السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

138 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

optimize897kottabmedindislamistorty

د.الشافعي: التحيز والاختلاف وضعف القائمين.. أبرز سلبياته ويجب إعادة تقييمه

د.عبدالصبور: استخدام وسائل العصر ضرورة لإيصال رسالته في الداخل والخارج

د.عبدالخالق: غياب الانضباط ساهم في ظهور إعلام يستهدف الدين من داخله

د.سعيد صابر: فشل في الاستفادة من التطور التقني وأضحى مادة للسخرية

د.صبري عبدالودود: ينبغي أن يخفف الطاقة السلبية التي يعاني منها الناس

القاهرة - عبدالله شريف:

الإعلام وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، وبيان للحق وتزيينه للناس، وتفنيد للباطل وتقبيحه لديهم.. هذا ما يؤكد عليه عديد من العلماء والمختصين تواصلت معهم "الوعي الإسلامي" للحديث عن الإعلام الإسلامي.. واقعه وآماله وما يجابهه من عقبات.. وشددوا على انفراد هذا الإعلام بالانطلاق من عظمة ورُقِّي الدين الذي يمثله، وينضبط بمقاصده وأهدافه، بلا تحريف أو كذب أو مبالغة، ولا تفريط أو استهانة.. مزيد من التفاصيل في التحقيق التالي.

بداية، يقول د.حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الدعوة إلى الله ضرورة في كل وقت وحين، لقوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِۗ" [سورة آل عمران: 110]، وقوله تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [سورة النحل: 125]، وقوله أيضًا: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" [سورة إبراهيم: 14]، وهذا الآيات تفيد الإعلام والإخبار والدعوة بأسلوب منضبط.

إعادة النقط على الحروف

وأضاف د.الشافعي، الشريعة الإسلامية اشترطت في إعلام الناس بالرسالة المطلوبة الحكمة والموعظة الحسنة، ولم تحدد الوسيلة، فالدعوة واجبة بكل الوسائل المشروعة، وترك لنا الإسلام حرية الإبداع في اختيار الوسيلة التي توضح طريق الحق بدلائله، وتحذر من طرق الشر والسبل الموصلة إليه... ما يؤكد أن الإسلام دين عظيم يتسم بالرقي في مخاطبة الإنسانية كلها، وينضبط بمقاصد وأهداف الشرع، ولذلك عندما نوصله للناس عبر الوسائل المستحدثة في كل عصر يجب السير على نهج الإسلام بلا تحريف أو كذب أو مبالغة، ولا تفريط أو استهانة.

وأوضح أن على القائم على الإعلام الإسلامي أن يكون هدفه خالصًا لوجه الله، لا يبتغي بذلك أجرًا من الناس.. وحذَّر من استخدام أشكال وقوالب لا تليق بعرض الأفكار الدعوية أو القضايا الإسلامية، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدي إلى الاستهانة بالدين والشريعة، قائلا: "عرض الدين والدعوة إليه ينبغي أن يلتزم بضوابطه".

وأضاف أننا نعيش الآن في حرب على الثوابت الدينية، والإعلام الإسلامي الحالي لا يستطيع مواجهتها.. فقد اختطلت المفاهيم والمصطلحات، الأمر الذي يتطلب حملة موسعة لإعادة النقط على الحروف، وتصحيح المصطلحات والمفاهيم الإسلامية من التحريفات التي ضربتها سواء من أبناء الدين أو من غيرهم.

وأشار إلى بعض سلبيات الإعلام الإسلامي الحالي ومنها التحيز والبحث عن سبل الخلاف أكثر من سبل الاتحاد، فضلا عن ضعف المسؤولين عنه، والحرب الشرسة التي تُمارس عليه من الإعلام الآخر.

وطالب د.الشافعي وسائل الإعلام الموجودة حاليًا بإعادة تقييم وضعها واختيار جمهورها والتأثير في كثيرين ببرامج تفيد المجتمع وتنطلق من الضوابط الإسلامية المعروفة، مشيرًا إلى أن الناس يبحثون عن الصدق في زمن الكذب والتزييف، يبحثون عمن يوضح الطريق ويرشدهم إلى الأخلاق التي فقدتها كثير من مجتمعاتنا.

تطوير ودعم

بدوره، توجه د.عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر بالشكر أولا إلى مجلة "الوعي الاسلامي" مؤكدًا أنها تأتي في صدارة المجلات الإسلامية التي تبذل جهودًا كبيرة لنشر التوعية الإسلامية لجميع فئات المجتمع، مشيرًا إلى أن المجلة تقوم بمجهود محمود، لكنها لا تستطيع بمفردها مجابهة كل ما طرأ على عالمنا الإسلامي من أفكار متطرفة، ولهذا كان لزامًا علينا أن ننظر إلى شبكة الفضاء الإلكتروني والعمل على إنشاء مواقع باللغات الحية لمواجهة هذه الأفكار وحماية الشباب المسلم في كل المعمورة منها ومن كل الأفكار الهدامة.

وأضاف ضرورة تحالف مختلف أنماط الإعلام الإسلامي للتصدي لما تبثه وسائل الإعلام الأخرى خاصة على الإنترنت والتي تضم مواقع إلحادية ومواقع هابطة لا حصر لها، ومن ثم تفنيد ما تروجه من شبهات حول الإسلام.

وأضاف أنه ومن خلال المؤشرات العلمية تبين أن الإقبال على الإعلام الإلكتروني أكثر من الوسائل المطبوعة والمسموعة والمرئية، ولا يمكن إنكار دور ما تقدمه هذه الوسائل، ومن ثم ينبغي أن يسلك الإعلام الإسلامي نفس الوسائل التكنولوجية للوصول إلى الناس والتركيز على القضايا التي تهتم المسلمين في أنحاء في الداخل والخارج، وتعرض أحوالهم والواقع الذي يعيشونه وتفنيد المشكلات النابعة من نقص المعلومات الدينية، وكذا نقل واقع الأقليات الإسلامية وما يعانون منها.

وأضاف: "السؤال الصعب هنا هل يستطيع الإعلام الإسلامي أن يوفر هذه التغطيات الحية لهذه البلاد الإسلامية البعيدة؟ وهل لديه من الموارد المالية ما يكفي لتكوين شبكة مراسلين تصل لبلاد المسلمين كافة ونقل الواقع الإسلامي بصورة حقيقية".

وتابع: "لا بد من تضافر كل البلاد العربية والإسلامية لتطوير الإعلام الإسلامي مع إمكانية إنشاء مواقع إلكترونية تصل للشباب لمحاربة أفكار التطرف والمواقع الهابطة، ولهذا من المهم أيضًا إنشاء فضائيات لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتعمل على إيصال المعلومة الصحيحة لكل مسلم.

وتابع: "قد تكون هناك بعض المشكلات التي تعوق تنفيذ ذلك، لكن بالإمكان المضي قدمًا لإظهار ثمار هذه الخطط مع أهمية وجود الدعم الفني والمالي وتوفير أصحاب الخبرات والنماذج العلمية لإيصال الصورة الحقيقة عن إسلامنا المعتدل المتسامح".

انفلات

أما د.محمد عبدالخالق أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فأكد أن الإعلام العربي بشكل عام تضربه حالة من التخبط الشديد، والإعلام الإسلامي بصفة أكبر، حيث ظهر دعاة وأئمة على قدر جيد من التفقه في الدين، لكنهم في المقابل لا يفهمون الإعلام ومداخله، ومن ثم سقطوا في أخطاء شنيعة وتسببوا في ارتباك كبير الجمهور، ذلك فضلا عن الأدعياء الذين لا يفهمون شيئًا في الدين وتسلقوا الإعلام وأصبح لهم أسماء رنانة، لكن ضررهم أكبر من نفعهم، ولهم انعكاسات سلبية على الإعلام الإسلامي وعلى الدين نفسه.

وأضاف: الأمر شائك جدًا، وعلاجه يحتاج إلى البحث عن الأصل والجذور وتنقيتها، فالإعلام في الوقت الحالي يعتبر أقوى وسيلة لتوصيل الدين والدعوة إلى الله، لكننا نستخدمه بطريقة خاطئة تضر ولا تنفع، وتعين الأعداء على مهاجمة الدين.

وتابع: "الإسلام يدعم حرية الرأي والتعبير بالضوابط الأخلاقية، التي لا تؤذي القارئ أو المشاهد أو المستمع، لكننا في الواقع نجد أن أغلب البرامج الدينية قد تحولت إلى برامج لنشر الفتاوى الشاذة بغية استقطاب أكبر قدر من المشاهدين، وكذا تناول مسائل حساسة على الهواء مباشرة دون حياء أو انضباط، وبرامج أخرى تتناول أمور عقائدية دون دراية أو علم.. وهذه من البرامج التي تسيء إلى الإعلام الإسلامي ولا تنفعه.

وقال: "ابتعاد الإعلام الإسلامي المنضبط عن المشهد ساهم في ظهور إعلام ممول ومنفلت يستهدف الدين من داخله ويحرف نصوص كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وآراء المشايخ، ويضعها في صورة دعائية ورسالة مباشرة تأسر عقول وقلوب الشباب".

ودعا د.عبدالخالق إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون وتنسيق قوي بين وسائل الإعلام الإسلامية عبر العالم، قائلا: "الرسالة واحدة.. والهدف واحد.. فهل يمكننا أن نحيد خلافاتنا ونتعاون لإنقاذ أمتنا مما يحدق بها من أخطار؟.. حينها يمكننا أن نتحدث عن كل شيء بدقة وأن نساعد في بناء المجتمع ونحسن صورة أئمتنا ودعاتنا ونوصل الرسالة المستهدفة".

فشل

من جانبه، قال د.سعيد صابر، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، إن الدعوة إلى الإسلام قديمًا كانت تتم عبر الاتصال الشخصي والأحاديث الجانبية وخلال رحلات التجارة، تطورت بعدها حينما بُنيت المساجد، ثم المراكز ودور العلم وحلقات تحفيظ كتاب الله عز وجل والفقه، ورغم هشاشة الصورة التي قد تخطر في بالنا إلا أنها كانت قوية جدًا، وساهمت في انتقال الدعوة بسلاسة لأنها كانت تتسم بالصدق، ولأن الاتصال المباشر كان ـ ولا زال ـ من أقوى أنواع الاتصال تأثيرًا.

وأضاف أن المنابر لعبت دورًا كبيرًا في خلق الإعلام الإسلامي، الذي يعاني من نكسة في العصر الحالي، على الرغم من الانتشار الهائل في وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي والذي لم يستطع الإعلام الإسلامي الاستفادة منها كما ينبغي، بل نجد أن وسائل الدعوة على وسائل الإعلام الحديث أصبحت مادة للسخرية، لضعف الصورة التي تقدم من خلاله.

وتابع: "التقنيات الحديثة لها فوائد مذهلة لكننا لا نستخدمها بصورتها الأمثل، لأن غرض بعض الدعاة أصبح الربح عن توصيل الرسالة (الهدف الأسمى)، فضلا عن ارتقاء دعاة للإعلام لا يمتلكون القدرة ولا العلم على التواصل والاتصال".

وأشار إلى أن الفترة الحالية تحتاج إلى إعلام إسلامي قوي بصورة كبيرة جدًا، لاسيما في ظل التعرض لهجمات إعلامية مركزة تضرب في جذور الأفكار والثقافة والدين، فتارة يسبون البخاري ويقللون من شأنه وتارة في صلاح الدين الأيوبي، وتارة في القرآن أو السنة، وهذا من أبناء الداخل، فماذا عن الهجمات الخارجية التي تساوي بين الإرهاب والعرب والمسلمين.

وأضاف د.صابر: "لا يقتصر دور الإعلام على الوقوف حاجزًا ضد أعداء الدين، بل عليه أيضًا مسؤوليات اجتماعية وسياسية واقتصادية، فالدين في كل شيء له أصل وجذور، وعلى القائمين على وسائل إعلام تستمد اتجاهها من الدين أن تدرس الجمهور جيدًا، وأن تحدد أهدافها وأن تبتعد عن الصراعات الضيقة، وأن تصقل خبرات القائمين عليه، واختيار وجوه جديدة بعيدًا عن دعاة الفضائيات الذين استولوا على الشاشات ليل نهار وفقدوا مصداقيتهم".

وشدد على ضرورة استعادة الثقة في الإعلام الإسلامي وتعميق دوره في المجتمع، مشيرًا إلى أن مهمة الإعلام تتجاوز تعليم الناس أمور دينهم وتثقيفهم بل عليها أن تزرع فيهم الأمل بلا شطط ولا غلو، وعلى الإعلام الإسلاي أن يخرج من دائرة التلقين والتحفيظ والتنظير إلى الإبداع والتفكير والعمل.

تخفيف الطاقة السلبية

وأخيرًا، يشير د.صبري عبدالودود أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إلى أن عديد من الإحصائيات تثبت أن العرب يبحثون على مواقع الإنترنت وشاشات التلفزيون عن الموضعات الترفيهية، لأنهم يعانون من أعراض اكتئاب واضطرابات نفسية شديدة، بسبب الأزمات والحروب في كثير من دولهم، مشيرًا إلى أن كل هذه العوارض تحتاج إلى إعلام ديني روحاني منضبط، يخفف الطاقة السلبية المختزنة داخلهم، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا، لأن أغلب توجهات الإعلام الإسلامي حاليًا ـ لاسيما الفضائي ـ غير منضبط بأخلاق الإسلام وتعاليمه، الأمر الذي يزيد من حدة الانهيار.

وأضاف أن متابعة وسيلة إعلام لمدة ساعة واحدة يوميًا تؤثر على الحالة النفسية، ولدينا الآن أغلب العرب يتابعون الوسائل لأكثر من 15 ساعة يوميًا، مشيرًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي زادت في حالة الاكتئاب لما تعرضه من مشاهد قاسية وأمور تافهة لا تنفع العقل والروح بل تدمرهما".

وتابع: "لا يستطيع أي إنسان الاستغناء عن الإعلام، لكن لا بد من تنقية ما يعرضه، وهنا يأتي دور الإعلام الإسلامي، ولا يقتصر الأمر على قناة إسلامية أو دينية بل لا بد من أن يكون هناك برامج موجهة تخترق جميع القنوات، وتحث على الخير بطرق إبداعية، وتخفف عن النفسية ما تتعرض له يوميًا.. وبالطبع يمكن للصحافة المطبوعة أن تقوم بدور مشابه خاصة أن لها جمهورها.

وأضاف أن نحو10% من مجموع العالم العربي والإسلامي يتابعون القنوات الدينية المتخصصة و40% يتابعون البرامج التي تتعلق بأمور تعليمية وثقافية، لذا علينا استغلال هذه المساحة في خلق إعلام إسلامي هادف يؤثر في المشاهدين بصورة إيجابية، ويصحح لديهم المفاهيم المغلوطة.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال