الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

65 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

t itel

عبير: انطفأت جذوة الحب بعد أسابيع من الزواج وأخذت علاقتنا مساراً تقليدياً

أسماء: أصبحت حياتنا عامرة بالخلافات أتحملها مرغمة نتيجة اختياري

حنان: فشلت في استجداء حب أيام الخطبة فقررت الانفصال

أم نادر: تزوجت تقليديًا.. وفي كل يوم أشعر أنني أعيش أجمل أيام حياتي

"أحمد" يرفض الزواج عن طريق الحب و"طارق" يشترط معه التعقل

خبيرة تربوية: ظهور المشكلات لا يعني غياب الحب

الرياض – تهاني العصيمي:

سألت جدتي يوماً إن كان زواجها تم بعد قصة حب وردية كتلك التي نطالعها في الروايات الرومانسية، فابتسمت قائلة "عشت مع جدك أسعد أيام حياتي، على الرغم من أنني لم أره إلا بعد عقد القران"، ومع مطالعتي لدراسات تؤكد تزايد حالات الطلاق بين المتزوجين حديثاً ممن عاشوا قصصاً وردية قبل زواجهم، تأكد لدي أن حب ما قبل الزواج جواد خاسر في أغلب الأحيان، فهل نتراجع عن خوض قصص حب ملتهبة قبل أن نقدم على الارتباط، أم أن سفينة الاستقرار لا تمر إلا عبر قناة الارتباط التقليدي؟!.."الوعي الشبابي" التقت عدداً من الفتيات والشباب لتتعرف إلى رؤاهم في هذه القضية.. فإلى التفاصيل.

تروي "نورا" - من الرياض تجربتها مؤكدة أنه ليس من الضروري أن يستمر الحب مهما سعينا لذلك، موضحة: تزوجت وأنا في العشرين من عمري بعد أن اخترت شريك حياتي بنفسي، أحببته وأحبني، وأحببنا الحياة معاً، صحيح أنه لم تكن بيننا قصة حب كما بين عنتر وعبلة أو قيس وليلى، لكن حدث التعارف والارتياح ثم تزوجنا، لكن الأمور لم تسر وردية إلى النهاية، فبعد ثمانية أشهر من الزواج ظهر الوجه الآخر لزوجي، فبدأ يسئ احترامي بالضرب تارة، وبالألفاظ السيئة تارة أخرى مما حول حياتي إلى جحيم، حتى صديقاتي منعني من التواصل معهن، حاولت أن التمس له العذر بأن السبب في المنع شدة الحب والغيرة، لكنه تمادى حتى منعني من أهلي فأدركت حينها أن الأمر تطور لنوع من الإذلال والتحطيم والإحباط، وقتها أيقنت أن الاستمرار معه يعني الانتحار، فتركت له كل شيء كي يطلقني، وبالفعل صرت أحمل لقب مطلقة بعد أقل من عام على هذا الزواج.

علاقة رسمية

توافقها في الرأي عبير - من جدة التي تؤكد أن الحب أصبح من أسمى الأمنيات لفتيات اليوم، فبينما تشاهد في الفضائيات والمسلسلات قصص حب رومانسية، وكيف أن البطل يحارب العالم من أجل أن يظفر بمحبوبته، تتمنى أن تعيش الأحاسيس نفسها التي شاهدتها، ولا تقتنع بالزواج الأسري التقليدي، فتختار الحب ثم تدرك بعدها أن القسمة والنصيب تُسير حياتها، لاسيما أنها لا تعرف عن حبيبها إلا الوجه المشرق الذي تتمنى أن تراه، بينما تجهل وجهه الآخر.

وعن تجربتها الشخصية تقول: تزوجت عن قصة حب تحاكى عنها الجميع، واستمرت جذوة الحب مشتعلة بعد الزواج لأسابيع قليلة، لكن علاقتنا بدأت تأخذ منحى التقليدية، وأصبح الحب ماض أتحسر عليه، لم يعد بيننا إلا الفتور والعلاقة الزوجية الرسمية الخالية من المفاجآت والحب والتواصل الروحي في المشاعر والأحاسيس، فلا يكلمني بكلام الحب الذي ملأ حياتي قبل الارتباط، لم يبق إلا الأوامر والنواهي التي أصبح يعاملني بها، أصبحت أعيش بين جدران صامتة خالية من المشاعر التي طالما حلمت بها، ولو كنت أعلم ذلك لفضلت أن تستمر فترة الخطبة حتى نهاية العمر.

شك وحرمان

بينما تبدي "أسماء" ندمها على الزواج المبني على العواطف وحدها، واصفة ذلك بالصبيانية أو لعب الأطفال الذي لا ينبغي أن تبنى عليه حياة مستقرة، وتقول: تزوجت في الحادية والعشرين من عمري من زوج يكبرني بثمانية أعوام، بعد قصة حب ملتهبة استمرت عامين قبل الزواج، حاربت الجميع من أجله، رفضت بشدة العشرات ممن رشحهم الأهل، وعندما يأس الأهل مني وافقوا على زواجي بمن أحببت على مضض، ويا ليتهم ما وافقوا، لقد ضاع الحب من قاموس حياتنا بعد الزواج، استجد بدلا منه الشك، وانعدام الثقة، والحرمان من حقي في أن أتمتع بحياة نظيفة شريفة معه، اكتشفت أنه إنسانٌ معقد شكاك، فعندما يخرج من البيت إلى عمله ينتظر قريباً من البيت قرابة الساعة ليتأكد هل زوجته أم ابنته التي حاربت الجميع من أجله محافظة على بيته، أم أنها تخونه؟! للأسف أصبحت الحياة بيننا عامرة بالخلافات التي أتحملها مرغمة نتيجة اختياري.

وحده لا يكفي

تجربة أخرى عاشتها "حنان" ترويها بحسرة قائلة: تزوجت عن حب دام ثلاثة أعوام قبل أن يتقدم لخطبتي في يوم ظننت أنه أسعد أيام حياتي وأنني مقبلة على حياة السعادة والهناء الدائم، ثم تزوجت وأنجبت ثلاث بنات بعد أن فقدت الحب بين جدران باردة، حيث كان يتركني وبناتي بالساعات الطوال دون أن يكلف نفسه حتى باتصال هاتفي ليطمئن علينا قبل أن يعود بعد منتصف الليل ليهذي بكلام غير مفهوم، وإذا حاولت أن أعاتبه يفقد السيطرة على اتزانه، وينعتني بأبذأ الألفاظ، وإذا حاولت إسكاته حتى لا تستيقظ بناتي يعتدي عليّ بالضرب، حاولت تقويمه دون جدوى، حاولت أن استجدي الحب الذي أمطرني به أيام الخطبة بلا أدنى نتيجة، وعندما فقدت ذخيرتي من الصبر عدت إلى الحب الحقيقي، إلى أحضان والداي حفظهما الله، وقررت الانفصال بعد أن أدركت أن الحب وحده لا يكفي.

أمنية فاشلة

إلى ذلك، تؤكد"بيان" فتاة غير متزوجة أن الزواج عن طريق الحب المسبق ليس إلا أمنية فاشلة يسعى كلا الطرفين لتحقيقها، لكن بمجرد الانتهاء من تحقيقها يفقدان بريق التجربة، ويصبح الأمر بينهما تقليدياً مملاً، لاسيما مع شعورهما بالتعب تجاه المسؤولية الكبيرة للزواج، وترفض"بيان" أن يتم زواجها لمجرد الوقوع في تجربة حب، مفضلة مشاركة والديها في الاختيار المصيري الذي تتحدد عليه معالم مستقبلها.

تتفق معها "أم نادر"، التي تؤكد أن الزواج عن طريق الحب يفرز الكثير من المشكلات التي لا نراها في الزواج التقليدي المبني على أسس عائلية واتفاقات بين العائلتين، وتقول: أؤكد ذلك عن طريق تجربتي، فأنا متزوجة بطريقة تقليدية منذ خمسة أعوام، وكلما ازدادت أعوام زواجنا كلما شعرت أنني أعيش أجمل أيام حياتي بفضل تحري أهلي عنه.

ولـ"نادية" 27 عاماً، وجهة نظر أخرى فتقول: ليس كل ما يقال حول الزواج عن طريق الحب المسبق صحيح، وليست كل النساء مثل بعضهن، ولا الرجال أيضا، فأنا وزوجي تغمرنا السعادة على الرغم من أننا تزوجنا بعد حب استمر عامين، ونحن نتغير للأحسن والأفضل والحمد لله، وذلك لأننا حريصان على أن يستمر الحب مهما واجهه من عقبات.

الشباب مختلفون

مثلما تباينت آراء الفتيات، تباينت آراء الشباب، فيؤكد أحمد 27 عاما - أعزب - أنه لا يفكر في الزواج عن طريق الحب، لأن أم أولاده ينبغي أن تكون مهيأة لحياة جدية أكثر منها رومانسية، وأن معظم علاقات الحب التي تنتهي بالزواج تفشل، والسبب أن المرأة تشعر بالفتور بعد توقف زوجها عن قول الكلام العذب الجميل، الذي طالما سمعته قبل الزواج الذي تتبعه مسؤوليات جسيمة تضطر الإنسان في كثير من الأحيان إلى العيش بواقعية بعيدة عن الرومانسية.

بينما يُشبه "طارق" 29 عاما - الحياة الزوجية بالزجاجة الشفافة التي يجب أن تكون خالية من الشوائب حتى لو كانت خفية وغير واضحة، وهذا الوضوح لا يحدث إلا بمعرفة الاثنين لبعضهما قبل الزواج، ولذلك أنا ممن يؤيدون الزواج عن حب، لكن بشرط أن يكون مقروناً بالتعقل الذي يترفع عن الانسياق وراء نزق المراهقة.

امتزاج الحالتين

إلى ذلك، ترى الخبيرة التربوية سمية الحسن أنه لا يمكن القول بأن جميع الزيجات التي تتم عن طريق الحب فاشلة، كما لا يمكن القول بأن جميع الزيجات التي تتم عن طريق الأهل ناجحة مائة في المائة، فكم من زيجات فرضها الأهل خلفت وراءها مآسٍ إنسانية، وكم من زيجات تمت عن حب ضربت أروع الأمثال في الصمود في وجه الأنواء والعقبات.

وتؤكد أنه ينبغي أن يتم حدوث امتزاج بين الحالتين، فيتم الارتباط في مناخ أسري يسمح خلاله بفترة خطبة معقولة ليتدارس الطرفان شخصيتيهما، أو أن يتم الارتباط إثر قصة عاطفية بين الطرفين يباركها الأهل بعد أن يتثبتوا من كفاءة كلا الطرفين للآخر.

وتشير الخبيرة التربوية إلى أن ظهور المشكلات لا يعني غياب الحب، فلا تخلو الحياة أبداً من المشكلات التي يمكن التغلب عليها بمزيد من الحب والتفاهم والرغبة المشتركة في تسيير قارب الحياة الزوجية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال