الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

246 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 version4 Just Wake Up Early

د.ربيع: الخمول من مهلكات الأمم.. والالتزام بصحيح الدين سبيل النجاة

د.طه ريان: روشتة علاج نبوية لتجديد النشاط

د.فياض: توظيف طاقات الإنسان في الاتجاه الصحيح يحفظ حماسه وطاقته

د.صلاح هاشم: استثمر وقتك بالتخطيط السليم لحياتك

د.سعيد: علِّم طفلك كيف يضع خططًا قصيرة وطويلة لإدارة حياته

د.هاشم بحري: بعض أنواعه ناتجة عن أمراض نفسية وعصبية

د.العالم: الإعلام مطالب بالحث على العمل وإثارة حماسة الشباب

القاهرة - عبدالله شريف:

اهتمتْ شريعة الإسلام أيما اهتمام بحياة المسلم، وبيَّنتْ كيف يستغل وقته فيما يفيد وينعكس عليه بالخير في الدنيا والآخرة، وحثتْ على العمل حتى لحظة قيام الساعة؛ فقال : "إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"، وحذِّر من إضاعة الوقت والعمر هباءً قائلًا: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ"، وثبت أنه استعاذ من كل ما يصرف الإنسان المسلم عن الجد والاجتهاد والاتقان في عمله وعبادته فقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".. من هنا كان لزامًا -وقد ركن كثير من المسلمين إلى الخمول والكسل سواء في العمل أو العبادة- أن نسأل علماء الإسلام عن كيفية انتشال الأمة من وعكة طال أمدها.. فإلى ما قالوا.

نبدأ مع د.ربيع الجوهري، أستاذ العقيدة والفلسفة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف،‏ الذي يؤكد أن الشريعة السمحاء لم تترك أمرًا يخص الإنسان ومنهج حياته إلا وتطرقت إليه، ومن ذلك موضوع الكسل والخمول وعدم العمل -سواء عن الطاعات والفرائض أو عن الأعمال الدنيوية- الذي يعد من المهلكات؛ فالله -عز وجل- حثّ على العمل والإنتاج وعدم القعود والتكاسل والتواكل، فقال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، وقال: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، كما وصف الله تعالى المنافقين بالكسل؛ فقال سبحانه: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلًا".

آفة مدمِّرة

ويوضح د.ربيع أن الخمول والكسل من الأمور التي حذر منها رسول الله قائلًا: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"، وقوله : "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمة إلا كان له به صدقة".

وأشار إلى أن التكاسل والخمول من الأمراض التي تدمر الأمم، وللشفاء منه ينبغي الالتزام والتمسك بضوابط الدين والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد .

وتابع: "لا نلوم المصابين بأمراض تجبرهم على الخمول وتقلبات المزاج، مثل السكر والفيروسات الكبدية، ولكن لومنا على الشباب الضائع الذي يصاب بالاكتئاب وارتفاع معدلات قتل النفس"، موضحًا أن "الإكثار من الدعاء والصلاة يبعدان الكسل والخمول ويهيئان جسد وعقل المسلم للعمل والإنتاج".

وأشار إلى أن من الآفات التي ابتليت بها الأمة التكاسل عن العلم والمعرفة؛ فنجد الاعتماد على ما يصنعه الغير وما يكتبه الغير، فضعفت الثقافة الإسلامية وضعف الإنتاج المعرفي الإسلامي العربي، وهذا يدمر أجيالًا؛ حتى أصبح التواكل على الغرب حتى في المأكل والمشرب والملبس، مطالبًا العالم العربي بالخروج من هذا القالب الذي يشوه الإسلام والعرب أمام العالم.

وأضاف أن التواكل والكسل والخمول أصبح حتى في اللغة؛ فأصبحنا نكتب على جدراننا بالإنجليزية وكذلك في وسائل المواصلات وحتى في الكتب البحثية، مشيرًا إلى أن اللغة من أصول الدين التي يجب الحفاظ عليها والاجتهاد في تنميتها.

روشتة علاج نبوية

أما د.أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فيوضح أن المسلم قد يصيبه ملل في طلب العلم أو كسل عن الطاعات، وذلك اختبار من الله عز وجل، إلا أن المسلم عليه أن يكون توّاقًا للجد والاجتهاد؛ فالدنيا زائلة. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات".

وأضاف: "عندما يصيب المسلم ذلك الخمول -سواء عن طلب العلم أو عن العمل والطاعة- فعليه أن يكثر من الاستغفار ويأخذ قسطًا من الراحة أو أن يغير ما اعتاد أن يفعله حتى يتجدد حماسه ويقل كسله". وقد وضع رسول الله روشتة لإبعاد الخمول والكسل؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة؛ فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

وحثّ رسول الله على العمل قائلًا: "لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من أن يسأل رجلًا أعطاه أو منعه ذلك، فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".

وتابع: "المسلم في عصرنا الحالي محاط بكل المفسدات وكل الأشياء التي تؤدي للكسل والخمول والفشل من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والنفسية، لذا على جميع مؤسسات الدولة الإسلامية أن تعمل على تصحيح المناخ العام وانتشال مسلمي الأمة -وخاصة الشباب- من هذه الآفة.

وأضاف: "على المسلم أن يستغل فترة الكسل في إعادة توجيه نفسه للخير؛ فيلجأ إلى الدعاة والعلماء الثقات أو إلى خبراء إدارة الوقت والتنمية البشرية، ولا يترك نفسه ضحية للخمول الذي قد يدخله في دوامات عدة، منها اللجوء للمخدرات أو اللجوء للانتحار أو الانسلاخ عن العقيدة والضلال والانضمام إلى فئات متطرفة أو ترك الدين بالكلية".

وأشار إلى أن الإسلام حثّ على الإتقان في العمل والحفاظ على الوقت والجسم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وما عمل فيما علم".

تهيئة سبل العمل

من جانب آخر، يؤكد وزير المالية الأسبق وأستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر د.فياض عبدالمنعم حسانين أن الإسلام دين عمل وجد واجتهاد وقوة، وأن شباب الأمة هم الذين قادوا جيوش المسلمين وحفروا الخنادق وفتحوا الأمصار وبلَّغوا رسالة الإسلام للعالم أجمع تحت قيادة رسول الله .

وأضاف أن الكسل والتواكل والخمول ليسوا من صفات المسلمين الحقيقيين؛ إذ المسلم يعمل كل أمر من أجل رضا ربه عز وجل، وقد حثنا رسول الله على العمل؛ وصح عنه أنه قال: "كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته".

وتابع: وفي الوقت الذي نطالب فيه المسلم بالعمل والاجتهاد، في المقابل على الدولة مسؤولية أيضًا في تهيئة سبل العمل للعاطلين وتزويدهم بأدواته وإعدادهم مهنيًا لذلك؛ ومن ثم توجيه طاقاتهم في الاتجاه الصحيح الذي يخدم مصالح الفرد ومصالح الدولة ككل.

وشدد على ضرورة تصحيح مسار التعليم حتى تصب مخرجاته فيما يفيد المرء والمجتمع، ومن ثم توظيف الطاقات في الاتجاه الصحيح، لأن الإنسان الذي يعمل في مجال لا يتوافق مع ميوله وطموحاته سريعًا ما يفقد حماسه وطاقته. كما شدد على أن الفشل والضعف والوهن انعكاسات طبيعية للكسل والخمول وتذيل الأمم؛ فعندما ننظر إلى تاريخ الأولين من أمتنا نجد الاختراعات في كل مجال، لذا سادوا الدنيا كلها وازدهرت قوتهم الاقتصادية والاجتماعية وانعدمت أسباب الفقر والجريمة، أما الآن فنجد الكسل، وبالتالي ضعفت الأمة.

وطالب الشباب بعدم فقد الأمل في المستقبل، فهم يستطيعون صناعته بجهدهم واجتهادهم وعملهم الدؤوب. وختم قائلًا: الحياة الخاملة لا تؤدي إلى نهوض الدول؛ بل إلى انهيارها".

استثمر وقتك

بدوره، يؤكد د.صلاح هاشم، أستاذ التنمية البشرية ورئيس الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، أن الكسل والخمول من الآفات التي ضربت شباب الوطن العربي على عكس الأجيال السابقة التي حفرت في الصخر من أجل المستقبل، مشيرًا إلى أن الشباب يبحث عن العمل البسيط السهل والمرتب الأعلى، ودون ذلك يفضلون البقاء في المنازل أو المقاهي.

وأضاف أن علومًا كثيرة ناقشت أزمة الخمول، وهي ليست مرضًا؛ بل أخطاء في تنظيم الحياة، مشيرًا إلى أن التفكير في المستقبل ووضع خطط تنموية سواء على مستوى الفرد أو المجتمع ككل يساهم في تحقيق العمل والاجتهاد فيه.

وتابع: تطرقت إحصائيات عديدة إلى أمور صغيرة تهدر حياة الإنسان بلا نفع؛ فعلى سبيل المثال: الموظف أو الطالب الذي يستغرق 10 دقائق فقط في الذهاب من بيته إلى عمله ومثلها من عمله إلى بيته دون أن يستغلها فيما يفيد، أي إنه يقضي 20 دقيقة يوميًا في الانتقال بين البيت والعمل، فإذا قلنا إنه يعمل خمسة أيام في الأسبوع فإن الوقت الذي يهدره أسبوعيًا 100 دقيقة، إذا ضربناها في 53 أسبوعًا سيكون الناتج5300 دقيقة، أي ما يوازي 88 ساعة تقريبًا تضيع سنويًا بلا نفع فعليّ، بينما لو قام الموظف باستغلال هذه الدقائق أثناء ركوبه السيارة إلى العمل أو إلى البيت في الاستماع إلى شريط تعليمي أو حتى فيديو ديني عبر جواله لاستثمر هذا الوقت -الذي يبدو للوهلة الأولى بسيطًا- فيما ينعكس عليه إيجابيًا.

إدارة الحياة

في السياق ذاته، يؤكد د.سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن الكسل والخمول يصيبان المجتمع بالفشل، ولا يتعلقان بكون المجتمع إسلاميًا أو غير ذلك، فنجد أوروبا مثلًا رغم ابتعادهم عن الدين يلتزمون في أعمالهم بالوقت الذي يعتبر تنظيمه أبرز عوامل محاربة الكسل والخمول.

وأضاف: رصدت إحصائية لمجلة "ذا لانسيت" البريطانية نسبة الخمول عالميًا، فحصدت 10 دول أغلبها عربية وإسلامية على النسب الأعلى، إذ جاءت ماليزيا في المركز العاشر بنسبة الخمول البدني 61.4%، ومن بعدها الإمارات في المركز التاسع بنسبة خمول بدني 62.5%، بينما احتلت بريطانيا المركز الثامن بنسبة خمول بدني 63.3%، واحتلت الكويت المركز السابع بنسبة خمول 64.5%، وتسبقها في المركز السادس ميكرونيزيا بنسبة خمول 66.3%، في حين احتلت الأرجنتين المركز الخامس بنسبة خمول 68.3%، وحصدت على المركز الرابع صربيا بنسبة خمول 68.3%، وفي المركز الثالث السعودية بنسبة خمول بدني 68.8%، وجاءت في المركز الثاني سوازيلاند بنسبة خمول 69%، وفي المركز الأول مالطا بنسبة خمول بدني وصلت إلى 71.9%.

وأشار إلى أن هناك أسبابًا كثيرة في العصر الحالي للخمول والكسل، منها وسائل التكنولوجيا؛ إذ أصبح كل شيء بـ"الريموت كنترول"، فضلًا عن العادات الاجتماعية السلبية في النوم والأكل والشرب، وكلها تحتاج إلى ضوابط كثيرة.

وأوضح أن تربية النشء منذ البداية على الحفاظ على الوقت والتغذية الصحية والنشاط الرياضي صباحًا وعلى تعاليم الإسلام الصحية تقي من الكسل والخمول، مشيرًا إلى أن التدخين والسهر أمام الشاشات يدمر الجسم ويصيبه بالخمول.

وقال: المناخ العام سيئ؛ لأنه يحث على الكسل والفشل، وعلى الآباء الإحاطة بأطفالهم وضبط صداقاتهم والتعرف إليهم واللجوء إلى النوادي لممارسة النشاطات المختلفة.

وطالب بتعليم الطفل كيفية وضع خطة يومية لإدارة الـ24 ساعة، وكذلك خطط أسبوعية وشهرية لإدارة حياته ومساعدته في ذلك، فضلًا عن أهمية الجانب الروحي؛ فالحفاظ على الصلوات جماعة في وقتها يبعث الطمأنينة والسكينة في القلب، بالإضافة إلى تخصيص وقت لقراءة القرآن والتفكر في آياته.

وتابع: "التأجيل" من أشد ما يدمر الفرد ويبعث على الكسل ويصيب بأمراض نفسية واجتماعية ويدمر الخطط الموضوعة؛ فيجب الحذر منه، كما يجب الحذر أيضًا من ألعاب الفيديو التي تسرق الوقت وتدمر العقل أكثر مما تفيده.

وأشار إلى أن القراءة والاطلاع على علوم جديدة وأفكار مختلفة من الأمور التي تذهب الكسل والملل، موضحًا أن القراءة في موضوع واحد لفترات طويلة قد تصيب بالملل والخمول.

الكسل المرضي

 نفسيًا، يوضح د.هاشم بحري، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، أن بعض أنواع الكسل والخمول تكون نواتج لأمراض نفسية وعصبية وبعضها مكتسب، مشيرًا إلى أن الإحباط والروتين وعدم الإبداع والتغيير يصيب العقل والجسم بفتور لا يستطيع الفرد من خلاله أن يحيا بصورة طبيعية.

وأضاف أن الاكتئاب وشعور الشخص أنه مرفوض من المجتمع من أبرز الأمراض النفسية المسببة للكسل والخمول؛ إذ تدفعه إلى التقوقع داخل نفسه والجلوس وحيدًا لا يريد القيام بأي عمل في الحياة الاجتماعية ويظل سارحًا داخل عقبه فقط.

وأشار إلى أن الفحص الطبي والنفسي أهم ما يجب اللجوء إليه عند الشعور بالكسل الدائم أو الخمول، موضحًا أن الفحص يكشف إنْ كانت هناك أسباب مرضية أو اضطرابات نفسية.

وتابع: استعمال الألوان المبهجة والدوام على الرياضات المختلفة وتنظيم الوقت أبرز وسائل مواجهة الكسل والاضطراب، فضلًا عن عوامل روحانية مثل الذهاب إلى المسجد والصلاة في جماعة. مشيرًا إلى أن البحث الدؤوب والاجتهاد وتقوية النفس بالأبحاث والعلوم المختلفة والاستعانة بالله قبل أي شيء يساعد على النجاح والنشاط.

وتابع: أحداث العنف تصيب النفس بهواجس خوف مختلفة واضطرابات نفسية، والأحداث السلبية تبعث على التشاؤم وظلامية العالم؛ ما يدفع الفرد إلى العزلة والكسل والخمول والإصابة بأمراض مختلفة.

مسؤولية الإعلام

أخيرًا، يوضح د.صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام بجامعة القاهرة، أن وسائل الإعلام عليها دور كبير في مواجهة حالة الكسل العام التي ضربت الشباب خاصة، وأنه رغم الاتهامات التي تواجهها تلك الوسائل في زيادة كسل الناس وزيادة الإعلانات الداعية إلى تلبية الاحتياجات كالراحة والهدوء والاسترخاء؛ إلا أن تلك الحملة لم تواجه، حتى أصبحت الاتهامات حقائق.

وأضاف أن البرامج التي تحث على الرياضة أصبحت قليلة، على عكس المجتمعات الأوروبية، ولا نستخدمها إلا في الدعاية لمنتجات رياضية بهدف التسويق وليس بمسؤولية اجتماعية، كما أن البرامج الداعية والمحفزة على الإنتاج أصبحت معدومة.

وطالب بضرورة زيادة البرامج والحملات الإعلانية التي تحث على العمل وتثير حماسة الشباب نحو تنظيم الوقت وطريقة عمل ذلك، مشيرًا إلى أن الشباب لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي البديلة عن الوسائل الأساسية ووجد فيها ذلك؛ فانتشرت حملات تنظيم الوقت والتنمية البشرية.

وأشار إلى أن لجوء الإعلام إلى خدمة الترفيه والتسلية فقط بعيدًا عن الإخبار الدقيق والتعليم والمعرفة ساهم في زيادة الخمول والكسل؛ بل والاضطرابات النفسية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال