الخميس، 25 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

53 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

doaaaaaaa

محمد المغربي - كاتب صحفي:

لعل الناظر للواقع الحياتي الإسلامي، يجد أن ثقافة تفريج الهموم، والحزن، واليأس، والقلق، قد أصابها العطب، بل الجمود أحيانا، لاسيما مع توالي نزول المصائب على المرء نتيجة ابتلاء من الله تعالى، وهو من السنن الجارية، التي يقدرها الله تعالى على عباده، والتي ينبغي للمرء التعامل معها تعاملا شرعيا صحيحا، بالرضا أولا بما قدره الله لنا، ثم الشكر عليها ثانيا، والعمل على سرعة التداوي بالأعمال الصالحة وبالاستغفار وعدم اقتراف المعاصي.. وغيرها.

في البداية، نعرض أنواع الكربات التي تصيب القلوب، فيقول العلماء إنها تنقسم إلى قسمين: كربات نفسية وكربات حسية.

أولا - كربات نفسية

أ - الهم

يقول علماء النفس إنه زيادة في التفكير المستمر في الأشياء، وكذلك التفكير المستمر في كيفية حمل أثقال المستقبل ومسؤولياته. وهو داء نفسي يدخل إلى النفس من خلال وساوس الشيطان للإنسان بعظم الأمور التي تحدث حوله وإن كانت صغيرة. ويعد الهم من الكروب التي يقع تحت وطأتها الإنسان في فترات من حياته، لاسيما إذا انشغل عن دين الله وابتعد عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأصبح عبدا لوساوس الشيطان.

لذلك فإن الحل المناسب لتفريج كربة الهم هو أن يقدم الإنسان لله عزوجل عملا صالحا خالصا، أو يعزف الإنسان عن المعاصي التي ورط نفسه في ارتكابها، ويتوب عنها، ويرجع إلى الله يستميل رحمته بقراءة القرآن وكثرة الاستغفار، لعل الله يغدق عليه من رحمته ويمن عليه بإزالة هذا الهم ويسترد عافيته وسويته.

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الخروج من الكرب الذي يحل بقلوبنا، فقال عليه الصلاة والسلام: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب».

وعلمنا أيضا الذي لا ينطق عن الهوى دعاء يقال في لحظات الهم والحزن فقال: «ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي إلا أذهب الله عزوجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا».

لذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الهم كثيرا ويحث على هذا الدعاء الذي نردده يوميا في أذكار الصباح والمساء: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال».

ب - الحزن

يقول علماء علم النفس هو ما يسمى الكآبة، ويكون في الغالب نتيجة حدث معين في الحياة أو مجموعة أحداث مثل: فقدان شخص عزيز لدينا، أو تعرضنا لخسارة مالية، أو مرض. وهو فطرة في النفس كامنة فيها إذا وجدت أسبابها، لا يستطيع أحد التخلص منه إلا بالعلاج القرآني والنبوي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»، وقبل ذلك اشتكى يعقوب، عليه السلام، حزنه إلى الله تعالى عندما فقد يوسف عليه السلام، وقال: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} (يوسف:86)، ويجب على الإنسان تجاوز هذه الكربة والتخلص منها سريعا بالرضا بما قدره الله تعالى عليه والانصياع لحكمه.

ج - القلق

عرّفه بعض علماء النفس بأنه الشعور بالتخوف من احتمال وقوع شيء غامض مكروه. وهو كربة نفسية، والمصاب بها لا يشعر بالأمان والاستقرار في نفسه ولا من حوله، بل يلازمه الاضطراب والتوتر معظم أوقاته، وهذه الكربة عادة ما تنشأ من الوساوس القهرية التي يمليها الشيطان في النفس، نتيجة رؤية مشهد غير مألوف أو حادث مرعب أو الاختلاط مع أناس تمردوا على الأخلاقيات والسلوكيات المعتادة كرفاق السوء من المقامرين والمدمنين للخمور والمخدرات وغيرها، أو تخوف من مستقبل مجهول، فينشأ لدى الإنسان نوع من التناقض الداخلي، وقد توعد إبليس بهذا: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص:82-83). فإذا علم الإنسان وقوع الكربة في نفسه وسببها، تمكن من علاج نفسه بنفسه، والتخلص منها. وقد بين الله تعالى طريقة العلاج ووصفه لنا لكي نتجنب كربة القلق، وكان هذا العلاج طاعته سبحانه وتعالى والقيام بالأعمال التي ترضيه عزوجل، والاستكثار من ذكره سبحانه وتعالى في السر والعلن، لقوله تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28)، وفي التفكر العميق في مخلوقات الله وخلق السموات والأرض، والليل والنهار وفي كل آيات الله تعالى الموجودة في هذا الكون الواسع، فهذا التفكر من أسباب إزاحة هم كربة القلق.

د - الخوف

صنفه العلماء صنفين: إيجابي، وسلبي.

فأما الإيجابي فهو الخوف من الله تعالى وعقابه وعذابه، وهو ضروري للإنسان ومطلوب منه لأنه يحقق العبودية لله تعالى، ويستقيم سلوك الإنسان به ويستقر المجتمع والأفراد، قال جل ذكره: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2).

وأما السلبي فهو الخوف من غير الله، أو الخوف المانع من فعل الطاعات، أو الخوف الجالب لفعل المعاصي، كالخوف من السحرة والدجالين.

وهناك نوع ثالث وهو الخوف الجبلي أو الطبعي الذي لا يترتب عليه فعل معصية أو ترك طاعة، كالخوف من الظلام لمن لم يعتد عليه، وهذا الخوف يكون إيجابيا إذا منع من معصية أو حث على فعل طاعة، ويكون سلبيا إذا كان على العكس من ذلك. ويعد الخوف في صورته السلبية كربة نفسية وبلاء من الله تعالى لقوله عزوجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة:155-156). ولهذا النوع من الخوف صور متعددة، كالخوف من الموت أو الخوف من الناس، أو الخوف من المرض، أو الخوف من الفقر، أو الخوف من المستقبل.

وللخروج من كربة الخوف وظلامه، يجب التوجه الصادق إلى الله، واليقين الكامل بأن الله تعالى فوق كل قوة، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:30)، وخير ما يقال في مواضع الخوف وعند نزوله هو: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران:173)، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار. وقد عالج الإسلام بعض صور هذه الكربة حتى لا يقع فيها الإنسان من خلال الشيطان، وفسر أسباب حالات الخوف، فالخوف من الموت مثلا قد بين الله تعالى حقيقة الموت التي لا مفر منها، يقول عزوجل: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} (الجمعة:8)، وأما الخوف من الناس فإن رب العزة قد أشار إلى أن الخوف الحقيقي يجب أن يكون من الله لا من غيره، يقول تعالى: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} (المائدة:44)، وكذا أنكر الإسلام الخوف من الفقر؛ لأن الخالق والرازق هو الله، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذاريات:22).

هـ - اليأس

وصفه العلماء بأنه تصور في النفس بفقدان الأمل في التخلص مما تعانيه من ظروف وأحوال، ويعد مرضا وكربة تؤثر في النفس بشكل سلبي دائما فيجعلها تتراجع إلى الوراء، وتسير خلف الركب، وهذا هو مبتغى الشيطان وقمة فرحه، والسبيل الوحيد الذي يخرج المصاب بداء اليأس أن يلجأ إلى الله تعالى بخالص الدعوات، وأحسن الأعمال، ليفرج عنه ما يعانيه، فإن الأمل في رحمة الله وفضله واجب مهما بلغ الإنسان من الذنوب والخطايا، ولا سبيل للنجاة من ذلك إلا هذا السبيل، يقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53). وجاء في الحديث القدسي الصحيح: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

ولخطورة كربة اليأس وأثره السيئ على النفس والمجتمع، جاء الدين الإسلامي بالتخلص منه ونبذه ومحاربته، وعد الذين يقطعون الأمل بالله تعالى ويقنطون من رحمته كفارا خارجين عن الملة، قال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف:87)، وقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (العنكبوت:23).

ثانيا - الكربات الحسية

وهي كثيرة، ومنها:

1- السجن

السجن مكان مخصص للمخالفين والخارجين على القانون، ولكن أحيانا يسكنه بعض المظلومين، وأيا كان سبب هذا السجن فإنه كربة تصيب الإنسان في جسده ونفسه وأهله وذويه، وليس أمام الإنسان الذي يبتلى بهذه الكربة إلا اللجوء إلى الله في الليل والنهار، وألا يقطع أمله بربه وخالقه، وأن يقدم لله سبحانه وتعالى أعمالا صالحة، ودعوات خالصة يثبت بها عبوديته لله، وأنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.

وخير مثال لهذه الكربة قصة نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت، لم يأته الفرج إلا عندما ذكر ربه بما يليق بجلاله سبحانه، واعترف بذنبه وضعفه لله تعالى، فلولا قيامه بهذا للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة، وقد ذكر الله تعالى قصة يونس في أكثر من سورة من القرآن لأخذ العبرة منها في الشدائد، وليثبت لنا الله عزوجل أن القلب الخاشع واللسان الذاكر له والجوارح القائمة في طاعة الله كفيلة بإخراج صاحبها من الكربات، قال جل ذكره: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الصافات:143-144)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له». والشواهد على أن العمل الصالح والدعاء الخالص لله تعالى تفرج عن الإنسان كربة السجن كثيرة.

إن المسلم يمكن أن يحول هذه الكربة إلى أمر إيجابي كما حولها أنبياء الله ورسله والمصلحون من بعدهم.

2- الديون

وهي كربة يصاب بها الكثير من الناس في حياتهم لظروف معينة يمرون بها، وتشتد هذه الكربة ويزداد تأثيرها عندما يعجز المدين عن سداد دينه. وإن تراكم الأموال على الإنسان وكثرة المطالبة بها من قبل الدائنين يحرجان المدين ويدخلانه في مستنقع القلق والاضطراب، وقد تؤدي هذه الحال به إلى أن يترك بلده وأهله ليفر من إلحاح الناس. والدين من الأعباء والكربات التي لا تنفك عن الإنسان حتى بعد الموت، فهو مطالب بسداد دينه حيا وميتا، فكربة الدين تلازمه في حياته وبعد مماته، فإن لم يقم بسداد دينه في حياته، فإن كربة الدين ستلازمه في الآخرة؛ لأنه حق العباد، لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من عليه الدين إلا أن يقضى دينه أو يعفو عنه الدائن ويسامحه؛ لعظم شأنه وحقه، يقول عليه الصلاة والسلام: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين». ومن أجل ذلك كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله منه في دعائه ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال». وطريق الخلاص من هذا الكرب في الدنيا والنجاة منه يوم القيامة أن يخلص الإنسان في طاعته وعبادته لله تعالى، ويبادر إلى الأعمال الصالحة والاستغفار، ويتقي الله تعالى في أموره كلها، يقول تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق:2-3)، وقال صلى الله عليه وسلم: «قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك». ولا يعني هذا ترك الأسباب، بل يجب العمل بها، فتركها عجز وتخاذل.

3- الظلم

الظلم ظلمات يوم القيامة، كما جاء في الحديث، وهو كربة وبلاء، ظهر منذ أن خلق الله الإنسان، كانت بدايته ظلم بقتله له. والظلم يأتي نتيجة لعيوب تسكن النفوس، وتوسوس لرغباتها وأهوائها، من الحسد والغرور والكبرياء، وكذلك الطمع والجشع وحب الذات وكراهية الغير.. وغيرها من الأسباب. والمؤمن إذا أصابه شيء من كربة الظلم، يجب أن يسارع إلى الله تعالى، لقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11)، فعندها يقبل الله تعالى دعوته ولا يرده خائبا، بل سيعجل له بالفرج القريب، وفي قوله صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذا إلى اليمن فقال: «اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب». وإن طال الفرج أو تأخر قليلا فلحكمة من عند الله تعالى لا يعلمها إلا هو، ربما يكون فيه خير للإنسان وذخر له يوم القيامة، وربما يجعل الله تعالى سعادة هذا الإنسان المبتلى بالظلم في تلك اللحظات التي يظلم فيها ويضطهد، لأنه سبحانه وتعالى يلقي عليه رداء السكينة والراحة النفسية، ويزيد من إيمانه.

4- الزلازل والأعاصير والكوارث

وهي إما عقوبة وعذاب للعباد على تماديهم في العصيان وانتهاك حرمات الله من الظلم والسفور والخمور والزنا، أو ابتلاء. والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلى أنها كانت للأمم السابقة نتيجة كفرهم وشركهم وظلمهم، وحربهم لأنبياء الله وقتلهم لهم، يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (هود:102). وإن صلاح الأعمال وإخلاص النيات لله تعالى من أهم ما يدفع عن الناس كربات العقوبات الإلهية، يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117). هذا إضافة إلى الاستكثار من الذكر والاستغفار والتوبة في كل وقت، ليكون الإنسان في مأمن من هذا الذي أصاب تلك الأمم؛ بسبب غفلتهم وحيادهم عن منهج الله تعالى، يقول البارئ عزوجل: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الأنفال:33).

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال