السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

98 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

3 18 2015 9 05 29 AM

الوعي الشبابي – خاص :

تستطيع أن تشتم رائحة التاريخ في كل بقعة من بقاع قبرص التركية، بل تشهده في ملامح أهلها الطيبين المسالمين الذين مزجوا بين القديم والحديث، والأصيل والمعاصر.

في شمال قبرص مدينة ساحلية صغيرة تسمى «كارينيا» «Girne» ، بها مساجد صغيرة عدة، منها مسجد أغا جعفر باشا (Aga Cafer Pasa (1589 القائم قريبًا من المرفأ الساحر، تصعد إلى ساحته عبر سلم قليل الدرجات، وتدخله لترى المسابح معلقة بمسامير على الواجهة، أما المؤذن ومقيم الصلاة فيقف داخل إطار خشبي منخفض، لا يرتفع عن الأرض سوى نصف متر تقريبًا، ويظل في مكانه يصلي خلف المصلين وبجانبه آخر. 

الأتراك والسوريون هما الجنسيتان الغالبتان هناك، ومع أهل البلاد من القبارصة اليونانيين والزائرين المسلمين يملأون المساجد وقت الصلوات الخمس.. كنا في رمضان الماضي هناك، ولمسنا شوق كل أولئك إلى الدروس الدينية والمواعظ الحسنة، كما لمسنا غياب الحجاب عن معظم العابرات في الشوارع اللهم إلا واحدة فقط بدت مع بناتها ممتثلة لأمر دينها.

في نيقوسيا المسلمة

وهنا في ليفكوشة أو نيقوسيا حيث المنطقة الخضراء- التي تقسم العاصمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك- يقع مسجد لالا مصطفى باشا بعمارته القوطية الغائرة في التفاصيل، واتساعه المميز المستوعب لكل هذه الجنسيات التي أتت منبهرة بالمكان، متلمسة عبق التاريخ في الزمان.

تدخله «الوعي الإسلامي» وتتحدث مع أحد عماله، رفعت السوري، الذي يحكي لنا كيف يحتاج المسلمون هنا إلى كل دعم توعوي؟ وكيف تحتاج قبرص إلى وقفة عربية مساندة تقاوم الجحود العالمي لهذا الكيان الوليد الذي ظهر للنور عام 1983 بعد مجازر شهدتها الجزيرة، وراح ضحيتها القبارصة المسلمون الأتراك، ولم تتوقف إلا بعد إنزال تركيا لقوات مسلحة أمنت الناس على حياتهم، وفصلت بين الشمال ذي الأغلبية المسلمة والأصول التركية والجنوب ذي الأغلبية المسيحية والأصول اليونانية.. يقول: أستغرب تجاهل الناس لنا وكأننا أجرمنا حين طالبنا باستقلالنا.

نلمح في المسجد صفحات من القرآن الكريم، محفوظة من القرن السادس عشر داخل صندوق زجاجي بجوار المنصة التي يقف خلفها رفعت وزملاؤه، وفوقها عدة ساعات منضبطة على توقيت الصلوات الخمس والإمساك عن الصيام.

نخرج من المسجد لنصعد درج قلعة بحرية تطل على ميناء تجاري سفنه محرومة من الإقلاع إلا إلى مرافئ تركيا فقط لا غير! بينما ميناء الشق الجنوبي من الجزيرة معترف به دوليًّا، وتبحر سفنه إلى أي مكان في العالم، بعد أن نالت قبرص الجنوبية (اليونانية) اعتراف الأمم المتحدة بها كدولة، والاتحاد الأوروبي كعضو مستقل.

احتفال السلام

نتأمل المدينة التي بدأت تزدحم بالمحتفلين ومعلقي الزينات.. كانوا يحتفلون بمرور 38 عامًا على يوم السلام، ويشرح لنا مرافقنا «حسن تونا» «Hasan Tuna» كيف نزلت القوات التركية إلى مرفأ بقبرص لحمايتهم من هجمة عرقية تعرضوا لها، باعتبارهم قبارصة مسلمين ذوي أصول تركية، من إخوانهم وجيرانهم القبارصة ذوي الأصول اليونانية.

يلتقي الإعلاميون بالرئيس القبرصي التركي درويش «أُروغلوا» Dervis» Eroglu» الذي يشرح باختصار الموقف الدولي الحالي من بلاده آملًا في تقدم المباحثات مع الجار الجنوبي وكسر الحصار قريبًا عن شعبه.

نتجه إلى الجنوب الغربي للوقوف على قبور 80 ضحية كل جريمتهم أنهم مسلمون ينتمون إلى 3 قرى قبرصية.

لقد قرر أفراد من القبارصة اليونانيين المتطرفين أنها قرى تحل لهم دمًا ونساء ومالًا فحاصروها، وقبضوا على رجالها بحجة أنهم يريدون أن يأمنوا شرهم، ثم مضوا بهم- كما حكى لنا شاهد عيان هو الناجي الوحيد من أفراد عائلته- وأعدموهم بالرصاص، ثم ألقوا بجثثهم بواسطة الجرافات في حفرة طبيعية وأحرقوها، ثم تفرغوا للنساء والأطفال فصنعوا فيهم ما صنعوا.

وقفت على الحفرة المتسعة التي أصبحت مزارًا تاريخيًّا أتخيل المشهد ثم عدت مع الإخوان إلى حيث نصب تذكاري مسجل على رخامه أسماء كل من قضوا في هذه الحرب العرقية الشرسة.. كل قطعة رخام تحمل أسماء عائلة من العائلات المسلمة التي عثروا على جثثها، والأعمار المدونة تشير إلى الهمجية وانعدام الشفقة، فهي تبدأ من 4 أشهر حتى 95 عامًا.

يقول الرجل الحزين الذي ألف كتيبًا بعنوان «عالمي المظلم» كاميل مريتش Kamil Meric: كنت صبيًّا عام 1974م عندما قررت تركيا حماية القبارصة المسلمين الأتراك، فأنزلت جزءًا من قواتها في الميناء، لكن حرب الإبادة التي بدأت لم تكن لتتوقف فورًا، واستغلت بعض القوات من القبارصة اليونانيين عدم وصول القوات التركية بعد إلى الجنوب حيث نحن الآن، فهجمت علينا وفعلت ما فعلت.

سألته إن كان قد رأى بأم عينيه عملية الإبادة؟ فقال: لا، لقد هربت، لكني حين عدت بعدها بأشهر وجدت المأساة مرسومة على أطلال قريتي، لكن كثيرًا من المراسلين الأجانب غطوا الأحداث، ورأوا بأعينهم ما جرى في قرانا.

متحف الهمجية

عودة إلى نيقوسيا مرة أخرى، حيث نزور الآن متحف البربرية 2 شارع عرفان بك منطقة كومسال، بالقرب من المنطقة الحدودية أو الخط الأخضر.. هذا هو بيت الدكتور نهاد إيلهان، كان ميجورا يخدم في الوحدة القبرصية التركية في عام 1963.

تحكي لنا المرافقة القبرصية «أسو مختار الله» «Asu Muhtaroglu» أنه في أثناء الاضطرابات بين الطوائف من ديسمبر من نفس العام، هاجم المتطرفون من القبارصة اليونانيين منزل هذا الطبيب، ولم يرحموا أحدًا من أهله، حتى أطفاله الثلاثة أطلقوا عليهم النيران في حمام البيت فسقطوا داخل المغطس غارقين في الدماء الذكية، وسرعان ما لحقت الأم بأطفالها.

نتأمل على الجدران صور قتل وتعذيب للمسلمين القبارصة، وفي نهاية الردهة على اليسار نجد الحمام المغلق بباب زجاجي حيث يمكنك تخيل مشهد المغطس وقد ألقيت فيه جثث الأطفال وأمهم.. على الجدران كذلك نجد مقتطفات من الجرائد الأجنبية التي غطت الحدث في حينه، جاء تقرير جريدة لوفيجارو (باريس) بتحرير المراسل كلوس ماكس، في 25و26 يناير 1964، كالتالي: لقد رأيت جثث الأم وأطفالها الثلاثة الصغار في حوض الاستحمام، فقط بسبب أن رب الأسرة ضابط تركي.

أما مقتطف صحيفة هيرالد (لندن)، في 1 يناير 1964 فكان: ليلة من الرعب.. مقتل 350 قرويًّا من الرجال والنساء والأطفال، وكانوا جميعًا من الأتراك.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال