الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

58 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 spy eye

سماح بادبيان – كاتبة يمنية

فتحت الرسالة وقرأت :

العوراء .. هذا هو اسمي أو ما ظننته يوما اسمي ...!!

مذ كنت طفلة والجميع ينادونني به .. الجميع من دون استثناء حتى أمي!

أقف أمام مرآة الحمام يوميا حيث لا يكون هناك أحد يرقب طقوس ألمي وحسرتي وأنا أتأمل ملامحي مع تلك العين الغريبة في زواية وجهي اليمنى..!

وحين أصبحت طالبة في المدرسة ..صرت سميرة العوراء أو (العورة) لا يفرقون بينهما .. يزرعون جمرة ملتهبة في قلبي مع كل مرة ينادونني بهذا اللقب .. ويظنوني اعتدت وألفت وقد رافقتني هذه الصفة زمنا طويلا!

لا يدركون أنني كلما كبرت كلما توطدت العقدة في نفسي وتفاقمت ألآمي وحسراتي، وأجد نفسي حقا عورة ينبغي أن تختفي وتستر ... !

كنت أحب أن أبقى وحيدة دوما .. أنسحب إلى أقصى أركان المدرسة حيث أجالس نفسي وحدها ..

أتوارى بعيدا عن مجتمع الناس .. تجرحني نظرات الشفقة تماما كما تجرحني كلمات الاستهزاء ...!

أكملت دراستي الثانوية بدرجات مرتفعة لكنها لم تفلح في زيادة ثقتي بنفسي، لم أكتسب أية صداقات إذ كنت أستحي من نفسي فابتعد عن الجميع...ولم أوطد أي علاقة كان يمكن أن يكتب لها الاستمرار بيني وبين إحداهن..

كنت كلما أردت الخروج ترفض أختي الصغرى مرافقتي .. تتعذر بانشغالها بالدراسة ... وكذا أخي الأكبر ؛ أدرك أنهم يتهربون من رفقتي، ويخجلون مني !! فأزداد حزنا وأسفا..

أما أبي ، فقد اعتبرني همه المقيم، ومنبع قلقه الدائم، والذي سيظل يرزح فيه طوال حياته !.

يجلس بجانبي أحيانا، يتأملني وأنا أدرس في كتابي، وأسمعه يتمتم (الحمد لله على كل حال )، فإذا ما رفعت نظري إليه، ابتسم لي !

يتحدث إلى أمي دوما .. عن شروطه في من سيكون زوجا لأختي، يضحك ويمزح ثم يقطع فجأة كلامه ويتنهد، فأعلم يقينا أن اسمي قد علق في قلبه فانقطعت أنفاسه..!

كم أدراي دمعاتي .. كي لا يراها فيزداد بسببي هما على هم !! وأطوي في قلبي أطنانا من الهموم أشكوها ليلا إلى ربي!

اعتزلت في منزلي ، أبكي حظي العاثر ؛ حيث لم أكن سليمة كباقي إخوتي ، وأنتظر ساعة رحيلي... إذ ليس لي في هذه الدنيا شيء لأحرص عليه!

وفكرت يوما حين خنقتني الدموع أن أذهب إلى المسجد .. لأبكي وحدي أمام ربي وأشكو إليه ظلم الناس من حولي.

استأذنت أمي وذهبت .. أتحاشى نظرات الناس إلي في الطريق .. لا أعلم إن كان أحد ينظر إلي حقيقة، ولكن عقدة توطدت في نفسي تجعلني أرى الناس كلهم يزدرون هيئتي أو يسخرون مني!

دلفت إلى مصلى النساء .. فوجئت بالمكان مزدحم! تختلط أصوات الأطفال بالنساء الكبار .. يجلسن حلقا صغيرة تتوسطها إحداهن ..

المصاحف بين أيديهن ، وتلاوات عذبة تتسرب إلى أذني ...تهز أوتار قلبي!

جلست في ركن بعيد، وضعت مصحفا على حجري؛ كيما أكون مختلفة عن الباقيات ...!

خلب لبي صوت ناعم يتغنى بالقراءة بهدوء وخشوع ، بقيت أنظر للفتاة القارئة .. كانت جميلة وبيضاء ، شعرت بالغيرة منها ..

كنت أهمس في نفسي: لم أعطاها الله هذا البياض والجمال في مظهرها وصوتها .. وجعلها تحفظ كتابه ، وأنا أعطاني عين عوارء جعلتني أتوارى عن أنظار الناس فلا أستطيع أن أدرس وأحفظ القرآن مثلها ؟!

وحين بلغ الحزن مني مبلغا عظيما، تسربت قطرات الدمع من عيني، دون أن أنتبه!

ولم أشعر بالمرأة التي جلست بجانبي إلا وهي تناولني منديلا أمسح به الدمع وتسألني : لم تبكين؟

بدت لي في العقد الرابع من العمر .. ترتسم بعض التجاعيد تحت عينيها دلالة على الأرق .. عيناها صافيتان .. لم أر فيهما نظرة سخرية أو ازدراء .. وفي صوتها نغمة حنونة دافئة ارتحت إليها، ومع ذلك لم أجبها .. شعرت بالخجل من نفسي .. وبقيت صامتة أتأمل الفتاة التي تقرأ ..وصوتها الخاشع يطرق أبواب قلبي ..

نظرت إلى حيث أنظر ثم تبسمت وقالت: صوت أمل بالقرآن جميل وحفظها متين، إنها فتاة مثابرة توشك أن تختم القرآن حفظا وهي الأولى على جميع طالباتنا .. هل تعرفينها؟

هززت رأسي بالنفي دون أن أتفوه بكلمة ..

أكملت: أمل تكافح .. تسابق الأيام .. هي مريضة بتكسرات في الدم .. إخوتها الذين أصابهم هذا المرض الوراثي لم يبلغ أيا منهم سن العشرين! .. وأمل الآن في التاسعة عشر !

ومع ذلك هي لا تقيم لهذا وزنا .. دوما تبتسم وتقول: الأعمار بيد الله كم من صحيح مات من دون علة.. وكم من سقيم عاش حينا من الدهر !!

وتقول : إذا كنت سأموت فلأمت وقد حفظت كتاب ربي وتعلمت ما ينفعني ..

نسيت أن أخبرك أنها تستعد لدراسة الطب كذلك!

تركتني المرأة في دوامة من التساؤلات والأفكار تغزوني .. وذهبت

صوت يصرخ بداخلي: وماذا عني؟!

أنا التي أستسلمت للوساوس والأوهام .. أنا التي أسلمت نفسي فريسة لكلمات الناس .. فاختبأت وحيدة .. منتظرة الموت دون أن أنجز شيئا في حياتي!

غادرت المسجد بروح جديدة .. بأمل يغمر كياني .. لاحظت أن لا أحد يعيرني اهتماما في الطريق .. ينظر إلي أحدهم نظرة عابرة ثم يعود لشأنه .. يمر الجميع بجواري دون مبالاة !!

لقد كنت مقيدة بسلاسل من ضعفي واستسلامي .. ولكنها كسرت اليوم ..

لأول مرة أقف أمام مرآة الحمام .. لأتلمس معالم الجمال عندي .. لأول مرة أعلم بأن لدي عينان عسليتان .. ورموش طويلة ساحرة .. ولي بشرة قمحية صافية ونقية .. ولأول مرة أكتشف أن عندي غمازتان فاتنتان حينما أبتسم!!

في اليوم التالي قررت أن أحفظ القرآن .. وأن أكون رفيقة لأمل في دراستها للطب فمعدلي يؤهلني لذلك!!

لم أعد أبالي بأحد .. كنت فقط أحدد هدفي وأسير إليه مستعينة بربي .. وكلي ثقة بأن الله وحده من يحدد قدري ومستقبلي !!

عشت أجمل أيام حياتي ... وقد غلف الرضى والاطمئنان قلبي ، وامتلكت الثقة بنفسي، وبقضاء الله!

وحين كنت مشرفة على التخرج من الجامعة وقد ختمت القران .. فوجئت بأبي يجلس بجواري ويضمني إليه بحب ويقبل رأسي ويقول لي :

أنت أفضل أبنائي ..!

ثم ابتسم لي وقال: هل تعرفين محمد إمام مسجدنا ومدير مستوصف حينا؟

قلت: نعم ، من لا يعرفه!

قال: لقد تقدم لخطبتك .. يريدك أن تكوني زوجته.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال