الأربعاء، 17 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

35 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ytyawasl

مياسة النخلاني - كاتبة يمنية:

يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك وتويتر وانستغرام صارت شرا لابد منه كما يقال، فلم يعد بيت يخلو من أعضاء يتفاعلون مع هذه المواقع، والتي تحمل قدرا من الفوائد إذا تم التفاعل معها بحذر، لكنها في المقابل تنطوي على سيل من العواقب الوخيمة في حال الإدمان عليها والاندفاع نحوها بطيش واستخفاف.

وفي لقاءات سريعة مع بعض قاطني ومستخدمي هذا العالم الافتراضي الذي فرض نفسه بقوة على عالم الواقع حاولنا معرفة مدى تأثرهم وتأثيرهم بهذه المواقع، فإليهم:

n     «لم يكن تعلقي بموقع الفيسبوك كبيرا، بل كان حضوره ثانويا في حياتي».. بهذه الكلمات بدأ الشاب «ياسر» سرد تجربته مع الفيس، مستطردا: كان هذا قبل (٥ سنوات)، أما الآن وبعد أن توطدت علاقتي بالأصدقاء المضافين في قائمتي، ومنهم من أعرفهم على أرض الواقع لكن فرقت بيننا المسافات، ومنهم أصدقاء عرفتهم فقط في العالم الافتراضي، وهؤلاء أضحت علاقتي بهم أقوى بكثير من علاقتي بمن حولي في العمل والحي.

n     وأضاف قائلا: صرت لا أتحرك إلا والهاتف في يدي، وأتواصل مع أصدقائي باستمرار، وأرتاح إليهم أكثر ممن هم حولي على أرض الواقع، ربما لأننا نتفق أكثر مما نختلف، أو أن الجميع يحاول أن يجعل من هذا العالم ملاذا آمنا يريحه ويهرب فيه من المشاكل التي تحيط به، قد نختلف أحيانا لكن لا يخسر بعضنا بعضا، ولا نتجاوز حدود اللياقة حتى في الخصام، وإن حدث وتغيبت لأيام تتوالى الاتصالات على هاتفي أو على الخاص يطمئنون علي.. حقا إنه عالم جميل ولا أتخيل حياتي بدونه.

شعور بالوحدة

n     بينما كان لـ «تيسير» رأي مختلف، حيث تقول: ليس لدي صداقات واسعة في الفيس أو مواقع التواصل عامة، فبرغم أنني أنشأت صفحتي منذ أكثر من ثلاث سنوات، فإن قائمتي صغيرة جدا، ونادرا ما أتحدث مع أصدقاء الفيس، أدخل من وقت إلى آخر لمجرد التصفح هنا وهناك، وتضييع وقت الفراغ لا أكثر.

n     وأضافت: أحيانا أتصفح جديد الأخبار والمعلومات ولا أجدها ذات فائدة كبيرة، لذا أفكر في كثير من الأحيان في ترك هذا العالم الافتراضي، لكن ما إن أجتمع مع أخواتي في غرفة واحدة، إلا وأجد كل واحدة منهن منكبة على هاتفها تتصفح أو تحدث صديقة ما، كل ما أراه هي شاشات مضيئة ووجوها مبتسمة حينا ومتجهمة حينا آخر، وقليلا ما نتجاذب أطراف الحديث، وإن حدث فكل واحدة تحاول إنهاء الحوار سريعا والعودة إلى هاتفها، حتى إن خرجت عند واحدة من الصديقات فقلما أجد واحدة لا تتشاغل عمن حولها بهاتفها.. أضيق ذرعا من الشعور بالوحدة والعزلة فأفتح هاتفي أنا أيضا وأتشاغل بقراءة شيء ما.

يوم كامل بدون فيسبوك!

n     أما «نهى» فتقول ضاحكة: خرجت مع عائلتي يوما لرحلة للشاطئ، كان الجميع يعاجلنا للخروج، فلم أنتبه أني نسيت هاتفي إلا بعد أن ابتعدنا عن البيت.. لم أتضايق كثيرا وقلت فلتكن فرصة لأجرب العيش يوما كاملا بدون موبايل ولا إنترنت أو فيس، حاولت أن أستمتع بكل ثانية، بين الضحكات والحديث العابر حينا والعميق حينا آخر, كان يوما جميلا ومميزا بشكل لا يصدق، واحتفظت في ذاكرتي بكل المشاهد دون الانشغال بهاتف أو كاميرا.. لكن ولأكن صادقة، كنت كلما لمحت مشهدا مميزا للشاطئ أو من خلال السيارة، تمنيت لو أن هاتفي موجود لألتقط بعض الصور لأضعها لاحقا على الفيس أو حتى عرضها على الصديقات، أحزنني هذا الشعور، لأننا ومنذ أن دخلت الأجهزة الذكية حياتنا توقفنا عن عيش اللحظات السعيدة مع من حولنا وصار كل همنا أن نشاركها أولئك القابعين في العالم الافتراضي، بتنا وكأننا لا نقوم بالأشياء إلا لعرضها على الآخرين، ولا نسعد إلا لنقول لهم بأننا كنا سعداء لا لعيش لحظات مميزة، حقا إنه واقع مؤسف.

غياب الخصوصية

n     بدورها، تؤكد «ريم»: لا أجد أي خطب في مواقع التواصل الاجتماعي بحد ذاتها، لكن من وجهة نظري أرى أن المشكلة هي بطريقة استخدام البعض لها، أصبحت تشعر بأنك تعيش مع البعض في بيوتهم وحتى غرف نومهم، يسردون تفاصيل لا ضرورة لها ولا ينبغي لها أن تقال أمام الجميع، فالموقع بخصائصه الحالية لا يضمن الخصوصية، تتحدث الفتاة مع صديقاتها بأمور شخصية وبأسلوب خاص بالفتيات لتجاريها صديقاتها وكأنهن في جلسة خاصة في غرفة إحداهن، بينما يقرأ المضافون في قوائمهن كل ما يقال ذكورا وإناثا، وليس الجميع على خلق ودين.

n     وتتابع: لاحظت أن أختي الجامعية تفعل كذلك مع صديقاتها فنبهتها بأن كلامهن يقرأه الزملاء والغرباء، وقد يكوِّنون نظرة سلبية عنهن، أو يوظف البعض الآخر بعض ما عرفوه للإيقاع بهن، أرى أن على الجميع خاصة الفتيات أن يحذرن عند استخدام هذه المواقع، على عكس الغرب، نحن مجتمع محافظ فعلينا ألا نضيع التزامنا وملامح البيئة الإسلامية الجميلة باستخدام موقع ما، وكما قال جل في علاه: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} (النور:15).

بيئة خصبة للتعلم والاكتساب

n     في الجانب الإيجابي لهذه المواقع، يقول «فهد» مدرب تنمية بشرية: كثر الحديث عن سلبيات وإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، وأعتقد أن علينا التوقف عن الدوران حول هذه الدائرة المفرغة، وتفنيد أمر لا مفر منه، فحتى أولئك الذين لا يملون من سرد سلبيات هذه المواقع لديهم حسابات فيها، ولا يكاد يمر عليهم يوم واحد دون الدخول عليها، فلماذا لا يتوقفون عن تضييع الوقت بمقالات لا جدوى منها، بحيث يحاولون استثمار الوقت الذي يقضونه في هذه المواقع بما فيه صالحهم وصالح من صاروا مرتبطين بها ارتباطا وثيقا.

n     ويضيف: صارت هذه المواقع أمرا واقعا، وبغض النظر عن السلبيات نجد لها إيجابيات عديدة.. الكثير منا التقوا بأصدقاء طفولة أو دراسة أو عمل بعد سنوات طويلة من الابتعاد.. أصبح رب الأسرة المغترب عن أولاده على تواصل دائم معهم منذ الصباح وحتى الليل، ولم يعد بحاجة لاقتطاع مبلغ كبير من مصروفه لإجراء اتصال دولي، نلتقي بكتاب وعلماء نتحدث معهم ونحدثهم بعد أن كنا لا نعرفهم إلا من خلال السير الذاتية على كتبهم، كما قربت الكثير من المسافات..

n     كما أن كثيرا من الباحثين والدارسين يلجأون إلى هذه المواقع للحصول على ما يفيدهم، وبالفعل يجدون ضالتهم فيها، لذا علينا فقط أن نوازن بين عالمنا الواقعي وهذا العالم، ونمزجهما بتناغم كي لا تتوسع الفجوة بينهما وكل شيء سيكون بخير.

n     أخيرا إذا كانت هذه المواقع قد قربت المسافات بين العوالم والمجتمعات، كما يقول عديد ممن التقيناهم، إلا أنها في الوقت ذاته باعدت المسافات بين سكان البيئة الواحدة، بل والبيت الواحد، وتبقى الحقيقة التي اتفق عليها الغالبية بأن هذه المواقع صارت جزءا لا يتجزأ من عالمنا وحياتنا، فما علينا إلا أن نقبل بوجودها ونتعايش معها بحذر، ونحسن طريقة استخدامها كي لا تسرقنا من عالمنا الحقيقي أو تقذف بنا في سراديب من العلاقات الوهمية التي يكلفنا الخروج منها الكثير.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال