yryt666 

القاهرة- محمد عبدالعزيز يونس:

"أيُّ نجاح أو تميز لا يتأتّى إلا ببذل الجهد، والعرق، وتبيُّن الطريق مبكِّرًا؛ حتى نصل إلى غاية الشوط ونهايته، ونحن نرفع قصبة السبق وراية التميز".. في هذا السياق يتمحور كتاب "كيف تذاكر؟.. دليلك إلى التفوق والنجاح"، لمؤلفه د.محمد عبدالعظيم عطية لماضة، عن الدار الذهبية للنشر والتوزيع بالقاهرة، مقدمًا في سياقه بعض مفاتيح التفوق، وبعض طرق المذاكرة، وكثيرًا من العوامل التي تساعد الأبناء على التفوق والنجاح والتميز، مؤكدًا أن المنهج الإنساني في ترقية الطموح يتغير من جيل إلى جيل، ولا يتغير تبعًا لأطروحات الإنسان؛ ومن ثم فحين تطلب الجنة اطلب الفردوس الأعلى، وحين تنشد النجاح فاجعل التفوق والتميز في صدارة تفكيرك.

من أنت؟

تحت هذا العنوان يؤكد المؤلف ضرورة أن تعرف نفسك، وقيمتها، وأن الله أكرمك حين زوَّد أباك آدم بكل المعارف التي يحتاجها على الأرض، فقال تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"؛ ولذلك يجب أن تحفظ لنفسك قيمتها وقدرها، وتتغير إلى الأفضل. والتغيير هنا يحتاج إلى نية صادقة، وتوجّه إلى الله مجرّد من الهوى والكِبْر والرياء، بالإضافة إلى جهد متواصل. وتأمّل في شخصية الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز في تقديره لذاته وفهمه لإمكاناته حينما قال: "إنّ لي نفسًا تواقة (طموحة)، تاقت إلى فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها، ثم تاقت إلى الولاية فصرتُ واليًا على المدينة، ثم تاقت نفسي إلى الخلافة، وهأنذا خليفة المسلمين، وقد تاقت نفسي اليوم إلى الجنة". فيا لها من نفسٍ طموحة لا حدّ لسقف طموحها في الخيرات؛ فتأمّل، واقتدِ، واجتهد.

وما أبلغ قول القائل: "من أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أدّاه، أو مجد أثَّله (أعده وأصَّله)، أو حمدٍ حصَّله، أو خير أسّسه، أو علم اقتبسه؛ فقد عقَّ يومه وظلم نفسه"!

والطموح يحتاج إلى أدوات؛ منها:

** إيمانك بالله تعالى وتوكلك عليه.

** الرغبة الصادقة والحرص على النجاح بتفوق وتميز.

** الطموح يحتاج إلى هدف لا بد أن تحدده بدقة، وأن يبقى نصب عينيك دائمًا، ولا تختلق لنفسك الأعذار؛ فإنها تقتل الطموح، وتحبط المعنويات، وتغلق أبواب النجاح.

ومن النماذج الرائعة لأصحاب الهمم العالية في سلف أمتنا الصالح صحابيّ جليل من صحابة النبي ، كانت له هِمَّةٌ وطموح كبيران، وفي الوقت نفسه كان صاحب سعي وعمل واجتهاد، وكان من طموحه أن يخدم النبي ؛ فطلب من النبي ذلك فألحقه النبي بخدمته، فكان يبيت على باب رسول الله تحريًا لحاجته.

ومن أريحية النبي أنه يكافئ كلّ من حوله، فقال ذات يوم لهذا الصحابي: "سلني"، أي اطلب مني شيئًا؛ فماذا طلب هذا الصحابي الجليل من النبي ؟!

لم يسأله مالًا، ولا إبلًا، ولا مكانة في الدنيا؛ إنما طلب طلبًا يدل على أنه رجل صاحب طموحات عالية، فقال للنبي : أسألك مرافقتك في الجنة!

فنظر إليه النبي نظرة ذات مغزى ثم قال له: "أو غير ذلك؟"، فقال الصحابي: "هو ذلك"؛ فقال له النبي :  "أعنّي على نفسك بكثرة السجود"، فما رؤي هذا الصحابي إلا ساجدًا مصليًا.

إنه الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي، وكان من أهل الصُفَّة.

قبل أن تبدأ!

قبل أن تبدأ في المذاكرة من المهم أن تكتب أهدافك. اكتبها على ورقة، علّقها أمامك، وحدّد ما هو هدفك من التحصيل في المذاكرة اليوم، كم ستنجز من المواد، ثم احسب ما أنجزت في آخر اليوم. لا تيأس إن حصّلت نسبة تحصيلية لا ترضيك؛ أكمل غدًا، لا تيأس، لا تتراخَ.

** افصل نفسك عن الماضي. "وأنت تذاكر" استوعب ما أمامك، احذر أن تفكر (كثيرًا) مرتين: المرة الأولى في الامتحان وأنت تذاكر، فمن شأن ذلك أن يعطلك عن المذاكرة ويصيبك بالملل والفتور ويدخلك في دائرة السرحان.

والمرة الثانية لا تفكر كثيرًا في المستقبل "وأنت تذاكر" إلا بقدر التفكير كطموح ما تسعى إليه، فقط استوعب ما أمامك، واحرص على أن تجعل لنفسك نشاطًا يوميًا يتناسب مع هواياتك.

** ومن الأسلحة المؤثرة في طريق مذاكرتك تقوى الله؛ فإن الذنوب تميت القلب، وتؤثر في ملكات التذكر والاستعادة، ومن المهم في هذا الشأن مداومة تلاوة القرآن الكريم قبل بدء المذاكرة، والحرص على أداء الفرائض والسنن، وأن تذاكر بحب وبطيب نفس حتى تخلص لك المعلومات وتثبت في ذاكرتك.

عقبات في طريقك

هناك عقبات للمذاكرة ومثبطات لها، ومنها:

الخوف: الخوف من الفشل في استيعاب المواد؛ ومن ثمّ يؤدي ذلك إلى الكسل والمماطلة في المذاكرة.

عدم الثقة في النفس: احرص دومًا على أن تكون واثقًا في نفسك. وقل: أستطيعُ أن أحقّق ما أريد، أنا أملك إرادة، ثم حاول بلا كلل.

الصحبة السيئة: لا تصاحب الكسلان أو مثبط الهمة أو اللاهي عن واجباته؛ فمن شأن ذلك أن يفقدك طموحك وتطلعك نحو التميز.

الاستغراق أمام التليفزيون والنت: هذه الوسائل سارقة الزمن، فحدد لها وقتًا لا تتجاوزه. أيضًا، ضع حدًا فاصلًا للزيارات من أصدقائك وأقاربك بما لا يؤثر على تحصيلك وطريقك نحو النجاح والتفوق والتميز.