الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

393 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

g y 8

يوسف بن شرفي – كاتب مغربي:

لم نعد نتذكر الدافع الذي جعلنا نخوض غمار البحث في الحجاج، على الرغم من قصر المدة التي بدأنا بها الاشتغال على موضوع هذا البحث، وبين كتابة هذه الأسطر؛ إذ كل ما نتذكره أننا ما إن استهللنا الاشتغال على هذا الموضوع، حتى استيقنا أنا نبحث في موضوع يتوافق و تركيبتنا النفسية، فزادنا ذلك يقينا بأن اختيارنا للموضوع - عن وعي أو بدون وعي - لم يكن هباء منثورا.

لقد أحدث القرآن في حياة العرب والمسلمين، بوصفه نظاما مفهوميا جديدا أعاد صياغة المفاهيم السابقة، وأضاف إليها مفاهيم جديدة، أحدث إصلاحا في سيرورة التاريخ، ولم يكن ليحدث هذا الأمر لو لم يكن الحجة البالغة {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} (الأنعام:149).

إن هذه الحجة البالغة لم تتشكل عشوائيا، وإنما تشكلت عبر مجموع القصص القرآني الذي حاج به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم المشركين وأهل الكتاب، وكذلك عبر دعوة القرآن الإنسان إلى إعمال العقل والتدبر، ولا يكون إعمال العقل إلا بالاستدلال ومعلوم أن عملية الاستدلال هي من صميم فعل الحجاج، وعليه يكون القرآن العظيم قد اشتمل على جميع أنواع البراهين والأدلة.

من هذا المنطلق، سيكون هذا البحث منصبا على دراسة إبراهيم في القرآن، وقد اخترنا هذا التعبير - وليس الحجاج في القرآن أو غيره من التعابير -؛ لأننا ندرس خطابا خاصا ضمن خطاب عام، ونقصد بالخطاب الخاص: خطاب إبراهيم عليه السلام، بينما نقصد بالخطاب العام: النص القرآني بشموليته، كما أننا نسلم بأن القرآن كله حجاج؛ كونه حجة، وليس الحجاج فيه جزءًا وإنما هو فيه نسق كلي.

تتجه الدراسة أساسا نحو الكشف عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في القرآن، الذي نجد حاله وأحواله معروضة في القرآن ضمن ما سمي لدى المفسرين بالقصص القرآني، وهو ينقسم إلى قسمين:

1- قصص نزل به القرآن؛ لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (يوسف:3)، وهي كذلك لإعجاز العالمين إنبائيا، وتاريخيا، فالإعجاز الإنبائي: «هو الإخبار بالعديد من الأحداث والحقائق الغيبية غيبة مطلقة، ومن الوقائع التي تمت فيما قبل التاريخ - أي: عشرة آلاف سنة - كما يشمل الإنباء بأحداث قبل وقوعها، وجاء وقوعها مطابقا لإنباء القرآن الكريم بها، أو لم تقع بعد ولا زلنا ننتظر وقوعها»، في حين أن الإعجاز التاريخي الذي يندرج ضمنه قصص إبراهيم عليه السلام هو: «استعراض عدد من المواقف التاريخية الهامة في سير عدد من أنبياء الله ورسله، وفي تفاعل أممهم معهم سلبا وإيجابا، وسير عدد من الصالحين، وعدد من الطالحين من بني آدم - رجالا ونساء -.

ويتضح وجه الإعجاز هنا بمقارنة القصص القرآني مع ما جاء في التراث الإنساني الموجود بأيدي الناس اليوم، ومع ما أثبتته الكشوف الأثرية والتاريخية المتعددة».

2- قصص نزل من أجله القرآن: وهي الأحداث والوقائع التي جاء القرآن الكريم ليعطي فيها العبرة، ويكشف سر أصحابها من براءة، أو خيانة، أو صدق، أو كذب.

فواضح إذن من التقسيم أن قصة إبراهيم عليه السلام مندرجة ضمن النوع الأول، وهو القصص الذي نزل به القرآن، ويصنف بعض العلماء قصة إبراهيم عليه السلام ضمن الإعجاز التاريخي، لا الإنبائي، على اعتبار أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في حدود التاريخ المدوّن، والمحدد بعشرة آلاف سنة مضت.

وقد يتخيل بعض الناس أن شيئا من التكرار قد وقع عند إيراد القصة الواحدة، أو الموقف الواحد منها، في أكثر من موضع من كتاب الله، ولكن الحقيقة البينة أنه ما أعيدت الإشارة إلى القصة إلى إحدى حلقاتها إلا وكان هناك رسالة جديدة تؤديها، ومن هنا تنتفي شبهة التكرار في القرآن الكريم.

وانطلاقا من ذلك فإن المناسبة الموضوعية للسور القرآنية هي التي تحدد القدر الذي يعرض من القصة في كل موضع من كتاب الله، كما تحدد طريقة العرض، وأسلوب الأداء وخصائصه.

وقد ظهرت على إبراهيم استقامة الفطرة، مع الذكاء والنبوغ منذ صغره، فاستنكر عبادة قومه للأصنام والأوثان، أو للشمس، أو القمر، أو النجوم، أو الكواكب، كما استنكر خضوعهم الذليل للنمرود. وانطلاقا من ذلك بدأ إبراهيم متأملا في ذاته، وفي الكون من حوله، حتى تعرّف على خالقه بالفطرة السوية التي وهبه الله تعالى إياها، والتي أكدها ربنا تبارك وتعالى بقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ} (الأنبياء:51). ومما جاء في تفسير آية {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (الأنعام:75): «كنا نريه المرة بعد المرة ملكوت السماوات والأرض على هذه الطريقة التي يعرف بها الحق»، وهو ما يتوافق مع الرشد الذي أوتيه إبراهيم، «فهي رؤية بصرية، تتبعها رؤية البصيرة العقلية، وإنما قال: {نُرِي} دون أريناه؛ لاستحضار صورة الحال الماضية التي كانت تتجدد وتتكرر بتجدد رؤية آياته تعالى في ذلك الملكوت»، ما يؤكد أن إبراهيم كان دائم التدبر والاستدلال، وهو نفس ما ذهب إليه صاحب الكشاف في تفسير الآية السابقة حين قال: «ونوفقه لمعرفتها ونرشده بما شرحنا صدره وسددنا نظره وهديناه لطريق الاستدلال».

وقال صاحب تفسير المنار في تعليل بصيرة إبراهيم العقلية في قوله تعالى: {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} «واليقين في اللغة: الاعتقاد الجازم المبني على الأمارات، والدلائل، والاستنباط ...، وأما ما يترتب على ذلك من الاهتداء إلى وجه الحجة والاستدلال...، فرأى كوكبا عظيما ممتازا على سائر الكواكب بإشراقه وجذب النظر إليه...، فماذا قال لما رآه؟ قال: هذا ربي، أي: مولاي ومدبر أمري، قيل: إنه قال ذلك في مقام النظر والاستدلال لنفسه، وقيل: في مقام المناظرة والحجاج لقومه».

وإذا كان الحجاج يقوم على جمع الحجج لإثبات رأي، أو إبطاله، والمحاجة طريقة التقديم والإفادة منها، فإن إبراهيم عليه السلام قد أصاب الحجاج، بحيث جمع الحجج في استدلاله كما أخبر عنه القرآن، لما كان ناظرا، وقدم الحجج التي جمعها، وأفاد منها ليثبت معتقدا، ويبطل آخر لما كان مناظرا.

وقد أخبر القرآن حكاية عن إبراهيم عليه السلام أنه قارعهم بالحجة والدليل: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (الأنبياء:63-67)، ولما لم يجدوا ردا على حجة إبراهيم المنطقية لجؤوا إلى محاولة البطش والتنكيل به، {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (الأنبياء:68)، وهذه إشارة تؤكد ما ذهب إليه الدكتور عبد الله صولة في كون الحجاج هو البديل عن العنف، فعدم استطاعة قوم إبراهيم عليه السلام رد حجته بحجة أخرى، جعلهم يحصرون الحل في العنف الذي كان هو إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار.

لقد سجل القرآن الكريم لإبراهيم عليه السلام عددا من المواقف الكبرى سنذكر منها ما له علاقة مباشرة مع موضوع البحث، وهو الحجاج والتي يمكن إيجازها فيما يلي:

1- استنكار إبراهيم عليه السلام لعبادة أبيه وقومه الأصنام، وقيامه بتحطيم تلك الأصنام، ومحاكمته على ذلك، والحكم عليه بالحرق حيًا، وتنجية الله تعالى له من النيران (الأنبياء:51ــ73)، (الشعراء:69ــ89)، (الصافات:83ــ 113)، (العنكبوت:16ــ26).

2- واقعة تعرف إبراهيم على خالقه من خلال التأمل في الكون (الأنعام:74ــ90).

3- واقعة الحوار بين إبراهيم عليه السلام وأبيه (الأنعام:74ــ87)، (مريم:41ــ50)، (الأنبياء:51ــ73)، (الشعراء:69ــ89).

4- إيتاء إبراهيم النبوة، واستغفاره عليه السلام لأبيه (البقرة:124ــ130)، (آل عمران:33)، (مريم:41ــ48)، ثم تبرؤه منه، قال تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} (التوبة:114).

5- حوار إبراهيم عليه السلام مع الملك الكافر مدعي الربوبية (البقرة:258).

6- طلب إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى (البقرة:260).

أشار المفسرون إلى استدلال إبراهيم من خلال ما قص عنه القرآن الكريم {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَإِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام: 76-79)، إذ منهم من قال: «إن كلامه ذلك كان نظرا واستدلالا في نفسه؛ لقوله: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي}، فإنه يشعر بأنه يطلب هداية بصيغة الاستقبال، أي لأجل أداة الشرط، وليس هذا بمتعين؛ لأنه قد يقوله لتنبيه قومه إلى أن لهم ربا بيده الهداية، فيكون كلامه مستعملا في التعريض».

على أنه قد يكون أيضا مرادا به الدوام على الهداية، والزيادة فيها، وقد يكون أراد الهداية إلى إقامة الحجة حتى لا يتغلب عليه قومه.

وجاء بالآفلين بصيغة جمع الذكور العقلاء المختص بالعقلاء بناء على اعتقاد قومه أن الكواكب عاقلة متصرفة في الأكوان، ولا يكون الموجود معبودا إلا وهو عالم. ووجه الاستدلال بالأقوال على عدم استحقاق الإلهية أن الأفول مغيب وابتعاد عن الناس، وشأن الإله أن يكون دائم المراقبة لتدبير عباده، فلما أفل النجم كان في حالة أفوله محجوبا عن الاطلاع على الناس، وقد بنى هذا الاستدلال على ما هو شائع عند القوم من كون أفول النجم مغيبا عن هذا العالم، يعني أن ما يغيب لا يستحق أن يتخذ إلها؛ لأنه لا يغني عن عباده فيما يحتاجونه حين مغيبه.

وليس الاستدلال منظورا فيه إلى التغير؛ لأن قومه لم يكونوا يعلمون الملازمة بين التغير وانتفاء صفة الإلهية، ولأن الأفول ليس بتغير في ذات الكوكب، بل هو عرض للأبصار المشاهدة له، أما الكوكب فهو باق في فلكه ونظامه يغيب ويعود إلى الظهور، وقوم إبراهيم يعلمون ذلك فلا يكون ذلك مقنعا لهم.

ولأجل ذلك احتج بحالة الأفول دون حالة البزوغ، فإن البزوغ وإن كان طرأ بعد أفول لكن الأفول السابق غير مشاهد لهم، فكان الأفول أخصر في الاحتجاج من أن يقول: إن هذا البازغ كان من قبل آفلًا.

يتضح من أقوال المفسرين أن الخطاب القرآني صوّر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأنه دائم الحجاج في دعوته، والاستدلال مع نفسه، ومتفكرا في ملكوت ربه، معملا للعقل في كل حاله وأحواله، يقرأ الحجج والأدلة من حوله ويعرف الإفادة منها، حتى إنه عليه الصلاة والسلام بعد الفراغ من معرفة المبدأ اشتغل بمعرفة المعاد قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} (البقرة:260)، ثم لما فرغ من التعلم اشتغل بالتعليم والمحاجة، تارة مع أبيه: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ} (مريم:42)، وتارة مع قومه: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (الأنبياء:52)، وأخرى مع ملك زمانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ} (البقرة:258).

وصفوة القول: إن المتدبر في نماذج الدعاة - وهم الأنبياء - يلاحظ أن هناك منطقا في الدعوة إلى الله، ومنطقا في اختيار الألفاظ واستعمال اللغة بشكل يوافق طبيعة المخاطب، ومَرَدُّ هذه الإشارة، لكوننا ننظر للقصص القرآني على اعتبار أنه مجرد خبر من الغيب للاستئناس، أو في أقصى الحالات، نتجه لتفسير هذا القصص، لكننا لا ننظر ونتدبر في منطق الخطاب، خطاب الآيات، وبالتبع، خطاب الدعاة - الأنبياء - فيها، ولعل الحاجة اليوم، أشد ما تكون إلى استفادة الأمة من الكيفية التي كان عليها الأنبياء في الدعوة، تمثلا للدين، واستدلالا، وحجاجا مع أقوامهم، لعل المتبصر في ذلك ينطبق عليه قول الله: {قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ} (الأنعام:104).

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال