✍سماح بادبيان– كاتبة يمنية

تفني الساعات بعضها بعضًا، وتقتات الأيام على الأيام، تمر الأوقات جميعها.. بحلوها ومرها.. صعبها وسهلها.. حزنها وفرحها.. كلحظة قصيرة عابرة إذا ما أشرفنا عليها من حافة الوداع..!

نلتقي بكثيرين في دروب حياتنا ونفترق عنهم.. ما بين اللقاء والفراق.. زمن فقد قيمته فبات ذكرى لا تستغرق ثانيتين!

كم مرة وقفنا فيها على حافة الوداع؟!.. وداع روح سكنت أرواحنا زمنًا.. أب أو أم، عم أو صديق، قريب أو حتى معلم كان بنا يومًا رفيق!.. ما تبقى لنا منهم أسماء أحتضنتها قلوبنا بشغف وخبأتها مع مواقف لا تنسى في خزانة الذكريات.. وبهتت مع الزمن الصور.. ما تبقى لنا منهم هي ملامح باهتة، وإحساس لا يفنى بالحب لهم.. وتلك المواقف التي نبتسم حين نتذكرها.. حتى الحزن الذي غمرنا لفراقهم فقدناه في زحمة الأيام!

سنوات من الرفقة والحياة المشتركة.. بعد الوداع لا تعني إلا يومًا أو بعض يوم!.

وتلاشت قيمة الزمن !

بل كم مرة وقفنا فيها على حافة الوداع مع أنفسنا في لحظات من الضعف والمرض؟!..

ننظر إلى حياتنا الماضية من أعلى قمة العمر من اللحظة التي نحن فيها الآن - نلوك آخر أنفاسنا وسنان المرض تنغرس في ذواتنا - ننظر إلى سهل الذكريات الممتد أمامنا.. الأيام التي عشناها.. المواقف التي صنعتنا.. والأشخاص الذين قاسمونا لحظاتها.. سنوات الطفولة والشباب.. أيام الدراسة وما يصحبها من جد وهزل.. لحظات تسنمنا فيها سلم النجاح إلى آخرة.. ولحظات وقعنا فيها وتأذت أحلامنا.. دقائق الإنكسار وساعات السعادة.. كلها صارت هباب أو بقايا من هباب في لحظة عابرة، تلاشى في الهواء كأن لم يكن.. لا قيمة في هذه اللحظة للعمر الذي مر.. لا معنى لسنوات مرت علينا تترا.. بكل ما فيها..

يختصر الزمان نفسه في لحظة واحدة.. هي اللحظة الفارقة في الحياة بين البقاء والفناء.. الوجود والفراغ.. اللقاء والوداع.. ليصير كل ما سبقها مجرد حلم أفقنا منه فجأة على الحقيقة..

فهلا نعتبر؟!

 

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"