الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 الحضارةالإسلامية

إحسان الدبش – باحث دراسات إسلامية:

أي إنسان عندما يتمتع بصحة جيدة ثم يصاب بمرض أو أكثر يتساءل ما الذي ألم بي ؟؟ : لم أكن أشكوا من أي مرض. فكل أعضاء جسمي كانت جيدة.

العقل سليم، والنظر تام، والسمع جيد، والقلب قوي، ....لاأشكوا شيئاً. كيف السبيل لعودة جسمي كما كان؟؟ لابد أن أعرض نفسي على طبيب لكي يعالجني ويصف لي الدواء عساي أن أعود سليماً معافاً كما كنت.

إن مجتمعنا وأمتنا أيضاً مرت بمراحل صحة ومراحل ضعف عبر تاريخها الطويل. وعلاج أمراض المجتمع أصعب من علاج أمراض الأفراد. لأن المجتمع يتعلق فيه أموراً عديدة داخلية وخارجية. تؤدي إلى تقدمه أو تخلفه. وواقعنا الأن وما نعانيه من أمراض عديدة كبيرة وصغيرة يجب أن لايصيبنا باليأس والقنوت. ولانستسلم للأمراض التي تفتك بنا، حتى أصبح قائلنا يقول: "عرب متخلفون" فضلاً عما يقوله أعداء أمتنا بحقها. وواجبنا أن نعالج هذه الامراض بالحكمة والموعظة الحسنة.

وبالبحث الدائم والمستمر عن السبيل إلى نهضة أمتنا كما كانت خلال أكثر من ثمانية قرون والتي يشهد لها كل باحث منصف حتى من بعض المستشرقين المنصفين كالمستشرقة الألمانية سيجمند غرونكة التي ألفت كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب ) والتي أنصفت فيه الحضارة الإسلامية بجوانبها المتعددة. والتي كانت تتفوق باعترافها على الحضارة الغربية . نقتطف من كتابها المقاطع التالي عسى أن نسعى لإعادة تلك الأيام المجيدة.

تتحدث عن مدينة قرطبة فتقول: " ظلت قرطبة سيدة المدن. وكانت بضواحيها الثماني والعشرين في عصر عبد الرحمن – أحد حكام الأندلس – حول منتصف القرن العاشر م أكبر مدن أوربا كلها. وعلاوة على تلك القصور 113000 منزل، و600 مسجد و 300حمام و 80 مدرسة و 17 مدرسة عليا و 20 مكتبة عامة فيها عشرات الالاف من الكتب. كان ذلك حال قرطبة في وقت لم يتجاوز فيه تعداد أي مدينة اوربية 30000 نسمة إذا استثنينا القسطنطينية. ولم يكن في هذه المدن أقليم اوربي يملك مدرسة عليا أو مستشفى، كما ندر فيها وجود المكتبات العامة او الحمامات. ولم تعرف اوربا آنذاك الشوارع المرصوفة بل كانت شوارعها ملئ بالقاذورات والوحل.

* "كانت شوارع قرطبة حوالي عام 950 م. تضاء ليلاً بمصابيح ثبتت على حيطان المنازل وتباشر فيها أعمال النظافة عن طريق عربات القمامة التي تجرها الثيران "

ومضى على ذلك قرنان من الزمان قبل أن تتخذ باريس عام 1185م. من قرطبة مثالاً لها فترصف شوارعها، وتنظفها. ومضى قرن آخر قبل أن تحذو بقية المدن الأوربية حذو باريس. وما لاشك فيه أن تلك الأمثلة الحية كانت مثار إعجاب الزوار المسيحيين للأندلس وأنهم نقلوها إلى بلادهم عبر البرانس. وتسجل إحدى الراهبات إعجابها بقرطبة فتقول: " قرطبة المدينة الشابة هي زينة الدنيا. شهيرة بجمالها فخورة بقوتها. قرطبة حَوَت كل شيء تزهو به المدن "

وعن الطب في دمشق تنقل المؤلفة عن الطبيب ابن أبي أصيبعة الذي أرخ كتاب طبقت الأطباء والذي كان معاصراً لنور الدين زنكي فتقول: " وأما الاشراف الطبي فقد كان من صلاحية رئيس الأطباء فقط، وكان يُختار من بين العديد من زملائه بعد اجتياز امتحان دقيق لكفاياته العلمية ....وأن رئيس الأطباء كان يدور على المرضى ويتفقد أحوالهم، ويعتبر أمورهم وبين يديه المشارفون والقوام لخدمة المرضى. فكان جميع ما يكتبه لكل مريض من المداواة والتدبير لايؤخر عنه ولايتوانى في ذلك.......وكان نور الدين، رحمه الله، قد وقف على هذا البيمارستان جل كبير من الكتب الطبية ..فكان جماعة من الأطباء والمشتغلين يأتون إليه ويقعدون بين يديه، ثم تجري مباحثات طبية ويقرئ التلاميذ، ولا يزال معهم في اشتغال ومباحثة، ونظر في الكتب. /234

في الوقت الذي كانت فيه كلية الطب في باريس قبل 600 عام ، أصغر مكتبة في العالم لاتحتوي إلا مؤلف واحد، وهو المؤلف كان لعربي كبير ( الطبيب الرازي )

وفي عام 931 م كان عدد الأطباء في بغداد 860 طبيب، ....في الوقت الذي لم يكن في مقاطعة الراين طبيب واحد. / 235

تقارن المؤلفة بين معاملة المرضى عند الأطباء العرب وأطباء الغرب قبل قرون فتقول: " والحق يقال، إن العاطفة الإنسانية التي كانت رائدة العرب في معالجتهم للمرضى، أيا كان نوع المرض وأيا كان خطره، لهي مشرفة كل التشريف، ولم يعرف لها الأوربيون مثيلاً بل لجأوا إلى معالجة المرضى الذين لا رجاء في شفائهم معاملة الحيوانات الضارية، فكانوا يقصونهم عن المجتمع، ويرمون بهم في أعماق السجون المظلمة، وكأنهم مجرمون أشرار لاخير منهم، ولا يستحقون رحمة أو شيئاً من العدالة الإنسانية. نقول في الوقت الذي كان الأوربيون يتصرفون هذا التصرف كان العرب يخصصون المستشفيات أو أجنحة المستشفيات لمرضى الجذام وغير ذلك./273

لنا أن نسأل أنفسنا دائماً ونبحث عن الجواب ؟؟ " لماذا تأخرنا بعد تقدم كنا فيه، وكيف السبيل إلى تقدمنا من جديد؟؟.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال