الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

95 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

gallery 1238183406 

د.طه ريان: ربوا أبناءكم على حب الوطن وفق هدي النبي

الشيخ معوض: حبه بالمساواة والعدل والعمل والتمسك بالدين وليس بالشعارات والأغاني

د.دسوقي: مدوا جسور التواصل والمحبة والتآزر وتخلصوا من نعرات الطائفية والعصبية

د.عمرو منير: أفضل تعبير عن حبنا له بمحبة أُناسه والاهتمام بثقافته واحترام تاريخه

د.مجدي حسين: الأمن النفسي من أساسيات بقاء الوطن والإنسان وتكاملهما

د.العالم: على الإعلام أن ينمي في المواطن ملكيته للأرض واعتزازه بلغته وثقافته

القاهرة - عبدالله شريف:

"حب الوطن" فطرة إنسانية، ومنهج نبوي أصيل، لخصه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أخرجه قومه من مكة بقوله: (والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ) وفي رواية أخرى: (ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ!، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنْتُ غيرك).. لكن مع ما يعانيه المسلم من أفكار دخيلة ومعتقدات فاسدة، قد تضل الفطرة طريقها الصحيح.. وتظل بحاجة إلى مقومات.. فكيف ننمي حب الأوطان في نفوسنا؟ وهل يتعارض ذلك الحب مع الدين؟ "الوعي الإسلامي" التقت عددًا من العلماء والأكاديميين وجاءتكم بالتفاصيل.

نبدأ مع د.أحمد طه ريان العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، والذي يؤكد أن الإنسان عندما ينشأ في مكان يتربى فيه ويأكل من أرضه وتمر عليه فيه كل اللحظات السعيدة والحزينة، يصبح هناك ارتباط فطري يحبه القلب ولا يتمنى فراقه ويكره البعد عنه إلا لشيء أقسى من ذلك كقول الشاعر "بِلاَدِي وَإِنْ جَارَتْ عَلَيَّ عزيزة وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَيَّ كِرَامُ".

ربوا أبناءكم على حبه

ويوضح د.ريان أن الله ربط في كتابه حب الوطن بحب النفس تارة وحب الدين تارة في قوله: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً"، وقوله تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

وأوضح أنه يستشعر هذه الأمر فعلا في أبناء الشام المشردين، الذين أخرجتهم الحرب إلى أقصى الدنيا بدون ظهر يحميهم سوى الله تبارك وتعالى، موضحًا أن ما يتعرضون له يذكرهم بالوطن الذي خرجوا مكرهين منه، وعلينا نحن أن نفهم هذه النعمة.

وتابع: لكي نزرع الحب والانتماء للشباب في الوطن لابد أن نعلمهم أولا فضل عمارة الأرض وعدم الهدم والتدمير يقول رسول الله "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها". ويقول أيضًا: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة ". وأيضًا: "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه صدقة، وما أكل السبع فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة".

ونبه "ريان" إلى أن هناك أمر لابد من تعليمه جيدا للنشء يقول الله تعالى: "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"، موضحًا أن حب الله ورسوله ينبغي أن يقدم على أي حب وأن تكون طريقة حبك للوطن موافقة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم.

كما طالب بتربية أطفال الوطن العربي على تقدير النعمة والمحافظة على كل شيء على الأرض وعدم التأثر بثقافات الغرب التي تعتبر المصلحة الشخصية فوق أي اعتبار، مشيرًا إلى أن الغرب شعب مادي، بينما الإسلام علمنا الوحدة والتعاون في كل شيء.

كيف نحبه؟

بدوره، يؤكد الشيخ معوض عوض إبراهيم، أحد علماء الأزهر المُعمَّرين، أن الله نشر الخلق في الأرض أجناسًا مختلفة، وأمرهم بعمارتها وفعل الخير، فمن عمل على ذلك صلحت دنياه وآخرته ومن عاث فيها فسادا هدمت دنياه وآخرته.

وأضاف: "الوطن ليس أرضا فقط وهو مفهوم أوسع من ذلك ونعيش فترة من الجهل العتيق بكل شيء، فالمفاهيم مغلوطة والأفكار مشوهة والعلماء في ضلال إلا من رحم الله".

وتابع: يربط أبناء الوطن العربي عقيدة ولغة وأرض جميعها تكون الوطن الذي يطمح الجميع إلى بنائه، ومن ثم فإن أبرز ما يبني الأوطان وما يؤكد حبنا له بصدق هو المساواة والعدل والعمل والحفاظ على شعائر الدين وليست الشعارات والأغاني الوطنية".

وأضاف: كلنا مسؤولون عن زرع مفهوم حب الوطن الشامل في نفوس الأطفال من خلال التربية الإسلامية الوسطية القائمة على قبول الآخر وحفظ النفس والمال والأعراض، وأيضًا الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة، والاهتمام بأمر الجار، وقد صدق رسولنا الكريم حين قال عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :" مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ". متفق عليه.

وأشار إلى أن الأطفال يكتسبون من الأهل ومن وسائل الإعلام مفاهيم عن الوطن ويكتسبون أيضًا من سلوكيات المجتمع ومن الثقافات الأخرى آراء ومفاهيم ينبغي مراقبتها وتنقيتها لمنع أفكار الغلو سواء كره الوطن أو الحب الخاطئ الوهمي غير المبني إلى أساس صحيح".

وطالب الشيخ المعمِّر الشباب أن يستغلوا فترة القوة والصحة بعمارة الأرض وعدم الاستسلام للإحباط والأفكار المدمرة والسلوكيات الخاطئة قائلا: اعمل من أجل الله، وحافظ على نفسك وجسدك وعقلك من أجل الله".

وتابع: هناك حقوق للتعامل مع أبناء الوطن الواحد منها حق الجوار وحق التنمية والفرص المتساوية والعدل وحق التعاون والتكافل وحق  الأمن.

وقد صح عن رسول الله وأصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يشتاقون إلى مكة، ولما قدم رسول الله المدينة ومعه أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، وأخبرت عائشة رضي الله عنها رسول الله فقال: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة".. متفق عليه.

من العقيدة

أما د.محمد الدسوقي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، فأوضح أن "حب الوطن"، مفهوم ذكر في كتاب الله وسنة نبيه محمد ، ومن ذلك الدعاء للوطن، فقد ورد "عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا"، وورد أيضًا "عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنْ الْبَرَكَةِ".

وأشار الدسوقي إلى هناك 3 أمور تقتل الشعور بهذا المفهوم  وهي الفساد والنزاع والمصلحة الشخصية، مؤكدًا أن الأوطان تبنى بالمشاركة الجادة في إعماره ومحاربة الفساد والظلم، والتوحيد بين الفرق المتنازعة، وتقديم المصلحة العامة على الشخصية، والالتزام بالأخلاق ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخر.

وأشار إلى أنه لابد من زرع فكرة أن حب الوطن جزء من العقيدة، وأن يعمل المسلم على تقديم الخير دائما لأبناء أمته الأقرب فالأقرب.. فالإسلام  أمر بالحفاظ على الوطن من التدمير وأمر بالعدل والإحسان والتعاون لخلق أمة قوية يربطها أكثر من شيء"، كما أمر بالدفاع ومواجهة الظلم في كل مكان.

وتابع: "عشت عشرات السنين  خارج وطني وكنت أحن دائما للمكان الذي حفظت فيه القرآن وتعلمت فيه ولعبت وكتبت فيه".

وطالب "الدسوقي"، بالعمل على بناء الأطفال على التمسك بالدين واللغة والأرض، والاعتصام بحبل الله يقول الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

وشدد على ضرورة أن يسعى جميع أبناء الوطن إلى مد جسور التواصل والمحبة والتآزر بين الجميع، والتخلص من أي نعرات طائفية أو عصبية مصداقًا لقوله : "كلكم لآدم وآدم من تراب".

غرس منذ النشأة

أكد د.عمرو عبدالعزيز منير، أستاذ التاريخ بكلية الآداب، جامعة حائل بالمملكة العربية السعودية، وعضو الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية أن حب الوطن على مدار التاريخ الإسلامي لم يكن مجرد مشاعر فقط أو شعارات، إنما إيمان يغرس منذ البدايات.

وأضاف أن احترام العَلَم والعِلم والإيمان بأن الفرد ممثل لأمته أمام نفسه وأمام الله والناس أجمعين، والسير في طريق العمل بجد واتخاذ العلم النافع والضمير الحي وتعليم ذلك من جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية والدينية والإعلامية أمر واجب لزرع هذه المحبة وتصويب مسارها.

وأشار إلى أن تعليم التاريخ للنشء ودراسته بكل أنواعه ضروري لزرع الانتماء والوطنية وهناك مقولة تشير إلى أن التاريخ يعيد نفسه، فتجد أحداثًا متشابهة تستطيع من خلالها بحث ما قام به الآخرون ودراسة تجاربهم للاستفادة منها.. كما ينبغي الاهتمام بالوطن والتعرف على مكنوناته واحترام خصوصياته، وهذا أفضل تعبير عن محبتنا له وهذه المحبة تُعني أولا محبة أُناسه والاهتمام بثقافته واحترام تاريخه.

وتابع: الأمة العربية مثل كثير من الأمم تعاني من كوارث مزمنة، لكنها تعاني أساسًا من (أزمة محبة واهتمام) من قبل أبنائها ونخبها الفاعلة، لا أزال أتذكر كلمات صديقي العراقي سليم مطر في توصيفه لمدى علاقة المثقف بوطنه :"إن الوطن مثل أي حبيب بالمحبة والمعرفة والاهتمام نحميه من عيون الحساد ومطامع الأشرار".

وأضاف: "حب الوطن هو الخطوة الأولى نحو سلامته وخيره وهذه هي مهمة الثقافة الوطنية الواقعية القائمة على محبة الإنسان والوطن وخالقهما الرحيم".

الفقر والظلم يقتلان الانتماء

من زاوية أخرى، أكد د.إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن هناك دافعين لحب الوطن، فطري ومكتسب، مشيرًا إلى أن الأول يولد به الإنسان ويشمل الحب والشوق للأماكن المقدسة، بالإضافة إلى شعور الانتماء للأرض التي ولدت فيها وأكلت من خيرها وتعلمت فيها وهذا شعور إلهي، أما المكتسب فتشمل ما عوده عليه الأهل والمجتمع وما يسمعه الطفل في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام.

وأضاف أنه تم استحداث قسم في علم النفس يسمى "علم النفس الاجتماعي" يضم حب الوطن ويشمل التفكير الجمعي، ويدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة في منطقة وأرض واحدة.

وأشار إلى أن توعية الأطفال منذ البداية بأهمية الوطن، وأننا أمة واحدة يربطها دين ولغة وعادات وتقاليد وأهداف وآمال وطموحات بل وأرض أيضًا، أمر مهم جدًا، فلا بد من تعويد الطفل على تشجيع القيم والعادات والرموز بل والمنتجات العربية، والاعتزاز باللغة، وإظهار النماذج التي تحفِّز النشء إلى الاعتزاز بالوطن العربي ككل وليس بالثقافات الغربية.

وأوضح أن رواية التاريخ من أكثر الأشياء التي تعين على حب الوطن وتذكر الأجيال الجديدة بالتضحيات والدماء التي سقطت من الجميع من أجل الوحدة والتعاون المشترك وليس مجرد الكلام والخطب.

وتابع قائلا: " أيضًا نجد في علم الاجتماع مدرج يسمى "هرم ماسلو"، وهي نظرية نفسية وضعها العالم أبراهام ماسلو، وتناقش ترتيب حاجات الإنسان؛ وتتلخص في أنه يشعر باحتياج فطري إلى أشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توترًا لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع لها، وتتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد، ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية هذه الاحتياجات، والحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلامًا نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط".

وأوضح أن على الدول التعاون في بناء النشء العربي من خلال تلبية هذه الاحتياجات، فلا يُعقل أن ينتشر الظلم والفساد، وندعو في الوقت ذاته الفقير الذي لا يجد قوت يومه إلى أن ينتمي إلى وطنه، فالواقع يؤكد أن الفقر والظلم يقتلان الانتماء.

وأكد أن الاهتمام بالخدمات أمر ضروري لتحقيق حب الوطن، وحتى لا نخرج جيلا فاقد الهوية، قائلا: "الأمن النفسي من أهم الحاجات الأساسية لبقاء الوطن والإنسان وتطوره فبدون الأمن لا يوجد وطن والعدل أساس الأمن".

وتابع: "الطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع، وأنه عنصر مهم فيه، ويجب أن يكون صالحًا وقادرًا على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح، ويجب أن ينشأ خلال مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن".

دور الإعلام

أخيرًا، يؤكد د.صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن حب الوطن يبدأ بالمشاركة في تنميته ورفعته، فعلى كل وسائل الاتصال التي يتعرض لها المواطن منذ نشأته سواء الوسائل الجماهيرية كالتليفزيون والإذاعة والصحف أو وسائل أخرى كالاتصال الشخصي والأسرة والمدرسة والمسجد أن تزرع في الطفل حب المشاركة في بناء الوطن وتنميته، ومع نمو عمره يبدأ يشعر أن كل شيء في البلد ملكه، وأن حديثه له قيمة لدى حكامه، وأن قطعة التراب من الأرض لا يمكن أن يكون فيها فساد.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تنمية فطرة حب الوطن فتحث على العمل والإنتاج وتحذر من الإفساد والإهمال وتغير الوعي والمعرفة حتى السلوك، وينمي مفهوم كلمة المواطن المالك للأرض المعتز بلغته وثقافته.

وتابع: لا يصح مثلا أن تعرض وسائل الإعلام نموذجًا للتدمير والخيانة على أنه ناجح ومرفه وسعيد في حياته، بل يجب أن تكون الرسالة دومًا أن المحافظ والمهتم بالأرض والجيران والأهل والمدافع عن الأرض هم القدوة.

ودعا إلى تطوير مناهج التربية الوطنية والبعد عن تهميشها، موضحًا أن الجيل الحالي يحتاج بقوة إلى الكبار لتطوير هذه المفاهيم حيث أصبحت مفاهيم كالهجرة وكره الدين واللغة والأرض تنتشر وللأسف بدعم من وسائل الاتصال خاصة السينما والتلفزيون.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال