indedededex

نواجه صعوبات عديدة خاصة في التعامل مع من ليس لديهم أوراق ثبوتية

طموحاتنا ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة ما دام لدينا الإرادة الصادقة لتنفيذها

أدعوا كل شاب يحلم بفعل الخير أن يبادر به وألا يسمح للعراقيل بأن تحبطه

القاهرة – رحاب عبدالظاهر:

حينما فكَّر في إيواء عديد من الحالات الإنسانية التي لا ملجأ لها، انطلق من حديث النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا..).. إنه المهندس محمود وحيد أول شاب مصري يبادر بإنشاء دار رعاية متكاملة للمشردين باسم "معانا لإنقاذ إنسان"، والذي يحلم بمستقبل أفضل لأبناء الشوارع يكون لكل واحد فيهم مكان يحفظ آدميته وكرامته.. "الوعي الشبابي" التقت صاحب الفكرة وجاءتكم بالتفاصيل.

دعنا أولا نتعرف إلى صاحب فكرة إنشاء مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"؟

اسمي محمود وحيد وأعمل مهندس بترول، عمري 33 عامًا، بجانب أنني رئيس مجلس إدارة مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" والتي تعنى بإنقاذ المشرّدين بالشوارع في المدن والقرى ورعايتهم تمهيدًا لإعادتهم إلى ذويهم وتأهيلهم للانخراط والاندماج داخل المجتمع.

هل أنت صاحب الفكرة وما الدافع وراء إطلاق مؤسسة غير حكومية لإيواء المشردين؟

بالفعل، أنا صاحب الفكرة قبل نحو عشر سنوات، لكنها خرجت للنور على أرض الواقع قبل 3 سنوات، حيث قمت بإشهار المؤسسة وبدأنا العمل بها.. وكان الدافع وراءها هو مشاهدتي للعديد من الأشخاص المشردين في الشوارع، لاسيما لأشخاص يبدو عليهم التعفف، واضطرتهم الظروف إلى هذا المصير.. بدأ الأمر معي بمساعدة شخص، ثم ما لبث أن فكرت في التوسع في الأمر ومساعدة أشخاص آخرون، وهكذا بدأ الأمر يأخذ الشكل المؤسسي.

ما هدف ونشاط مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان

هدف ونشاط المؤسسة هو: رعاية المشردين الذين لا مأوى لهم، مثل الناس الذين نراهم ينامون على الأرصفة ولا أهل لهم، فنحاول احتضانهم ورعايتهم على قدر إمكاناتنا.. ولدينا صفحة وجروب على الفيس بوك ليتواصل معنا الناس من خلالها للتبليغ عن أي شخص مشرد في الشارع، ومن ثم العمل على إيوائه وتقديم الدعم له.

حدثنا عن فريق العمل وأقسامه ودوره؟

مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان " لها أقسام عمل كثيرة، بداية من المتطوعين ثم القائمين على حالات المؤسسة، بالإضافة إلى القسم الطبي الذي يضم خمسة أطباء متواجدين بشكل مستمر في المؤسسة، كل طبيب يتواجد يوم في الأسبوع (طبيب نفسي، طبيب باطنة، طبيب جراحة عامة، وطبيبة تحاليل، وطبيبة علاج طبيعي) ثم القسم الاجتماعي والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ثم الإداريين، والجميع يعملون على قلب رجل واحد لمعاولة إسعاد هذه الحالات الإنسانية التي تتبناها المؤسسة.

نتيجة بحث الصور عن محمود وحيد معانا لانقاذ إنسان

هل تقومون بعمل كورسات تؤهل المتطوعين للتعامل الجيد من الحالات؟

بالتأكيد نقوم بتدريب كل فريق العمل سواء من المتطوعين أو من العناصر الأساسية، وعندما يأتي إلينا أي متطوع يرغب في مساعدتنا نشرح له كيفية التعامل مع الحالة وطريقة النقل من الشارع إلى مقر المؤسسة، ومن ثم التعليم بالممارسة يجعل الشخص يتدرب بشكل عملي.

كيف يتم تمويل أنشطتكم الخيرية؟

المؤسسة بأكملها قائمة على التبرعات الذاتية, نحن بدأنا بجهود ذاتية ومستمرون بالتبرعات من الأهل والأصدقاء وأعضاء الجروب وأهل الخير، علمًا بأننا مسجلون ضمن أنشطة وزارة الشؤون الاجتماعية.

هل تنوون افتتاح فروع أخرى؟

بدأنا العمل على افتتاح فرع في كل محافظة من محافظات مصر، فنحن نسعى ليكون لدينا 26 فرعًا بحسب كل محافظة، حتى نغطي المشردين على مستوى الجمهورية.. وحتى يتحقق ذلك فإننا نعمل من خلال المقر الرئيس للمؤسسة بحي مدينة نصر بالقاهرة.

هل هنا أشخاص يرفضون الاستجابة لكم من مشري الشوارع؟

نحن نجد في الشارع 3 فئات، الفئة الأولى من المتسولين وهؤلاء لا نتعامل معهم أبدًا، لأن هذه مهنتهم ولديهم بيت وأهل، و الفئة الثانية هم المرضى النفسيين وهم نوعان: نوع عنيد وآخر هادئ، ونحن نستطيع أن نأخذ النوع الهادئ لكن النوع العنيف لا نستطيع التعامل معه لأنه يوجد خطورة على حياته وحياة الآخرين في المؤسسة، لكن نساعده في مكان تواجده في الشارع وتتولى أمره جهات أخرى حكومية.. ومن ثم نركز اهتمامنا في الفئة الثالثة وهي رعاية المشردين الذين فقدوا المأوى لأي سبب كان، ونتكفل بكل احتياجاتهم من ملبس ومأكل ومشرب ونظافة وأدوية وعمليات جراحية.

وما أهم الصعوبات التي تواجهكم؟

القسم الطبي مكلف جدًا جدًا، وصعب جدًا، فعلى سبيل المثال تم إجراء عملية لأحد المشردين تكلفت مبلغ 73 ألف جنيه، وهذا بالطبع يفوق إمكاناتنا البسيطة.. أما الصعوبة الثانية فتتمثل في الحالات مجهولة الهوية والتي لا يوجد معها بطاقة هوية أو أوراق تثبت من هو، الأمر الذي يشكل صعوبة بالغة وربما مشكلة قانونية خاصة في حال وفاة هذا الشخص أثناء رعايته في المؤسسة لدينا.

ما السبيل أمام الراغب في التطوع معكم؟

يأتي لنا في الدار ويملأ استمارة التطوع، ويبدأ في العمل.. أما إذا كانت ظروفه لا تسمح بالعمل على ارض الواقع فيمكنه أن ينشر الفكرة عبر الفيس بوك يدخل أصدقائه على جروب مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان ينشر الفكرة بين أقاربه وجيرانه ويوسع دائره المعرفة حتى يمكن لأي حالة أن تصل إلينا.

ماذا تتمنى أن تفعله للأشخاص المشردين فى مصر؟

أتمنى إنشاء مدينة كبيرة لهم تكون بيتهم ومدينتهم وبها كل ما يحتاجونه، وهذا طموح ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلا إذا توفرت الإرادة الصادقة.. وأتمنى أن يساهم معنا كل إنسان مصري في هذه التجربة الإنسانية والتي سينعكس صداها إنسانيًا ومعنويًا سواء على نطاق الفرد أو المجتمع ككل.

نتيجة بحث الصور عن محمود وحيد معانا لانقاذ إنسان

هل تجلس مع نزلاء المؤسسة بشكل يومي وتتحدث معهم؟

بالفعل لا يكاد يمر يوم إلا والتقي عديد من نزلاء المؤسسة وأتبادل معهم الحديث، واستمع إلى أفكارهم أو حلامهم، فهو أشخاص على قدر كبير من الذكاء، لكن ربما قادتهم الظروف إلى هذا المصير.

ما دور السوشيال ميديا في دعم المؤسسة؟

السوشيال ميديا هي العامل الرئيس لدعمنا حتى الآن، فنحن بدأنا على السوشيال ميديا وهي وسيلة الربط الأساسية لاستقببال الحالات أو دعمها.

ماذا تقول لكل شاب عنده فكرة لعمل خير ويريد تنفذها على أرض الواقع؟

يبدأ فورًا، يتحرك على أرض الواقع، ولا يجلس يخطط فترة طويلة، ولابد أن يعي جيدًا أن أي أحد يريد الوصول لأي طريق لابد وأن تقابله صعوبات وأشخاص يعرقلوا خطواته وتمنعه من الوصول لما يريد، لأن النجاح ليس سهلا ووصولك لهدف يحتاج لتعب وجهد.

نتيجة بحث الصور عن محمود وحيد معانا لانقاذ إنسان

ما أهم الأشياء الأساسية في يومك؟

القراءة، كما أتواصل مع عددي من الأشخاص والمؤسسات المعنية برعاية المشردين للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.

متى تبكي؟

لو جلسنا نبكي فلن نستطيع فعل شيء، لكن من الطبيعي أن يوجد تأثير نفسي علينا وحزن على الحالات عند دخولها المؤسسة، لكننا نفكر بشكل إيجابي، فنحول الحزن بداخلنا إلى طاقة إيجابية تتمثل في مساعدة مزيد من المشردين لإنقاذهم من كل الشرور والمتاعب التي قد يتعرضوا لها في الشارع..

ماذا عن تكريمك كأفضل شاب مصري في مجال اتطوع؟

بالفعل تم تكريمي من قبل رئاسة الجمهورية كأفضل شاب مصري في مجال العمل التطوعي، وأهدي هذا التكريم لكل شاب يحلم بفعل الخير، وأحثه على أن يبادر به ولا يسمح للعراقيل بأن تمنعه من السير قدمًا في طريقه النبيل.

indexindind