السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

113 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

التنمية المستدامة

د. محسن دهشان يونس - خبير تربوي - مصر:

ماذا لو كان التعليم في العالم العربي يتعلق بالمعرفة والعمل والحوار مع الآخرين وتغيير العالم في ظل الثقافة الإسلامية؟

ماذا لو كان التعليم ممتعا وذا صلة بالحياة، ويعالج مشاكل عالمنا؟

ماذا لو استفاد كل مسلم من تعليم يعزز حياته الدينية والبيئية، وينصفه اجتماعيا ويراعيه ثقافيا واقتصاديا؟

ماذا لو استفاد كل مسلم من فرص حقيقية للتعلم مدى الحياة في عمله، وفي محيط مجتمعه المحلي الذي يعيش فيه؟

ماذا لو أعدت الدول العربية في ظل ثقافتها الإسلامية الداعية للسلام والألفة والمودة والإيثار والتعاون على البر والتطلع للمستقبل والإعمار والحفاظ على البيئة أنظمتها التعليمية بطريقة تضمن انضمام أبنائها إلى صفوف القوى العاملة، فيواجهوا الأزمات، ويتحلوا بالمرونة، ويصبحوا مواطنين مسؤولين متكيفين مع الواقع المتغير، ويتعرفوا على المشاكل المحلية وذات الجذور العربية ويصلوا إلى حلول لها، ويتعاملوا مع الثقافات الأخرى باحترام، ويوجدوا مجتمعا يتسم بالسلام والاستدامة؟ لو أمكننا ذلك، لامتلكنا مجتمعا إسلاميا متطورا وشعوبا واعية ومستقبلا ناميا وتنمية أكثر استدامة.

فلقد شاع مصطلح التنمية المستدامة في وقتنا الحاضر، ولكي نسايرها، وجب علينا أن نلقي نظرة على هدفها، الذي يكمن في تلبية احتياجات الحاضر دون إهمال احتياجات الأجيال القادمة.

والتنمية المستدامة رؤية للتنمية تنطوي على احترام كل أشكال الحياة. هذا ما دعانا إليه ديننا الحنيف، يقول الله تعالى في كتابه الحكيم: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (لقمان:20).

أما إذا نظرنا إليها من منظور التعليم فنجد أن الرؤية الاستراتيجية للتعليم حتى عام (2030م) في معظم الدول العربية تدور حول إتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون التمييز، وفي إطار نظام مؤسسي، وكفء وعادل، ومستدام، ومرن، وأن يكون مرتكزا على المتعلم والمتدرب القادر على التفكير والمتمكن فنيا وتقنيا وتكنولوجيا، وأن يساهم أيضا في بناء الشخصية المتكاملة وإطلاق إمكانياتها إلى أقصى مدى لمواطن معتز بذاته، ومستنير، ومبدع، ومسؤول، وقابل للتعددية، يحترم الاختلاف، وفخور بتاريخ بلاده، وشغوف ببناء مستقبلها وقادر على التعامل تنافسيا مع الكيانات الإقليمية والعالمية، لذا نجد أن رؤية عدد من الدول العربية في مجال التنمية المستدامة للتعليم قد تضمنت عدة محاور في مقدمتها:

- تحسين القدرة التنافسية لمنظومة التعليم بالدول العربية.

- إتاحة التعليم الأساسي لجميع أبناء الوطن العربي.

- العمل على محو الأمية الهجائية والرقمية.

ý- كما تضمنت إتاحة رياض الأطفال وتمكين الأطفال في المراحل العمرية من مهارات التعليم المبكر عن طريق رفع نسبة القيد العام في مرحلة رياض الأطفال.

- رفع نسبة الورش المحدثة والمطورة بالمدارس الفنية لتتواكب مع المناهج الجديدة.

- إقرار منظومة جديدة تسمح بالتحاق طلاب التعليم الفني بالتعليم العالي في نفس التخصصات حتى درجات البكالوريوس والماجستير.

- تمكين المتعلمين لتحويل أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون به من خلال تنمية المعلومات، والمهارات، والمواقف، والكفاءات، والقيم المطلوبة لمعالجة تحديات الحاضر والمستقبل، إلى مواطنين يتسمون بالتفكير النقدي والمنهجي، والقدرة على تحليل وحل المشكلات، والإبداع، والعمل الجماعي، واتخاذ القرارات في مواجهة ألسنة التطرف، وفهم التحديات العالمية والمسؤوليات النابعة من هذه التوعية.

على الجانب الآخر لابد وأن نعي أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحلول التكنولوجية، أو الأنظمة السياسية، أو الصكوك المالية وحدها، فنحن بحاجة إلى أن نغير طريقة تفكيرنا وعملنا، حيث تعاني منظومة التعليم في الدول العربية بمستوياته المختلفة من عدد من التحديات يمكن تلخيصها في تحديات تتعلق بإتاحة الخدمات التعليمية، والتي ترتبط بشكل كبير بتوفير التمويل اللازم من خلال الموازنات العامة للدول أو من خلال المشاركات المجتمعية، مع وخفض نسبة كثافة الطلاب بالفصول، بالإضافة إلى استيعاب الزيادة في عدد الطلاب المترتبة على معدلات النمو السكاني الحالية، ومن التحديات أيضا السعي نحو رفع مستوى جودة التعليم والذي يتطلب تخصيص موارد إضافية، وتدريب العنصر البشرى القائم على العملية التعليمية.

ولكن في ظل هذه التحديات لابد ألا نغفل الجهود التي سعت ومازالت تسعى إليها الدول العربية لتطوير أنظمتها التعليمية، لتتواكب مع التطور العالمي دون إهمال للثقافة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية، ومن هذه الجهود:

- إعداد مناهج متكاملة تدعم الوعي السياسي والمشاركة الثقافية والسياسية بجميع المراحل التعليمية.

ý- التركيز على تطوير البنية التحتية للتعليم من خلال بناء وتجديد المدارس والهيكل الداخلي للنظام التعليمي.

- بناء قدرات المعلمين وتدريبهم بأحدث الطرق.

ý- إعداد برنامج دعم جودة التعليم الذي يهدف إلى دعم القدرة المؤسسية للمدارس وتحسين الفاعلية التعليمية.

وفي النهاية يجب أن ندرك تماما أن منظومة التعليم يقع عليها عبء كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى الدول لتحقيقها في قطاعات مختلفة، حيث إن تطوير أي قطاع من القطاعات الاقتصادية أو الخدمية يرتبط بشكل وثيق بالعنصر البشري وقدرته على مواكبة كل حديث ومتطور وإضافة إبداعات جديدة وابتكارات حديثة؛ فدول العالم المتقدمة أصبحت تركز على «التعلم» وليس «التعليم» وتستخدم أدوات التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في الارتقاء بالأدوات التعليمية المختلفة.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال