الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

70 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

30680400661 995a0b81bf o

د.مجدي محمد حسن – خطيب بوزارة الأوقاف الكويتية:

لم يفاجئني الخبر عندما طالعته في الجرائد من أنه تم اختيار دولة الكويت لتكون عاصمة للشباب العربي؛ فالكويت دائما لها الريادة في مضمار السباق في أعمال الخير، فاختيار سمو الأمير قائدا للعمل الإنساني، واختيار دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني ليس ببعيد، وفي الثقافة، كانت حاملة للواء الثقافة العام الماضي، وفي الرياضة كذلك، مجالات كثيرة تنطلق فيها دولة الكويت لتحقيق الذات، وسد الفراغ، وأداء الأمانة.

مما يعطي انطباعا وتصورا للعالم أن دولة الكويت ليست دولة صغيرة الحجم الجغرافي، بل هي قارة بكثرة مشاركاتها الدولية، وتواجدها في بؤرة الأحداث على اختلافها وتنوعها في كل مكان، إنها إنجازات لفتت أنظار العالم، وجذبت انتباههم، وفرضت احترام العالم لهم.

ويحرص سمو أمير البلاد وفقه الله وحفظه ورعاه على الاهتمام والرعاية بطوائف الشعب على اختلاف توجهاتهم، لا سيما الشباب منهم.

فولايته للجميع، ومن حقهم عليه أن يرعاهم، ويتولاهم، وينصحهم، ويوجههم إلى المصلحة العامة، وينأى بهم جميعا عن أي شيء يضرهم ويفرقهم، فهو الوالد الكريم الحاني على أبناء بلده ورعيته.

وصور الرعاية والاهتمام بالشباب جوانبها كثيرة، منها:

- الرعاية الصحية

بتوفير المستشفيات، والمستوصفات، وسائر الخدمات الصحية، حتى داخل المدارس هناك رعاية طبية تؤدي دورها قبل المؤسسات الطبية الكبرى، إلى جانب وجود إلزام بالكشف الطبي قبل عقد الزواج؛ حفاظا على الزوجين، وبراعم الشباب الآتية في الغد إن شاء الله.

- الرعاية العلمية والثقافية

ومن أكبر صور الاهتمام بالشباب إعطاء الفرصة للتعليم في سائر التخصصات العلمية، فمدارس التربية، والمعاهد التطبيقية، والجامعات تفتح أبوابها لاستقبال الشباب، وتنمية مواهبهم، والارتقاء بقدراتهم حتى درجات البحث العلمي العليا ولو كان خارج البلاد، فتخرج البعثات العلمية، مع إفساح المجال للمبدعين والمبتكرين من خلال انتقائهم ورعايتهم للمشاركة في النادي العلمي، والمسابقات العلمية الدولية، وقد كان نظام ثانوية المقررات يراعي النبوغ والتوجهات المختلفة عند الشباب، وتتاح الفرص لإكمال مسيرة العلم فيما يحب ويهوى من العلوم والتخصصات، هذا إلى جانب إنشاء دور القرآن؛ لنشر الفكر الإسلامي الوسطي، وإنشاء حلقات تحفيظ القرآن، والمراكز المختلفة لخدمة علوم القرآن الكريم وقراءاته وعلومه.

وقد كان لإنشاء هيئة الشباب دور كبير في ترسيخ هذه الرعاية والعناية بالشباب، وذلك بإنشاء مراكز الشباب، والأندية الصيفية المدعمة بالمربين الفضلاء، فظهر لذلك أثر عظيم في توجيه الشباب، واستثمار أوقاتهم، وحمايتهم من الفكر المتطرف، وهاوية الانحراف طيلة عدة عقود.

يعملون في صمت، يبنون ويؤسسون، ويدفعون بأجيال تملأ جنبات المجتمع، وتكمل المسيرة، تربية، وتعليما، وإصلاحا، وتوجيها، ورعاية، واهتماما؛ للارتقاء بهم ليكونوا رجال الغد.

وبكثرة إنجازاتها أصبحت اليوم وزارة للشباب، وذلك لضرورة دورها وأهميته في المجتمع، فهي تستثمر الوقت لينتفع به الشباب أعظم انتفاع، ولا تترك هذا الشباب يقع فريسة للفراغ، وما يتلو ذلك من دمار فكري وخلقي.

إن الفراغ والشباب والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة

فلا بد من الاستثمار والاغتنام والظفر للحظات الحياة الجميلة والتي نبه عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (رواه البيهقي).

- الرعاية الاقتصادية

ولا يقف الأمر عند هذا الحد فإن الكويت حريصة كل الحرص على توفير فرص العمل للشباب، والوقوف إلى جواره ومساعدته لإقامة المشاريع المختلفة من خلال الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشاريع الصغيرة.

وكانت الكويت سبَّاقة في فكرها الاقتصادي بحرصها على جعل نصيب مفروض للأجيال القادمة، إنه تناسق فكري يمتد حول الشباب ليؤهلهم للمستقبل الواعد المنتظر، وينتظم الحياة بكل جوانبها.

إن الشباب أمانة، ورعايتهم داخل سياج آمن يحفظهم من النزق الفكري، والتطرف الديني، أو الانحلال الأخلاقي واجبٌ وعمل جليل، نجني ثماره في القريب العاجل، فلتحمل وزارة الشباب بدولة الكويت راية الشباب العربي في عامها هذا؛ تكليلا لجهودها، وإكليلا يتوج رأسها، وقلادة تزين عنقها وجيدها.

وللشباب أقول:

ارتموا في أحضان بلادكم وانعموا في ربوعها، وتنعموا بخيراتها، وانتهزوا الفرصة لتنالوا القسط الكافي من الرعاية الأميرية السامية في كل مجالات الحياة، واستعدوا للغد لتكونوا رجاله وقادته ومفكريه.

إن الكويت شباب دائم متجدد بقرارتها السياسية الصائبة، ونصرتها لقضايا الحق والعدل، وعطفها وحنوها على أصحاب الحاجات والمنكوبين في كافة أصقاع الأرض.

شباب دائم في تطوير البلاد، وإصلاحها وتجديدها، والرُّقي بها في كل مجال.

شباب دائم في تفاعلها مع قضايا العالم.

شباب دائم في مشاركتها الدولية في المنظمات الدولية، والمؤتمرات العلمية، والدورات الأولمبية، والبارالمبية، والآسيوية، والعالمية.

من هنا كان اختيار الوزراء العرب لدولة الكويت عاصمة للشباب في هذا العام (2017م).

ودائما نجد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كثير الاهتمام والرعاية بالشباب والحرص عليهم، فهم أبناء اليوم، ورجال الغد، وقادة المستقبل، وهذا الاهتمام السامي والرعاية الكريمة للأخذ بأيديهم إلى معترك الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والرياضية، ووضعهم في بؤرة الأحداث، وهكذا تصنع القادة، ويؤهل الشباب للدور القيادي، فهم الفئة الأكبر تواجدا بين الفئات العمرية المختلفة، وهو الأكثر عطاء، وإنتاجا، وإبداعا بإذن الله.

الإسلام والشباب

إن دولة الكويت استلهمت أهمية الشباب وضرورة رعايتهم من القرآن الكريم، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم يبين لنا أن الأنبياء، والدعاة، والمصلحين، هم من فئة الشباب،

قال تعالى: { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } (الأنبياء:59-60).

وقال تعالى: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } (الكهف:13).

وقدم لنا نماذج من رعاية الشباب، والاهتمام بهم، يظهر ذلك جليا في وصايا لقمان لابنه، قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (لقمان:13).

وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم للشباب لا تحصى، منها حديث: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج» (رواه ابن حبان).

ومنها حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا بني، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» (صحيح البخاري).

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الشباب يتشاركون معه الرأي في القرارات المصيرية، واستشارهم في معركة أحد، أينتظر القوم في المدينة أم يخرج إليهم؟ فاختاروا الخروج خارج المدينة.

كذلك كان من أخريات أعمال النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمَّر أسامة بن زيد رضي الله عنه على الجيش، وكان عمره حينئذ ستة عشر عاما، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم جاء خليفته أبو بكر الصديق، فأنفذ جيش أسامة، فكأنه إجماع تلقته الأمة بالقبول، فلابد من الاهتمام بالشباب ورعايتهم، وإفساح الفرص لهم للمشاركة في القضايا المصيرية للأمة، وجعلهم على أهبة الاستعداد لقيادة الأمة، ورفع أركان المجتمع، فليكن الشباب هو ما يشغل قلوبنا وعقولنا، وليكونوا في بؤرة العين، وسويداء القلب، ومهجة النفس، فهم يستحقون ذلك.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال