السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

d982d8b1d8a7d8a1d8a9 d8a7d984d982d8b1d8a2d986

د.عمارة: إخراجهم من بوتقة الجهل ورتابة التعليم إلى العلم والعمل والاجتهاد

د.داوود: إحياء لغتهم العربية وهويتهم الإسلامية وتبني برامج هادفة

د.الشرقاوي: تغيير سياسة التعليم وإنقاذهم من المخدرات الفكرية والطبيعية

د.عبدالعزيز: إكسابهم ثقافة حفظ النفس.. فلا إيذاء للغير ولا إيذاء للنفس

القاهرة - عبدالله شريف:

علموهم، أحسنوا تنشئتهم، اتركوا لهم حرية الاختيار والإبداع، أطلقوا مواهبهم، اخرجوهم من بوتقة الجهل ورتابة التعليم إلى حياة أكثر علمًا وعملًا واجتهادًا، أعيدوهم إلى هويتهم الإسلامية العربية، وفِّروا لهم برامج هادفة تنقل خبرة الغرب في مختلف المجالات النافعة، احموهم من أمراض التكنولوجيا الحديثة كنوبات القلق والتوتر والانفصال المجتمعي.. كانت هذه بعض الرسائل التي وجهها علماء التقت بهم "الوعي الإسلامي" لتعظيم الاستفادة من الشباب باعتبارهم ثروة الأمة وكنزها الثمين.. وشددوا على ضرورة اغتنام تلك الفترة من العمر عملاً بحديث رسول الله : "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".

"شباب اليوم يعيشون حالة من اليأس والتخبط والارتباك، ويواجهون ظروفًا صعبة وأوضاعًا سيئة".. بهذه الكلمات القاسية وصف المفكر الإسلامي د.محمد عمارة حال شباب اليوم، مؤكدًا أنهم يتوقون لحرية القرار، فلا يصح أبدًا أن نسلبها منهم، لأننا بذلك نقتل طموحاتهم ونشجعهم على الانحراف والتعصب والتطرف.

حرروهم من العبودية

وأضاف د.عمارة أن الحرية من كل عبودية سوى الله هي مفتاح الإسلام، حيث رفع قيمتها من مستوى الحق إلى التكليف الإلهي، وساوى بينها والحياة، ودونها يكون الموت، وإن علة كون كفارة القتل الخطأ هي تحرير رقبة أن القاتل قد أخرج إنسانًا من عداد الأحياء إلى الأموات، فالكفارة أن يخرج إنسانًا من عداد الأموات والأرِقَّاء إلى الأحياء، لأن الرق موت والحرية حياة.

وتابع: علينا إعطاء الأمل للشباب وبث الثقة المستمدة من حسن الظن بالله في نفوسهم، وعلينا أولا إكسابهم أسس ومفاهيم الدين الصحيح، وعدم الاستهانة بالمنهج الوسطي الذي حوله صغار العلماء والمهوسين والملاحدة إلى سخرية، ولا يعلمون أنه اختيار إلهي يحقق التوازن الذي يجمع عناصر الحق والعدل دون غلو، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة/143.

وأشار د.عمارة إلى أن: "الظروف الاجتماعية التي يواجهها النشء العربي قاسية ومدمرة للعقل والفكر والإنسانية، لذا علينا الخروج بهم من بوتقة الجهل ورتابة التعليم إلى حياة أكثر علمًا وعملًا واجتهادًا، تبدأ بإصلاح المسارات التي تؤدي إلى شاب مسلم حقيقي قائد للأمة، المهمة ثقيلة وعلينا أن يكون لدينا إيمان بالوصول إلى ذلك حتى يحقق الله ما نتمنى".

واختتم قائلا: لا أوجه حديثي الآن إلى الشباب لكن إلى الآباء، أنصحهم بأن يكوِّنوا أسرًا إسلامية حقيقية معتدلة، بهذه الأسر تُبنى الأمم، وإذا نظرنا إلى الحضارات المستقرة لوجدنا أساسها الاهتمام بتكوين الأسرة وتنشئة الأطفال، وكتبت من قبل إن سياج الأسرة أقوى من حدود الأوطان، وإن اخترق العدو الحدود الوطنية فلن يستطيع اختراق الأسر المنضبطة المعتدلة، المبنية على الإسلام الذي يضبط الحياة ووحده أسرة أكبر من الأسرة الاجتماعية، ونتعلم من صحابة رسول الله ، الذين تركوا عاداتهم وتقاليهم الجاهلية التي تعودوا عليها منذ ولادتهم وقطعوا الروابط التي تربطهم بالمشركين وغيروا أسماءهم من أجل الأسرة الأكبر، الأمة الواحدة، كأنما رمزوا بذلك إلى ولادة جديدة في عالم جديد".

وأضاف: "اتركوا للشباب الحرية في الاختيار في الإبداع، في قول الحق، في إطلاق مواهبهم، علموهم القراءة والكتابة المستمرة فهما أساس التطوير".

مستقبل الأمة وثروتها

بدوره، أكد د.محمد داوود، أستاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بكلية الآداب، جامعة قناة السويس، أن الشباب الآن يفتقد إلى الهوية، ولتطويره لا بد أن يرجع إلى هويته الإسلامية العربية دون تقليد أو اغتراب، والاهتمام باللغة العربية من أهم أعمدة الهوية، فبها نزل القرآن على رسول الله محمد ، وهي أصل العرب ومفتاح العقل، وعودة الشباب إلى اللغة هو بداية التطوير الحقيقي، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، وقال: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

وأضاف: "فقد الشباب لغتهم هو فقدان لهويتهم العربية المنضبطة التي تتمسك بالأخلاقيات والأصالة، والتي سادات العالم بالعلم والابتكار.. ونجد في الوقت الحالي أن الشباب تعلق قلبه بالغرب فيبحث عن الاغتراب والهجرة، زيادة على الاغتراب النفسي الذي ينشأ فيه من الأسرة والمجتمع، وأساليب التربية الخاطئة التي تعودوا عليها، فنجد الأمراض النفسية والانطوائية وفقدان الثقة في النفس وكره الوطن والعلماء وغياب روح المبادرة والعمل الجماعي والعجز والنقص والإحباط خالٍ من الروح المبدعة والشخصية المبتكرة".

وتابع: "على الآباء أن يسمعوا لأبنائهم ويعلموا أن الصراع الذي بدأ منذ الألفية الجديدة، بين العادات والتقاليد والانفتاح هو تطور طبيعي بعد انتشار وسائل الإعلام، وتقليل المسافات بين الدول".

وشدد د.داوود على أن: "الشباب هم مستقبل الأمة وثروتها، ولكي نحافظ عليهم ونطورهم وتستفيد الأمة منهم علينا أولا تعليمهم اللغة العربية، وتنشئتهم تنشئة سليمة على المفاهيم العربية الأصيلة وعدم الاستهانة بأي من أمور الدين واللغة، والوجود في مناطق وجودهم على الإنترنت ووسائل الاتصال المختلفة من خلال برامج تحمل أفكارًا مبدعة، مع ضرورة الحفاظ عليهم من تغير اللسان وتداخل اللغات وهي الطريقة الغربية لتدمير الهوية، كما أقترح إيجاد برامج هادفة تنقل خبرة الغرب في المجالات المفيدة دون غيرها.

تغيير سياسة التعليم

من جانبه، قال د.فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس ورئيس وحدة الرأي العام بجامعة عين شمس: "للأسف أهملنا الأطفال في المدارس وأمام التليفزيون وفي الشوارع، فخرج جيل يحمل من الاضطرابات النفسية والعقد الشخصية والفكرية ما قد يؤدي إلى انهيار أمة بأكملها".

وأضاف: "الشباب وقع في فخ تقليد الغرب وهو مرض يؤثر في الشاب ويجعله يغيِّر أفكاره وسلوكه حتى يكون مقبولا في المجتمع، وهي ظاهرة مدمرة، فقد يقبل ما هو مخالف لدينه أو وطنه حتى يرضي الغرب، فضلا عن فخ الانحراف النفسي والفكري والبعد عن المنهج الوسطي إلى التطرف والعنف، وكذا السقوط في فخ الدعايات الغربية الساقطة والأفلام الهابطة التي تدمر الأجيال".

وتابع: "لا بد من علاج نفسي ومجتمعي وتهيئة الأرض أمام الشباب والبدء بإجراءات صارمة منذ الطفولة تبدأ بفحص المناهج وتغيير سياسة التعليم لعدم الوصول إلى مثل هذه النقطة. أما الشباب فعلينا الإكثار من منافذ تجديد الخطاب الوسطى، والمراكز الاجتماعية والنفسية الداعمة لإنقاذهم من المخدرات الفكرية والطبيعية".

وقال: "لا بد أيضًا أن تقوم الجهات المسؤولة بإقرار العدالة الاجتماعية ومواجهة الفروق الشاسعة التي تزيد بين الطبقات، فضلا عن ضبط الأفكار غير السوية التي تنشر في المجتمعات من خلال الحملات الاجتماعية، وتكون متابعة للأفكار التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تترك مهملة".

وتابع: "لا بد من حماية الشباب من الأمراض التي تسببها التكنولوجيا الحديثة ومنها نوبات القلق والتوتر فضلا عن الانفصال عن المجتمع، الأوهام واختلاق الوقائع وكثر الكذب وكلها أمراض نفسية".

اكتساب العادات الصحية

أما د.أشرف عبدالعزيز عميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، فقال: من وصايا الرسول : "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ, وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ, وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ, وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ, وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".. لذلك فإن الصحة من الأمور التي ضيعها الشباب بالتدخين والعلاقات المحرمة، ومشاهدة الأفلام التي تدمر الصحة النفسية والبدنية، وعلينا إدخال ثقافة حفظ النفس في عقول النشء، فلا إيذاء للغير ولا إيذاء للنفس، وأشكال الإيذاء في العصر الحالي كثيرة فالتعرض إلى الإشعاعات الإلكترونية يوميًا بكثرة تدمر الجهاز العصبي وتؤثر على العينين، وإهمال الرياضة يدمر البدن والجسم، والسقوط في براثن المخدرات بأشكالها وأنواعها يدمر المخ ويؤدي إلى التسمم والموت، والتعود على الوجبات السريعة وإهمال الأكل الصحي يدمر الجهاز الهضمي، ورغم وصايا رسول الله محمد ، ثم وصايا العلم الحديث وأطباء التغذية، إلا أن الأمور تتدهور بشدة والشباب أصبح ضعيفًا نفسيًا وبدنيًا".

وتابع: "لمواجهة تلك المشكلة لا بد أن تدعم الحكومات برامج التغذية العالمية، والعمل على إدخالها في المدارس والحضانات، بحيث يتعود الأطفال على الغذاء الصحي السليم، فيخرج لنا أجيالا تقدِّر نعمة الغذاء وتستفيد منها، أيضًا تكثيف جهود محاربة تجارة المخدرات وتغليظ العقوبات عليها، ومواجهة السمنة التي أظهرت دراسة منذ شهور أن 2.1 مليار شخص حول العالم يعانون منها، وسجل التقرير بيانات 188 دولة شهدت زيادة قوية في السمنة على مدى 30 سنة، وأظهر التحليل أن بعض الدول العربية سجلت أكبر نسبة زيادة في العالم في انتشار السمنة، تشمل البحرين مصر والمملكة العربية السعودية وعمان والكويت.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال