quraaan

القاهرة – أسماء الفولي:

حصد محمد أحمد خليفة، ابن قرية الزاوية بمركز أسيوط بصعيد مصر، والذي يشغل أمام وخطيب مسجد الحرمين بمدينة أسيوط، المركز الثاني في المسابقة العالمية في حفظ وتفسير القرآن الكريم "المستوي الأول حفظ القرآن الكريم وفهم مقاصده"؛ بمشاركة أكثر من 60 دولة على مستوى العالم والتي نظمتها وزارة الأوقاف المصرية في دورتها الـ 27..

جاء ترتيبه الثاني بعد الفائز محمد علاء الدين، في المسابقة العالمية، ومنها حصل على جائزة مالية قدرها 140 ألف جنيه ومجموعة إصدارات وزارة الأوقاف والمصحف الشريف، في السطور التالية نتعرف على رحلته مع حفظ القرآن حتي حقق المركز الثاني عالميًا.

كيف بدأت رحلتك النورانية مع القرآن الكريم؟

بدأت في الحفظ منذ الصغر حيث شملني والدي بالرعاية والاهتمام من خلال البدء بقصار السور، وكان يتعهدني بالحفظ والمراجعة والتصويب، إلى أن ختمته في الصف الثاني الإعدادي.

حدثنا عن دور أسرتك في تفوقك؟

والدي وهو فني تشغيل بشركة المياه والصرف الصحي بأسيوط تحمل العبء الأكبر وكان يعطيني من وقته وجهده الكثير، كنت أظل طيلة اليوم اقرأ عليه ويسمعني ويحفظني ويردني ويعلمني فجزاه الله عني كل خير، فلم يدخر وسعًا في أن يجعلني من حملة القرآن الكريم لم يكن يستطيع أن يفعل شيئًا ثم لم يفعله، بل كان يبذل قصاري جهده ليجعلني أعيش مع القرآن الكريم وكان يستعمل معي أسلوب التحفيز لصغر سني؛ فلم أكن أعرف قيمة وماهية القرآن فكان يأتي بكتاب في فضائل وآداب أهل القرآن ويعلمني برفقة أخواتي وأن القرآن كلام الله وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وأن كلما قرأ الإنسان منه آية كلما ارتفع درجة في الجنة، هكذا كان يحببنا في قراءة القرآن وحفظه ومعرفة قيمة وقدر هذا الكتاب العظيم.

استغرقت 10 سنوات في الحفظ؛ إليست هذه مدة طويلة رغم شغل والدك الشاغل في تحفيظك؟

حقيقة هذه المدة قد تكون طويلة أن أبدأ من سن 4 أو 5 سنوات وانتهي في سن الـ 14، لكن اهتمام والدي -الحاصل على إجازة في الحفظ براوية حفص عن عاصم- هو الحفظ والإتقان أكثر من مجرد ختمه، فكان يحفظني الربع ويظل يعاودني الحفظ والتسميع مرة بعد الأخرى، فكنت أسمِّع ربع القرآن في يوم كامل حرصًا على الإتقان.

ما أبرز العقبات التي واجهتك في رحلتك مع حفظ كتاب الله؟

لا اتذكر منها كثيرًا، لكن ما اتذكره هو حبي للعب كبقية الأطفال، في البداية كنت أتهرب من حفظه، لكن الوالد كان صبورًا علي، ويحيطني بالاهتمام فكان يحفزني أحيانًا ويعاقبني أحيانًا أخرى، وكما يقول الشاعر "ومن يكُ حازما .. فليقْسُ أحيانا على من يرحم" فلو لم يقدر الله لي هذا الاهتمام من والدي ما كنت حفظته.

كيف اشتركت بالمسابقة؟

قبل خوضي هذه المسابقة مررت بالمسابقة المحلية، ومن خلالها تقدمت بطلب عبر موقع "أوقاف أونلاين"، وكان ذلك قبل أشهر الحج العام الماضي حيث امتحنت في المديرية ومنها بعثوا لجنة امتحنت كافة المتسابقين من محافظات الصعيد وذلك بمسجد ناصر بأسيوط، ومن ثم التصعيد إلى القاهرة.

ومنها ذهبنا إلى مسجد النور بالعباسية، وكنا 18 متسابقًا في الفرع الأول وهو "حفظ القرآن الكريم وتفسيره وفهم مقاصيده"، وامتحنا القرآن -محاكاة- كأننا في المسابقة العالمية أي نقرأ أمام الشاشة ونختار نحن السؤال من بين الأرقام الموجودة وهناك خمسة بلجنة التحكيم منهم الشيخ عبدالفتاح الطاروطي، والشيخ حلمي الجمل، وعباقرة القرآن الكريم المعاصرون ليمتحنوننا وصعد منا خمسة وبفضل الله كنت من ضمنهم وبعدها عقدوا لنا أمتحان أخر في التفسير وفهم المقاصد وتم تصفية المتسابقين إلى 3 وهم من دخلوا المسابقة العالمية.

حدثنا عن استعدادك للمسابقة العالمية؟

لم أكن أسمع عن المسابقات العالمية إلا في الأونة الأخيرة وهذا بفضل الله ثم وزير الأوقاف، الذي لا يألو جهدًا في خدمة القرآن وأهله ويعمل حثيثًا، والحق يُقال في إعطاء كل إنسان حقه، والعام الماضي كنت بالحج مبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف مرافقة للبعثة للحجج ببعثة وزارة الداخلية، وكنت عند الكعبة المشرفة وفي يدي الهاتف قلبت فيه فوجدت أن المسابقة هذا العام يطلقون عليها اسم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، غمرتني الفرحة لأني من محبي الشيخ كما أن صوتي يميل لتقليده، ودعوت من أمام الكعبة أن يجعل لي في هذه المسابقة نصيبًا من النجاح وشربت مياه زمزم بهذه النية بعدما تذكرت قول النبي: وماء زمزم لما شُرب له".

وبعد معرفتي بمشاركة أكثر 63 دولة وكل دولة تصطفي الحفظة وتأتي بهم على نسق حسن وتستخلص أفضل ما لديها، اجمعت أمري واجتهدت، فلم يكن مراجعة الحفظ ليزيد عما كنت أصنع بوردي اليومي الثابت، فكان كل تركيزي على التفسير وفهم مقاصد القرآن وأتيت بكتاب "تفسير الجلالين" لعلي اقرأ الكتاب كاملًا، وكذا أتيت بكتب في مقاصد القرآن وجعلت أستخلص المقاصد مع تدوينها ومن ثم مذاكرتها ومراجعتها واجتهدت في فهم وتفسير مقاصد القرآن الكريم، وبفضل الله أكرمني بدخول المسابقة العالمية لأول مرة هذه العام لأول وكتب الله لي التوفيق وحصلت على المركز الثاني وكُنت أطمح في المركز الأول -ولكن قدر الله وماشاء فعل، كنت الفائز بالمركز الثاني عالميًا في مسابقة القرآن الكريم

هل شاركت في مسابقات أخري أم لا؟

نعم شاركت في عدة مسابقات محلية، كمسابقة الإمام المتميز وهي تتطلب القرآن من الدرجة الأولى؛ والحمد لله خضتها وكنت من العشرة الأوائل فيها، وأيضًا مسابقة تلاوة القرآن الكريم في صلاة التراويح بجزء و تتطلب القرآن بشيء أساسي فضلًا عن حسن الصوت وهي مقسمة على ثلاث مراحل وفي المرحلة يعطي الناجح 5 آلاف جنيه، و3 آلاف لفائز المرحلة الثانية، وفائز المرحلة الثالثة يُعطي ألفين جنيه وبفضل الله حققت المستوي (أ) وكتب لله لي فيها النجاح والتوفيق.

ما أهم هوايتك؟

هوايتي الخطابة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو طموحي المستقبلي، وأسال الله أن يجعلني ممن دعا إليه على بصيرة، وأن يشملني في قوله: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).