✍ ناصر الوليدي:

كنت أعيش تائهاً في بيداء مهلكة أرهقني التعب وأحرقتني الشمس وأضناني السير، وظننت أن الفناء نهاية أوشكت أن تبتلعني .

 

فاستسلمت لليأس واستلقيت للموت .

وفي هذه اللحظة بالذات..

امتدت لي يد حانية منقذة، كأنها أسطورة فينيقية ،جاءت من سجف الغيب،

أجلستني وأخذت بذراعي ، وقعدت بي في ظل شجرة تحتها عين ماء متدفقة.

ولما شعرتْ أن الحياة بدأت تدب في خلاياي من جديد ،

أخذتْ بجناحي ، وطارت بي بعيداً بعيداً بعيداً

.تجاوزنا البراري والجبال والسهول والأوطان حتى هبطنا في جزيرة غريبة .

وهناك

أشرقت لي الحياة من جديد، ومنحتني شهادة ميلاد.

وفي ساعة صفاء حين كانت تحيط بي جن سليمان السعيد في عالم السحر قلت لها

من أنت ؟ ومن أين اتيت ؟ ولماذا أنا بالذات؟

فذرفت دموعها مدراراً

حتى أبكتني معها .

وكنا متكئين على جذع شجرة ضخمة تتدلى أغصانها وكأنها خيمة من حرير .

وكان الوقت ظهراً والهواء عليلاً

وماء الجدول يجري قرب أقدامنا

فاقتربت منها

ومسحت دموعها من خديها بأصابعي

فارتمت على كتفي مسترخية وقالت:

أنا عناية الله التي أرسلت إليك.

قلت : لقد كنت في دقائق حياتي الاخيرة.

قالت: كلانا كان في دقائقه الأخيرة من الحياة.

فقررت أن أبحث عن نصفي المفقود ، فطرت باجنحة العزيمة فوق قارات الدنيا

لابحث عنك.

لأن الحكماء قالوا : لن تعيشي ل، أن لك نصفا مفقوداً أنت تبحثين عنه، وهو يبحث عنك و

لابد أن تلتصقا لتعيشا.

عزيزي

منذ عام وأنا أطير من كندا إلى أستراليا ومن سيبيريا إلى الأرجنتين ،مخرت قارات الأرض ،حتى وجدتك هنا في صحراء العرب تشارف الموت.

سنعيش الان في هذه الجزيرة السعيدة ولن يعوزنا شيء

الماء الزلال تجري به العيون والأنهار.

والظل الظليل تحت هذه الأشجار.

والفواكة الجنية تتدلى بها الأغصان.

ووجودك معي ووجدودي معك يمدنا بالحياة

فلنقيم هنا الى الأبد.

ولنؤسس دنيا السعادة.

ولنفترض أننا ادم وحواء نزلنا من السماء.

 

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"