asnan1

السكريات والمشروبات الغازية والتدخين وإهمال النظافة أكبر خطر يهدد أسنانك

الحفاظ على أسنان الطفل يبدأ قبل مولده.. وتنظيفها صباحًا ومساءً خطأ شائع

القاهرة – رحاب عبدالظاهر:

أكد دكتور هاني ممدوح طبيب وجراح الفم والأسنان أن التكنولوجيا الحديثة سهلت كثيرًا علاج أمراض الفم المختلفة، وساهمت في إزالة مخاوف البعض لاسيما الأطفال من طبيب الأسنان.. وأشار في حواره مع "الوعي الشبابي" إلى ضرورة العناية بأسنان الطفل من قبل مولده من خلال تناول الأم عناصر غذائية تتضمن الكالسيوم.. وأوضح أهم الأمراض التي تصيب الفم واللثة وسبل التعامل الصحيح معها، إضافة إلى الجديد في طب الأسنان.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي.

الفم مرآة الجسم.. والأسنان جزء مهم في الإنسان فما أهمية تنظيفها باستمرار وهل ينبغي متابعة الطبيب منذ الصغر؟

بلا شك فإن تنظيف الأسنان من أهم العادات التي يجب أن يحافظ عليها الإنسان 3 مرات يوميًا على الأقل، وذلك للحفاظ على صحة وسلامة الأسنان وإزالة بقايا الأطعمة المتبقية بعد تناول الوجبات الغذائية، وتستخدم الفرشاة والمعجون والخيط لتنظيف الأسنان ويجب معرفة طريقة استعمالها بشكل صحيح حتى لا تؤذي اللثة.

وبالتأكيد هناك أسباب عديدة تستدعي أن يحافظ الإنسان على نظافة فمه وأسنانه ولثته، فمنها الحفاظ على الأسنان قوية وسليمة ما يساعد على مضغ الطعام بشكل جيد، وحماية الإنسان من الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي. فضلا عن منع حدوث التسوس والإصابة بالتهابات اللثة.. أيضًا الوقاية من رائحة الفم الكريهة التي تسبب الإزعاج لكثير من الناس... ومما لا شك فيه فإن متابعة الطبيب بمعدل مرتين كل عام أمر مهم لحماية الإنسان من أية مخاطر تهدد أسنانه ولثته.

كما يصاب جسم الإنسان بالأمراض المختلفة فإن الأسنان أيضًا تصاب بأمراض عدة.. فما أبرزها وكيف يمكن تجنبها؟

هناك أمراض عديدة تصيب الأسنان أشهرها التسوس، لكن هناك أمراض أخرى لا تقل خطورة منها تشوهات الأسنان، كتشوهات العدد، فقد يحدث نقص في عدد الأسنان وعدم اكتمال العدد اللازم، وهناك أيضًا تشوهات اللون حيث يلاحظ أن بعض الأسنان تكون ملونة جزئيًا أو كليًا ولا يمكن إزالة التلوين بواسطة التنظيف.. أيضًا توجد مشكلة تصبغات الأسنان، فبعض الأسنان تكون ملونة جزئيًا أو كليًا وهذا التلوين يمكن أن يكون خارجيًا (على سطح التاج)، أو داخليًا (داخل اللب) وعادة ما تتلون الأسنان بلون أصفر أو أخضر قاتم أو رمادي.

أيضًا من الأمراض وجود أسنان منعت من البزوغ لأسباب مختلفة وبقيت مغطاة بعظم الفك بعد مضي زمن بزوغها وذلك إما لتأخر سقوط السن المؤقتة أو سقوطها مبكرًا أو نقص نمو الفك أو وجود التهابات أو للوضع الشاذ للأسنان المجاورة، وربما للوراثة، أو فقر الدم، الكساح، اضطرابات الغدد الصماء.

يعتبر مرض التهاب اللثه من امراض التي لا يستهان بها فما أعراضه وسبل الوقاية منه؟

التهاب اللثة يحدث عادة بسبب دخول الجراثيم إليها، كما أن تغير الهرمونات أثناء فترة الحمل قد تسبب للمرأة الإصابة بالتهاب اللثة، وكذلك التدخين، أو نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل السرطان، أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية التي تؤثر على اللثة وقدرتها في التجدد والإلتئام، بل إن الحالة النفسية قد تؤدي لالتهاب اللثة أيضًا خاصة التوتر والقلق، فقد أثبتت الدراسات أن القلق والتوتر الزائدين يؤثران على صحة الإنسان وجهاز المناعة بالذات وبذلك تصبح مقاومته للأمراض والشفاء منها يتم ببطء شديد.

وأعراض التهاب اللثة لا تظهر في البداية لكن في الحالة المتقدّمة من الالتهاب قد تظهر بعض الأعراض مثل: نزول الدّم من اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، وأحيانًا قد تنزف اللثة دون سبب. حدوث التورم والانتفاخ في اللثة. تغير لون اللثة إلى الأحمر القاني. خروج الروائح الكريهة من الفم بسبب الالتهاب. تراجع حدود اللثة وظهور مناطق أكبر من الأسنان. البدء بسقوط الأسنان. ظهور الفراغات بين الأسنان.. ومن أهم سبل علاج التهاب اللثة تناول المضادات الحيوية التي تساعد في القضاء على الجراثيم المسببة للالتهاب. واستخدام المحلول الملحي في الغرغرة أكثر من مرة في اليوم فهو يعمل على القضاء على الجراثيم ويمنع انتشارها. فرك اللثة بزيت القرنفل أو بحبة قرنفل مطحونة. وكذا يمكن دهنها بالعسل فهو معقّم طبيعي.

أحيانًا يتعرض الأطفال إلى اصطدام الأسنان بجسم صلب ما قد يؤدي إلى تضرر أسنانه.. فكيف يكون التصرف في هذه الحالة؟

على الأم أن تبادر فورًا إذا كانت الإصابة مقتصرة على الأنسجة الرخوة فقط، بأن تضع ضماد نظيف على منطقة الجرح لإيقاف النزف إذا وجد لحين الوصول إلى الطبيب.. أما إذا كانت الإصابة قد تسببت بكسر للسن اللبني، فيمكن أن يعيد الطبيب بناء السن بواسطة الحشوات التجميلية. وإذا كان الكسر بسيطًا جدًا فيمكن الاكتفاء بتنعيم الجزء الحاد من السن حتى لا يجرح لسان أو شفاه الطفل.. أما إذا كان الكسر عميقًا وتسبب بانكشاف العصب، فلا بد من إجراء علاج عصب للسن حتى لا يتسبب تأخير العلاج في فقدان السن قبل الأوان... لكن في حال تسببت شدة الإصابة في خلع السن تمامًا فلا أنصح أبدًا بإعادة غرس السن اللبني حتى لا يؤدي ذلك إلى تأخير ظهور السن الدائم الذي يليه، أو حتى منعه تمامًا من النزول.

هل الخوف أو "الفوبيا" من طبيب الأسنان تراجع عن ذي قبل؟

بالطبع خوف الناس من طبيب الأسنان انخفض كثيرًا وأصبح من الماضي فى ظل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التخدير الحالية.. والخوف مرتبط بتجارب سلبية سابقة، لكن الأمر اختلف كثيرًا بعد استخدام الوسائل الحديثة.

كيف تكسر الحاجز بينك وبين المريض خاصة بالنسبة للأطفال؟

فى البداية طبيب الأسنان يتحدث مع المريض ويحاول أن يطمئنه نفسيًا ويوضح له التطورات الموجودة فى طب الأسنان ليشعره بالراحة والأمان.. والابتسامة فى وجه المريض مهمة جدًا وتجعله يرتاح نفسيًا ويقبل على العلاج... وبالنسبة للأطفال فمن المهم أولا كسر حاجز الخوف معهم عن طريق تقديم الهدايا والحلوى، ومن الممكن فى أول جلسة لا يتم العلاج مع الطفل بل تصبح فقط جلسة تمهيدية حتى يرتاح الطفل نفسيًا للطبيب ولا يجزع منه.

وما النصائح التي توجهها للأم من أجل الحفاظ على صحة أسنان طفلها؟

الاهتمام بصحة أسنان الطفل يبدأ وهو جنين فى بطن أمه عن طريق المتابعة عند طبيب أمراض النساء، حيث تأخد فيتامينات معينة للحفاظ على صحة الجنين، وأسنان الطفل تتكون وهو في بطن أمه.. والاهتمام بالكالسيوم مهم جدًا لذا ننصح الأم دومًا بأن تأكل أشياء بها كالسيوم مثل الألبان والجبن والبيض..

وبعد الولادة يجب مسح لثة الطفل بعد الرضاعة بواسطة قطعة من الشاش أو القماش الناعم وذلك لإزالة الجير أو أي ترسبات ناتجة عن التغذية. ويساعد ذلك على تهيئة فم صحي ونظيف لطفلك و لمنع تكون الالتهابات الفطرية في الفم نتيجة لتخمر الحليب... ومن العادات الخاطئة التي تقوم بها كثير من الأمهات ترك حليب الرضاعة الصناعية في فم الطفل أثناء نومه. والمشكلة تكمن في أن هذا الحليب يحتوي على مقدار كبير من السكريات وتركه في فم الطفل أثناء الليل يساعد على تجميع السكريات حول الأسنان وبالتالي تكون مرتعًا مناسبًا للبكتيريا المسببة للتسوس.. لذا ينبغي عدم تركها في فم الطفل حال نومه.

ما اكثر الأطعمة التي تسبب التسوس؟

السكريات بكل أنواعها، وبصفة عامة أي طعام يأكله الإنسان قد يضر أسنانه إذا لم يتم تنظيفها بالفرشاه والمعجون بعد تناول الطعام.. فمثلا البسكوت يحتوي على كربوهيدرات وسكريات دقيقة تذوب بسرعة وتدخل بين الأسنان وتسكن فيها وتسبب تسوسها.. وكذلك المشروبات الغازية تتسبب في تآكل كبير للأسنان نظرا لاحتوائها على حمض الستريك والفسفوريك اللذان يسببان تحلل للأسنان.. وكذلك الإكثار من تناول الحلوى يعمل على زيادة تسوس الأسنان حيث يتم ذوبان السكر ودخوله بين الأسنان ويسبب التسوس وأيضا حرق السكر في الفم ينشئ أحماضا تلتصق بالأسنان وتسبب تآكلها.

ومن المهم أن يتناول الإنسان طعام يحتوى على ألياف مثل الخضروات والتفاح لأنها تعمل على تنظيف الأسنان.. وكثير من الناس يعتقدون أن الصواب هو غسل الأسنان عند الاستيقاظ وقبل الذهاب للنوم، لكن الصحيح هو غسلها بعد كل وجبة.

ما الجديد في طب الأسنان؟

علاج الأسنان حاليًا أصبح سريع جدًا، فمن الممكن فى جلسة واحدة نقوم بعمل حشو عصب أو تركيبات أو زرع أسنان فى جلسة لا تتعدى نصف ساعة، وهو الأمر الذي كان يستغرق في السابق أكثر من أسبوعين أو ثلاتة.. وتجميل الأسنان بصفة عامة ظهرت فيه تكنولوجيا حديثة، فظهرت أشعة الليزر والتي تمكِّن طبيب الأسنان من التغلب على الصعوبات التي يمكن أن يشاهدها خلال ممارسته اليومية وعلى رأسها الألم والنزف وغيرهـا. حيث إن العلاج بأشعة الليزر يعتبر معجزة في عالم طب الأسنان .

أيضًا هناك طفرة في مجال تبييض الأسنان وإزالة التبقعات الموجودة عليها وظهر حديثاً العديد من المواد التي تلبي هذا الأمر ومنها استخدام المواد في مجال أمراض اللثة.. كذلك بالنسبة للحشوات التجميلية ظهرت أجيال جديدة تضاهي السن الطبيعية قوة ومتانة وجمالاً، إيضًادخل في مجال تقويم الأسنان التشخيصي والعلاجي استخدام الحاسوب، كما استخدم في تصميم وصناعة الترميمات والتيجان والجسور والوجوه الخزفية.

هل أثرت مواقع السوشيال ميديا على اهتمام الناس بأسنانهم؟

بالتأكيد ساهمت فى التوعية عند الناس عن طريق مثلا أن المريض عندما يأتي للطبيب يعرف ماذا سيحدث له، فهو متابع جيد للتطور الحادث في هذا المجال.

ما أهم النصائح والارشادات التي تقدمها للقراء لمساعدتهم في الحفاظ على أسنان نظيفة جميلة؟

الاهتمام بنظافة الأسنان بعد كل واجبة يتناولها الانسان وليس مرة واحدة فقط.. ومن المهم استخدام الفرشاة والمعجون المناسبين لطبيعة الأسنان.. أيضًا تغيير الفرشاة كل ثلاثة أشهر، واستعمال غسول الفم للقضاء على البكتيريا، مع المحافظة على تنظيف الأسنان 3 مرات يومياً خصوصاً قبل النوم، والحد من تناول السكريات والحلويات التي تؤدي إلى تسوس الأسنان، إضافة إلى الابتعاد عن التدخين بكل أشكاله لأنه يضعف مينا الأسنان ويسبب التهابات للثة ويؤدي إلى إصفرار الأسنان مع الوقت، وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية لأنها تؤدي إلى تآكل الأسنان مع مرور الوقت.