الخميس، 25 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

45 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

REYA DDDA

عبد المعز محمد حباشي - باحث تربية رياضية -

الإسلام دين عامر خالد، مقصده الأساسي هو الاهتمام بالإنسان وتهذيبه ورفعته، ولقد اهتم الإسلام بالإنسان في جميع الجوانب؛ الروحية منها والبدنية، على حد سواء، عكس المعتقدات والمجتمعات الأخرى التي اهتمت بجانب على حساب الآخر،

فلقد دعا الإسلام إلى الاهتمام بالبدن وقوته فقد قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال:60).

وقال (صلى الله عليه وسلم): «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» (1).

وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».

فالإسلام دين يمجد القوة، ويدعو إلى تنميتها؛ بقصد حماية النفوس وتهذيبها وصيانة الحقوق والأوطان والمجتمعات، وأيضا لأن أغلب تكاليفه وفرائضه تعتمد في أدائها على قوة البدن؛ فالجسم القوي أقدر على أداء تكاليف الإسلام بمختلف أنواعها دون تعب أو نقص. ومن الأساليب التي دعا الإسلام إلى تنمية القوة البدنية بها الرياضة، وهناك الكثير من الوقائع والأحداث التي تشهد بمكانة الرياضة في الإسلام، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قويا يحب القوة، ولا عجب في ذلك، فالإسلام دين قوة وغلبة، فضلا عن كونه شريعة ودستور حياة.

وقد ذكر الشيخ محمد الغزالي ثلاث وقائع تدل على قوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهي:

ذهابه من مكة إلى الطائف ماشيا على قدميه، ولم يكن الطرق ممهدا كما هو الآن، بل وعرا، ومعروف عنه أنه يقع في منطقة كلها جبال وهضاب، ومعنى ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد تسلق هذه الجبال في مسيرته تلك، وهذا لا يحدث إلا من شخص قوي البنية.

مشى الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو وصاحباه (علي بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة)، رضي الله عنهم أجمعين، ولم تكن هناك أي وسيلة نقل، فكانوا يتبادلون السير والركوب نظرا لوجود راحلة واحدة فقط، فكان اثنان يمشيان والآخر يركب، وقد خجل الاثنان كيف يركبان ويدعان النبي [ يمشي، فرفض النبي [ رفضا باتا بأن يستمر في الركوب، وقال إنكما لستما بأقدر مني على المشي ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر ومشى المسافة المقررة.

وفي غزوة الخندق كان يحفر الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه، وعندما اعترضتهم صخرة ضخمة إذ عجزوا عن ضربها وتفتيتها، لجأوا إلى الرسول [، فجاء إليها وضربها بمعوله.

صور الرياضة في الإسلام

صور الرياضة في الإسلام كثيرة، فالتكاليف الإسلامية نفسها يشتمل كثير منها على رياضات لمختلف أعضاء البدن، بالإضافة إلى إفادتها في تغذية الروح واستقامة السلوك؛ فالصلاة مثلا تعمل على تنشيط كل البدن، ويقول عن ذلك صاحب كتاب «الإعجاز الرباني في جسم الإنسان»: «إن الصلاة مصحة ربانية، مصحة بدنية ونفسية، وعصبية، ففيها تتحرك كل عضلة من عضلات الجسم تقريبا، وتحسن عمل القلب وتوسع الشرايين، والأوردة، وتنعش الخلايا، وتنشط الجهاز الهضمي، وتعمل على زيادة مرونة المفاصل وإزالة التيبس، وتقوية الأوتار والأربطة»(2)، وكذلك الحج وغيرهما من العبادات.

ومن هنا دعني، أخي القارئ، أعرج بك على معنى الرياضة من الناحية اللغوية وحكمها في الإسلام قبل أن نخوض في صور وأنواع الرياضة التي أقرها الإسلام.

الرياضة في اللغة العربية

الرياضة البدنية: القيام بحركات تكسب البدن قوة ومرونة..

ويقال: راض الحيوان: أي ذلـله أو دربه. ويقال: راض اللؤلؤ: أي ثقبه (3).

حكم الرياضة في الإسلام

الحكم العام للرياضة في الإسلام هو أنها جائزة شرعا؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي ثابت، ولا تحرم الرياضة إلا إذا تعدت ممارستها الحدود والآداب التي وضعا الإسلام لها.

وهناك الكثير من الرياضات التي تواضع عليها الناس في هذه الأيام أقرها الإسلام منذ أكثر من 1400 عام ومن هذه الرياضات ما يلي:

العدو

هو تدريب على سرعة المشي اهتم به الإسلام لإعداد المسلمين للجهاد ونشر الدعوة والسعي لتحصيل الرزق، وكان (صلى الله عليه وسلم) أسرع الناس مشية، فقد روي عن أبي هريرة] أنه قال: «ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)» (4).

وروى عن ابن عباس] أنه قال: «كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا مشى مشى مجتمعا يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا كسلان» (5).

وقد سابق النبي [السيدة عائشة، رضي الله عنها، فسبقته، ثم سابقها بعد ذلك فسبقها فقال هذه بتلك (6).

السباحة

عن عطاء بن أبي رباح قال: «رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري يرميان فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر: كسلت؟ سمعت رسول الله [يقول: كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين - المرمى - وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليمه السباحة» (7).

الرماية

عن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على المنبر يقول: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي» (8).

وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) على المسابقة بالسهام حيث قال: «وارموا واركبوا، لأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا» (9)، والمعنى أن تعلم الرمي خير من تعلم الركوب لأن السهم يفيد في مواطن الحرب والسلم.

قال الزركشي: «وينبغي أن تكون المسابقة والمناضلة فرض كفاية؛ لأنهما من وسائل الجهاد وما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب، والأمر بالمسابقة يقتضيه».

المصارعة

وهي رياضة تعتمد على جذب اللاعبين أحدهما للآخر من دون إيذاء أي منهما للآخر. ومن المشهورين بالمصارعة في الإسلام محمد بن الحنفية وسمرة بن جندب.

وفي هذا قال سمرة بن جندب (صلى الله عليه وسلم): «أتت بي أمي المدينة فخطبها الناس، فقالت: لا أتزوج إلا برجل يكفل لي هذا اليتيم.. فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرض غلمان الأنصار في كل عام فيلحق من أدرك منهم، قال: وعرضت عاما فألحق غلاما وردني، فقلت: يا رسول الله، لقد ألحقته ورددتني ولو صارعته لصرعته.. قال: فصارعه.. فصارعته فصرعته فألحقني» (10).

الفروسية

كان العرب ومن قديم الزمان يهتمون بركوب الخيل وتعليم أبنائهم ذلك فكان الصغير منهم عندما يبلغ الثامنة من عمره يكون قد أتقن الفروسية بجميع مهاراتها لما فيها من قوة واستعداد للحرب حتى في الحالات المفاجئة وكذلك للمساعدة في حالات السلم كما نوه بذلك الله تعالى في قوله: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا {100/1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا {100/2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا {100/3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {100/4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا {} (العاديات:١-٥).

وكذلك أوصى الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) بإعداد المسلمين للحرب والأخذ بأسباب القوة في قوله: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}، ومعنى من رباط الخيل تعهدها بما يحافظ على قوتها ويجعلها في استعداد تام للحرب.

ومنه قول كعب ابن مالك:

أمر الإله بربطها لعدوه

في الحرب إن الله خير موفق

لتكون غيظا للعدو وحيطا

للدار إن دلفت خيول النزق

وروي عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه سابق بالخيل كما روى عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبدالله بن عمر كان فيمن سابق به(11).

رياضة الجولف

وكانت تشبه إلى حد كبير لعبة تسمى «المداحي»، وكانت عبارة عن أحجار كشكل القرصة وتحفر حفرة فترسل تلك الأحجار نحوها، ومن تقع حجارته في الحفرة يكون فائزا.

قال الحارث بن رافع: «كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي».

رفع الأثقال

وكانت تسمى «الربع»، والربع هو حمل الحجر باليد ﻹظهار القوة، ويسمى الحجر المحمول «المربوع»..

والدليل على أن رياضة رفع الأثقال كانت موجودة على عهده (صلى الله عليه وسلم) ما رواه أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر بقوم يربعون حجرا فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». قالوا: يرتبعون حجرا يريدون الشدة. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «أفلا أدلكم على من هو أشد منه، أو كلمة نحوها، أملككم لنفسه عند الغضب» (12).

المبارزة

وكانت تعرف عند العرب بـ«النقاف»، وهو أصل المبارزة بالسلاح المعروفة في شكلها الحالي، وهو ما رآه (صلى الله عليه وسلم) من رقص الحبشة عندما كانوا عنده، وهو ما رواه أبو هريرة (رضي الله عنه)، قال: «بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله [بحرابهم، إذ دخل عمر بن الخطاب، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول الله [: دعهم يا عمر!» (13).

الوثب العالي

وكان يعرف بـ«القفيزي»، حيث كانت توضع عارضة خشبية يتقافزون عليها، ولها نظام خاص لإجادتها (14).

هذه نماذج للرياضة البدنية التي أقرها الإسلام وحث عليها ووضع الآداب العامة لممارستها، والتي تتضح من خلالها مرونة الإسلام وشموله لكل مظاهر الحضارة في الإطار العادل الذي تحصل به منفعة الفرد والمجتمع.

وفي النهاية، أوضح لك، أخي القارئ، أن المسلم يجب أن يتحلى بالإيمان والصبر بجانب قوة البدن؛ لأن قوة البدن وحدها لا تكفي، فربما تتحول من دون الإيمان إلى نقمة بعد أن كانت نعمة، وهنا أذكر لك قول الشيخ الدكتور محمد البهي في توضيح معنى قوله [: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»(15)، حيث قال: «وقوة المؤمن ليست في قوة عضلاته بقدر ما هي في قوة قلبه بالإيمان، وقوة عقله بالمعرفة، وقوة إرادته بالسلوك المستقيم، وهنا يمكن أن يكون قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ {} (الأنفال:65) موضحا لهذه القوة؛ فالصبر، الذي جعل أمارة على القوة حتى يكون العدد القليل المتحلي به أشد تفوقا على العدد الكثير الذي لم يكن له هذا الوصف»(16).

الهوامش

1- مسلم في صحيحه، كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، برقم 6945.

2- انظر: الإعجاز العلمي في جسم الإنسان، د. علي فؤاد علي مخيمر، ص:353، دار الجمهورية، ط2012م.

3- انظر: المعجم الوسيط، مادة (ر وض)؛ والمعجم الرائد، مادة (ر ا ض).

4- أحمد في مسنده، برقم 8930، وقال إسناده حسن.

5- البغوي في شرح السنة (12/32).

6- سنن أبي داود، باب: الجهاد، برقم 2578.

7- الطبراني في الكبير، برقم 1785.

8- سبق تخريجه.

9- سنن أبي داود، حديث رقم 2193.

10- السنن الكبرى للبيهقي.

11- متفق عليه، البخاري، برقم 420؛ ومسلم، برقم 1870.

12- الطبراني في مكارم الأخلاق، برقم 37.

13- متفق عليه، البخاري، برقم 2901؛ ومسلم، برقم 893.

14- انظر: عيون الأخبار لابن قتيبة، ج1، ص:133.

15- سبق تخريجه.

16- انظر: محمد البهي، الدين والحضارة الإنسانية، ج1، ص:11، الأزهر الشريف، مجمع البحوث الإسلامية، 2017م.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال