الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

76 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

9b 636

مياسة النخلاني - كاتبة يمينة:

يلعب الإعلام دورا جوهريا ومؤثرا في المجتمعات، تتعاظم درجة تأثيره تزامنا مع التطور التكنولوجي الذي أتاح له فرصة للانتشار والتوسع ليغزو كل بيت، ولا نكون مبالغين لو قلنا كل غرفة وكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع بغض النظر عن العمر أو المستوى التعليمي والثقافي، فبات كافيا أن يملك المرء جهازا ذكيا وخط إنترنت وحسابا في واحدة من شبكات التواصل الاجتماعي، لتكون بين يديه أخبار العالم لحظة وقوعها، وباللغة التي يتقنها ويفهمها، والمجال الذي يريد.

فما لا يمكن نكرانه أو تجاهله هو دور الإعلام وتأثيره المباشر وغير المباشر في حياتنا وتفكيرنا وقراراتنا، بل وفي مجريات أحداث الأمم على مر العصور، وكلما تطورت أدواته ووسائله، التي سهلت وصوله للجميع من دون تقنين أو تفنيد، عظم تأثيره، ليغدو سلاحا ذا حدين، بإمكانه أن يبني ويُنجي، ولو أسيء استخدامه أو خبثت نوايا من يوجهونه ويديرونه فهو بكل تأكيد يملك القدرة المرعبة على التدمير والهدم.

ومن هنا ينبثق دور الإعلام الإسلامي، فهو يمثل السد المنيع الذي يمنع تسرب تيارات الهدم والتدمير الفكرية التي يتم تمريرها إلى المجتمعات الإسلامية عن طريق قنوات ومنابر الإعلام التي تديرها قوى علمانية، تبث عبرها السموم الفكرية المراد بها تدمير مجتمعاتنا من العمق، عبر زعزعتها وجرفها بعيدا عن قيم ومبادئ ديننا الحنيف التي تمثل هويتنا ومصدر قوتنا وإلهامنا.

وأمام هذه التحديات لا يمكن للإعلام الإسلامي أن يقف ويكتفي بدور المتفرج على هذه الحرب الفكرية والأخلاقية الموجهة بكل خبث نحو أجيال أمتنا، فهو يمثل المرساة التي تثبت سفينة المجتمع وتمنعها من الانجراف بعيدا نحو التيارات المهلكة والسقوط أخيرا في القاع المظلم من الجهل واللاوعي.

فبعد أن أدركت قوى الغرب المعادية للإسلام أنها مهما حاولت فلن يكون بمقدورها اجتثاث الإسلام بالحروب المدارة على أرض الواقع، التي لم تكن سوى محطات استنزاف لقواتهم أكثر منها محطات تقدم وسيطرة.. حينها اتبعوا أسلوبا أكثر فعالية، وهو محاربة المسلمين فكريا وأخلاقيا، عبر غزو فكري موجه، وبأساليب متطورة وشاملة، تكفل بزوغ أجيال إسلامية بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الإسلامية الرصينة، التي تحدد هويتنا كمسلمين، والتي بفضلها كنا الأمة الأقوى على وجه الأرض يهابنا ملوك الشرق والغرب وتتهافت الأمم على النهل من منابع علومنا واكتشافاتنا.

بقليل من الصبر والكثير من الجهد نجحت هذه القوى، عبر منابر الإعلام التي تدعمها، من بث أفكارها المسمومة لتنمو أجيال مسلمة متذبذبة، تائهة في سراديب من الغفلة والسطحية، فاقدة للهوية والثقة، لا تجد في دينها أو أصلها ما تعتز به، لأن البوصلة الفكرية لها قد فقدت القدرة على العمل بشكل صحيح بسبب المغناطيس المسموم المزروع في كل بيت.

ومن هنا تبرز أهمية الإعلام الإسلامي، فهو المنبر المنوط به إعادة الاتزان لبوصلة التفكير لدى الشعوب الإسلامية، وعليه تكون مهمة تعزيز الهوية العربية والإسلامية في عقول كل هذه الأجيال المتعاقبة.

قبل عقود طويلة كانت المنابر الإعلامية العلمانية في أوج قوتها؛ بسبب الدعم اللامتناهي الذي تحصل عليه من القوى الغربية وحتى الداخلية المعادية للإسلام وكل ما هو ملتزم ومتزن، بينما الإعلام الإسلامي كان لا يزال في بداية نموه، حيث كان محصورا في عدة مجلات ودوريات تصدرها بعض الجمعيات والمراكز الإسلامية.

أما الآن فقد اختلف الوضع كثيرا، بعد أن وعت الشعوب العربية للحرب الفكرية الشرسة الرامية لاجتثاث هويتها العربية والإسلامية، وجر أجيالها بعيدا عن منابع قيم دينها الحنيف، حيث تكون في المنتصف، بعيدة عن أي هوية، بلا ركائز، ولا حتى طوق نجاة يعيدها إلى أصلها أو يأخذها إلى أي أرض صلبة تستطيع الوقوف عليها.

وعليه بدأت الجهود تتكاتف، ليحصل الإعلام الإسلامي على الدعم الذي يحتاج إليه، فتنوعت أدواته ووسائله، ليصل إلى جميع فئات المجتمع من دون استثناء، مسخرا كل المنابر الإعلامية المتاحة، فتعددت صوره بين دوريات ومجلات أسبوعية وشهرية وفصلية، وجرائد يومية، وقنوات فضائية وإذاعية، ومواقع إلكترونية، وكلها باختلاف أنواعها وأشكالها فتحت قنوات التواصل المباشر مع القارئ والمستمع والمشاهد عبر شبكات التواصل الاجتماعي مما أتاح لها فرصة دراسة الأثر الذي تصنعه على المتلقي، وبالتالي تعمل على تطوير الإنتاج ليوافق احتياجاتهم، فلا تغرد خارج السرب، أو تشذ بعيدا عن الواقع المعاش لتغدو الساحة مجددا فريسة للإعلام العلماني ليعبث بالعقول كيفما يشاء.

استفاد الإعلام الإسلامي من التكنولوجيا التي فرضت نفسها على الواقع، فانتشر بشكل ملحوظ، واتسعت شريحة متابعيه وقرائه، ممن يبحثون عن المضمون الهادف والراقي.

ورغم أن الإعلام الإسلامي لايزال يعاني من بعض القصور في بعض الجوانب، كانعدام التشبيك بين المنابر الإعلامية، سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، مما يؤدي إلى تشتت كثير من الجهود، التي لو توحدت لتحكم في الساحة الإعلامية وسد الثغرات التي تنفذ منها التيارات العلمانية لتسمم العقول، أضف إلى ذلك غياب الحرفية والكوادر الإعلامية العالية التدريب في بعض المنابر، ممن يضع بين يدي المتلقي مضمونا هادفا لكنه مؤطر في قالب ركيك وضعيف، وفي ظل المنافسة المستعرة من التيارات الإعلامية الأخرى التي تلهي القارئ عن المضمون بالقوالب البراقة، فإن هذه المنابر تفقد متابعيها وتخسر فرصة الانتشار والتوسع.

ومع ذلك، لا يمكن نكران التقدم الذي أحرزه الإعلام الإسلامي، فقد نجح في الخروج من الزاوية الضيقة التي كان محشورا فيها قبل سنوات، فانفتح على أغلب المجالات التي تهم القارئ والمثقف العربي، والتي تتيح له مواكبة كل جديد فلا يكون معزول عن العالم حوله، ولا يضطر إلى البحث عن بديل يزوده بما يحتاج. فأصبح في متناول القارئ العربي دوريات ومجلات وجرائد إسلامية متخصصة وشاملة بنفس الوقت تعنى بالقضايا السياسية، الاجتماعية، الأسرية، العلمية، وحتى الأدبية.

إلى جانب تركيز الانتباه للقارئ الناشئ من خلال تخصيص مجلات للأطفال لضمان جيل مثقف يترعرع منذ نعومة أظافره على القيم والمبادئ الإسلامية.

مع توسع وانتشار المجلات الإسلامية وتعدد مجالاتها وأبوابها، مثلت هذه المجلات الحاضن الآمن لكل الأقلام المبدعة التي وجدت بين صفحاتها المساحة الآمنة للكتابة والتطور والإبداع من دون الحاجة إلى التخلي عن المبادئ والقيم.

كل ذلك يعكس مدى التقدم الذي يحققه الإعلام الإسلامي، ويعد مبشرا لخطوات أكثر جدية واحترافية وتجاوز نقاط القصور، ليسحب البساط من تحت أقدام الإعلام العلماني ويحشره في الزاوية، حيث ينبغي أن يكون.

فبزوغ جيل واع ومثقف وعلى قدر عال من الالتزام والاتزان الفكري والعقائدي كفيل بنبذ كل الأفكار الدخيلة على مجتمعنا، وإخراج هذا الجيل يعد إحدى مسؤوليات الإعلام الإسلامي الذي يغذ الخطى في سبيل تحقيق هذه الغاية وحتما سيصل.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال