SOLTAAAAAN

على الشباب أن يتثبتوا قبل نشر أو نقل أي خبر عبر وسائل التواصل

الخلاف أمر طبيعي.. لكم من المهم عدم تضخيمه وتوظيفه للإساءة

الكويت – محمد عبدالعزيز يونس:

"الكويت جُبلت على الخير.. وتفتح أبوابها دومًا لكل من يقصدها".. بهذه الكلمات بدأ الناشط السياسي عبدالعزيز سلطان أحد أبرز المغردين الكويتيين التزامًا بالمهنية والفكر المستنير، والابتعاد عن الفكر الاقصائي.. فهو وإن كان يتفق مع اعطاء الأولوية في نهضة الوطن للمواطنين، فإنه في الوقت ذاته يرحب بكل وافد يسهم في نهضة الكويت ويحقق تنميتها..

 

 وفي هذا الحوار يتطرق إلى المشكلات التي نشبت أخيرًا مع بعض الوافدين خاصة من الجالية المصرية، ويحذر من دور بعض المنصات الإعلامية الشعبوية في افتعال الأزمات، ويؤكد أن من الطبيعي وجود بعض حوادث الاعتداء أو التشاحن والتي لا تعدو كونها حالات فريدة لا تعكس حقيقة العلاقات الأخوية.. ويهيب بالشباب بصفة خاصة بأن يتثبتوا قبل نقل أي خبر حتى لا يتسببوا في إشعال حرائق إعلامية ومجتمعية وربما دولية.. تفاصيل أوفى في سياق الحوار التالي.

طوال تاريخها.. عُرفت الكويت بأنها دار خير.. وقد فتحت أبوابها لملايين الوافدين الذين قصدوها طلبًا للرزق.. ماذا تقول عن هذا التنوع الذي تعيشه الكويت؟

-مع ظهور النفط في الكويت أصبحت غنية بمواردها، ما جعلها محط أنظار العالم لتصدير النفط، ومحط أنظار أيضًا لطالبي العمل والفرص الوظيفية، ومع تطور البنية التحتية والعمران والنهضة فتحت الكويت أبوابها للإخوة الوافدين للعمل في قطاع النفط ومختلف المجالات الأخرى، مما تسبب في النمو السكاني والحضاري للكويت والوافدين.

لكن الكويت أيضًا مشهورة بالعمل الخيري، فهي لا تصدر فقط النفط، بل تصدر العمل الخيري إلى كل العالم (الإغاثي- الدعوي - المالي وأقصد به القروض والمساعدات) ومساندة الدول المنكوبة، ولدينا في الكويت 112جمعية نفع عام بعضها برأس مال يصل إلى 3 مليارات دولار أمريكي، وهذا ياتي انطلاقًا من حرص القيادة السياسية في الكويت متمثلة في أسرة الصباح الطيبة الذين نحن أحد أبنائها، على الإسهام بقوة في الأعمال الإنسانية في الداخل والخارج وفي شتى بقاع العالم بلا تمييز ديني، حتى أُطلق على الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد من قبل منظمة الأمم المتحدة لقب قائد العمل الإنساني على مستوى العالم.

وكل هذه الأعمال تتم مراقبتها من كل الأجهزة المعنية ومن قبل سفارات وقنصليات الكويت بالخارجية تماشيًا مع سياسية وقوانين الدول التي تعمل فيها.

كما أن القانون في الكويت عادل لا يفرق بين المواطنين والوافدين، وهذا ما حبب كثير من الوافدين في العمل داخل الكويت.

2-يقترب عدد سكان الكويت من 5 ملايين نسمة بينهم نحو 1,45 مليون مواطن كويتي.. أي أن كل مواطن يقابله نحو 3 وافدين.. فهل هذا أمر طبيعي؟

نعم هذا أمر طبيعي لعدة أسبابمنها:

-النمو السكاني والمعماري

-النمو الاقتصادي

-الأمن والاستقرار السياسي

-فتح وإنشاء المشاريع الكبيرة وتنفيذها، والتي تحتاجها الدولة في القطاعين العام والخاص، وكل هذا له علاقه طردية بنسب بين المواطن والوافد، وأنا لا أمانع في وجود 5 وافدين أمام كل مواطن، وهذه تعتبر سياسة عادلة وناجحة.

3-على الرغم من أن المطالبة بتعديل التركيبة السكانية أمر قديم لكنها تزايدت بعد جائحة كورونا.. إلى أين وصلت الكويت في هذا الصدد؟

هناك ملاحظات وترسبات قديمة وأخطاء بسبب تجارة الإقامات والعمالة السائبة والهامشية والمخالفة للقانون، كل ذلك تفاقم بسبب جائحة كورونا، وهي حالة استثنائية لم تعهدها البشرية، والتي كشفت كل شيء، ما ترتب عليه تعطل الاقتصاد الكلي والجزئي مع تطبيق حظر وإغلاق كلي، مما تسبب بتعطيل كل الأعمال.. تخيل أن شركة بها 500عامل وفجأه خسرت وأغلقت فيجب أن يغادر هؤلاء العمال، هذا مبدأ (التركيبة السكانية) لاعتبارات أمنية ومجتمعية واقتصادية وصحية، حتى تنتهي الأزمة. والقانون تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الأمة، لكنه قانون أشبه بالمريض يصعب تطبيقه حتى انتهاء أزمة كورونا فهو حبر على ورق

4-شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الشهور الأخيرة حملة على الوافدين وبصفة خاصة المصريين.. بوصفك أحد أبرز المغردين الكويتيين هل هذه التجاذبات من الجانبين تعبر عن أزمة حقيقية أم لا وجود لها فعليًا؟

الجالية المصرية هي الجالية العربية الأولى في الكويت من ناحية العدد والنسبة ووظائف الدولة العليا قضاة ووكلاء نيابة ومحققين ومستشارين ومحاسبين ومدراء وأطباء وممرضين ومهندسي نفط ومهنيين بمختلف فئاتهم.. فهي جالية محسودة من البعض!

كما أن كثيرين منهم مزاياهم ورواتبهم أعلى من بعض الكويتيين، ما تسبب في تذمر الأوساط الكويتية، لأن البعض يعيش في الكويت برفاهية ويتفاخر ويستهزئ عبر منصات التواصل الاجتماعي، لذا من المهم أن يكون أسلوب التعامل الحياتي للوافد أيًا كانت جنسيته ملتزمًا بالأخلاق والأدب.

5-توجد حالات لخلافات او اعتداءات يتم وصفها بالفردية.. ما تقييمك؟

هذه بالفعل حالات فردية وغير مسؤولة، ومرفوضة على المستوى الرسمي والشعبي، فهي لا تمثل الدولة ولا الحكومة، مكانها الطبيعي أمام القانون، لدينا في الكويت على سبيل المثال ونحن الدولة الأولى في تطبيق (قانون الجرائم الإلكترونية) لحماية الفرد والمجتمع والذات الأميرية والدولة، وكذلك الدول الأخرى حفظًا للعلاقات وعدم تعكيرها من جانب أصحاب النفوس الضعيفة أو الأجندات الخارجية أو الداخلية.

6-هل يعمل الإعلام ومنصات التواصل فعلا على إشعال الأزمات بين الشعوب؟

نعم وهو سلاح خطير أخطر من الاعلام المرئي والمسموع (تلفزيون والإذاعة)، فمغرد واحد قد يصنع مالا تصنعه دول وجيوش وحكومات!

7-الشباب هم الفئة الأكثر استخدامًا لمنصات التواصل.. بماذا تنصحهم للمحافظة على وطنهم وعلى العلاقات الأخوية بين الشعوب؟

يعود هذا لأخلاقيات كل إنسان وبيئته وتربيته ودينه وقوانين بلده، ونحن كمسلمين وعرب لدينا روابط مشتركة هي الدين واللغة والدم والأرض والمصير الواحد.. لذلك أحث الجميع والشباب خاصة على أن يتقوا الله في تداول الأخبار وعدم نشر الشائعات والفتن، وأن يحرصوا على التماس المعذرة وتغليب الرحمة قبل الإساءة أو العقاب.

8-رسالة أخيرة توجهها للداخل والخارج؟

العلاقة بين الكويت وكل شعوب العالم عامة وجمهورية مصر العربية خاصة علاقة أبدية، وعلاقة أخوه وأهل.. نحن شعب واحد ومصيرنا واحد، ولن تفرقنا أي مشاحنات فردية أو مدسوسة.. كل كويتي يحمل في قلبه حب مصر، وأثق أن كل مصري أيضًا يحمل في قلبة محبة الكويت.