السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ide es

إحسان الدبش – كاتب وباحث إسلامي:

كثيراً ما نقرأ الباحثين يستشهدون بشطر من الآية القرآنية الواردة في سورة الرعد ﴿.....إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...... ﴾ ( 11 ) وبالآية القرآنية الواردة في سورة الأنفال ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ (53) للدلالة على أن واقع الأمة أو المجتمع والمعبر عنه بكلمة "قوم" والذي يشمل جميع أو أغلب أفراد القوم الواقع فيهم التخلف ليتم النهوض بهم وتغيير هذا الواقع من السيئ إلى الحسن. لابد أن يبدأ التغيير من تغيير ما بالنفس.

وقد يكون التغيير بشكل عكسي من الحسن إلى السيئ. وسنتناول النوع الأول من السيئ إلى الحسن

وتغيير ما بالنفس على سبيل المثال:

من الكذب إلى الصدق... و من السرقة إلى لأمانة... ومن الكسل إلى النشاط.. ومن الفوضى إلى النظام.. ومن الوساخة إلى النظافة.. ومن الفردية إلى الجماعية.. ومن التبذير إلى الاقتصاد.. ومن إخلاف الوعد إلى الوفاء به... إلى آخره من الصفات السلبية التي تعيق تقدم الفرد والأمة.

هذا التغيير لا يتم بكلمات تردد. وإنما يحتاج إلى بذل جهد كبير لتحقيقه يبدأ من تصميم الفرد على ذلك ثم الأداء التربوي للأسرة ثم تشارك فيه كل مؤسسات المجتمع. لأن القوم هم أفراد المجتمع، سواء كان هذا المجتمع صغيراً أم كبيراً.

أولاً:الاعتراف ممن كان فيه صفة سلبية أنه مصاب بها. لأن من كان فيه صفة الكبر أو البخل مثلاً. ولايعترف بذلك فلن يغير شيئاً. وقد وصف الله عز وجل المؤمنين أنهم يعترفون بذنوبهم ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ... ﴾ (آل عمران147).

ثانياً:أن لديه نفس " لوامة " التي أقسم الله عز وجل بها ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ (القيامة2) لأن صاحب النفس اللوامة يوطء نفسه لتغيير ما بها .

ثالثاً:أن يستحضر خشية الله في قلبه وخطورة ما في نفسه من صفة سيئة ، فيخشى عذاب الله، ويرجو رحمته قال سبحانه وتعالى ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ (الأنعام 5)

رابعاً:يتذكر دائماً قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ (الصف3)

خامساً:أن يكرر محاولة التغيير ولا ييأس إن فشل مرة أو أكثر. ويجدد في الإسلوب لتحقيق المقصود فسيعينه الله على تحقيق ما يريد. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ (النحل 128)

سادساً:أن لا يجالس من فيه مثل الصفة السيئة التي يريد أن يتخلص منها، ويصاحب من كان ناجياً منها كم ورد في الحديث النبوي عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً »1

سابعاً:أن تكون صلته بالقرآن مستمرة مع التذبر في آيات الله. لما نزل تحريم الخمر. نفذ الصحابة أمر الله فوراً وقالوا: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: « كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَاباً مِنْ فَضِيخٍ (2) وَتَمْرٍ.قَالَ: فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ.

فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أَنَسُ، قُمْ إِلَى هذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا.

قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا. فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى تَكَسَّرَتْ. »2

ثامناً:ان يعمل على التفقه في الدين ليعلم الحلال من الحرام. فإن لم يكن كذلك فقد يقع في الإثم وهو لايدري. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ. »3

تاسعاً :أن يعمل على تذكية نفسه بشكل مستمر. ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ (الشمس10)

عاشراً:أن يحذر تزيين الشيطان وتلبيسه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ (الأعراف201) عندئذٍ يتحقق قوله تعالى: ﴿.....إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...... ﴾.

1- صحيح البخاري 5534 ( يحذيك ) يعطيك شيئا من المسك يتحفك به

2- موطأ مالك 3133- ( فضيخ ) هو: شراب يتخذ من البسر المشدوخ

3- سنن الترمذي 2681

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال