السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

coronaer

القاهرة - د. آلاء الشيخ:

لطالما قرأنا في الآونة الأخيرة العديد من الإرشادات في إطار الوقاية والتوعية عن "Corona virus"، لكن هل جال بخاطرك سؤال؛ ما هو أصل الوباء الذى انتشر فى فترةٍ وجيزة بين مختلف الشعوب كالنار فى الهشيم؟!

إجابة هذا السؤال يُمكننا إدراكها فى قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ"، لقد كان للحيوان دائماً وأبدًا دور مؤثر فى حياة الإنسان، وعلى الرغم من كونه عنصر أساسى في شتّى مجالات الحياة، من مصادر غذائية، مُنتجات صناعية، ومحاصيل زراعية، إلا أن هناك وجه آخر للأمر"

فخلال لحظات وبدون سابق إنذار يمكن تَحوّله من كائن سَخَّره الله لخدمة البشر إلى قنبلة موقوتة بسبب الاهمال وسوء التصرف، كمرض حيواني المنشأ ينتقل للإنسان ومن ثم إلى إنسانٍ آخر وتدور عليه الدائرة فيصبح هو مصدر أساسي للعدوى.

وقد يجهل الكثير من الأشخاص الخطورة التي تشكلها بعض الحيوانات على حياتهم إن تم التعامل معها بشكل خاطىء حيث يوجد العديد من الأمراض المُشتركة بين الإنسان والحيوان ومن بينها أكثر من 200 مرض مُعدٍ، ويمكن للعدوى أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان أو العكس.

وها نحن اليوم بصدد مواجهة ذاك الوباء العالمى الذى يُهدد العالم أجمع، عليك أن تعلم عزيزى القارىء أن nCov-19 أو كوفيد-19 ما هو إلا فرع مُستجد من أفراد العائلة التاجية Coronaviridae وهي عبارة عن مجموعة من الفيروسات التى تصيب الثدييات والطيور.

تم اكتشاف الفيروس عام 1960 وقد ظهر من قبل في صورة مُتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" عام 2003، وفيروس كورونا البشري NL63 وOC43

ومُتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" عام 2012، وقد وُجد أن السلالة المنتشرة حالياً بين البشر مماثلة لتلك الموجودة لدى الخفافيش بنسبة 96%.

كوفيد-19 ليس الأول ولن يكون الأخير حتماً إن واجهنا الحاضر بنفس العقلية التى تنعدم فيها الإنسانية والرحمة من قلوب البشر؛ حيث يستخدمون أساليب غير آدمية في قتل وتعذيب الحيوانات والطيور على اختلاف أنواعها، بل واستهلاكها بصورة غوغائية مُتجاهلين تماماً مدى خطورة انتقال الأمراض من حيوانٕ لإنسان، وذاك الوباء ما هو إلا قطرةً في بحرٍ واسع من مئات الأمراض والأوبئة التي باستطاعتها أن تودي بحياة البشر

وقد عانى العالم من وطأة تلك الأمراض قبل ذلك؛ كحمى الوادى المتصدَّع " RFV " الذى ينتمي إلى Phlebovirus وهو من أحد الأجناس في عائلة Bunya viridae تم اكتشافه بين الأغنام لأول مرة في إحدى مزارع كينيا وتم عزله عام 1931، ظهر في بلدان جنوب الصحراء وشمال أفريقيا خلال عامَيْ 1997 و1998 كالصومال وتنـزانيا

وفي سبتمبر عام 2000 في السعودية واليمن مما أثار ضجة وذعر خشية أن يمتد إلى دول أوروبا، ويُسبب المرض إجهاض الحمل وخلل في وظائف الكبد وحالة إعياء شديدة قد تتطور إلى الحمى النزفية الفيروسية.

كذلك انفلونزا الطيور التي تكون مُميتة عند إصابة البشر وقد ظهر منها السلالتين H5N1 و H7N9 اللتين أُصيب بهما العالم مؤخرًا، تنتقلا من خلال التعامل مع الطيور المريضة أو الأسطح الملوثة بريشها أو لعابها أو مخلفاتها، وتصل مضاعفاتها إلى الالتهاب الرئوي، وفشل الجهاز التنفسى وخلل في وظائف الكلى.

ولا زال لدينا العديد من الأمراض التي لا يسعنا ذكرها جميعا يكون فيها الحيوان هو المصدر الأساسى؛ لنقل المرض إلى الإنسان.

ومن هنا يتضح دور الطب البيطرى في الوقاية من تلك الأمراض المختلفة ومُتابعة مسار المرض والتحصين وأخذ الإجرائات الصحية اللازمة؛ حيث يجب تفعيل دور الطبيب البيطرى لحماية حياة الإنسان قبل الحيوان، فالطب البيطرى هو خط الدفاع الأول ليس فقط ضد الأمراض الوبائية المٌشتركة، لكن أيضاً لسلامة اللحوم والذبائح في المجازر، والرقابة الصحية على المُنتجات الغذائية من لحوم وألبان وجميع المنتجات الحيوانية، إضافة إلى الحجر الصحي بمنافذ البلاد الجوية والبرية والبحرية من مطارات وفنادق وموانىء ومطاعم و غيرها.

وأيضًا البحث العلمي لإنتاج سلالات حيوانية جيدة ذات إنتاج وفير والعديد من الأدوار التى لا تُقام للإنسانية قائمة بدونها..

ها قد أصبح الإنسان مصدر خوفٍ وذعر يُهدد كل من حوله

فهل كان علينا أن نتجرَّع السُّم لندرك مدى أهمية الترياق؟!

أم كان علينا أن نتذوق مرارة الفقد وخطورة الإعياء

هل هو جهل المتعلمين من بني البشر الذي أصبح يُشكل خطرًا أكبر بكثير من الذى لا يقرأ أو يكتب؟

أم هو تَحوّل تلك الكائنات علينا بسبب أفعالنا الضارة؟

لنترك التنبؤات والتكهنات نحن بين يدي الله، فالتجئوا إليه بالتضرع والدٌعاء، ولنتعلٌم من أخطاء الماضى ونحرص على الاهتمام بالعلم والأطباء، ارفعوا من شأنهم وعززوا من حقوقهم المهدرة لمستقبل أفضل..

ويبقى الأمل في القادم المجهول.

التعليقات   

+1 #2 مصطفى عبد العزيز 2020-04-03 00:40
مقال أكثر من رائع
سلمت دكتورة آلاء
اقتباس
0 #1 مصطفى عبد العزيز 2020-04-02 23:09
مقال مميز وأكثر من رائع
سلمت دكتورة آلاء
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال