الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

91 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

4565551

مياسة النخلاني – كاتبة يمنية:

علينا ألا نغفل عن حقيقة أننا أمة مميزة عن سائر الأمم، فنحن لسنا مجرد أمة بل جسد واحد، كما وصفنا نبينا وشفيعنا عليه أفضل الصلاة والسلام..

فخلال ساعات معينة من الليل أو النهار نتجه جميعا باختلاف أعراقنا وألسنتنا وألواننا وأعمارنا باتجاه قبلة واحدة، بتناغم واحد تنحني أجسادنا، وتلامس جباهنا الأرض الصلبة؛ لتردد ألسنتنا نفس الكلمات تضرعا لله تعالى، و خلال أيام معدودات من السنة نرتحل جميعا دون استثناء لنقف بين يدي ربنا وخالقنا في أطهر بقاع الأرض، من يملك منا القدرة يرتحل بجسده وروحه، ومن لا يستطيع تحلق روحه لتتعلق بجدران الكعبة الشريفة وتقضي ساعات النهار على صعيد عرفه تدعو وتدعو دون توقف، نراقب الحُجّاج المتوشحين الثياب البيضاء من خلف ملايين الشاشات، لكن أرواحنا جميعا معهم، تشاركهم كل لحظة وكل ثانية عاشوها بين جنبات مكة المكرمة والمدينة المنورة، لنختم هذه الشعائر بصلاة العيد، نصطف لنصلي متجهين للقبلة في حين لا تزال أرواحنا هناك تحلق في رحاب الكعبة، جسدا واحدا، وروحا واحدة، وقلبا واحدا، فنكون كما قال عليه الصلاة والسلام فينا: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (متفق عليه) .

فهكذا وصفنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وهكذا ينبغي أن نكون دائما وأبدا، جسدا واحدا، نشعر ببعضنا البعض، نتراحم فيما بيننا البعض، نساعد بعضنا، لا نجعل مشاغل الحياة ومتاعبنا تنسينا واجبنا نحو إخوة لنا بالدم أو الدين؛ لأن تألم فرد من أفراد هذه الأمة سيرهق بقية الأفراد، تماما كالجسد الواحد، إن تألم عضو انتشر الألم في بقية الأعضاء التي تُعبِّر عن شعورها بالحمى والتوجع.

عام (2014م) خرج الممثل الأمريكي ريتشارد جير إلى شوارع نيويورك كمتشرد، وعاش حياة المتشردين ليوم كامل، أكل من القمامة وتسول الناس؛ وذلك ليكون قادرا على تقمُّص شخصية المتشرد في الفيلم الذي ينوي تمثيله، عقب هذه التجربة قال: «عندما تنكَّرت كمشرد في مدينة نيويورك لم ينتبه إلى وجودي أحد، شعرت حينها ماذا يعنى أن تكون مشردا، فكان الناس يمرون أمامي وبجانبي وينظرون نحوي باحتقار، فقط سيدة واحدة كانت لطيفة قدمت لي بعض الطعام، وهي تجربة لن أنساها أبدا، في كثير من الأوقات ننسى النعمة التي نحن فيها، وكأنها لن تزول، إن كنا نستطيع مساعدة محتاج فلنفعل ذلك».

تجربة أخرى عاشها الممثل ليوناردو دي كابريو في إفريقيا قال بعدها: «قضيت عدة شهور في جنوب إفريقيا لتصوير فلم (blood diamond)، رأيت هناك الكثير من الأشياء ، فعندما عدت لأمريكا شعرت بمدى تفاهة الاستماع لمشاكل أصدقائي».

ببساطة هم اضطروا لخوض تجارب مريرة، واختبار مشاعر أكثر مرارة ليدركوا المعاناة التي يعيشها الكثيرون في المجتمعات الرأسمالية، أو الأشد فقرا في إفريقيا، حيث لا اهتمام بالجانب الإنساني في أجنداتهم، ولا تعاون، ولا تعاضد، لا رحمة ولا تراحم، لا اهتمام بالقلوب التي خلف الصدور، وإنما بالمكانة الاجتماعية والجيوب الممتلئة.

بالنسبة لنا كمسلمين فنحن لسنا بحاجة للنزول للشارع ومد أيدينا للناس، أو نأكل من القمامة، أو نعيش حياة التشرد ولو ساعة واحدة لندرك المعاناة التي يعيشها المحتاجون، لسنا بحاجة لأن نذهب لإفريقيا أو غيرها لنختبر شعور الجائعين والفقراء.

يكفينا فقط أن نتمعن قليلا في آيات القرآن الكريم الذي يُفترض بنا أن نقرأ فيه كل يوم، والأحاديث النبوية التي درسناها منذ الصغر والتي علمتنا قيمة الرحمة والتعاون والشعور بالآخرين وضرورة مساعدتهم دون حتى أن يطلبوا منا ذلك.

يكفينا أن ندرك المغزى الظاهري والخفي من شعائرنا التي نؤديها بشكل دائم، كالصلاة، والصوم، والحج فهي بحد ذاتها مدرسة ربانية تربينا على الصبر وتعودنا على احتمال المشقة، والتعاون والشعور بمن حولنا، خلال تأديتنا لها تتهذب أرواحنا وتشعر بشكل لا إرادي بالآخرين فتأتي تصرفاتنا وأفعالنا ترجمة تلقائية لهذا الشعور، كما أننا ندرك يقينا أننا لا نقدم إحسانا أو صدقة أو فضلا لأحد، بل هو واجب علينا، فإن قمنا بواجبنا على أكمل وجه حينها لن يعاني أحد أو يذوق مرارة الشعور بأنه نكرة لا قيمة له بهذه الحياة، لن يوجد جائع أو فقير، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة» (متفق عليه).

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال