلامته من الأمراض الجسدية والنفسية، وأخيرًا القبول النفسي.

دراسات

أما الفصل الرابع وهو بعنوان "تأخر سن الزواج لدى الشباب من الجنسين وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية" فهو عبارة عن دراسة ميدانية قامت بها المؤلفة، وحددت بها جوانب المشكلة وأهميتها والمنهج الذي نهجته، أما العينة التي أجريت عليها الدراسة الحالية على عينه قوامها 160 فردا من الذكور والإناث ومن غير المتزوجين ولم يسبق لهم الزواج ومن الحاصلين على مؤهلات عليا فيما فوق ماجستير ودكتوراه، ويعملون بمصالح حكومية مختلفة وكذا بالقطاع الخاص، وشملت عينة الدراسة جميع التخصصات في المهن المختلفة (طب، هندسة، صيدلة، تجارة، تربية وحقوق) ومن مستوى اجتماعي واقتصادي واحد تقريبًا، تراوحت أعمارهم بين 28 حتى 45 سنة، وذلك باعتبار أن هذه الفئة هي المستهدفة من الدراسة الحالية، وكان المجال المكاني لعينة الدراسة الحالية هو محافظتي القاهرة والجيزة.

وقد راعت المؤلفة في اختيار عينة الدراسة الشروط التالية، أن تشمل العينة أفرادًا من الذكور والإناث، وأن يكون أعمار الفئة في العينة بين 28 إلى 45 عامًا، وأن يكون جميع أفراد العينة من مستوى اجتماعي واقتصادي واحد تقريبًا، على أن يكونوا حاصلين على مؤهلات عليا.

فيما خصصت المؤلفة الفصل الخامس والأخير إلى الدراسات التي تناولت أسباب تأخر الزواج والصحة النفسية لغير المتزوجين، وتشير إلى أن بعض الدراسات توصلت إلى أن أغلب الشباب الأعزب من الجنسين يغلب عليه الإحساس بالمعوقات النفسية والاجتماعية للزواج، كما لا توجد فروق بين الذكور والإناث في مجموع المعوقات النفسية والاجتماعية للزواج وفي الاتجاه نحو الزواج والوالدية، بينما توجد فروق بين الذكور والإناث في صعوبة الاختيار للزواج لصالح الإناث، كما توجد فروق بين الشباب الأكبر والأصغر سنًا في مجموع المعوقات النفسية والاجتماعية للزواج وهذه الفروق في صالح الشباب الأصغر سنًا.

وخلصت المؤلفة إلى القول بان للزواج دور كبير في تحقيق التوافق النفسي للجنسين، بما يحققه لكليهما من إشباع لبعض الحاجات النفسية والاجتماعية والبيولوجية التي يصعب إشباعها دونه.. وهذا الإشباع لا بد أن يتبعه نوع من الارتياح النفسي ويصحبه تحقيق لحدة بعض التوترات النفسية للفرد، وتحقيق مستوى أفضل من الصحة النفسية له.

 

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال