covercove

الكويت – الوعي الشبابي:

تسبب وصول فيروس كورونا المستجد او كما يسمى طبيا «كوفيد - 19»، الى الكويت في بقاء الكثيرين في المنزل، إما حجرا بعد سفر او خوفا من التقاطه عند الخروج الى الاماكن العامة، وتزامن ذلك مع تعطيل المدارس ما خلق وقت فراغ في أسلوب الحياة العام.

وبحسب د. خلود البارون في القبس فإن البقاء في المنزل يرافقه التفنن في أنواع الطبيخ وتزايد العزومات والتزاور بين الأهل، لذا، شدد د. محمد الموسوي، استشاري امراض الباطنية والسكر على ضرورة حفاظ مرضى السكر على نظامهم الغذائي الصحي.

نظام غذائي صحي

وقال الموسوي إن من الطبيعي ان تستغل ربة المنزل فرصة إجازة المدارس في التفنن في أنواع المأكولات التي تعدها، ونظرا الى تفادى الخروج للأماكن العامة، فقد كثرت العزومات والزيارات العائلية وما يرافق ذلك من موائد عامرة، مما أدى الى ملاحظة ارتفاع سكر دم بعض المرضى الذين كان مرضهم تحت السيطرة، لذا، من المهم التنبيه الى ضرورة التزام مرضى السكر بالحمية الغذائية الصحية، وخاصة بعد اتسام أسلوب الحياة حاليا بالخمول وقلة الحركة، فذلك يساهم بدوره في رفع سكر الدم.

الحمية الصحية

أضاف: للعلم، هذه النصيحة لا تقتصر على مرضى السكر فقط، بل تشمل المصابين بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والقلب، فعليهم جميعا الالتزام بالحمية الصحية والابتعاد عن الأغذية الضارة لهم.

الحذر مطلوب

فيروس «كوفيد - 19» هو نوع من أنواع فيروسات الكورونا، لكن نتائج تحاليله الجينية أظهرت انه يتكون من جين جديد لم يمر علينا كأطباء من قبل، مما يبرر نوبة الهلع التي رافقت ظهوره، وكشأن باقي فيروسات كورونا، فإن هذا الفيروس ينتقل من المصاب الى الآخرين عبر رذاذ (قطرات) السعال، لذا، فالحذر مطلوب ومهم للتحكم ومنع انتشار هذا الفيروس وذلك عبر اتباع السلوكيات الصحيحة، ومن الخطأ مثلا ان يهمل البعض تكرار غسل اليد ويلمس وجه بصورة مستمرة ثم يلتزم بلبس الكمام من دون داع ويذهب الى الأماكن المزدحمة اعتقادا منه بأنه في أمان ما دام الكمام يغطي فمه.

الإتيكيت الطبي

كما يجب اتباع ما يسمى بالإتيكيت الطبي مثل عدم السعال باليد بل في منديل طبي ثم رميه في قمامة مغلقة، وإذا لم يتوفر منديل عليه السعال في الكوع او ملابسه وليس في يده، وان على المريض لبس الكمام حتى لا يعدي الاخرين بالرذاذ المتطاير اثناء حديثه او سعاله. وعلى الجميع إدراك أن مكافحة هذا المرض تبدأ منه كفرد، وذلك عبر تحمله للمسؤولية واتباعه الارشادات الوقائية ثم تنتهي عند الحكومة بتوفيرها الرعاية الطبية للمصابين بالمرض.

الحجر المنزلي

وشدد الدكتور الموسوي على أهمية بقاء من طلب منهم «الحجر المنزلي» في غرفة منفصلة في المنزل وتفاديهم للاختلاط مع الآخرين لمدة 14 يوما. وقال «يكمن خطر هذا الفيروس ليس في تهديده للحياة بل في سرعة انتشاره، فنسبة الوفيات التي تقترن بهذا المرض تقدر بـ 2% فقط، بل وتصل في بعض الدول الى 1.8% من الحالات المصابة، بيد أن سرعة انتشار هذا الفيروس تعادل ضعف انتشار فيروسات الكورونا السابقة.

مما يبرر طلب الحكومة من العائدين من الدول الموبوءة بالبقاء في المنزل بدلا عن المستشفى من مبدأ تسهيل الوضع عليهم، لمدة 14 يوما كنوع من الحجر الصحي، وذلك يعني أن عليهم البقاء في غرفة منفصلة واستخدام ادواتهم الخاصة وحمامهم الخاص وتفاديهم مخالطة الآخرين بقدر الإمكان، وكثير منهم يقللون أهمية الحجر او لا يدركون ضرورته لمكافحة نشر العدوى ويستمرون في مخالطة أفراد اسرهم واصحابهم بل ويخرجون من المنزل، فمثلا، زارت العيادة بالأمس مريضة رجعت من دولة موبوءة كان يفترض بها البقاء في الحجر المنزلي لمدة أسبوعين.

وقد اكدت عليها أن الحجر الصحي هو الخطوة الأولى لمكافحة انتشار المرض. لذا من المهم جدا ان يتحمل من رجع من السفر مسؤولية الحجر المنزلي حتى لا يسبب ضررا واذية لمن حوله.

تجنب الشائعات والمعلومات الخاطئة

لا تستمع الى أي مصدر غير موثوق فيه من الأمور التي زادت من حجم الهلع وجو القلق العام هو رواج الاشاعات والمعلومات الخاطئة عبر السوشيال ميديا وافتاء اشخاص لا يمتون بصلة الى الطب، فليس من المنطقي ولا حتى المعقول ان يتحدث شخص متخصص في الفك عن مرض الكورونا، لذا عليك عدم الاستمتاع الى النصائح الطبية من مصادر غير موثوقة، والاعتماد على المواقع الطبية العالمية مثل موقع منظمة الصحة ومركز مكافحة الامراض ومركز مراقبة الأوبئة الأميركي وغيرها فهي تحتوي على معلومات مترجمة الى عدة لغات بما فيها العربية.

كما يجب متابعة واتباع الارشادات الصحية التي تنشرها وزارة الصحة عبر التلفزيون ووسائل الاعلام عموما.

هل الأغذية التي تقوي المناعة مفيدة للكل؟

لا يمكن انكار أهمية التغذية الصحية الغنية بالخضار والفاكهة والمكسرات والبروتينات وغيرها في تعزيز الصحة والمناعة.

وقد زادت شعبية بعض الأغذية التي تقوي المناعة مثل الثوم والبصل والزنجبيل والعسل.

لكن يجب أيضا ذكر ان الدراسات التي أجريت على فائدة هذه الأغذية محدودة ولا تستند الى أدلة كبيرة بل الى جانب التجربة والخطأ. ورغم كونها أغذية طبيعية لكنها قد تضر البعض وخاصة إذا تم الاكثار في تناولها.

فمثلا، تناول الثوم والبصل قد يسبب معاناة البعض من الانتفاخات والتطبل او تهيج حالة المصابين بالقولون العصبي أو الالتهابات المعوية ومعاناتهم من مضاعفات.

بينما يسفر تناول الزنجبيل تهيج حالة المصاب بالقرحة او ارتجاع المريء. وعليه، فالنصيحة هي الا تتناول طعاما تعلم بأنه يسبب لك اعراضا مزعجة او يتعارض مع حالتك الصحة.

كما تجب مراعاة أمر مهم، فحتى لو كان تناول الثوم أمرا لا يزعجك، فتذكر أن الاكثار منه سيزعج الاخرين. فقبل يومين راجع العيادة مريض اعتقد بأنه تناول كيلو من الثوم، لدرجة أنى احسست انه يريد قتلي وليس الفيروس.

فوبيا الكورونا

التأثير النفسي لفوبيا الكورونا تأثير نفسي أكثر منه جسدي، فالتوتر والخوف والأرق من العوامل التي تؤثر على صحتنا النفسية سلبا، لذا، فالتجمعات العائلية توفر دعما نفسيا مهما خلال هذه الفترة.

وذات الامر ينطبق على الملتزم بالحجر المنزلي الذي سيشعر بالدعم العائلي وحب اهله له وخوفهم عليه. فوجوده في المنزل أفضل له نفسيا من وجوده في المستشفى.

كما أن التزامه بقواعد الحجر سيشعر اسرته بأنه يخاف عليهم من نقل العدوي. وذلك هو دليل حبه لهم. نصيحة للمرضي نصح د. محمد المصابين بالأمراض المزمنة بعدم المغامرة في الصحة والالتزام بالنصائح الطبية العامة لمنع اصابته بالمرض، وقال إن كانت حالتك الصحية مستقرة فلا داع الى قصد المستشفى والمراكز الطبية للمراجعة. وان كان لديك استفسار او تساؤل فمن السهل ان تتصل بالطبيب او عيادته الطبية او مواقع التواصل الاجتماعي المخصصة لطبيبك.

كما أنصح المصابين بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر وامراض القلب والروماتيزم ومن يتناولون ادوية تخفض مستوى المناعة بتجنب الأماكن المزدحمة تماما والحرص على غسل اليد المتكرر.