الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

446 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

3649 1 or 1404080486 

يبدأ لديه وهو جنين.. ويلتقى منك انفعالاتك وضحكاتك وأحاديثك

استفزي عقله ووجدانه كي يتلمس طريقه بالواقع دون أن تقويض لخياله

القاهرة – أيسل محمد:

يبدأ الطفل حياته كما الصفحة البيضاء، بلا أية شوائب أو معارف أو انطباعات مسبقة، فتتكون مداركه عبر احتكاكه بالبيئة المحيطة التي تتمثل خلال سنواته الأولى في محيط الأسرة، التي يكون لها الصدى الأكبر في تكوين مداركه، ومن ثم تأتي المدرسة والأقران ليضعوا لمستهم على شخصيته، التي استمدت بعض انفعالاتها في المرحلة الجنينية من الأم.. فكيف يتشكل الإدراك لدى طفلك، وما المؤثرات التي تواجه هذه العملية، وكيف يستخدم إدراكه الحسي وحده في تلقي الأمور؟ عدد من الخبراء يجيبون عن هذه التساؤلات في التقرير التالي.

الإدراك عملية تبدأ لدى الطفل وهو جنين، وليس فقط عندما يكبر.. هذا ما تؤكده د.زينب النجار – أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس – موضحة أن الدراسات الحديثة أثبت أن الجنين يلتقى من أمه انفعالاتها وضحكاتها وأحاديثها في الحوار معه، حتى منافذ المعرفة لديها كالقراءة والموسيقى يتأثر بها، وحينما يولد يتلمس المعرفة من خلال البيئة المحيطة به.. فالملاحظة والمداعبة بين الأم وطفلها تنمي مداركه، والألوان التي ترتديها في أزيائها تنمي معرفته بالألوان. حيث يبدأ في عمر شهرين في التعرف إلى حقائق بيئته من خلال اعتماده على الأم التي تنمي إدراكه الحسي بما حوله، ويتسم بدرجة عالية من الذكاء ودقة الملاحظة، كما أنه يركز انتباهه أثناء الأحاديث التي تدور من حوله. فمثلا إذا تشاجر الأبوين في وجوده يبكي، ما يعني أنه مدرك لما يدور.. وأحياناً تفاجئ الأم بأنه يقضم أظافره، وذلك نتيجة للضغوط التي تحدث من حوله وتنعكس على شخصيته.

دور التنشئة

تضيف د.زينب: لذلك يستقي الطفل أولى مداركه من خلال الأم، ويتسع الأمر لجميع أفراد الأسرة بعد مولده، لذلك فإن دور التنشئة مهم جدًا في توجيهه وتنمية مداركه حول حقائق الأمور في بيئة سوية، سواء في الأسرة أو الحضانة والمدرسة، لكننا نقع في عدة أخطاء حينما يبدأ الطفل في الإدراك، منها أننا لا نراعي أنه يلاحظ كل كبيرة وصغيرة تدور من حوله ويتأثر بها ويقوم بتحليلها، ومن الخطأ أيضا أن يناقش الوالدين خلافاتهما أمام الطفل، أو تربيته على الخوف من العقاب، التي تنعكس عليه بصعوبات في النطق الصحيح، فتنشأ مشكلة التأتأه وغيرها من مشكلات الكلام. وهنا لابد أن تقوم الأم بدورها في التفاهم مع طفلها في تنمية إدراكه وليس قمعه وإسكاته عن كل ما يدور حوله.

توجيه نفسي وصحي

الإدراك لدى الطفل هو طريقته في كيفية الشعور بما حوله، يستخدم الإدراك الحسي وحده في تلقي الأمور، لأنه لم يكوِّن بعد خبرات حسية يستخدمها سوى الفطرة في إدراك المعرفة بالعالم الخارجي.. هذا ما تؤكده د.نجوى الفوال أستاذ الصحة النفسية، مشيرة إلى ضرورة أن نعلم الطفل كيف يسأل؟ ومتى؟ وعم؟ وهذا هو التوجيه النفسي والصحي من أجل تنمية إدراكه ومعرفته بالعالم من حوله. وحتى نثير دافعه للإدراك علينا تشجيعه على الاختيار، وعلى تحمل جزء من مسؤولية ما يقوم به من أعمال وتصرفات، وما يقع له من أحداث إيجابية أو سلبية، فيتعلم أن الخطأ الذي يرتكبه قد يقع عليه، وعلى الأم والأب دور كبير في تحفيزه على الإدراك، لأنهما محور العديد من الأمور في حياة الطفل وتوجيه مداركه، مع الإنصات الفعال لما يريد الطفل التعبير عنه، والاهتمام الإيجابي برسائله غير اللفظية وفي الاتصال غير الشفوي الذي يرسله الأب لابنه من خلال الابتسامة ولغة الجسم وملامح الوجه ونبرات الصوت المعبرة عن الحنان والمحبة والود، التي تنبعث بين حين وآخر معبرة عن تفهم ما يريده الطفل. فإذا عودناه على الإدراك السليم المنطقي وتقبل العالم بمشكلاته وقضاياه نكون قد توصلنا إلى تنمية مداركه بأفضل طريقة ممكنة.

تنمية السلوك

أما د.عبدالهادي عباس – رئيس وحدة نمو الطفل بالمعهد القومي للتغذية، فيشير إلى أن الإدراك لدى الطفل يبدأ قبيل ولادته، لا يقدر على تميز أي شيء إلا من خلال حواس أمه، وبعد الولادة من خلال التدريبات والتوجيهات التي يقوم بها الأب والأم مثل تدريبه على الحواس والعادات الصحيحة، فيبدأ في تمييز الأشياء وتنمية سلوكه الصحي عن طريق التعليم وكيفية تعامله مع الآخرين وإدارة الحوار معهم، وهذا يختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، فلكل مرحلة الطريقة الخاصة بها، فمثلاً مرحلة الولادة وما بعدها تستخدم الهدهدة للطفل والمداعبة ليشعر بالطمأنينة ونوع من الإدراك البسيط بما حوله، ثم بعد هذه المرحلة تبدأ الخطوات الأولى لتعليمه عن طريق محاكاته كل ما حوله، علما بأن إدراك الطفل يختلف عن إدراك الشخص الناضج، لأنه يتعرف على عالم جديد، كما أنه بمثابة تكوين مخزن من الذكريات. أما إدراك الناضج فيحمل جزءاً من استعادة ما سبق التعرف عليه، من ذلك تنبع أهمية عملية الإدراك عند الطفل، ولذلك لابد من مراعاة كل ما يحدث أمام الطفل حتى لا ينتقل إليه شيء خاطئ يترسب في ذهنه مدى الحياة.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال