الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

9N189828 1

مياسة النخلاني - كاتبة يمنية:

إذا أردت أن تتعرف على أمة وتعرف مدى تقدمها أو تخلفها عن ركاب الحضارات فانظر إلى شبابها، لأنهم المرآة التي ينعكس على وجهها المصقول قيم وثقافة وإنجازات هذه الأمة على أرض الواقع، فهؤلاء الشباب هم مقياس التقدم والثروة الحقيقة لهذه الأمة، فإن أحسنت استغلالها بالشكل الأمثل ستصبح أمة ناجحة، وإن رأيت شباب ضائع، تائه، تتجاذبه مغريات الحياة الظاهرية، ويلهث وراء اللهو واللعب تاركًا العمل والإنجاز فهذا يعني أننا أمام أمة تجهل مكامن قوتها وتبعثر ثروتها الحقيقة في مهب الرياح.

ما لا يخفى على أحد أن مرحلة الشباب تعتبر مرحلة فاصلة في حياة الإنسان؛ فإما أن تأخذه إلى مراتب عالية من النضوج الفكري والتطور وتفتح له آفاقًا ممتدة من الإنجاز والعمل والبناء، أو تأخذه إلى مراتب دونية فكريًا وماديًا ومعنويًا! ليصبح لا شيء في حياته وحياة من حوله.

"الشباب" هي مرحلة الخروج من الاعتمادية على الأسرة، إلى الاعتماد على الذات والانطلاق نحو الاستقلالية التامة، ومن ثم الأخذ بزمام القيادة، دفع عجلة المجتمع إما إلى الأمام أو إلى الخلف.

إلا أن مرحلة الشباب تتشكل وفقاً للمراحل التي تسبقها "الطفولة والمراهقة" فإن كانت الطفولة والمراهقة زاخرة بالتربية والتوجيه الصحيحين، وبالتعليم المثمر الذي يفجر ينابيع الإبداع الكامنة، لا مجرد الحشو والحفظ، فلابد وأن تتمخض عملية الانتقال هذه عن قوة دافعة وعقول مفكرة تكفل للمجتمع المنافسة على المراكز المتقدمة في ركاب الحضارات والتقدم، وأن يكون مُصدرًا لكل جديد لا مستوردًا له، يجيد الابتكار والتصنيع وليس فقط الاستخدام.

وعليه فإن الشباب باختصار هم نتاج المجتمع الذي تربى بين جنباته، وتشرب قيمه. فالمجتمع بكل مكوناته وأطيافه يشارك بتشكيل شخصية وعقلية الشاب، ابتداءً من البيت ومرورًا بالمدرسة والمراكز الاجتماعية والثقافية والرياضية وأخيرًا الجامعة، وبعدها يغادر الشاب مقاعد الدراسة والاستماع ليأخذ مكانه في مقاعد البناء والعطاء والبذل، فإن نجحت المرحلة السابقة بتشكيل شخصية إيجابية سيكون لدينا قادة ومفكرين ومبدعين. وإن كانت مرحلة التعليم والتربية سلبية فلن يحصل المجتمع سوى على هم إضافي، أفراد لا يتقنون شيء سوى التلقي ويتهربون من المسئولية كلما أمكن ذلك.

نتيجة بحث الصور عن شباب مسلم

- الأسرة:

تلعب الأسرة ( الوالدان) دورًا أساسيًا وجوهريًا في تشكيل شخصية الشاب، فأن تنجب أطفالا شيء وأن تربي جيلا جديدًا على قدر عال من المسئولية والإبداع شيء آخر، فإن تربى الطفل على القيم العالية والمبادئ الدينية الصحيحة منذ نعومة أظافره، سيكبر ليكون شابًا يحترم ذاته ويحترم الجميع حوله، واحترام الذات يعني أن يقدرها ويعززها بسلاح العلم ليخرج أفضل ما فيها، ليحيا ويساعد من حوله ليعيشوا حياة كريمة.

أن يتعلم الاعتماد على نفسه منذ الصغر وفي الأمور الصغيرة، في المأكل والمشرب والملبس، فتُلغى عبارة "لا يزال صغيرًا" من قائمة العبارات، فالصغير سيكبر غدًا، ومن شب على شيء شاب عليه، فإن تعود الطفل على الاعتماد على نفسه في مشاكله الصغيرة، سيغدو شابًا يُعتمد عليه ولا يعتمد على الآخرين، سينبري ليحل المشاكل التي تطرأ في حياته، ولن يستجدي العون ممن هم أكبر منه، سيتعلم تحمل المسئولية ولن يخشى استلام دفة القيادة، سيمسك بها ويقود السفينة إلى بر الأمان.

2- المدرسة:

يغادر الطفل البيت صغيرًا ويلحق بركاب التعليم، المدرسة هي القلم الثاني الذي يبدأ بخط وتشكيل ما سيكون عليه الشاب غدًا.

ما لا يخفى على أحد أن نظام التعليم في مجتمعاتنا العربية يعاني بشدة، فالمدارس بنظامها الحالي تُعلِّم ولا تنمي، يُقتل الإبداع لدى الطفل بمجرد أن يلتحق بالمدرسة، فعقله الذي كان يفكر دون قيود، أصبح عليه أن يحفظ دون حاجة للفهم أحيانًا.

أسلوب التلقين والحشو لا يجدي نفعًا سوى للحصول على شهادة. والشباب لا يحتاجون شهادات بقدر ما هم بحاجة لمن يحفِّز نقاط القوة فيهم، ليبدعوا كلٌ في المجال الذي يحبه، لا المجال المفروض عليه.

ينبغي أن نتعلم من تجارب المجتمعات المتقدمة في مجال التعليم، فتقدمهم أساسه المدرسة، لأنها هي من زودت المجتمعات بتلك العقول النيِّرة، أخرجت مبدعين لا متعلمين، فاعلين لا متفاعلين ، ومبتكرين لا مقلدين، لذا أصحبت أمم متقدمه تنافس في كل المجالات.

3- الحكومة :

إلى جانب المنزل والمدرسة تلعب الحكومات دورًا أساسيًا بتوجيه واستثمار طاقات الشباب، فالمدارس والجامعات لوحدها لا تكفي، ماذا عن الأوقات التي يتم تمضيتها خارج المدرسة، ماذا عن الإجازات الصيفية؟!

شهور وأيام وساعات كثيرة تُهدر ومعها تُهدر فرصًا ثمنية من شأنها أن تضيف شيئًا ذا قيمة إلى عقول الشباب؛ على الحكومات أن تسهم باستثمار هذه الأوقات من خلال إنشاء مؤسسات تسير جنبًا إلى جنب بجانب المدارس ؛ نوادٍ ثقافية ورياضية، مراكز صيفية إبداعية، مخيمات شبابية تسير وفق خطط مدروسة.

بالطبع هذه المؤسسات موجودة في أغلب مجتمعاتنا، لكنها ليست بالحضور المطلوب، جهود فردية مشتته، تستهدف فئات محدودة، ونشاطاتها محدودة .

على الحكومات أن تهتم بالمؤسسات الموجودة وتنشئ المزيد، تتابع الأنشطة وتزودها بالخبرات والكفاءات المطلوبة.

كما يفترض أن يتم التنسيق بين هذه المؤسسات والمدارس بحيث تكون العملية التعليمية بالشراكة بينهما، فتسير العملية التعليمية والإبداعية بخطوط متوازية وتكميلية، بحيث يجد الجميع فرصتهم للتعلم والتطور.

لا ينتهي دور الحكومة عند هذا الحد فما أن يكمل الشباب مرحلة التعليم، ليلتحق بركاب العمل، يكون متقدًا بالحماسة والرغبة لتنفيذ كل الأحلام والطموحات التي راودت عقله منذ سنوات طويلة، يرغب بتحقيقها على أرض الواقع!!

بالطبع لابد وأن يعمل، إن لم يجد فرصة للعمل في المجال الذي يحبه ويبدع فيه، فستضيع كل الجهود التي بذلها الجميع لأجله، والسنوات التي قضاها هو بالتعلم والاكتساب.

فلابد وأن تعمل الحكومة على استيعاب كل الطاقات المتقدة، لا بفرص عمل فقط وإنما بخلق فرص للإبداع والابتكار، مجالات عمل متنوعة، تمويل مشاريع خاصة، تنويع سوق العمل أمام الخريجين، تشجيع المشاريع الصغيرة... الخ.

أخيرًا، إن تكاتف الجميع وتحملوا مسئوليتهم المشتركة تجاه الشباب فلابد وأن تثمر الجهود ليردوا الجميل إلى أسرهم ومدارسهم وأمتهم بالعمل الجاد والإنجاز المتميز والهمة العالية التي ترفع قدر الأمة وتُعلي شأنها بين الأمم.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال