السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

58505

د.محمود مهنا: شهر عمل لا نعاس وكسل

د. محمد أبو ليلة: سبيلنا للخروج من أزماتنا الأخلاقية

د.محمد مزيد: فرصة لتنقية النفس من الضغوط

الشاعر حسن طلب: أبدع فيه أكثر من أي وقت آخر

د. محمد مبارك: صفحة جديدة خالية من الشحناء والتنافر

د.إيهاب الخراط: ارفع كفاءة جسدك وتخلص من عاداتك السيئة

القاهرة - إسلام أحمد:

"رمضان فرصة مثالية لإعادة شحن الطاقة الإيمانية وتنقية الجسد".. هذا ما يؤكد عليه عدد من الخبراء الذين التقتهم "الوعي الإسلامي" للحديث عن الشهر الكريم، وأهميته في تجديد الطاقة الإيمانية واستكمال المسيرة النافعة لكل إنسان، موضحين ـ كلٌ في مجاله ـ الانعكاسات الإيجابية لرابع أركان الإسلام في تحسين حياة الإنسان المسلم ومجتمعه المترابط.. إلى التفاصيل.

"شهر رمضان يحتاج إلى نظرة مختلفة عن بقية الأيام والشهور، فهو شهر الجهاد"... بهذه الكلمات بدأ د.محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر، موضحًا أن جهاد النفس لا يقل أهمية عن الجهاد.

نشاط وجهاد لا نوم وكسل

وأضاف د.مهنا أن الله عز وجل بيَّن الهدف من الصيام وهو التقوى، وهي كما يعرِّفها سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل"، مشيرًا إلى أن هذا الشهر هو شهر عمل ونشاط وجهاد وليس نوم وكسل، فنجد أنَّ مكة المكرمة فتحها المسلمون وهم صائون، علاوة على أنَّ غالبية الغزوات وقعت في رمضان، والمسلمون الأوائل فعّلوا آيات القرآن وعلى رأسها فرائض الإسلام فصاموا وصلوا وجاهدوا وصنعوا وزرعوا تفعيلًا لقوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

واستطرد قائلًا: أعرف علماء يقضون نهارهم في الدعوة، ويعملون في الأوقات الأخرى في الحقول والمزارع وحث الناس على الخير، ويقيمون الليل لأنهم قدوة، وهم اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

وتابع د.مهنا: أرى كثيرًا من الشباب والرجال عندما يمشون وهم صائمون يغضون الطرف ويمسكون الألسنة عن القيل والقال ولا يأذون أحدًا من الناس، وفي الحديث المرفوع عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: "قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: امْرَأَةٌ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "لا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ فِي النَّارِ"، وَقِيلَ: فَامْرَأَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ مِنْ أَثْوَارِ الأَقِطِ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي الْجَنَّةِ".. لذا ينبغي أن نتخذ من هذا الشهر بداية جديدة لشحن طاقاتنا الإيمانية وتخليص النفس من أدرانها.

تزكية وتحلية وتخلية

في السياق ذاته، قال د.محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: نعيش في أزمات لا علاج لها إلا بالروحانيات ولا خروج منها إلا بالعمل بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل، والناس لا يصلحهم إلا الدين، والروحانيات كما يلاحظ الجميع تراجعت بعد أن أصبح الاهتمام موجهًا بالكامل إلى المطالب المادية، لذا من المهم أن نتخذ من هذا الشهر فرصة لتزكية النفس وتحليتها وتخليتها من المفاسد والمضرات.

وتابع د.أبو ليلة بأن رمضان هو أكبر مدرسة لتعليم الصبر والمران القاسي عليه، وأفضل فرصة لتعظيم طاقة الإنسان الروحية والبدنية، وفيه تتضاعف قدرة الإنسان على مقاومة الشهوات أيضًا، فضلا عن ما فيه من قيم افتقدناها كثيرًا من عفوٍ وبذلٍ وسخاءٍ.

شحنة إيمانية

بدوره، يؤكد د.محمد مزيد، أستاذ علم النفس، أن رمضان "يُعطينا قوة ودفعة لتخليص النفس من كثير من الضغوط، بفعل الشحنة الإيمانية التي نحصل عليها من خلال أداء العبادات على وجهها الصحيح خلال هذا الشهر.

وأضاف قائلًا: بالبحث في تفاصيل حياة معظم المرضى النفسيين والعقليين نجد أنهم لم يكونوا يصلون أو يصومون ولا يلتزمون بأمور دينهم، ومن ثم فإنَّ أي شخص إذا التزم بالدين وتعاليمه والجانب الروحي سيكون له ذلك له بمثابة حصن حصين من الأمراض النفسية.

وتطرق د.مزيد إلى آيات تتضمن إشارات عن الصحة النفسية حيث يقول الله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وقوله: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، وكذلك: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، لافتًا إلى أنَّ رمضان يُعتبر شهر صيانة للجسد كله، فالإنسان المسلم يشعر بغيره من الفقراء ويهذب سلوكه ودوافعه وغرائزه، كما أنه فرصة لمعالجة الاضطرابات النفسية والسلوكية لديه لاسيما الأنانية. وأكد أن على الإنسان مساعدة غيره في رمضان وفي غير رمضان، وأن يحاول بقدر الإمكان الترفع عن الصغائر وعدم ارتكاب المحرمات، ويضع نفسه في حالة من النقاء النفسي والابتعاد عن إيذاء الآخرين.

تصحيح

من جانبه، قال الشاعر حسن طلب: استفدت في رمضان أكثر من أي وقت آخر، إذ أجد فيه فرصة للاختلاء بالنفس، وأقرأ وأفكر وأكتب، ودائمًا في هذا الشهر الكريم أنجز أعمالاً تحتاج إلى وقت متصل، كقصيدة تسمى "ما كان في الامكان كان" عكفت عليها في رمضان السابق حتى انتهيت منها.

وأضاف: رمضان بطبيعته يفرض بعض القيود التي تمنع كل ما هو ضار، فالمثقفين خلاله ليسوا مستعدين للاستمرار في معاركهم الأدبية التي تتواصل على مدار العام، لذا يجدون خلال هذا الشهر فرصة للهدوء والبحث عن كل ما هو طيب ومشترك، وإرجاء كل ما هو قابل للخلاف.

وتابع: يجب استغلال الوقت في شحن الطاقات الروحية واكتتاب ما في تراثنا من جوانب ومن كتابات راقية من حيث الطاقة الروحية الموجودة فيها، فخلال هذا الشهر يمكن للإنسان أن ينظر بإيجابية في التراث، خاصة أنني قرأت بعض الكتب المهمة جدًا مثل "الإشارات الإلهية للتوحيدي".

وأوضح أن الثقافة ضرورية ومطلوبة في كل وقت ولا يستطيع الإنسان أن يربطها بموسم معين، إلا أنه في هذا الشهر يمكن التركيز أكثر على الكتابات التي تغذي الجانب الروحي للذات وتصحيح العقيدة والأفكار الدينية من أي خلل.

تعاون وتكافل

أما د.محمد مبارك أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر فقال: ينظر علم الاجتماع إلى رمضان باعتباره أحد أهم الشهور والأوقات التي يزداد فيه التعاون والتكافل والتقارب بين الناس، ما يزيد من محبتهم ويقلل من عوامل الشقاق بينهم، وبالتالي حل كثير من مشكلاتهم المتراكمة والمركبة.

وأضاف: مثلاً على صعيد الخلافات الزوجية أو الأسرية عامة تذوب كثير من الخلافات في هذا الشهر ويتم القضاء على المشاحنات التى تؤدي إلى التنافر والصراع، ومعروف أن قوة المجتمع من قوة العلاقات بين أفراده، وهذه تزداد بطبيعة الحال في شهر رمضان بمعنى أن الأمة تزداد قوتها في هذا الشهر الفضيل، حيث قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. [سورة المائدة : 2]، وقال أيضًا: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [سورة الحجرات: 13]، وأيضًا: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ﴾... مشيرًا إلى أن الإيمان والمحبة والتسامح والتعاون وبذل المعروف والتكافل من أهم القيم التي يزداد معدلها وتفاعلها في هذا الشهر الفضيل.

وأوضح أنه من أهم مظاهر الاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر الكريم تكثيف العبادات وتحسين العلاقات وبذل الصدقات والتوسيع على الأهل من البنين والبنات، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين والغارمين والغارمات، ناهيك عن إقامة حلقات العلم؛ وكلها من العوامل التي تعزز بنية المجتمع وتعضد تماسكه.

تخلص من عاداتك السيئة

أخيرًا، أكد الطبيب د.إيهاب الخراط، كبير خبراء برامج الأمم المتحدة في القيادية والإدمان والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، أنه خلال شهر رمضان يستطيع الإنسان أن يضبط حياته من ناحية انتظام الطعام والعادات السيئة التي تؤدي إلى السمنة المفرطة والتدريب على النظام والتحكم في العادات الخاطئة، مشيرًا إلى أنه يرى كثيرًا من الناس يتفوقون ويقلعون عن التدخين وشرب الخمور خلال الشهر الكريم.

وشدد على أنه ينبغي عدم الإفراط في طعام الإفطار وتناوله برفق حيث إنَّ السنة الكريمة تنصحنا بالإفطار على تمرات وتر، وقليل من اللبن، علاوة على ضرورة عدم تناول سعرات حرارية عالية، وبعدها يمكن تناول وجبة أكبر في المساء، لافتًا إلى أنه يجب أيضًا عدم الإفراط في تناول الأملاح أو السكريات والتركيز على البروتينات وشرب المياه بنسب عالية.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال