الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

56 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

2017 636315224304509108 450

الكويت – الوعي الشبابي:

بلهفة الظمآن وعميق الايمان ينتظر المسلم كل عام ضيفا مباركا عزيزا يهل عليه لتتوارى صور العزلة والعصيان ويبدأ شهر الرحمة والغفران شهر العبادة والاحسان بخير العابد والمعبود (سبحانه وتعالى) رمضان الكرم والجود.

فرمضان شهر القرآن وصلة الرحم وموائد الرحمن الذي يتسابق الناس فيه الى فعل الخير تحول اليوم الى شهر يتهافت البعض خلاله على شراء المواد الغذائية والكمالية بصورة كبيرة حتى أصبح رمضان عبئا على البعض ليتحول من شهر طاعة واتباع الى شهر بذخ وابتياع.

وفي هذا السياق تطرح تساؤلات عدة ومنها لماذا أصبح الانفاق الزائد عن الحد والاسراف في الاستهلاك سمة من سمات هذا الشهر الفضيل فيستبدل الكثير من الناس الاستعداد الروحي والذهني باستعداد سلعي ومادي.

هذه التساؤلات طرحتها مجلة (الدريشة) الفصلية الصادرة عن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في عددها الرمضاني على خبير اقتصاديات الاسرة الاستاذ صلاح الجيماز اذ أوضح أن شهر رمضان يشهد كل عام حالة من زيادة استهلاك الناس لبعض المنتجات المحددة لاسيما في قطاع الأغذية والملابس والأواني المنزلية مما يخلق حالة من الزخم بتهافت أفراد المجتمع نحو الاستحواذ على "ما لا يريدون والانفاق على ما لا يحتاجون".

وقال الجيماز ان المواطن في رمضان وفي مواسم اخرى أيضا يظن انه ينفق كما يشاء وبإرادته المطلقة ولكن الصحيح انها موجه ترويجية من قبل قوى الاعلام والاعلان الحديثة التي تجذب الفرد لشراء ما تعرضه من بضائع.

ووجه الجيماز مجموعة من النصائح للمقبلين على شهر رمضان تتمحور في خمس ركائز أساسية ما ان اتبعوها فسوف يتمكنوا من السيطرة على سلوكهم الانفاقي في الشهر الكريم أولها أن لا تتم عملية التسوق خلال حالة الشعور بالجوع "لان قرارك بالشراء سوف يكون مرهونا بشهوتك للطعام".

أما النصيحة الثانية فقال هي أن لا تتوجه للشراء من الاسواق دون أن تدون احتياجاتك في قائمة محددة فيما تكمن نصيحته الثالثة في عدم الذهاب للشراء وقت الزحمة وساعات الذروة خلال نهار شهر رمضان حيث الاستعجال في الشراء يؤدي الى "تشتت التركيز فنشتري ما لا تحتاج".

وأوضح الجيماز أن النصيحة الرابعة هي تجنب اصطحاب الاطفال عند التسوق "لانهم سوف يقللون من تركيزك فتشتري اشياء تزيد عن حاجتك" مشددا في نصيحته الاخيرة على ضرورة تقسيم المشتريات على بنود يومية واسبوعية وشهرية فمثلا "لا تذهب كل يوم الى الجمعية لشراء حاجة كالارز وانت تستطيع شراء كمية تكفيك للشهر كله من مرة واحدة".

وأكد في حديثه أن الحل يكمن في الالتزام بما دعانا اليه الدين الاسلامي العظيم حيث قال الله عز وجل في محكم كتابه (ولا تسرفوا) مشيرا الى ان الاسراف هنا ليس في الشراء فقط بل في كل نواحي الحياة.

وبسؤاله عن استخدام الكثير من الناس لبطاقات الائتمان (كريدت كارد) في عمليات الشراء أشار الجيماز الى أن هذه البطاقات هي نوع من أنواع الاقتراض "وهي تعبر عن مرحلة الانتقال من النقود الورقية الى البلاستيك لذلك فانها تحتاج الى تعامل ذكي معها" وفي هذا الصدد حدد الاستاذ الجيماز نقاط تعامل رئيسية منها أن لا يحمل الفرد اكثر من بطاقتين ائتمانيتين وأن لا يكون (سقف رصيد) البطاقات مرتفع وأخيرا أن يرتكز استخدام البطاقة في اوقات الخصومات الموسمية (التنزيلات).

واضاف أن عملية الاستهلاك والاسراف لا تقتصر على أحد أفراد الاسرة دون الآخر اذ لا يجب القاء اللوم على المرأة مثلا لان المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض داخل الاسرة "فالمراة بطبيعتها كريمة والرجل مدبر" لذلك يجب أن يتفاهم الاثنان على تدبير أمور الحياة ووضع خطط مستقبلية تضمن لهما ولابنائهما حياة كريمة.

 

في ميزان الشرع

من الذنوب والآثام التي ذمها الله في كتابه العزيز ونهانا عنها نهيًا مباشرًا صريحًا: التبذير والإسراف، لما يسببانه من عدم تقدير واحترام لنِعَم الله وإهدارها هباء ودون جدوى، وإنفاق المال في غير طاعة وفيما يخالف الشريعة الإسلامية.. قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا وَلَا تُسْرِ‌فُواۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} [الأعراف: 31].

وقال أيضًا: {كُلُوا مِن ثَمَرِ‌هِ إِذَا أَثْمَرَ‌ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِ‌فُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} [الأنعام:141]. وقال جل شأنه محذرًا المسلمين من التبذير :{وَآتِ ذَا الْقُرْ‌بَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ‌ تَبْذِيرً‌ا ﴿٢٦﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِ‌ينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَ‌بِّهِ كَفُورً‌ا}[الإسراء: 26-27].

ورغم أن شهر رمضان الفضيل شهر التقوى والبِر والإحسان والرحمة والمغفرة والرضوان، إلا أن الكثير من المسلمين يزداد إسرافهم وتبذيرهم في هذا الشهر بخلاف باقي شهور السنة، إذ يبالغون في شراء ما لذَّ وطاب من الأطعمة والأشربة والحلوى والمسليات وكأن رمضان موسم للأكل والتباهي، فيأكلون القليل منها ويتعرض ما يتبقى للإتلاف والرِمي في حاويات القمامة.

وذلك في الوقت الذي تعاني العديد من الأسر المسلمة من الجوع وضيق ذات اليد ولا تجد من يعطف عليها ويسد رمقها!

ولا يقتصر الإسراف في رمضان على الأسر الميسورة الحال فقط، بل يشمل – وللأسف الشديد - غالبية الأسر من مختلف الطبقات والفئات غنيها وفقيرها - خصوصًا في العزومات والولائم الرمضانية التي يكون التفاخر بها هو سيد الموقف - كما امتد الإسراف أيضًا إلى الإفطار في بعض المساجد وذلك عندما لا يتم التنسيق مع إمام المسجد أو القائم على برنامج الإفطار، حيث يحضر كل شخص أفضل ما لديه من الأطعمة والتمر والعصائر، مما يفيض عن حاجة الذين يفطرون في المسجد، وقد يكون بعضها مما لا يسهل حمله أو نقله فيرمى ويُتلَف!

هناك بعض الخطوات التي يمكن باتباعها علاج ظاهرة الإسراف في رمضان ومنها:

أولًا: علينا جميعًا أن نعي ونفهم جيدًا المراد من صيام رمضان، وهو تطهير للنفس والمال والمجتمع، كما أنه عبادة صحيحة وتدريب على الصبر والجهاد والتضحية والمشقة، وليس رمضان شهرًا لإقامة الولائم والحفلات والتنافس في الملذات والترفيهات.

ثانيًا: المحاسبة والمراقبة الذاتية قبل وأثناء الإنفاق والاستهلاك والتفكر والتدبر في النتائج المترتبة على الإسراف والتبذير والترف.. فمن شق عليه الحساب في الدنيا سهل عليه في الآخرة، وفي هذا الشأن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتهيأوا للعرض الأكبر"، كما يجب على المسلم أن يتذكر الفقراء والمساكين والمجاهدين والوقوف أمام الله للمحاسبة الأخروية ليس في رمضان فحسب، بل في كل الأوقات؛ فالمحاسبة والمراقبة الذاتية الدائمة والمستمرة تجعل الفرد المسلم الصائم حازمًا مع نفسه يكبح هواها ويفطمها عن شهواتها ومطالبها، ويجعلها تسير في طريق الإسلام.

ثالثُا: الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده في سلوكهم ونفقاتهم في شهر رمضان لاسيما من حيث الاقتصاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه، فإن كان فاعلًا لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه"[1]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: "كلوا واشربوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا ترف"[2].

رابعاً: تجنب مصاحبة المسرفين والمترفين، وملازمة الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، وفي هذا الخصوص يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"[3]، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقــــي"[4].

إذا طبق كل فرد في المجتمع الضوابط الإسلامية للنفقات والاستهلاك في رمضان، وإذا التزم بالطريق الإسلامي في علاج أمراض الإسراف والتبذير والترف ونحوها لأدى ذلك إلى آثار طيبه منها:

- الفوز برضا الله في الدنيا والآخرة وقبول الصوم والعبادات المختلفة التي يؤديها الفرد في رمضان.

- توفير على الأقل 50% من النفقات التي كانت تنفق على ما لا ينفع ويعارض أحيانًا شريعة الله.

- تجنب الأسرة الوقوع في حمل ثقل الديون وحمايتها من مصايد الشيطان والكسب الحرام.

ختامًا: علينا نحن معشر المسلمين الصائمين أن نسير في طريق الاقتصاد في النفقات وننأى بأنفسنا عن السير في طريق الإسراف والتبذير المحفوف بالشياطين والمفسدين، وأن ندرك أن الغاية من الطعام والشراب هي التقوِّي على طاعة الله والفوز برضاه في الدنيا والآخرة، وليس ملء البطون والتفاخر ونسيان إخواننا من الفقراء والمساكين الذين لهم حقوق كثيرة علينا.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال