السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

127 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

01 1 488

فرحات جنيدي:

نعلم جميعًا مدى تأثير الثقافة على الإنسان وكيف تستطيع بقصيدة شعرية فعل ما لا تستطيع أن تفعله بالسلاح، وأنا هنا أخص الشعر بالذات لأن لنا نحن العرب تجارب كثيرة مع الشعر ولنا تاريخ حافل بالمعارك التي استطاع فيها الشعر الانتصار.

والجميع يعلمون أﻥ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ مكانة كبيرة ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﺗﺴﻌﺪ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ لكن الأمر تغير فى أيامنا تلك حيث انقلبت الصورة فلما نعد نهتم بالشعر أو بالشعراء وهذا ما انتبهت له ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ فاهتمت بالشعر والشعراء والأصوات الجميلة , نعم لقد أﺩﺭﻛت تلك الجماعات أﻫﻤﻴته ﻹﻳﺼﺎﻝ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﺠﺰ كل الوسائل الأخرى ﻋﻦ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ .

   لقد عرف الدواعش قيمة الكلمة والإبداع والمتابع لتلك الجماعات يعلم كيف هم يهتموا ﺑﺸﻌﺮﺍﺋﻬﻢ وأدبائهم وأصحاب الأصوات الجميلة بينهم وكيف هم مهتمون بنشر ﻘﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وكذالك الأناشيد التى تجذب الكثير من الشباب والتى يتم بثها مع لقطات لتدريب الدواعش والتى تحدث ﺘﺄﺛﻴﺮًا قويًا ولها عمق وبعد كبير يخدمهم فى المستقبل فى تجنيد من وقع فى هذا الفخ فللأناشيد دور كبير فى ﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺽ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .

     فما لم نفعله ونحن أهله فعلوه الدواعش وهم ليسوا بأهله, لقد وعيت الجماعات الإرهابية قيمة الثقافة فأسس بعضهم مؤسسات إعلامية متخصصة فى إنتاج تلك المواد الثقافية التى يتم بثها وهذا بجانب ما يقوم به أتباع هذا الفكر من جهد كبير لنشر تلك الأعمال الثقافية عبر الفيسبوك, وهكذا أصبح من السهل على الجماعات الإرهابية الوصول للشباب فالتقارير المتوفرة عبر الإنترنت تقول أن الدواعش استطاعوا الوصول إلى الشباب دون غيرهم بنسبة كبيرة وأنه تم تجنيد أغلبهم عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي .

   ومن هنا يأتى السؤال ماذا فعلت وزارة الثقافة المصرية والنخبة ذات الكروش الممددة لمواجهة التنظيمات الإرهابية ؟

والجواب لا شيء، لأنها لا تملك الأدوات اللازمة للتعامل مع هذا الخطر بل ساعدت تلك الجماعات على انتشار هذا الفكر المتطرف بمحاربتها للإبداع والشباب وعندما نتوقف عن تلك النقطة يعلو فى أذهاننا سؤالا ما هي الأدوات التي كانت وما زالت بأيدينا ولم تُستثمر كما ينبغى.

والأمر فى منتهى البساطة هو خلق نخبة جديدة وتوفير كل الإمكانيات للقوة الناعمة لمواجهة هذا الفكر وأن يطلق لها العنان لتعمل على الصعيد السياسي والفكري والإجتماعى والدينى حتى يتم مواجهة تلك الأفكار الخاطئة النابعة من التفسير المغلوط للقرآن الكريم والمنهج النبوي، وإيضاح سماحة الدين الإسلامي ووسطيته واعتداله، كما يجب فتح الباب أمام الشباب فهم أقرب فى الوصول لمن هم مثلهم ويعلموا ما هى احتياجاتها وطموحاتها وتطلعاتها ، وكذلك لابد من تطبيق العدل والمساواة والمساءلة والشفافية ، وأن تكون قوانين ومبادئ الدولة متناغمة وما تدعو إليه .

   إن قوة الدولة ليست فى عدد رجالها وقوتها العسكرية بل قوتها الحقيقية بما تملكه من عقول شبابها وقوة أفكارها القادرة على التأثير في سلوك الآخرين والتصدى لكل فكر متطرف, وها نحن أمام مثال حى لتطبيق تلك المفاهيم وهو ما قامت به الإمارات المتحدة العربية والتى أدركت أن للثقافة والمثقفين دور كبير في بناء وتطوير الوعي العام للمجتمعات وأنه لا يوجد إنسان جاهل لكن يوجد إنسان لم يصل بعد إلى طريق المعرفة وأن دور الثقافة والمثقفين هو أن تصل بالمجتمع للطريق الصحيح طريق المعرفة والوعى.

ولهذا نستطيع أن نرفع أصواتنا ونقول لقد أفلح محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي عندما أعلن عن تشكيل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات بهدف تعزيز سمعة الدولة إقليميًا وعالميًا والذى سيعمل على صياغة منظومة وطنية متكاملة تشمل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لـنقل قصة الإمارات للعالم بطريقة جديدة , وبكل صراحة لقد أبهرتنى تلك الخطوة ومن الأخلاق والشجاعة أن أرفع القبعة وأتقدم بالتحية لكل من ارتقى بثقافتنا العربية والثقافة بشكل عام وبذل مجهودًا كبيرًا فى خدمة الإنسان والإنسانية وحمايتهم من الافكار الداعشية والغزو الثقافى بشكل عام ولذلك وجبت التحية لكل أدباء ومبدعين الإمارات الذين فعلوا ما كان يجب أن نفعله نحن فى مواجهة الأفكار الداعشية التى غزت عقول شبابنا .

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال