الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

fahd elkezy

بقلم رئيس التحرير فهد الخزي:

لا ريب أن الموهبة نعمة من نعم الله، يختص بها من يشاء من عباده، تغذيها البيئة الصالحة التي تعنى بصقلها وتوجيهها؛ إذ قد يحظى بعض الناس بنعمة الموهبة التي لا يمتلكها أحد من أهلهم وأقرانهم؛ فينبغي للمسلم أن يشكر خالقه على ما أنعم عليه وتكرم.

ومن ينظر بعين الدقة والإنصاف إلى تاريخنا المجيد؛ يرَ بوضوح أن أعظم الحضارات التي تعددت بها المواهب هي الحضارة الإسلامية، حيث اقتدت هذه الأمة بنبيها صلى الله عليه وسلم، وسلكت طريق العمل الذي قادها إلى أعالي القمم، وترفعت بعلمها عن السفاسف واللمم.

لقد استخرج نبينا المعلم مكنونات هذه المواهب التي ظهرت مع بزوغ فجر الدعوة الإسلامية، واعتنى بها عناية خاصة، وشجع أصحابها، وقدمهم وأبرزهم كل على قدر طاقته وميوله، وهيأ لهم أسباب التميز والنبوغ؛ فوجدوا في ظل الإسلام دولة تعتني بمواهبهم وتوفر الأرض الخصبة لإبداعهم.

وفي موقف عظيم يفصح نبينا صلى الله عليه وسلم عن مواهب أكرم الله بها ثلة من أصحابه، فقد صح عند (الترمذي برقم:3790)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»، وعليه: كثيرا ما يردد علماء التربية: «لولا إبراز النبي صلى الله عليه وسلم للمواهب؛ لما ظهر صدق الصديق ورحمته، ولا عدل الفاروق وشدته في الحق، ولا حياء عثمان، ولا علم زيد بالفرائض، ولا أمانة أبي عبيدة بن الجراح، ولا شجاعة خالد بن الوليد وحنكته في القيادة، وغيرهم... وما كان ليظهر هذا الجيل المتفرد إلا برعاية تفجر الطاقات، وتعلو بالهمم».

كما شملت عنايته صلى الله عليه وسلم الأطفال؛ فكان حريصا على تنمية مهاراتهم وتشجيعهم، فاكتشف بحنكة المربي الملهم؛ قوة أسامة بن زيد، وشجاعة علي بن أبي طالب، وحفظ زيد بن ثابت؛ فحملهم المسؤوليات الجسيمة فكلف الأول بقيادة جيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وكلف الثاني بالنوم في فراشه ورد الأمانات إلى أهلها، واختار للثالث تعلم لغة العدو؛ وذلك بغية تعليمهم تحمل المسؤوليات الثقال، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المجتمع؛ ليشعروا بقيمتهم وذاتهم.

ومهما حاول المرء الإشادة بالموهوبين وقدراتهم فإنه سيقف مذهولا أمام عظم ألفاظ النص القرآني عندما أثنى على أصحاب المواهب من ذوي القدرات العالية، وقد جاء ذلك على لسان ابنة شعيب لأبيها واصفة نبي الله موسى عليه السلام بالقوة والأمانة: { يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (القصص:26).

وختاما؛ من خلال هذه المواقف النبيلة، يتحتم على المجتمع المسلم أن يبحث عن هذه المواهب ويكتشفها، ويمدحها وينميها، ثم يمكنها ويصطفيها، ويهيئ لها فرص الإبداع، وهذه مسؤولية جسيمة تقع على عاتق مؤسسات المجتمع كافة (البيت والمدرسة والمسجد والجامعة والحكومات)؛ فبهؤلاء تزدهر المجتمعات، وتعلو راية الإسلام.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال