الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

606 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1025654

هيثم قطب :

 ( 1 )

ديسمبر .. شتاء 2012 .. الثانية صباحًا ..

هذه المرة كان الوقوف متاحًا لحسن الحظ .. كان لدى وقت العالم كله .. هدوء هذه اللحظة .. وتجار الليل القليلين الذين يعرفون لهذا الوقت فضله ..

عندما مررت من أمامه توقفت طويلًا .. الهيكل الضخم .. البناء المرتفع الذى كان منذ عدة أعوام ملعبًا لكرة القدم لا أكثر وأرضًا فضاء .. توقفت، وتذكرت البدايات .

( 2 )

أواخر التسعينات .. تاريخ غير معلوم بدقة ..

مسرح قديم في قاعة متوسطة الاتساع .. مقاعد خشبية بسيطة .. كل سبعة مقاعد أو أكثر مرتبة في شكل حلقة .. خمس أو ست حلقات في أرجاء القاعة ..

كل حلقة بها بضعة أطفال لا أكثر أكبرهم فى الصف الثالث الإعدادي .. وعلى رأس الحلقة شيخ .. يقوم بالترتيل كل دقيقة ثم يصمت ليسمعهم يرددوا وراءه ..

منذ 16 عامًا على الأقل لم يكن أحد يسمع إلا نادرًا عن مصطلح

 ( مدرسة قرآن ) .. كل ما كان يعرفه أغلب الناس هو التحفيظ الشخصي أو المنزلي ، أو الودى بلا نظام محكم ..

حينها، بدأ والدى يلقنني القرآن، كنت في الصف الأول الإعدادي على ما أذكر .. بدأت بسورة يس ثم قصار السور، بلا نظام معين وبلا هدف أيضًا .. مجرد تقليد صالح نشأت عليه البيوت الصالحة لا أكثر ..

بعد شهور قليلة، سمعنا عن شيء لم نفهمه في حينه، أول مدرسة للقرآن الكريم في محافظة المنيا، المحافظة كلها بمراكزها التسعة .. تقدم حينها للمدرسة 75 شخصًا .. نصفهم على الأقل أطفال في أواخر الابتدائية أو الإعدادية .. وكنت منهم ..

حينها .. بدأ المشوار .. بعد سنوات .. سيعرف الناس كلهم أي مشروع عملاق خرج من هذه المساحة الصغيرة !!

( 3 )

الطائرة القادمة التي ستنطلق من مطار القاهرة .. أوائل الألفيات .. سيكون على متنها مجموعة منتقاة من الرعيل الأول لشيوخ مدرسة القرآن الكريم بالمنيا .. سيذهبون لهناك .. وسيبدأون في نشر مدارس القرآن في الكويت ..

بعد سنوات .. ستصبح " الأترجة " أشهر مدارس قرآن في الكويت .. أنشأها الرعيل الأول الذى تعلم في غالبه على يد رجل هو محور هذا المقال !

لو كان لي أن أحكى قصة رجل واحد _ أي رجل _ ولا أريد لها نهاية .. وأريد لكل الناس، كلهم، أن يعرفوها فستكون هذه القصة ..

عندما سأل والدى كان الرجل الذى بدأ الفكرة هو شخص يدعى " أحمد عبد الفتاح " .. طبيب أمراض القلب والباطنة الشهير نسبيًا في المدينة، والذى أخرج الجيل الأول من معلمي القرآن في المنيا ..

الرجل كان معروفًا كقارئ أكثر منه كطبيب .. شهير جدًا .. في شهر رمضان من كل عام كانت شوارع مسجد الشبان المسلمين في صلاة التراويح منطقة مغلقة تمامًا .. كان يصلى وراءه الآلاف الذين يأتون من كل مكان تقريبًا ومن محافظات أخرى ..

الغريب، أن الدكتور كان من أكثر الناس إطالة في القراءة .. طريقة قراءته نفسها بطيئة جدًا .. من الممكن أن ينهى سورة كالغاشية في وقت ينهى فيه قارئ مُجيد " الذاريات " مثلًا ..

بالرغم من ذلك .. ومن حب الناس للرتم السريع في التراويح .. كانوا لا يملون أبدًا منه ، أتذكر للآن أننا كنا نخرج من الصلاة ولا نريدها أن تنتهى .. وأنه لو صلى بنا للفجر لمكثنا وراءه بلا تعب أو ملل ..

دكتور أحمد أخرج للناس الرعيل الأول من معلمي القرآن في المنيا كلها، تتلمذت تقريبًا على يد 75% من هؤلاء الشيوخ، الرعيل الأول أخرج جيلًا ثانيًا، فثالثًا .. علموا الناس أكثر وأكثر .. حتى وصلوا لآلاف المعلمين الآن ..

حمل الجيل الأول الشعلة، ثم ذهبوا للكويت، وأنشئوا هناك مدارس الأترجة لتعليم القرآن الكريم .. ثم انتشروا أكثر ..

ولأن المدرسة الأولى في المنيا طبقت الأسس الناجحة لل project management بدقة، فقد انتشرت في أول خمس سنوات حتى وصلت للقرى والنجوع، شبكة مركزية تابعة للمدرسة الأم .. ثم مدارس أخرى كبيرة .. وكثيرة .

( 4 )

ال 75 الذين بدأ بهم المشوار والذين كنت منهم، تحولوا لأعداد تقديرية تعدت ال 150 ألفًا في كل مكان، ليس لدى رقم دقيق لكن أثق في أن العدد يفوق ذلك .. مع مئات المدارس الفرعية الأخرى ..

الآن .. مدرسة الشبان المسلمين لتعليم القرآن الكريم في المنيا التي بدأت من قاعة متوسطة المساحة تحولت لمبنى عملاق يحمل نفس الاسم .. ورائحة المشوار العطرة ..

دكتور أحمد .. ومن علموني على مدار 11 عامًا حتى 2009 .. 20 شيخًا أو يزيد .. لم يكونوا يعرفون أنهم سينالون بعد 16 عامًا ثواب شاب سيجلس في الفجر في أحد مساجد العاصمة التركية " إسطنبول " .. يرتل القرآن كما علموه أن يرتله .. يرتله ويدعو لهم .

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال