twecno0

القاهرة – الوعي الشبابي:

منحت كلية الإعلام بنين جامعة الأزهر الباحث محمد خليفة محمد أحمد المنسق الإعلامي بجامعة الأزهر و المعيد بقسم الصحافة والنشر درجة التخصص الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات الرسالة بعنوان "تأثير التكنولوجيا الحديثة في إخراج المجلات العربية الإسلامية" دراسة تطبيقي.

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من السادة الأساتذة :-

* الأستاذ الدكتور فوزي عبد الغني خلاف أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية (مناقشاً خارجياً)

* الأستاذ الدكتور رفعت البدري أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنوفية(مشرفا)

* الأستاذ الدكتور أحمد زارع أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام بنين بجامعة الازهر (مناقشا داخليا)

وحضر المناقشة لفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية وعلى رأسهم

* الأستاذ الدكتور عبد الصبور فاضل أستاذ الصحافة والإعلام وعميد كلية الإعلام بنين جامعة الأزهر

* والأستاذ الدكتور عبد العظيم خضر أستاذ الصحافة بالكلية

* الأستاذ الدكتور السيد الناغي أستاذ الصحافة بالكلية

* الدكتور أيمن بريك مدرس الصحافة بالكلية.

ملخص الدراسة:

twecno3

تشكل تكنولوجيا الاتصال في العصر الحالي دوراً مؤثراً وفعالاً في عـملية الإعلامية؛ وأصبح حتماً أن تعمل المؤسسات الإعلامية والصحفية على تطوير نفسها لملاحقة التطور التكنولوجي ومواكبة أحدث ما تم التوصل إليه، كي يتواكب شكل ومضمون الرسالة الإعلامية مع التطور التكنولوجي، ولمواجهة المنافسة الشديدة بين وسائل الاتصال المختلفة بما يضمن لها البقاء والاستمرارية.

من هنا ألقت هذه الدراسة الضوء على جانب من الجوانب التي تؤثر في إخراج المجلات العربية الإسلامية، والتي دفعها تحدي مواكبة هذا التطور التكنولوجي إلى ضرورة تبني أدوات وأساليب إنتاج متطورة تواكب هذا التطور التكنولوجي، حيث تتلخص المشكلة في دراسة تأثير التكنولوجيا الحديثة في إخراج هذه المجلات، من خلال رصد وتحليل الممارسات الإخراجية للمجلات (المجاهد - الوعي الإسلامي - البيان) خلال فترة الدراسة التي تمتد لمدة عامين بأسلوب الحصر الشامل من (محرم 1436 هـ   الموافق أكتوبر 2014م حتى ذي الحجة 1437 هـ الموافق سبتمبر 2016 م)، بالإضافة إلى دراسة تأثير التكنولوجيا الحديثة على أداء المخرج الصحفي، وآراءه واتجاهاته .

أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة في أنها تحاول تقديم العون للمخرجين الصحفيين بالصحف والمجلات بهدف الارتقاء بالعملية الإخراجية وتقديم أساليب وأدوات متطورة في الإخراج الصحفي لمسايرة الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، بالإضافة إلى محاولة التعرف على ملامح الوسائل والأدوات التكنولوجية الحديثة للإخراج الصحفي وتأثيرها على إخراج المجلات العربية الإسلامية.

أهداف الدراسة:

- الوقوف على تأثير التكنولوجيا الحديثة على الممارسات الإخراجية، وعلى شكل ومظهر مجلات الدراسة (المجاهد، والوعي الإسلامي، والبيان)، من خلال تحليل شكلها الظاهر وأساليب الممارسة للمخرج الصحفي

- الوقوف على مدى إفادة المخرج الصحفي بمجلات الدراسة من إمكانات الأدوات والبرامج التكنولوجية الحديثة

- التعرف على المشكلات التي تواجه المخرج الصحفي عند استخدامه للتكنولوجيا الحديثة في مجال عمله، والتعرف على أهم مقترحات المخرجين الصحفيين لتطوير عملية الاخراج الصحفي.

تساؤلات الدراسة:

- كيف أثرت التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخراج الصحفي وتجهيزات ما قبل الطبع على الممارسات الإخراجية للمجلات العربية الإسلامية ومظهرها النهائي؟

- ما الإمكانات التكنولوجية الحديثة المتوافرة لدى المخرج الصحفي بالمجلات العربية الإسلامية

- ما مدى نجاح مجلات الدراسة في الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخراج الصحفي وأثرها في تطويره ؟

- هل للمضمون الخاص بالمجلات العربية الإسلامية وطبيعتها الخاصة دور في استخدام عناصر الإبراز المختلفة مع الموضوعات؟

- ما التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة على إخراج المجلات العربية الإسلامية، وما المعوقات التي تواجهها في تبني أساليب وأدوات إخراجية متطورة؟

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التي تستهدف تقرير ظاهرة معينة أو موقف يغلب عليه صفة التحديد، ويعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالته وتسعى هذه الدراسة إلى رصد وتوصيف واقع التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخراج الصحفي وتأثيرها في إخراج المجلات العربية الإسلامية، وهي: ( المجاهد ، والوعى الإسلامي ، البيان ) في خلال فترة الدراسة، وتأثير ذلك على إخراجها ومظهرها النهائي، وعلى أداء المخرج الصحفي واتجاهاته نحوها.

مناهج الدراسة:

اعتمد الباحث في دراسته على منهج المسح الإعلامي بشقيه (الوصفي، التفسيري)، وتم استخدام منهج المسح على مستويين هما (مسح الوسيلة، مسح القائم بالاتصال)، كما اعتمدت الدراسة على منهج دراسة العلاقات السببية المتبادلة، والأسلوب المقارن.

أدوات الدراسة:

اعتمد الباحث في جمع البيانات على أدوات ( استمارة تحليل الشكل، وصحيفة الاستبيان الورقية والإلكترونية على المخرج الصحفي، والمقابلة الشخصية، والمكاتبات الإلكترونية)

النتائج العامة للدراسة

استعانت مجلات الدراسة بالتكنولوجيا الحديثة في مراحل ما قبل الطبع ، واستخدمت البرامج الإخراجية والتصميمية الحديثة، بالإضافة إلى استعانتها بأجهزة (الماك والكومبيوتر) عالية المواصفات حيث انعكس ذلك على دقة وجودة مظهرها وشكلها النهائي، كما أدت التكنولوجيا الحديثة إلى تقلص مراحل إخراجها، و تخليها عن الأساليب والطرق التقليدية القديمة في كتابة الخطوط العربية والتي كان يظهر فيها الرتوش وتآكل حواف الحرف نتيجة استخدام الفرش والأدوات التقليدية بالإضافة إلى ضعف جودتها، ليتم إنتاجها باستخدام برنامج الخط العربي Al- Kelk «الكلك»، الذي يتيح إنتاج الخطوط العربية كالثلث والنسخ والرقعة، بشكل رقمي وبدقة عالية، خالية من العيوب السابقة؛ كما ساهمت التكنولوجيا الحديثة في زيادة جودة ودقة الصور والرسوم بمجلات الدراسة، وإضفاء المزيد من اللمسات الجمالية على الصفحات، وتحسين مظهر المطبوعة بشكل عام، خاصة مع استخدام أنواع جيدة من الورق والذي تميزت به مجلَّة الوعي الإسلامي على مجلات الدراسة.

نتائج الدراسة التحليلية:

1- العناصر الثابتة:

تميزت مجلَّة «الوعي الإسلامي» عن مجلات الدراسة في الاهتمام بنوع الورق المستخدم للغلاف والصفحات الداخلية؛ حيث استخدمت ورق (كوشيه لامع مع سولفان مطفي) بوزن (350) جراماً للغلاف، و (كوشيه مطفي ) بوزن (150) جراماً للصفحات الداخلية، وهو ما أضفى عليها طابعاً خاصاً في ملمسها وشخصيتها الإخراجية التي ميزتها عن مجلات الدراسة؛ وجاءت مجلَّة «البَيان» في المرتبة الثانية، حيث استخدمت ورق (كوشيه لامع مع سلوفان لامع) بوزن (200) جراماً للغلاف، و(كوشيه مطفي ) بوزن (90) جراماً للصفحات الداخلية؛ بينما استخدمت مجلَّة «المُجَاهد » ورق (كوشيه مطفي بدون سلوفان) بوزن (250) جراماً للغلاف، و(كوشيه مطفي ) بوزن (48) جراماً للصفحات الداخلية.

اختلفت مجلات الدراسة بالنسبة للقطع الخاص لكل منها؛ حيث تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» بحجم قطع بلغ (21 *29.5 سم)، واحتلت «البَيان» المرتبة الثانية بحجم قطع (19.5 * 27 سم)، ثم مجلَّة «المُجَاهد » بقطع (19.5 * 27 سم)، حيث يتميز هذا القطع

بسهولة اصطحابه داخل الحقيبة لمواصلة القراءة في أي مكان دون عناء.

تميزت مجلَّة «المُجَاهد » في الجمع بين الشعار المرسوم والمكتوب في اللافتة؛ حيث استفادت من الإمكانات التكنولوجية المتاحة وما توافر لديها من برامج معالجة الرسوم والصور، بينما اقتصرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» على الشعار المكتوب فقط ، واكتفت مجلَّة «البَيان» على استخدام (الاستايل) الذهبي المجسم لشعارها، وفيما يتعلق بمكان اللافتة رصدت الدراسة عدم التزام كل من مجلتي (المُجَاهد ، والوعي الإسلامي) بثبات مكان اللافتة، فيما التزمت مجلَّة «البَيان» بثبات مكان وشكل الشعار طول فترة الدراسة.

بالرغم مما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من إتاحة الشَّكل الإلكتروني الحديث للرمز الكودي(QR cod)، والمدمج ببرنامج Adobe InDesign CC ؛ لم تستخدمه أيُّ من مجلات الدراسة، بينما اكتفت مجلَّة «البَيان» باستخدام الرمز الكودي بالشكل التقليدي.

ابتكرت مجلَّة البَيان أسلوباً تصميمياً جديداً للغلاف يسمى (تركيب العناصر المموهة) مستفيدةً من إمكاناتها التكنولوجية من خلال التحكم في تحديد واقتصاص الصور، وتركيبها ومزجها مع الرسوم بدقة عالية في قالب تصميمي فريد من نوعه، بينما غَلَب (أسلوب البوستر) على تصميم غلاف مجلَّة «المُجَاهد » بينما استخدمت مجلَّة «الوعي الإسلامي» أسلوب (التوازن بين العناوين والصور والرسوم) ، وإن كانت لا تخلوا أغلفتها من استخدام أسلوب تراكب الصور الجزئي والغلاف المبني على الرسم؛ وجاءت مجلَّة «البَيان» في مقدمة مجلات الدراسة استفادةً من التكنولوجيا الحديثة، حيت استخدمت أشكالاً حديثةً من الأيقونات، والرسوم، و الـ “clipart” الخاصة بأبواب المجلَّة بجانب النصوص، مضافا إليها الصور والتدرجات اللونية في شكل تصميمي متماسك؛ بينما اقتصرت كل من مجلتي (المُجَاهد ، والوعي الإسلامي) على استخدام النصوص في الموتيفات الخاصة بأبوابهما.

انفردت مجلَّة «المُجَاهد » في تصميم (الشَّكل الأساس) بالجمع بين أكثر من أسلوب في مطبوعة واحدة، ومكنها من ذلك استعانتها بالتكنولوجيا الحديثة المتعلقة ببرامج التصميم والإخراج، وما أتاحته مواقع الإنترنت المتخصصة، والذي انعكس أيضاً على أساليب إخراجها المتنوعة؛ حيث ابتكرت أسلوبين جديدين هما: الأسلوب التأصيلي، من خلال ابتكار شكلاً تصميماً ثابتاً، يعتمد على زخرفة إسلامية تحيط بكامل الصفحة مفرغ على إطار رسومي مميز وتنشر بداخله المواد المختلفة، واعتبرته سمة أساسية لها، وقامت بوضع الموتيفات الخاصة بالأبواب في جزء من هذا الشَّكل التصميمي المتكرر في جميع صفحاتها؛ والأسلوب المحدث الذي استخدمته في أبواب (براعم المُجَاهد ، ركن البيت المسلم، ركن الطفل) من خلال مزج وتركيب الرسوم، والصور، في شكل تصميمي خاص، بينما اتسم التصميم الأساس لكل من مجلتي (الوعي الإسلامي، البَيان) بالثبات طوال فترة الدراسة، وغَلَب عليه الشَّكل الكلاسيكي البسيط .

2- العناصر التيبوغرافية :

أتاحت برامج النشر الحديثة العديد من الخطوط الجديدة التي لم تكن موجودة أثناء استخدام الوسائل والأدوات التقليدية، فأصبحت تنتج بطريقة رقمية تعتمد على أجهزة الحاسب الآلي، بالإضافة إلى دقة وجودة شكل الحرف في الإنتاج النهائي، وعمدت مجلات الدراسة الثلاث إلى استخدام أنواع جديدة من أشكال الحروف والتي تتناسب مع طبيعة مضمونها الديني.

فمن حيث وظيفة العناوين ارتفعت نسبة استخدام العنوان الرئيسي بمجلات الدراسة، وتصدرت مجلَّة «البَيان» من حيث استخدامه، وذلك لاعتنائها بالعنوان الرئيسي وكثرة استخدامها له في موضوعاتها، بينما قل اعتماد مجلات الدراسة على العناوين التمهيدية والثابتة.

أتاحت الإمكانات التكنولوجية الحديثة لبرامج الإخراج تنوع اتساعات الجمع بسهولة ويسر، حيث ارتفعت نسبة استخدام العناوين الممتدة بمجلات الدراسة، واحتلت مجلَّة «المُجَاهد» المرتبة الأولي في استخدامها، تلتها «الوعي الإسلامي»، ثم «البَيان»، كما تصدرت «المُجَاهد » في استخدام العناوين الممتدة على صفحتين متقابلتين، تلتها «البَيان» ثم «الوعي الإسلامي»، بينما تصدرت مجلَّة «البَيان» في استخدام العناوين العمودية، تلتها «الوعي الإسلامي» وأخيراً «المُجَاهد »، بينما تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام العناوين العريضة وساعدها في ذلك حجم القطع الكبير نسبياً مقارنة ببقية مجلات الدراسة، وجاءت بعدها مجلَّة البَيان وأخيراً مجلَّة المُجَاهد .

ومن حيث شكل الخط استفادت مجلات الدراسة من الإمكانات المتاحة لديها في إنتاج أشكال حروف بطريقة رقمية خالية من العيوب والشوائب الناتجة عن استخدام «الفرش التقليدية» وبدقة عالية، بالإضافة إلى التحكم بشكل تام في الحروف والنقاط والتشكيل، وتصدرت مجلَّة الوعي الإسلامي في استخدام العناوين بالخط العربي (الثلث) على مجلتي الدراسة، تلتها مجلَّة «البَيان»، ثم «المُجَاهد »؛ وجاءت مجلَّة البَيان في مقدمة مجلات الدراسة في استخدام حروف (التيبوجراف، والكاليجراف) حيث استفادت من الأدوات التكنولوجية المتاحة لديها في دقة التحكم بأشكال وأحجام الحروف بشكل خاص، تلتها مجلَّة «المُجَاهد »، كما تميزت «البَيان» أيضاً في استخدام أنماط جديدة للحروف مثل خط(الفرشة أو الخط الحر)، والذي يتم تصميمه عن طريق أداة الفرشاة ببرنامج الفوتوشوب، والتي تم تطويرها من قبل المبرمجين - في الإصدارات الحديثة من هذه البرامج - لتزيد من دقتها وقدرتها على رسم مسارات (شكل الخط) بطريقة أفضل مما كان عليه في الإصدارات السابقة.

ومن حيث طراز العناوين، أثرت التكنولوجيا الحديثة في ابتكار طرز جديدة؛ و انفردت مجلَّة «البَيان» باستخدام طرز (الكتل المتنوعة) مستفيدةً من الإضافات الجديدة المدرجة ببرامج الإخراج والتي سهلت التحكم في إنشاء الكتل اللونية التي يتكون منها هذا الطراز من العناوين والتحكم فيها بيسر وسهولة، بينما تصدرت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام العنوان المتدرج على بقية مجلات الدراسة، و تصدرت مجلَّة «البَيان» في استخدام العنوان التركيزي تلتها مجلَّة «المُجَاهد » .

وبالنسبة لأرضيات العناوين، غَلَب على مجلات الدراسة عدم استخدام أرضيات مع العناوين، حيث اعتمدت على المساحات البيضاء لتعطي فرصة لعين القارئ لتتحرك داخل الصفحة بسهولة، بينما تصدرت مجلَّة «البَيان» في استخدام أرضية الصفحة كخلفية للعنوان ، وتنوعت هذه الخلفيات بين صور متلاشية الأطراف، أو صور شفافة، كما تفوقت في استخدم الأشكال الإيجابية على أرضية ملونة.

اختلفت مجلات الدراسة في استخدامها لوسائل إبراز العناوين، حيث تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام الإطارات البسيطة والتدرجات اللونية لإبراز العناوين، بينما تشابهت مجلتي (المُجَاهد، والبَيان) من حيث التنوع في شكل و حجم و كثافة العناوين بهدف إبرازها، حيث استفادتا مما أتاحته التكنولوجيا الحديثة من إمكانيات تتيح التنوع في أشكال الحروف وأحجامها وألوانها بما يحقق الهدف التيبوغرافي والإخراجي للعناوين.

ومن الإجراءات غير الوظيفية بمجلات الدراسة قيامها في بعض الأحيان بزيادة حواف حروف العناوين بنسب مبالغ فيها، وكانت مجلَّة الوعي الإسلامي أكثر استخداما لهذا الإجراء غير الوظيفي.

تشابهت كل من مجلتي (المُجَاهد والوعي الإسلامي)، في استخدام خط (Muna) بحجم (10-12) بنطاً للمتن، بينما استخدمت مجلَّة «البَيان» خط للمتن Axt manal .

انفردت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام أشكال رسومية خاصة في المقدمات حيث ابتكرت شكلاً تصميمياً خاصاً بها وقامت بدمجه بمقدماتها ليصبح سمة أساسية لها، حيث استفادت مما تمتلكه من الإمكانات التكنولوجية وبرامج التصميم والإخراج الحديثة في ابتكار أشكال حديثة ومتنوعة لاستخدامها في إثراء مجلتها بالعديد من اللمسات الجمالية.

ومن الإجراءات غير الوظيفية بمجلات الدراسة قيامها في بعض الأحيان بعدم ضبط المسافة بين السطور وكانت مجلَّة المُجَاهد أكثر استخداماً لهذا الإجراء غير الوظيفي حيث استخدمت أكثر من حجم بنطاً في النص الواحد، وخاصة عند استخدامها لحروف برنامج (مصحف المدينة للنشر الإلكتروني) الذي يتيح إدراج النصوص القرآنية بالخط العثماني المعروف داخل المتن، غير أن المجلَّة لم تراع فرق حجم البنط ونوعه بين الخط العثماني المجموع به النصوص القرآنية وحجم البنط لباقي المتن فتنج عن ذلك عدم انتظام المسافة بين السطور.

أتاحت برامج النشر العديد من الخصائص والإضافات الحديثة التي تسهل تقسيم صفحات المجلات إلى أعمدة وأنهر عن طريق (Layout- Margins and Coulums) بشكل سلس وسهل وإمكانية التعديل أو الإضافة بالاتساعات المطلوبة وبدقة عالية في المقاسات، بالإضافة إلى إمكانية إمالة أحد هذه الأعمدة بدرجات مختلفة، أو إعطائها أشكالاً هندسية بزوايا مختلفة ،كما أتاحت الإمكانات التكنولوجية العديد من الخلفيات التي استخدمتها مجلات الدراسة كتراكب الصور والأشكال، والتدرجات اللونية المتناغمة، والزخارف الإسلامية المتسقة مع مضمون المجلات العربية الإسلامية، وتصدرت مجلَّة «المُجَاهد » في تراكب الصور والأشكال كخلفية تصميمية للمتون من خلال برامج التصميم التي أتاحت دمج أكثر من شكل رسومي معاً، بالإضافة للصور متلاشية الأطراف مع تغيير درجة شفافيتها، ومزجها بالزخارف المتعددة، وإضافة مؤثرات بعض الفلاتر، لتستخدمها في النهاية كخلفية لموضوعاتها، بينما استخدمت مجلَّة «الوعي الإسلامي» التدرجات اللونية كخلفية لمتونها، حيث اتجهت إلى استخدام المساحات البيضاء بنسبة أكبر.

ومن الإجراءات غير الوظيفية بمجلَّة «المُجَاهد » كثرة استخدامها للأرضيات الملونة بكامل الصفحة خلف المتن بطريقة تؤثر على يسر القراءة وعدم وضوع المتن، كما اشتركت كل من مجلتي ( البَيان، والوعي الإسلامي) في استخدام الأساليب الحديثة في الإخراج التي تعتمد على استغلال المساحات البيضاء لإراحة بصر القارئ وسهولة تنقله داخل الصفحة، حيث استخدمتا تدرجات لونية كخلفية للمتن بمهنية خاصة، بالإضافة إلى تحقيق التناغم في ألوان التدرجات اللونية المستخدمة.

3- العناصر الجرافيكية:

تأثرت الصور بشكل كبير في مجلات الدراسة بما أتاحته الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث مكنت برامج التصميم وأنواع الطباعة الحديثة، وأنواع الورق الكوشيه المصقول، إلى سهولة استخدام الصور بكافة أنواعها وإضافة المؤثرات المتعددة عليها وإخراجها في شكل تصميمي جذاب، وكانت مجلَّة «المُجَاهد » في مقدمة مجلات الدراسة استخداماً للصور، تلتها مجلَّة «الوعي الإسلامي»، وجاءت مجلَّة «البَيان» في المرتبة الأخيرة بسبب اتجاهها لزيادة مساحة المتن على حساب الصور تلبية لرغبات وطبيعة قراءها .

ومن حيث المساحة: أدت الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة إلى دقة التحكم في الصورة وزيادة مساحتها، وإمكانية عرض الصور على صفحتين متقابلتين في مجلات الدراسة دون حدوث تشوهها، أو قلة جودتها، واشتركت مجلات الدراسة في استخدام الصور بمختلف مساحاتها، بينما تصدرت مجلَّة «المُجَاهد» في استخدام الصور أقل من ربع صفحة ويرجع ذلك إلى كثرة استعانتها بالصور الشخصية لكبار كتابها كالشيخ الشعراوي - رحمه الله، بينما تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام الصور بمساحة صفحة بدقة عالية مستفيدة من جودة نوع الورق الذي تستخدمه، وتصدرت مجلَّة «البَيان» في استخدام الصور بمساحة ربع صفحة .

من حيث قطع الصورة: تشابهت مجلات الدراسة الثلاث في استخدام الصور ذات القطع المستطيل بنوعيه، وجاءت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في المرتبة الأولى في استخدام الصور ذات قطع المستطيل الأفقي، كما تأثر قطع الصور بمجلات الدراسة بالتكنولوجيا الحديثة؛ حيث أضافت أشكالاَ وأنماطاً جديدة بحيث أتاحت الفرصة أمام المخرج ليقوم بابتكار (مزيج تصميمي) باستخدام الأدوات المتنوعة ولا يبقي على المصمم إلا القيام باستدعاء أفكاره الإبداعية ليقوم بتنفيذها، حيث انفردت مجلَّة «المُجَاهد » باستخدام قطع المعين ( ذي الأحد عشر ضلعاً) ، وتميزت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام (القطع الحر) الذي يمكن تنفيذه على مسار رسومي وهمي يظهر من خلال الصورة المستخدمة، وأيضاً (القطع الخاص) الذي يتوقف على مدى استفادة المصمم من الإمكانات التكنولوجية المتاحة وقدرته على ابتكار أفكار جديدة وتنفيذها من خلال قيامه بأكثر من إجراء في معالجة الصورة وإخراجها في شكل خاص يرتبط بموضوعه ويساهم في توصيل الرسالة الاتصالية.

غَلَب على مجلات الدراسة استخدام الصور الموضوعية، نظراً لطبيعتها الخاصة التي تتناول في أغَلَب موضوعاتها قضايا العالم العربي والإسلامي وكانت مجلَّة «البَيان» أكثر استخداماً لهذا النوع من الصور، بينما تصدرت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام الصور الشخصية وذلك بسبب كثرة اعتمادها في أغَلَب موادها على مقالات الكتاب، حيث ابتكرت المجلَّة شكلا تصميميا خاصاً للصور الشخصية، بينما تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام الصور الضوئية على بقية مجلات الدراسة.

من حيث إطار الصورة: تصدرت مجلَّة «البَيان» مجلات الدراسة في استخدام الصور بدون إطار، وتناسب ذلك طبيعة إخراجها الكلاسيكي، بينما انفردت مجلَّة «المُجَاهد » باستخدام الإطارات المعتمدة على الزخرفة الإسلامية المنقوشة، حيث استفادت مما وفرته الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة في ابتكار أشكال جديدة للإطارات، وقامت بتوظيفها في توصيل الرسالة الاتصالية بشكل ملحوظ، بينما تصدرت مجلَّة «الوعى» في استخدام الصور ذات الإطارات السميكة، كما يمكن القول أن المجلات العربية الإسلامية - عينة الدراسة - استفادت من التكنولوجيا الحديثة في إدراج إطارات تتميز بالطابع الإسلامي الذي يمكن استخدامه مع الصور، بالإضافة إلى إمكانية إضافة أكثر من إطار للصورة في نفس الوقت، وكانت مجلَّة «المُجَاهد » أكثر مجلات الدراسة استفادة في هذا الجانب.

غَلَب على مجلات الدراسة قلة استخدام المعالجات الإخراجية للصور، وتصدرت مجلَّة «المُجَاهد» في ذلك، بينما استفادت مجلَّة «البَيان» من التكنولوجيا الحديثة وتصدرت في معالجات الصور وتركيبها وتداخلها، باستخدام برنامج الفوتوشوب، حيث قامت بإدخال المؤثرات المختلفة عليها لخلق شكل تصميمي يدل على معنى خاص يساهم في توصيل الرسالة الاتصالية، بينما تصدرت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في معالجات الصور متلاشية الأطراف.

أدي استخدام التكنولوجيا الحديثة بالنسبة لتراكب الصور وتداخلها إلى تجنب عيوب الطرق القديمة المحدودة التي كانت تقوم بهذا الإجراء، فأصبح من السهولة قطع ودمج الصور المتعددة ومزجها بالرسوم المطلوبة لتخرج في شكل جديد يتميز بالوحدة والتماسك والدقة والموضوعية .

يلاحظ قلة استخدام الرسوم بأنواعها المختلفة بمجلات الدراسة بشكل عام، بينما تصدر استخدام الرسوم التعبيرية بمجلات الدراسة والتي تشابهت في استخدامها كلُ من مجلتي (الوعي الإسلامي، والبَيان)؛ بينما تصدرت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام كل من الرسوم التوضيحية والرسوم الشخصية اليدوية، حيث استفادت من الإمكانات المتاحة لديها من برامج وموارد في إنتاج أنواع الرسوم المختلفة وخاصة الرقمية الحديثة، كما تشابهت كل من مجلتي (البَيان والوعي الإسلامي )أيضاً في استخدام الرسوم الرقمية الحديثة، كما يلاحظ بشكل عام جودة الرسوم المستخدمة بمجلَّة «الوعي الإسلامي» ودقتها وذلك بسبب جودة نوع الورق الذي تطبع عليه .

كانت مجلَّة «البَيان» أكثر مجلات الدراسة استخداماً للإنفوجراف بشكل عام مقارنة بالمجلات الأخرى، كما تصدرت في استخدام الأشكال التوضيحية، والأشكال البَيانية للانفوجرافيك، حيث استفادت من الأدوات والأشكال التي توفرها مواقع الويب المتخصصة في ذلك، بالإضافة إلى استخدام الأيقونات والأشكال الرسومية المختلفة حيث نجحت في إنتاج إنفوجرافيك واضح وبسيط ومتماسك في نفس الوقت، بينما انفردت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام الإنفوجرافيك على بطن غلافها الأخير، بينما أظهرت الدراسة قلة استخدام الإنفوجراف بمجلَّة «الوعي الإسلامي» .

استخدمت مجلات الدراسة وسائل الفصل بنوعيها التقليدية والحديثة بشكل عام، وغَلَب على مجلَّة «البَيان» استخدام الإطار كوسيلة فصل تقليدية ، بينما غَلَب استخدام والزوايا على مجلَّة «المُجَاهد »، و تفوقت مجلَّة «الوعي الإسلامي» في استخدام الفواصل النهائية بسبب كثرة استخدامها للمراجع والتي كانت تفصله عن بقية المواد ، بينما تصدرت مجلَّة «البَيان» في استخدام الأرضيات كوسيلة فصل حديثة، للفصل بين المواد المختلفة على صفحاتها، كما تصدرت مجلَّة «المُجَاهد » في استخدام (شكل الكتلة) كوسيلة فصل حديثة، تلتها مجلَّة «الوعي الإسلامي»، ولم تستخدمه مجلَّة «البَيان» طوال فترة الدراسة .

في ضوء النتائج السابقة توصي الدراسة ببعض النقاط التي قد تساهم في زيادة فاعلية الإخراج الصحفي للمجلات العربية الإسلامية من خلال الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال والتي تتمثل في الآتي:

1- ضرورة اهتمام المجلات العربية الإسلامية بـ(الإنفوجرافيك) وزيادة المساحة المخصصة له بالمجلَّة، وتطوير أساليب تصميمه، ليواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، نظراً لأهميته في توصيل الرسالة الاتصالية بشكل جذاب وسهل وممتع بعيداً عن تعقيدات البَيانات والمعلومات والأرقام.

2- تدريب المخرجين بالمجلات العربية الإسلامية بصفة دورية على أحدث الأجهزة البرامج، ومعرفة ما أُضيف إليها حديثاً من أدوات وملحقات، لمواكبة التطور التكنولوجي الذي يحدث باستمرار في مجال (تكنولوجيا الإخراج الصحفي) وضرورة اطلاعهم المستمر على أساليب إخراج المجلات الأجنبية.

3- تحديث المقررات الدراسية المرتبطة بالإخراج الصحفي وإضافة أحدث التطورات التكنولوجية إليها باستمرار من قبل الأكاديميين والمتخصصين في هذا المجال، وضرورة تدريب طلاب كليات وأقسام الإعلام المختلفة على استخدامها والتعرف على كيفية الاستفادة المثلى منها في مجالي الإخراج الصحفي والتصميم.

4- ضرورة تنوع أساليب اخراج المجلات العربية الإسلامية وخاصة بمصر وعدم اقتصار أبوابها على الجوانب الدينية فقط، وإضافة أبواب جديدة، أسوة بمجلتي ( الوعي الإسلامي، والمُجَاهد ) اللتان أضافتا عدد من الأبواب المتنوعة إلى جانب أبوابها الرئيسية مثل (باب البيت المسلم ويضم شئون الأسرة المسلمة - وباب ركن الطفل براعم المُجَاهد - والكلمات المتقاطعة والترفيه) وذلك انطلاقاً من مبدأ شمولية الإسلام لنواحي الحياة المختلفة وعدم انعزاله عن المجتمع الذي تصدر فيه المجلَّة.

twecno

twecno1

twecno2

twecno4